مع اقترابه من شواطئ غزة.. كيف سيتعامل الجيش الإسرائيلي مع أسطول الحرية؟
تاريخ النشر: 5th, June 2025 GMT
يستعد الجيش الإسرائيلي لوصول أسطول احتجاجي يُعرف باسم "أسطول الحرية"، والذي يهدف إلى "كسر الحصار عن قطاع غزة". وبحسب المعلومات المتداولة، فإن الأسطول يتواجد حاليًا قبالة السواحل اليونانية، ومن المتوقع أن يقترب من غزة خلال الأيام المقبلة. اعلان
ويشارك في هذه المبادرة عدد من الناشطين في قضايا حقوق الإنسان والمناخ، من بينهم الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ، وقد انطلقوا من ميناء صقلية على متن سفينة تُدعى "مادلين".
وبحسب تقرير أصدره المنظمون، فإن طائرات مسيّرة إسرائيلية تتابع مسار السفينة، غير أن إسرائيل لم تؤكد ما إذا كانت هذه الطائرات تابعة للجيش الإسرائيلي، أو لقوات أجنبية أخرى تعمل في المنطقة.
في هذه الأثناء، أشار مصدر عسكري لصحيفة جيروزاليم بوست إلى أن الجيش يقوم بنشر قوات أمنية في المنطقة استعدادًا لوصول السفينة، من دون أن يُحسم بعد كيفية التعامل معها. ووفقًا للمصدر نفسه، فإن الجيش يعتزم توجيه رسالة مباشرة إلى النشطاء تحثّهم على عدم الاقتراب من المياه الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية.
وفي حال تجاهل النشطاء هذه التحذيرات، أو قاموا بأي استفزاز، قد تلجأ القوات الإسرائيلية إلى السيطرة على السفينة واحتجاز المشاركين، تمهيدًا لنقلهم إلى ميناء أشدود حيث سيتم ترحيلهم. وأفادت تقارير أن وحدة "فلوتيلا 13" وقوات من سلاح البحرية في حالة استعداد لهذا السيناريو.
Relatedالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد وقف إطلاق النار في غزة وتثير موجة إدانات داخل مجلس الأمنالدفاع المدني في غزة يعلن مقتل 10 أشخاص على الأقل في غارات إسرائيليةوأعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، جاهزيته "لحماية" المجال البحري الإسرائيلي، مع اقتراب الأسطول.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إيفي ديفرين، خلال مؤتمر صحافي، إن "القوات الإسرائيلية جاهزة للدفاع عن مواطني دولة إسرائيل على كل الجبهات، في الشمال، في الجنوب، في الوسط، وأيضًا في النطاق البحري"، مضيفًا أن سلاح البحرية "يعمل ليل نهار من أجل حماية المجال البحري". وردًا على سؤال حول "مادلين"، أشار ديفرين إلى أن الجيش "جاهز لهذه الحالة أيضًا"، لكنه امتنع عن ذكر تفاصيل.
وفي وقت سابق من أيار/مايو، تعرّضت سفينة أخرى تابعة للأسطول، تُدعى "الضمير"، لأضرار في المياه الدولية قرب مالطا أثناء توجهها إلى غزة، وقال نشطاء إنهم يشتبهون بتعرّضها لهجوم بمسيّرة.
وتزامنًا مع هذه التحركات البحرية، سمحت إسرائيل الأسبوع الماضي باستئناف إدخال المساعدات إلى غزة بعد أكثر من شهرين من الحصار الكامل، لكنها ما زالت تواجه دعوات من منظمات الإغاثة لتسهيل دخول كميات أكبر من المساعدات الغذائية والإنسانية بشكل أسرع وأكثر انتظامًا.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل غزة سوريا دونالد ترامب فلاديمير بوتين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل غزة سوريا دونالد ترامب فلاديمير بوتين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة قافلة الحرية غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل غزة سوريا دونالد ترامب فلاديمير بوتين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ضحايا الحرب في أوكرانيا مجلس الأمن الدولي إسطنبول بكين سعر الفائدة الجیش الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
ناشطة سويدية في أسطول الحرية: لن نتراجع والنضال من أجل العدالة لا يتجزأ
تحدثت الناشطة السويدية في مجال المناخ، غريتا ثانبيرغ، إلى "بي بي سي عربي" من على متن سفينة "مادلين"، التابعة لتحالف "أسطول الحرية" من عرض البحر الأبيض المتوسط،، بعد يوم واحد من انطلاقها من ميناء كاتانيا بجزيرة صقلية جنوب إيطاليا، محملة بمساعدات إنسانية إلى غزة.
واشتهرت ثانبيرغ عالمياً بنشاطها في مجال التغير المناخي، ووصفت الرحلة بأنها "محفوفة بالمخاطر وغير مؤكدة المصير"، لكنها أكدت أن "المعنويات مرتفعة" على متن السفينة، التي تقل 12 شخصاً، بينهم طاقم مكون من أربعة أفراد.
