جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-10@14:10:23 GMT

الصين.. قوة استقرار في عالم مضطرب

تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT

الصين.. قوة استقرار في عالم مضطرب

 

تشو شيوان **

يعاني العالم الكثير من الاضطرابات سواء السياسية أو الاقتصادية أو حتى الأمنية، وأن تجد نقطة قوة واستقرار يدفع العالم نحو استقرار مطلوب وضروري أمر أجده إيجابي وهذا ما تفعله الصين في هذا التوقيت الحرج خصوصًا وأن هناك الكثير من المحاولات للزج بالصين نحو عدم الاستقرار ولكن الصين متمسكة بمبادئها وبحكمتها في التعامل مع جميع القضايا العالمية.

لقد ألقى وزير الخارجية الصيني وانغ يي كلمة رئيسية بعنوان "العمل بثبات كقوة استقرار في عالم مضطرب"، وذلك خلال جلسة "الصين في العالم" التي عُقدت على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن المنعقد هذه الأيام في ألمانيا وقد قال خلال الكلمة: "إن العالم مليء بالاضطرابات وإن البشرية تواجه تحديات متعددة"، وقد شدد على "أنه بغض النظر عن كيفية تغير الوضع الدولي، فإن الصين، باعتبارها دولة رئيسية مسؤولة، ستحافظ دائما على استمرارية سياساتها الرئيسية واستقرارها، وستظل ملتزمة بكونها قوة استقرار في عالم مضطرب".

وقد يشغل بال الكثيرين حول العالم حول علاقات الصين بالولايات المتحدة الأمريكية وعلى جانب آخر علاقات الصين بروسيا، وكيف توازن الصين بين علاقاتها بين الدولتين خصوصًا وأن الصراع الروسي الأوكراني يدلي بضلاله على الكثير من العلاقات الدولية، وقد تم الزج بالصين في الكثير من المواقف والمواضع لتنحاز لجانب على جانب آخر، ولكن كان للصين رأي آخر يدعم الاستقرار العالمي ويخلق نوع من التوازن وتقارب الرؤى مع جميع الأطراف، وقد أوضح وانغ يي بأن الصين ستعمل مع الولايات المتحدة على تنفيذ التفاهمات المشتركة التي توصل إليها رئيسا الدولتين ودفع العلاقات الصينية-الأمريكية على الطريق الصحيح القائم على الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين، وأيضًا ستدفع الصين من أجل التنمية المستقرة للعلاقات مع روسيا، ومن خلال هذه التصريحات تؤكد الصين مرة أخرى بأنها على مسافة واحدة من الجميع وبأنها تنظر للأمور من منطلق متوازن وحكيم.

رغم كل الضغوط التي تُمارس ضد الصين وحثها على التدخل في القضايا الدولية، إلّا أن الصين لديها رؤية خاصة في هذا الجانب حيث أن الصين لا تريد بتاتًا التدخل بالشؤون الداخلية للدول الأخرى، بل أنها تريد تعزيز الاستقرار في العالم بأكمله وتجدها تدعم الاستقرار في منطقة آسيا والباسيفيك، وأيضًا تعزز شراكاتها الاستراتيجية مع الدول الأوروبية.

في تصريحات لوكالة "رويترز" خلال اليوم الأخير من مؤتمر ميونخ للأمن، قالت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي إنه يتعين على الصين أن تلعب دورًا في إبقاء البحر الأحمر آمنًا لحركة التجارة لأن "السفن الصينية معرضة للخطر هي الأخرى"، وأوضحت أنها أبلغت وزير الخارجية الصيني وانغ يي خلال اجتماع ثنائي يوم السبت أن على بكين "المساعدة في التأثير على الحوثيين لإبقاء البحر الأحمر مفتوحًا"، وهذا ما كنت أتحدث عنه عن الضغوطات التي تُمارس للضغط على الصين لتدخُل في القضايا العالمية، في حين أن تدخُّل الصين دائمًا ما يكون إيجابيًا وداعيًا لتغليب الحوار على أي وسيلة من وسائل العنف والحرب، وقد شدد مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة تشانغ جيون على أن التصعيد المستمر و"الأعمال العسكرية لبعض الدول ضد اليمن" أدت إلى تفاقم الوضع في منطقة البحر الأحمر.

الصين تدعم في قراراتها ونهجها سلطة الأمم المتحدة والتي لم تعطي أي حق لأي دولة في إقامة عمليات عسكرية في البحر الأحمر ولا في أي دولة من دول الشرق الأوسط في حين أن هناك دول تنتهك القانون الدولي بذرائع وأسباب ومصالح أنانية وهذا ما لا تجده في السياسات الصينية لا تجاه القضايا الساخنة ولا حتى في توجهاتها العالمية.

