سرايا - "من الساعات والسكاكين إلى فناجين القهوة والدراجات، لا يوفر جنود الاحتلال الإسرائيلي شيئا وهم ينهبون منازل غزة تحت سمع وأنظار قادتهم، بل العالم أجمع".

تناول موقع "سيحا ميكوميت" الإسرائيلي هذا الملف في تحقيق بعنوان "جميعهم ينهب، القادة يعرفون"، استنادا إلى شهادات جنود الاحتلال.

ويقول الموقع إنه من الصعب حصر ظاهرة النهب، لكن من الواضح أنها منتشرة، حتى إن الجنود لا يستحون من تصوير ما يفعلون ولا حتى من الظهور في تسجيلاتهم ووجوههم مكشوفة.



في بعض التسجيلات، يشهر أحدهم ساعة يد، ويستظهر ثان قمصانا رياضية، فيما يعزف ثالث على قيثار يعود لفنان فلسطيني، عثر على التسجيل صدفة، وهو يتصفح موقع تيك توك.

حتى مستحضرات التجميل لم تسلم لتهدى للزوجات والصديقات، التي تصف إحداهن "هديتها" قائلة إنها كانت "محكمة الإغلاق"، ثم تسأل إن كانت منتجات من غزة حصرا، وإن كان أحدهم يعرف الشركات المصنعة.

وأُفردت فقرة لهذه الظاهرة في برنامج "الأنبوب" الشهير الذي تبثه القناة 13، لكن ليس لإدانتها، وإنما للتحذير من استخدام التسجيلات لـ"تلطيخ" صورة إسرائيل.

وفي برنامج قناة حكومية، يستظهر الجنود على الهواء ما نهبوا، فيهدون المراسل مرآة استولوا عليها من خراب خان يونس، لكن الصحفي، وبدل سؤالهم من أين لهم بها ولمَ نهبوها، يحول الموضوع إلى مادة للمزاح.

وينقل موقع "سيحا ميكوميت" عن جندي قوله إن الأمر شائع، ويؤكد آخر أن القادة على علم بالنهب، ولا يمنعونه فـ"هم لا يخوضون في الموضوع إطلاقا.. الكل يعرف أننا ننهب، ويُنظر إلى الموضوع على أنه مزحة.. ويقولون لك أرسلني إلى لاهاي".

ويسوغ هذا الجندي حالات السلب بالرغبة في الاحتفاظ بـ"ذكرى"، بالنسبة له الأمر بسيط، فكون البيت "منتهيا" (أي مدمر) يخوله الاستيلاء على سجادة أو صحن.

حتى المسابيح وخرائط كتب المدارس سرقت "لنريهم ما يعلمون أطفالهم هناك" يقول آخر.

إضافة إلى السلب الفوضوي، يشرف الجيش على سلب آخر مقنن، تكلف به وحدة خاصة تستولي على المال وممتلكات أخرى.

وتشير التقديرات إلى أن الوحدة استولت حتى الآن على ما قيمته عشرات ملايين الشيكلات.

ولا يغادر الجنود البيوت إلا بعد نهبها، وقد استمتعوا بما لذ وطاب، ومما توفر من أكل ومؤونة طعام خلفها الفارون بجلدهم، فـ"المطبخ الغزي غني بالبهارات"، يقول أحدهم.

وليس قبل أن يغرفوا من زيت الزيتون الفلسطيني الشهير فهو "يحسن كثيرا نكهة الطعام"، يقول جندي آخر في مقال لصحيفة هآرتس.

وقال أحد هؤلاء الجنود لموقع "سيحا ميكوميت" إنه لم تُقرأ على مسامعهم تعليمات تحدد كيفية التصرف داخل البيوت، التي تحرق أو تفجر بعد مغادرتها.

وما يشغل بال الجنود عند دخول مطبخ أي بيت ليس الوازع الأخلاقي غالبا، بل الخوف من التسمم أو التسميم، لكن هذا الخوف يتجازونه بعد أسبوع أو أسبوعين كما ذكر أحدهم، يكون حينها حاخام جيش الاحتلال قد شرح لهم كيف يجعلون الطعام موافقا للشريعة اليهودية، في رسالة يختمها ببركاته وبآية من سفر التثنية (الكتاب الخامس في التوراة)، على حد زعمهم.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

إقرأ أيضاً:

أعداد المنتحرين في جيش الاحتلال تقفز بسبب كوابيس غزة

كشفت أوساط الاحتلال عن تزايد أعداد الجنود المنتحرين، ومعظمهم من جنود الاحتياط، وسط تحذيرات من ‏أن الموجة الكبرى لا تزال قادمة في الطريق، لأن العديد منهم يشكلون قنابل موقوتة لا يعلم أحد متى قد تنفجر. ‏

