جرائم الاحتلال تفضح مخططاته الخبيثة لإنهاء "حل الدولتين"
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
◄ "طوفان الأقصى" يُفشل مخططات هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم
◄ حل القضية الفلسطينية تتصدر أولويات العالم بعد السابع من أكتوبر
◄ الإبادة الجماعية في غزة أثبتت مساعي القضاء على الهُوية الفلسطينية
◄ تصاعد زخم الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية
◄ نتنياهو يسعى لنسف جهود الاعتراف بالدولة الفلسطينية
◄ حكومة الاحتلال توافق على قرار يعارض "الاعتراف الأحادي بالدولة الفلسطينية"
الرؤية- غرفة الأخبار
كشفت عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة يوم السابع من أكتوبر 2023، الوجه الإجرامي للاحتلال الإسرائيلي الذي كان قاب قوسين أو أدنى من البدء في بناء الهيكل المزعوم وهدم المسجد الأقصى، لتأتي هذه العملية- الأولى من نوعها منذ عام 1948- لتوقف هذه المساعي الخبيثة وتجذب الجهود الدولية لتكون القضية الفلسطينية على رأس أولويات دول العالم في الوقت الحالي.
وفي السنوات الأخيرة، زادت عمليات بناء المستوطنات الإسرائيلية وزادت الاقتحامات للمسجد الأقصى من قبل المستوطنين الإسرائيليين، كما زادت جرائم المستوطنين بحق الفلسطينيين إذ عمدوا إلى حرق المنازل وسرقة الممتلكات والاستيلاء على المزارع، وغير ذلك من الجرائم التي لم يلق العالم لها بالاً حتى كان "طوفان الأقصى".
وقبل شهرين من "طوفان الأقصى" أثار جلب مُنظمات الهيكل الإسرائيلية خمس بقرات حمراء مخاوف الأوساط الفلسطينية والإسلامية، من توجه إسرائيل نحو هدم مسجد قبة الصخرة لإقامة الهيكل الثالث المزعوم على أنقاضه، في ظل الاستعدادات من قبل المنظمات الدينية اليهودية لتحقيق هذا المُخطط، وتبني الحكومة اليمينية المخطط ودعمه.
وقدمت حكومة الاحتلال دعماً سخياً مالياً ومعنوياً للمنظمات الدينية، من خلال مساعدتها في جلب البقرات الخمس من الولايات المتحدة، وتوفير الحماية لاقتحامات المستوطنين اليومية للمسجد الأقصى وإجراء تغييرات في المسجد، ودعمها مشروع جماعات الهيكل المتطرفة والتي كانت تحضر اللمسات النهائية لبناء الهيكل الثالث المزعوم على أنقاض المسجد، وذلك بعد هدمه وتغيير الواقع الديني والتاريخي فيه.
كل هذه المُعطيات كان الهدف منها القضاء على حلم إقامة الدولة الفلسطينية، في ظل انشغال العالم أجمع بالتحديات الاقتصادية والحرب الروسية الأوكرانية، والتوترات التي تشهدها عدة دول.
وعلى الرغم من أنَّ عملية طوفان الأقصى أعادت مسألة حل القضية الفلسطينية إلى الصدارة مرة أخرى، إلا أن إسرائيل عمدت إلى استغلال هذا الأمر للتنكيل بالفلسطينيين وإبادة المعالم التراثية والثقافية وهدم المنازل وقتل عشرات الآلاف من خلال حرب غاشمة تشنها على قطاع غزة، لتتكشف نواياها الخبيثة بالقضاء على حلم الدولة الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين وليس "دفاعاً عن النفس" كما تدعي.
وافقت الحكومة الإسرائيلية بالإجماع، الأحد، على قرار بشأن معارضة إسرائيل "الاعتراف الأحادي بالدولة الفلسطينية".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، قد أكد رفضه الاعتراف بدولة فلسطينية، وقدم مقترحا إلى الحكومة بهذا الخصوص للتصويت عليه.
وقبيل إعلان الموافقة، قال نتانياهو إن الحكومة ستصوت على "قرار توضيحي" يتعلق بمعارضة إسرائيل لأي إعلان لدولة فلسطينية من جانب واحد.
وأضاف في مستهل الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء أن هذه الخطوة تأتي بعد "أحدث ما تردد في المجتمع الدولي عن محاولة فرض دولة فلسطينية على إسرائيل من جانب واحد".
وأشار إلى أن البيان الرسمي سيعكس أن "إسرائيل ترفض الإملاءات الدولية الصريحة فيما يتعلق بتسوية دائمة مع الفلسطينيين. ولا يمكن التوصل إلى مثل هذا الترتيب إلا من خلال المفاوضات المباشرة بين الجانبين، دون شروط مسبقة".
