لجريدة عمان:
2025-06-03@16:28:02 GMT

سلطنة عُمان ومؤشر ريادة الأعمال

تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT

حقّقت سلطنة عُمان قفزة كبيرة في مؤشر ريادة الأعمال بحصولها على المرتبة الـ11 عالميًا وفقا لتقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال لعام 2023 /2024 متقدّمة بـ 27 درجة عن ترتيبها لعام 2022 /2023. ويعتمد المؤشر على قياس معدل نتائج الدول في 13 عاملًا ضمن إطار منظومة ريادة الأعمال؛ منها: البيئة المالية المتعلقة بريادة الأعمال، وأولويات ودعم التشريعات الحكومية والبيروقراطية والضرائب في التشريعات، إضافةً إلى البرامج الريادية وريادة الأعمال في المراحل الدراسية، وتتضمّن العوامل أيضا ريادة الأعمال في مراحل التعليم العالي، ونقل البحوث والتطوير، والوصول للبنية الأساسية التجارية، وديناميكية السوق المحلية، وعقباتها، والبنية الأساسية العامة والحصول على الخدمات، إضافة إلى الثقافة ودعم المجتمع.

ووفقا للتقرير فإن سلطنة عمان حقّقت ارتفاعا في جميع العوامل التي يتضمنها المؤشر دون استثناء؛ الأمر الذي يعكس حجم الجهود الكبيرة التي تبذلها الجهات ذات العلاقة لتنمية قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وأدت إلى حصول سلطنة عمان على مركز عالمي متقدم وقفزات عالمية لا مثيل لها. فالشباب العُماني المبدع والمبتكر حصل على جميع أنواع الدعم الحكومي والريادي خلال السنوات الماضية بفضل البرامج والمبادرات التي تطلقها هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بين فترة وأخرى، وساعد على نشر ثقافة الابتكار بين مختلف فئات المجتمع العُماني وأسهم في رفع اسم عُمان في المحافل الدولية والإقليمية عبر تحقيق عديد من الإنجازات التي يتطلع الشباب المنجزون والمبدعون والمبتكرون من خلالها إلى تحقيق مستقبل أكثر ازدهارًا وتقدّما.

هذه الإنجازات التي تحققت نتيجة أفكار جديدة ومتنوعة وذات مردود اقتصادي واعد تعالج بعض التحديات التي تواجه المجتمع وتحد من المخاطر وهي كثيرة ولا يمكن سردها في هذا المقال، وفي ظني ليس بغريب أن تحصل سلطنة عمان على هذا المركز المشرّف عالميا في ظل الاهتمام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق-حفظه الله ورعاه- بهذا القطاع الواعد الذي يحظى بالتمكين والتسهيلات ليكون أحد القطاعات المساهمة بنسبة مرتفعة في الناتج المحلي الإجمالي.

وما ينبغي الإشارة إليه أن الجهود الحكومية أتت بثمارها في حصول سلطنة عمان على مرتبة متقدمة، هذه الجهود ينبغي أن تستمر لتحقيق نجاحات أخرى مثل تحقيق نمو مستدام للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وكسر حاجز الخوف لدى العاملين في هذه المؤسسات ومؤسسيها من الطفرة التكنولوجية التي تهدد باستمرار بعض المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

وفي رأيي الشخصي أن التطور الذي يشهده قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وقطاع ريادة الأعمال لا بد أن يتحول من هاجس أو تحد من استدامة القطاعين إلى فرص يجب الاستفادة منها في استشراف المستقبل المهني والعملي للشباب العُماني وذلك عبر قيام المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بابتكار برامج تدريبية بالتعاون مع هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لتشجيع الشباب على اكتساب المهارات اللازمة لوظائف المستقبل وأن يكونوا على استعداد تام لقيادة هذه الوظائف مع التقدم التقني والتطور في مسار وظائف المستقبل مع عدم إهمال الأدوار الوظيفية الأساسية التي يقومون بها لتنمية مؤسساتهم الصغيرة والمتوسطة.