"الخطر الأكبر هو ألا نفعل شيئاً"
في حديثها من سطح السفينة المطلة على البحر المفتوح، شددت غريتا على أن الفريق يدرك تماماً التهديدات المحتملة، قائلة: "نحن نعي تماماً حجم المخاطر، لكننا مقتنعون بأن خطر البقاء صامتين وعدم التحرك أكبر بكثير. ما نفعله لا يُقارن بما يواجهه الفلسطينيون يومياً من أجل البقاء."
وأوضحت أن السفينة تسير في المياه الدولية وتحمل فقط مساعدات إنسانية من دواء وغذاء، مؤكدة: "نحن متطوعون سلميون من أنحاء العالم. لا نحمل أسلحة، وحقنا في الملاحة مكفول دولياً. هدفنا هو الوصول إلى غزة، رغم إدراكنا لما قد يواجهنا."
#FreedomFlotilla #BreakTheSiege #AllEyesOnDeck pic.twitter.com/n5yHQ2xdOj — Freedom Flotilla Coalition (@GazaFFlotilla) June 3, 2025
هجوم سابق وتحذيرات مستمرة
،وتأتي رحلة "مادلين" بعد نحو شهر من تعرض سفينة "الضمير"، التابعة لتحالف "أسطول الحرية"، لهجوم بطائرتين مسيرتين قرب سواحل مالطا. وقد حمل المنظمون الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية الهجوم، دون صدور رد رسمي إسرائيلي حتى الآن.
وتُعد "مادلين" السفينة رقم 36 التي يطلقها التحالف منذ تأسيسه في 2008 باسم "حركة غزة الحرة"، ولم تنجح سوى خمس سفن فقط من أصل 35 في الوصول فعلياً إلى شواطئ غزة.
وتحمل السفينة اسم "مادلين كلاب"، وهي أول وأصغر امرأة فلسطينية امتهنت الصيد في غزة عام 2014. ويؤكد القائمون على الرحلة أن "الاسم تم اختياره ليجسد دعمهم للنساء والصيادين في غزة، كرمز للصمود والتحدي".
ويشارك في الرحلة عدد من النشطاء العالميين، من بينهم الممثل الأيرلندي ليام كانينغهام، والبرلمانية الأوروبية ريما حسن، في رسالة تضامن مع سكان غزة الذين ينتظرون المساعدات.
وبينما تتقدم السفينة في البحر، أكدت ثانبيرغ أن الفريق على تواصل مستمر مع من سمتهم "الأصدقاء والرفاق في غزة"، مشيرة إلى أن "الوصول إلى عرض البحر هو بحد ذاته إنجاز بعد تجاوز العقبات البيروقراطية".
غريتا: نحن هنا لأن حكوماتنا أخفقت
وتقول غريتا بصفتها ناشطة إنسانية إن فشل الحكومات في التحرك هو ما دفعها ومن معها إلى الإبحار "لسنا هنا من أجل أنفسنا أو من أجل المهمة فقط. نحن هنا لأن حكوماتنا صامتة، ومؤسساتنا متواطئة في الإبادة الجماعية التي تجري حالياً. لهذا علينا أن نتحرك".
وأضافت: "نحن نُكثف تدريباتنا على اللاعنف، ونواصل مهامنا اليومية على متن السفينة. عزيمتنا لم تتزعزع"
وفي ردها على سؤال حول التوفيق بين عملها في مجال المناخ وانخراطها في قضايا سياسية، شددت غريتا على ترابط الأزمات: "لا يمكننا أن نفصل بين الأزمات. إذا كنا نهتم حقاً بالمناخ والعدالة، فعلينا أن نواجه كل أشكال المعاناة. سواء كانت قنابل، أو انبعاثات كربون، أو قمع سياسي... علينا أن نواجهها جميعاً".
وتابعت بتساؤل لافت: "السؤال ليس لماذا نهتم بفلسطين؟ بل كيف لا نهتم؟ كيف نغض الطرف عن هذا الألم ونتظاهر بأننا نناضل من أجل عالم أفضل؟"
Listen to some of the #FreedomFlotilla Coalition volunteers share why our nonviolent action is critical, just before they boarded the #Madleen in Catania. Keep track of our vessel and friends as they sail to #Gaza via #MarineTraffic or our website. Tag your Foreign Ministries to… pic.twitter.com/CMQ6vBClCR — Freedom Flotilla Coalition (@GazaFFlotilla) June 3, 2025
الاحتلال:"نُطبق الحصار ومستعدون لكل السيناريوهات"
رداً على استفسار الإذاعة الإسرائيلية بشأن السفينة "مادلين"، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي الاثنين الماضي: "نُطبق الحصار البحري الأمني على غزة، ونحن مستعدون لمجموعة من السيناريوهات"، دون الخوض في التفاصيل.
وعندما سُئلت غريتا عما إذا فشلت السفينة في الوصول إلى غزة، أجابت بابتسامة: "على الأقل، سنكون قد حاولنا. لا يمكننا التوقف. اللحظة التي نتوقف فيها عن المحاولة، هي اللحظة التي نفقد فيها إنسانيتنا".
وأكد متطوعون في التحالف أن هناك استعدادات جارية لإطلاق رحلات بحرية جديدة في حال فشلت "مادلين" في بلوغ سواحل غزة، مؤكدين أن الحملة مستمرة حتى إيصال المساعدات وإنهاء الحصار.