وتعمل الولايات المتحدة مع دول عربية على إعداد خطة لما بعد الحرب في غزة، تشمل أيضًا جدولا زمنيا لإقامة دولة فلسطينية، وأساس هذه الخطة هو الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النَّار والإفراج عن المختطفين في القطاع الفلسطيني، وفق تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" نشر قبل أيام.
إلى جانب ذلك، ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية، أن وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون أبلغ مجموعة من النواب في بلاده بأن الحكومة وحلفائها "سينظرون في مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بما في ذلك في الأمم المتحدة".
كما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الاعتراف بدولة فلسطينية "لم يعد من المحرمات بالنسبة لفرنسا". وأوضح في مؤتمر صحافي مشترك مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في باريس: "شركاؤنا في المنطقة، خاصة الأردن، يعملون على ذلك، ونحن نعمل معهم. ونحن على استعداد للمساهمة فيه، في أوروبا وفي مجلس الأمن. الاعتراف بالدولة الفلسطينية ليس من المحرمات بالنسبة لنا".
وفي ديسمبر الماضي، قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إن توجه بلده نحو الاعتراف بدولة فلسطينية "مستمر حتى لو لم تحصل على الدعم الكافي" داخل الاتحاد الأوروبي.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
حماس: تصريحات ليبرمان تفضح تورط الاحتلال بتسليح عصابات نهب المساعدات
أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن تصريحات وزير الدفاع الأسبق أفيغدور ليبرمان عن تزويد تل أبيب "مليشيات إجرامية" في قطاع غزة تفضح التورط المباشر للاحتلال في إشاعة الفوضى ونهب المساعدات، وتعزز ما كشفته الوقائع على الأرض خلال الأشهر الماضية.
وقالت حماس إن جيش الاحتلال لم يكتف بالقتل والتدمير، بل يدير عمليات التجويع والسرقة عبر وكلاء محليين، معتبرة أن هذه العصابات "أدوات رخيصة بيد العدو وعدوٌ حقيقي لشعبنا"، متوعدة بملاحقتها ومحاسبتها.
وأوضحت الحركة أن هناك تنسيقا مكشوفا بين جيش الاحتلال وتلك العصابات المتعاونة معه، في نهب المساعدات وافتعال أزمات إنسانية تفاقم معاناة الشعب الفلسطيني المجوّع والمحاصر.
وأضافت حماس أن هذه العصابات، التي تورطت في الخيانة والنهب، تتحرك بإشراف أمني إسرائيلي مباشر، داعية جماهير الشعب الفلسطيني إلى الحذر منها، ورفع الغطاء المجتمعي عنها، والتعاون مع الجهات الأمنية واللجان الشعبية لحماية المجتمع ومقدراته من أذرع الاحتلال الداخلية.
وفي الأشهر الأخيرة، تحدثت تقارير إعلامية إسرائيلية ودولية عن ظهور "مجموعات إجرامية مسلحة" بغزة تعمل بحماية جيش الاحتلال الإسرائيلي.
كما كشف وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق أفيغدور ليبرمان، اليوم الخميس، أن تل أبيب زودت "مليشيات إجرامية" في قطاع غزة بأسلحة.
إعلانوقال ليبرمان، زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المعارض، لهيئة البث الإسرائيلية الرسمية إن إسرائيل نقلت بنادق هجومية وأسلحة خفيفة إلى مليشيات إجرامية في غزة.
وأضاف أن هذه الخطوة تمت بأوامر من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
كما أوردت صحيفة واشنطن بوست الأميركية، نقلًا عن مصادر متعددة، وجود عصابات منظمة تنهب المساعدات في غزة وتتحرك بحرية في مناطق خاضعة لسيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي.
ومنذ 22 مايو/أيار، لم يسمح الاحتلال بإدخال سوى عدد محدود من الشاحنات المحمّلة بالمساعدات، في وقت تحتاج فيه غزة إلى ما لا يقل عن 500 شاحنة يوميا من الإمدادات الإغاثية والطبية والغذائية، إضافة إلى 50 شاحنة وقود على الأقل كحد أدنى لإنقاذ الحياة، وفق المكتب الإعلامي.
وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة، بدأت إسرائيل في 27 مايو/أيار تنفيذ مخطط لتوزيع "مساعدات إنسانية" عبر "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة أميركيًا وإسرائيليًا، بهدف تهجير الفلسطينيين من شمال القطاع إلى جنوبه.
وارتفعت حصيلة الضحايا الفلسطينيين الذين استهدفهم جيش الاحتلال قرب مراكز توزيع ما تُسمى "مساعدات" بالجنوب إلى 102 شهيد و490 مصابا خلال 8 أيام.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أميركي، نحو 180 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.
ومنذ 18 عاما تحاصر إسرائيل غزة، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.