إن وصول سلطنة عمان إلى المرتبة الـ11 عالميا في مؤشر ريادة الأعمال بحد ذاته يعد مفخرة وتتويجا للجهود التي تقوم بها هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لدعم هذا القطاع الواعد الذي يترقب العديد مساراته ونجاحاته ليكون اللبنة الأساسية والداعمة لاستيعاب الشباب العُمانيين الباحثين عن عمل ويساهم في دعم الجهود الوطنية لتنويع مصادر الدخل وبرامج التنويع الاقتصادي. وما نلحظه أن هناك جهودا متواصلة في هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ساعدت على ردم الفجوة بين الجهود التي تقوم بها المؤسسة لروّاد الأعمال والمستفيدين من البرامج والمبادرات التي تقدمها الهيئة بالتعاون مع الجهات الحكومية الأخرى، ومع هذه الجهود المبذولة ينبغي أن تستمر ونواصل التحسّن في المؤشرات الفرعية أو العوامل المساعدة لنحقق قفزة أكبر في مؤشر ريادة الأعمال في الأعوام المقبلة؛ لأن قطاع ريادة الأعمال يشهد تنافسا قويا عالميا وذلك للفرص التي يمتلكها في تنمية اقتصادات الدول. وأرى أن حصول سلطنة عُمان على المركز الـ11 عالميا في مؤشر ريادة الأعمال سيكون حافزا ودافعا لتحقيق المزيد من النجاحات الاقتصادية، وحافزا لروّاد الأعمال لتنمية ابتكاراتهم وتحويلها لشركات صغيرة ومتوسطة لتساهم في التميز العالمي في ريادة الأعمال الذي حقّقناه خلال هذا العام.

ختاما، تمثّل منظومة التشريعات والقوانين المرتبطة بقطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في سلطنة عُمان نقطة فارقة في نمو المؤسسات وتطورها وازدهارها ومن المهم الاستفادة من التسهيلات والممكنات التي تقدمها هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لدعم روّاد الأعمال وتنمية مؤسساتهم وتذليل العقبات والصعوبات التي تواجهها منذ مرحلة التأسيس والتكوين إلى مرحلة الإنتاجية والريادة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: هیئة تنمیة المؤسسات الصغیرة والمتوسطة سلطنة عمان مان على

إقرأ أيضاً:

مدبولي: نعمل على تعزيز أثر ريادة الأعمال في تحقيق التنمية المستدامة

ترأس اليوم الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اجتماع المجموعة الوزارية لريادة الأعمال، بحضور الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، والدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، والدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، و أحمد كجوك، وزير المالية، والدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية، والمهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية.

كذلك بحضور الدكتور محمد فريد صالح، رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية، والدكتور حسام عثمان، نائب وزير التعليم العالي والبحث العلمي لشئون الابتكار والبحث العلمي، و باسل رحمي، الرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، و شريف لقمان، وكيل محافظ البنك المركزي للشمول المالي والاستدامة، وعددٍ من مسئولي الوزارات والجهات المعنية.

وفي مستهل الاجتماع، أكد رئيس الوزراء أهمية الدور المحوري للمجموعة الوزارية لريادة الأعمال، في صياغة منهجية مدروسة مبنية على أفضل التجارب العالمية، لتعزيز أثر هذا القطاع الواعد في تحقيق النمو الاقتصادي المستدام، مع العمل على إبراز دور مصر كفاعل رئيسي في مجتمع ريادة الأعمال العالمي، بما يُعزز ثقة رواد الأعمال ويجذب المزيد من الاستثمارات والمستثمرين إلى السوق المصرية.

وخلال الاجتماع، عرضت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، تقريراً تناول مؤشرات إيجابية لمنظومة الشركات الناشئة في مصر، موضحة أنها شهدت تطورًا في الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري، حيث استقطبت تلك الشركات تمويلات بنحو 228 مليون دولار، حيث تم تنفيذ 16 صفقة خلال هذه الفترة، من بينها 11 صفقة بإجمالي حجم استثمارات بقيمة 156 مليون دولار، وذلك بزيادة بنسبة ١٣٠% مقارنة بحجم الاستثمارات خلال نفس الفترة من العام الماضي 2024، لافتة إلى أن قطاع التكنولوجيا العقارية تَصَدّر المشهد من حيث حجم استثمارات رأس مال المخاطر، مُستحوذًا على 33% من إجمالي الاستثمارات، في حين قاد قطاع التكنولوجيا المالية عدد الصفقات بـنحو 5 صفقات، وبلغت القيمة المعلنة لها 32% من إجمالي حجم الاستثمار خلال نفس الفترة.

