موقع النيلين:
2025-05-17@10:09:14 GMT

السفينة.. والأرض الغارقة

تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT


السفينة فى قصة نبى الله «نوح» تحمل رمزية خاصة، فهى أداة النجاة من الغرق فى أى عصر وظرف، قد تكون طوقاً أو قارب نجاة أو كلمة يتشبث بها الإنسان فى لحظة محنة. الله تعالى ألقى لكل أنبيائه بطوق نجاة فى لحظات المحن، وحين واجهوا تهديداً وجودياً. على سبيل المثال كانت العصا سفينة النجاة فى قصة نبى الله موسى، حين شق بها البحر فعبر ببنى إسرائيل إلى الشاطئ الآخر، ثم ضربه ثانية فانغلق الماء على فرعون وجنوده، وكانت «المدينة» سفينة نجاة محمد، صلى الله عليه وسلم، حين هاجر إليها، وجعل منها نقطة انطلاق نحو فتح مكة.

. وهكذا. حياة البشر كلهم لا تخلو من أداة نجاة يُلقى بها الخالق العظيم لكل من يعيش محنة، وكأن لكل إنسان سفينته.

مثّلت السفينة التى أمر الله تعالى نوحاً بصناعتها الأداة التى نجا بها من وثنية قومه وكيدهم له، والواضح أنها كانت فى حينها أداة غير مطروقة، وأن النبى أُلهم صناعتها بالاستعانة بألواح الخشب والمسامير التى تشدّها إلى بعضها البعض: «وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ»، ويمكنك أن تجد مؤشراً على غرابة هذه الأداة فى حينها فى سخرية قوم نوح منه. يقول الله تعالى: «وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ». ظل المغفلون يسخرون من نوح وسفينته، وهم لا يعلمون أنها ستكون فى لحظة أداة النجاة الوحيدة على الأرض، وأن كل بائس منهم سوف يعيش لحظة يتمنى فيها لو كان فوق ظهرها، وأنه سيندم حين لا ينفع الندم. وقد كان «نوح» يعالج سخريتهم بالوعيد بأنه ستأتى لحظة سوف يسخر منهم كما يسخرون، وقد جاءت حين عضّوا أصابع الندم.

رمزية السفينة لا تتوقف عند حدود الدلالة على أداة النجاة، بل تتجاوزها إلى دلالة أكثر اتساعاً مثّلتها هذه الألواح فى لحظة عبقرية من عمر الزمن، حين شكلت «سفينة نوح» الكون بما فيه ومن فيه.. ففوق متنها استقر «نوح» ومن معه من المؤمنين، وكذلك ما حشر فيها من مخلوقات الله من كل زوجين اثنين، وبينما كانت السفينة تمخر فى عباب البحر اجتاحت المياه كل شىء على الأرض فأغرقته وأهلكته، وبالتالى لم يعد هناك حياة إلا فوق ظهر السفينة، وصارت وأهلها مركز الكون، حتى انتهى عقاب السماء لأهل الأرض، فهدأت ثورة الماء، وساد السلام على الأرض وهبط «نوح» والناجون إلى الدنيا من جديد.

وختام الحالة الرمزية التى تمثلها سفينة نوح جاءت فى الحمامة التى هبطت من السفينة إلى الأرض، فالتقطت غصن الزيتون، بعد أن هدأ الماء، وطارت به إلى السفينة، ليعلم من استقروا فوق متنها أن عقاب المجرمين اكتمل، وأن الدنيا هدأت على الأرض، وأصبحت صالحة للحياة من جديد، فتحولت هذه الحمامة إلى رمز باقٍ ما بقيت الحياة على الأرض، رمز يردّد أن المجد والقدرة والعظمة لله فى أعالى سمائه، وأن على الأرض السلام، وفى الناس السعادة والمسرة.

د. محمود خليل – الوطن نيوز

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: على الأرض

إقرأ أيضاً:

تيك توك تطلق أداة “AI Alive” لتحويل الصور إلى فيديو بالذكاء الاصطناعي

صراحة نيوز ـ أعلنت منصة تيك توك إطلاق أداة جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي تحمل اسم “AI Alive”، تتيح للمستخدمين تحويل الصور الثابتة إلى مقاطع فيديو قصيرة حية، وذلك من خلال إدخال وصف نصي يوضح شكل الفيديو المطلوب.

ووفقًا لما جاء في منشور رسمي للمنصة، فإن الوصول إلى الأداة يكون من خلال “كاميرا القصص” في تيك توك، إذ تستخدم تقنيات تحرير ذكية تمنح كافة المستخدمين، حتى الذين لا خبرة لهم في المونتاج، القدرة على تحويل الصور إلى مقاطع فيديو جذّابة مدعّمة بالحركة والمؤثرات الإبداعية.

وتُستخدم الأداة باختيار صور من ألبوم الهاتف، ويكتب المستخدم وصفًا لما يريده أن يحدث في الفيديو، مع ملء الحقل بنحو تلقائي بعبارة “اجعل هذه الصورة تنبض بالحياة”، وتستغرق عملية التحويل بضع دقائق، في حين تكون مدة الفيديو النهائي بضع ثوانٍ فقط. ومع ذلك، قد تواجه الأداة بعض التحديات مع بعض الأوامر، ولا تكون النتيجة مثالية في كل الأوقات.

وأكّدت تيك توك أنها وضعت ضوابط أمان لمراقبة المحتوى الناتج عن أداة “AI Alive”، وأوضحت أن تقنيات المراجعة الآلية تفحص الصورة والوصف النصي المُدخل، إلى جانب مراجعة الفيديو الناتج قبل عرضه للمستخدم، كما تُجرى مراجعة نهائية عند اتخاذ قرار نشر الفيديو ضمن القصص.

وستُميّز المقاطع التي تُنتَج عبر الأداة بوضوح على أنها “مولّدة بالذكاء الاصطناعي”، مع تضمين بيانات تعريفية وفقًا لمعيار C2PA لضمان الشفافية ومنع التضليل، حتى في حال تحميل الفيديو أو نشره خارج المنصة

مقالات مشابهة

  • حبل ممدود بين الأرض والسماء .. خطيب المسجد الحرام يوصي بهذا العمل
  • بين السماء والأرض .. مصرع فتاة خليجية في مصعد عقار بالمعادي
  • أجمل ما قيل عن يوم الجمعة
  • د.حماد عبدالله يكتب: السيرة الحسنة الباقية !!
  • الكعبة المشرفة قبلة المسلمين وأمان الطائفين.. الأزهر يوضح وصفها
  • هيومن رايتس ووتش: الحصار الإسرائيلي في غزة أصبح أداة للإبادة
  • مرصد الأزهر: رقص مجندات جيش الاحتلال أداة خداع للتغطية على جرائم الحرب
  • د.حماد عبدالله يكتب: الأغنية الوطنية!!
  • شيء من الجنة موجود على الأرض وسيعود إليها مرة أخرى
  • تيك توك تطلق أداة “AI Alive” لتحويل الصور إلى فيديو بالذكاء الاصطناعي