إنَّ مساعي الصين وحكمتها في إدارة مواقفها العالمية وقدرتها السياسية والدبلوماسية في التعامل مع جميع دول العالم بحيادية وبمنطقية يخلق توازن حقيقي للعالم، ويحل الكثير من الإشكاليات، وأن تجد دولة عظمى كالصين تمارس دورها العالمي بمزيد من الحكمة والمسؤولية لهو أمر إيجابي يعطي العالم فرصًا للتلاقي والحوار وحل للخلافات بدلًا من الحروب والقتل والتي تعارضها الصين وبشدة، وفي كل مناسبة تؤكد الصين مرة أخرى أنها دولة ترعى السلام وتعزز العولمة والحوكمة العالمية وتدعم القوانين الدولية وتعزز وجود نظام عالمي متعدد الأطراف يُسمع فيه صوت الدول الصغيرة والضعيفة وترفض الهيمنة والاستقواء من أي دولة وترفض التدخلات الخارجية تحت أي مسمى أو ظرف، وهذا بأكمله بات عملة نادرة في وقت يسود العالم الاضراب والنزاع وعدم الاستقرار. فيمكننا القول إن الصين دائما تكون قوة استقرار بثبات في عالم مضطرب.

** صحفي في مجموعة الصين للإعلام، متخصص بالشؤون الصينية وبقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية- العربية

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بسرعة 10 جيجا في الثانية.. الصين تطلق أول شبكة 10G في العالم

ارتقت الصين بالإنترنت إلى مستوى جديد كليًا مع إطلاق أول شبكة إنترنت عريض النطاق بسرعة 10 غيغابايت في العالم في مدينة شيونغان المتطورة.

طوكيو تنفي تصريحات صينية بشأن حادثة إغلاق الرادارات على مقاتلات يابانيةرغم الهدنة التجارية.. صادرات الصين إلى أمريكا تتراجع 29% في نوفمبر

الصين تطلق أول شبكة 10G في العالم

وفي تقرير عرضته فضائية “العربية”، بفضل شركتي هواوي وتشاينا يونيكوم، تَعِد هذه التقنية، التي تبلغ سرعتها 50 غيغابايت في الثانية، بسرعات فائقة تُحدث نقلة نوعية في عالم الاتصالات، بدءًا من تنزيل الأفلام الفوري ووصولًا إلى الألعاب السحابية دون أي انقطاع.

وبحسب تقرير نشره موقع "gizmochina" واطلعت عليه "العربية Business"، شيونغان، مدينة مستقبلية تقع على بُعد 70 ميلاً جنوب غرب بكين، تُعدّ ميدان اختبار التكنولوجيا المتطورة في الصين، والتي حُلم بها عام 2017 في ظل رؤية الرئيس شي جين بينغ.


صادرات الصين إلى أمريكا تتراجع 29% في نوفمبر
تراجعت الصادرات الصينية المتجهة إلى أميركا للشهر الثامن على التوالي، رغم الاتفاق التجاري الأخير بين أكبر اقتصادين في العالم، في وقت تجاوزت فيه صادرات الصين الإجمالية توقعات السوق خلال نوفمبر تشرين الثاني مع تكثيف المصانع شحناتها إلى أسواق أخرى.

وأظهرت بيانات الجمارك الصينية الصادرة يوم الاثنين ارتفاع الصادرات بنسبة 5.9% على أساس سنوي في نوفمبر تشرين الثاني، عند قياسها بالدولار الأميركي، متجاوزة توقعات المحللين في استطلاع «رويترز» بنمو يبلغ 3.8%. ويُعد هذا الارتفاع ارتداداً من الانكماش المفاجئ البالغ 1.1% في أكتوبر تشرين الأول، وهو أول تراجع للصادرات منذ مارس آذار 2024.

وفي المقابل، ارتفعت الواردات بنسبة 1.9% الشهر الماضي، لكن دون التوقعات التي أشارت إلى زيادة قدرها 3%، إذ واصل ركود سوق العقارات وتزايد المخاوف المتعلقة بالوظائف الضغط على مستويات الاستهلاك المحلي. وجاء النمو أعلى مقارنةً بارتفاع نسبته 1% في أكتوبر تشرين الأول.

وجدد المسؤولون الصينيون تعهداتهم بتعزيز الواردات والعمل على تحقيق توازن أكبر في التجارة، وسط انتقادات دولية واسعة لسياسة التوسع في الصادرات التي تنتهجها بكين.