كما عرضت الوزيرة أبرز محاور ميثاق الشركات الناشئة في مصر، المزمع إطلاقه قريباً، مشيرة إلى أن صياغته جرت بمنهجية تشاركية للأطراف المعنية، ويستهدف تعزيز الثقة بين الشركات الناشئة والحكومة من خلال التزام واضح بأولويات المنظومة، مع وضع سياسات وتشريعات واضحة تدعم استمرارية النمو للشركات الناشئة، إلى جانب تنسيق الجهود بين الجهات الحكومية لإيجاد بيئة أكثر كفاءة وشفافية ودعماً للابتكار، مع تحسين استغلال الموارد المتاحة من تمويل، وبنية تحتية، وكفاءات بشرية؛ لخدمة بيئة ريادة الأعمال.

ولفتت الدكتورة رانيا المشاط إلى أنه سيتم تلقى ملاحظات أعضاء اللجنة على الميثاق، مشيرة إلى أن إطلاق الميثاق يصاحبه الإعلان عن إجراءات وخطة عمل واضحة تتضمن تعريفا دقيقا للشركات الناشئة، وإطلاق حزمة مُتكاملة من الحوافز، تستهدف تيسير الإجراءات الحكومية للشركات الناشئة، وتمكين تلك الشركات من المشاركة في المشروعات الحكومية، مع طرح حوافز غير ضريبية تدفع لتوسع تلك الشركات.

كما عرضت وزيرة التخطيط والتعاون الدولي أبرز ملامح برنامج مقترح لدعم الشركات سريعة النمو، والذي يستهدف توليد فرص عمل حقيقية وتحقيق نمو اقتصادي، لافتة إلى أن آليات تنفيذ البرنامج تشمل تحديد الشركات التي سيتم تضمينها في هذه المبادرة التمويلية، في ضوء قدرتها على جذب الاستثمارات الكبيرة، حيث تُمثل تلك الشركات أمثلة ناجحة تُعزز من ثقة أي مستثمر جديد في السوق المصرية، إلى جانب إنشاء فريق من الخبراء الحكوميين لتقديم التوجيه اللازم لتلك الشركات.

ويهدف هذا الفريق إلى تزويد الشركات الناشئة بالمعرفة والخبرات اللازمة لتعزيز قُدراتها، فضلاً عن توفير شراكات حكومية استراتيجية مع تلك الشركات لدعم التوسع والنمو، بما يساعد الشركات على تحقيق أهدافها بكفاءة وفعالية.

وأضافت الوزيرة أن آليات برنامج دعم الشركات سريعة النمو تشمل أيضاً ربط الشركات الناشئة بالمُستثمرين الدوليين لفتح أفاق جديدة للشركات، بما يزيد من فرصها في النجاح والنمو، بالإضافة إلى تنظيم لقاءات وفعاليات تمكن الشركات من تقديم مشاريعها للمستثمرين المحتملين والشركاء الاستراتيجيين، ومشاركة تلك الشركات في مجالس ومنتديات الأعمال المصرية والدولية، مع تسليط الضوء لعرض إنجازات الشركات الناشئة المُتضمنة في البرنامج والمساهمة في بناء سمعة إيجابية للبرنامج، والعمل على جذب المزيد من رواد الأعمال والمستثمرين، وتعزيز رؤية مصر كوجهة جاذبة للاستثمار من خلال قصص النجاح.

طباعة شارك مدبولي ريادة الأعمال النمو الاقتصادي

مقالات مشابهة

  • "منشآت" تُبرز تجربة المملكة الريادية في دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة بجناح السعودية في إكسبو 2025 أوساكا
  • «مؤشر راك بنك» يؤكد التفاؤل الثابت للشركات الصغيرة والمتوسطة في الإمارات
  • الحكومة تبرز دور مصر كفاعل رئيسي في مجتمع ريادة الأعمال العالمي
  • مدبولي: نُعزز ريادة الأعمال لتحقيق نمو اقتصادي مستدام
  • مدبولي: نعمل على تعزيز أثر ريادة الأعمال في تحقيق التنمية المستدامة
  • البنك الأهلي يحصد جائزة "الأفضل للشركات الصغيرة والمتوسطة"
  • "تالي" السعودية تحتفل بتكريم المؤسسات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة
  • بنك ظفار يقدم خدمات ومزايا حصرية لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة
  • تتويج بنك عُمان العربي بجائزة "الالتزام الاستثنائي بنمو المؤسسات الصغيرة والمتوسطة"
  • هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تدشّن هويتها البصرية الجديدة