الصادرات الصينية إلى أميركا

تراجعت الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة بنسبة 28.6% في نوفمبر تشرين الثاني، وهو الانخفاض الثامن على التوالي، رغم التوصل إلى اتفاق تجاري بين الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الأميركي دونالد ترامب في كوريا الجنوبية أواخر أكتوبر تشرين الأول. كما انخفضت الواردات الصينية من الولايات المتحدة بنسبة 19% على أساس سنوي.

وقال غاري نغ، كبير الاقتصاديين في «ناتيكسيس»، إن «الهدنة التجارية لم تُنهِ حقيقة أن الولايات المتحدة ما زالت تفرض رسوماً جمركية أعلى على الصين مقارنة بالعديد من الدول الأخرى»، مضيفاً أن المصدرين الصينيين غالباً ما يستمرون في استخدام منشآت لهم في أسواق ثالثة لإعادة التصدير إلى الولايات المتحدة. وأضاف: «قد يصبح ذلك نمطاً دائماً في المستقبل».

وبحسب معهد «بيترسون» للاقتصاد الدولي، لا تزال الرسوم الأميركية على السلع الصينية عند نحو 47.5%، بينما تبلغ الرسوم الصينية على السلع الأميركية نحو 32%.

وبشكل تراكمي منذ بداية العام، تراجعت صادرات الصين إلى الولايات المتحدة بنسبة 18.9%، في حين انخفضت وارداتها من السلع الأميركية بنسبة 13.2%

لكن هذا التراجع عوّضته زيادة قوية في الشحنات المتجهة إلى أسواق أخرى، خصوصاً الاتحاد الأوروبي ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، حيث ارتفعت الصادرات الصينية إليهما بأكثر من 8% ونحو 15% على التوالي.

وفي الأشهر الـ11 الأولى من العام، ارتفعت صادرات الصين الإجمالية بنسبة 5.4% مقارنة بالفترة نفسها من 2024، بينما انخفضت الواردات بنسبة 0.6%، ما رفع فائضها التجاري إلى 1.076 تريليون دولار حتى نهاية نوفمبر تشرين الثاني، بزيادة 21.6% على أساس سنوي.

بداية بطيئة بعد الهدنة التجارية

بعد الهدنة التجارية التي أُبرمت في أكتوبر تشرين الأول، اتفقت بكين وواشنطن على تخفيف الرسوم الجمركية المرتفعة المتبادلة، وتخفيف القيود على تصدير المعادن الحيوية والتقنيات المتقدمة، في حين تعهدت الصين بشراء المزيد من فول الصويا الأميركي والعمل مع واشنطن لوقف تدفقات عقار «الفنتانيل».

وتسارعت صادرات الصين من عناصر «الأتربة النادرة» في نوفمبر تشرين الثاني، مسجّلة 5,494 طناً، بزيادة 24% على أساس سنوي، مقارنة بـ 4,343.5 طن في أكتوبر. وتعمل وزارة التجارة الصينية على إعداد نظام جديد لتراخيص تصدير هذه المعادن بما يُسرّع الشحنات.

كما ارتفعت واردات الصين من فول الصويا بنسبة 13% إلى 8.1 مليون طن في نوفمبر، رغم أنها جاءت أقل من مستويات أكتوبر، ما يشير إلى بداية بطيئة في تنفيذ تعهّدها بشراء 12 مليون طن من فول الصويا الأميركي بحلول نهاية العام.


 

طباعة شارك الصين الإنترنت شبكة 10G مدينة شيونغان شيونغان المتطورة

مقالات مشابهة

  • الصين أول دولة تجمع 5 ملايين براءة اختراع
  • ارتفاع خام البصرة مع استقرار أسعار النفط بالأسواق العالمية
  • رغم الرسوم الأمريكية.. الصين تتجاوز التريليون دولار في فائض التجارة
  • الصين تتصدّر القدرة المركبة من طاقة الرياح البحرية العالمية
  • بسرعة 10 جيجا في الثانية.. الصين تطلق أول شبكة 10G في العالم
  • أوين: صلاح قدّم الكثير مع ليفربول ولكن تصريحاته الأخيرة غير مقبولة
  • العراق يدعو تركيا إلى حل الملف الإيراني “سلمياً من أجل استقرار المنطقة”!
  • عالم السيارات .. تعرف على أسباب تذبذب عداد الـ RPM وعدم استقرار المحرك
  • الخارجية الصينية: الصين تحث اليابان بقوة على التوقف فورًا عن تحركاتها الخطيرة
  • الصين القطب الاقتصادي والسياسي الصاعد