موقع "شومريم" ويعني بالعبرية "الحراس" ذكر أن قصص الجنود النظاميين والاحتياط الذين انتحروا عقب ‏بدء العدوان الدموي على غزة في السابع من أكتوبر بقيت طي الكتمان حتى يومنا هذا، لكن في أوائل يناير 2025، ‏نشر الجيش أرقام من أسماهم "الضحايا" لعامي 2023-2024، وتشير الأرقام لزيادة في عدد حالات الانتحار، حيث ‏انتحر 21 جنديا في عام 2024، و17 في عام 2023، وهو أعلى رقم منذ عام 2011. ‏



وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "البيانات تظهر أن معظم الجنود الذين انتحروا خلال العام الماضي ‏كانوا من جنود الاحتياط، ويزعم الجيش أن العدد ليس مرتفعا، بالنظر إلى أن عدد جنود الاحتياط الذين تم تجنيدهم ‏منذ اندلاع الحرب قد تضاعف تقريبا".‏

ونقل عن البروفيسور يوسي ليفي بلاز، رئيس مركز أبحاث الانتحار بمركز روبين الأكاديمي، "تحذيره من ‏أن موجة الانتحار في صفوف الجنود قادمة، معتبرا أرقام الانتحار لـ2023-2024 ليست مرتفعة، لأن حالات ‏الأزمات الحادة التي يمر بها الاسرائيليون تقلل منها، وفي هجوم السابع من أكتوبر، شعروا أنهم ليسوا وحيدين، وأن ‏هناك عدوا خارجيا أكبر من العدو الداخلي، الذي يصبح حينها أقل أهمية، ولكن عندما يعودون لرشدهم، نجد أن ‏عددا لا بأس به منهم كجنود الاحتياط، معرضين للخطر بشكل مفرط، فشدة الصعوبات لا تخف، ويستمرون بالتعامل ‏مع اضطرابات ما بعد الصدمة، مما يجعل الفترة الحالية أكثر خطورة على الانتحار".‏

واحدة من عائلات الجنود المنتحرين ذكرت أن "ابنها دأب على استحضار ما رآه يوم السابع من أكتوبر ‏خلال هجوم حماس على مستوطنات غلاف غزة، ورأى بعينه أن الطريق المؤدي إلى كيبوتس ناحال عوز مسدودا ‏بجثث المستوطنين، كانت الرائحة كريهة للغاية، وقضى مع رفاقه ساعات في إزالة الجثث، مما يطرح السؤال: كيف ‏يفترض به، بعد كل هذا، أن يعود لمنزله، ويتصرف بشكل طبيعي، خاصة وأنه كان دائم البكاء".‏

أعراض ما بعد الصدمة

وأضافت أنه "بعد تنظيف مستوطنات الغلاف من المسلحين، دخل الجندي الى غزة، وهناك أصيب في ‏أذنه، وتم تسريحه من صفوف الاحتياط، حيث بات يعاني من انخفاض كبير في السمع بسبب الإصابة، كان كل ‏صوت يزعجه. في أحد الأيام انفجر فجأة، وقال: 'كفى صراخا! ألا تفهمون أن أذني تؤلمني؟!'، لم يكن يتحدث كثيرا ‏عن تجاربه الصعبة في الخدمة العسكرية، وعندما عاد من غزة، بدا عليه الاضطراب، كان يختفي كثيرا، ثم يعود فجأة، ‏وعندما نسأله لا يفصح عن السبب، وبات يتصرف بطريقة غير مألوفة". ‏

شيري دانيلز، المديرة المهنية الوطنية بجمعية آران، قالت إنه "عندما يخوض ‏الجنود قتالا عنيفا في غزة، يشعرون بتسارع نبضات قلوبهم، وتدفق الأدرينالين في عروقهم، ثم يعودون لمنازلهم من ‏ساحة المعركة، يصدمهم الواقع، وهذا ما يحطمهم، في زمن الحرب، نواجه فترات انتقالية بين الروتين والطوارئ، ثم ‏نعود مجددا مثل لعبة قاسية بين البر والبحر، من الصعب جدا التكيف مع هذه الانتقالات، لأن الصفات التي نحتاجها ‏في الحرب تختلف تماما عن تلك التي نحتاجها في البيت". ‏

وأضافت أن "الجنود الذين التقتهم بعد عودتهم من غزة، وظهرت عليهم علامات الضغط النفسي، أكدت لهم ‏أنه عندما تكونون في غزة فإنكم تركزون على القتال، بينما في البيت تحتاجون مهارات مختلفة تماما، وحالة ذهنية ‏مختلفة، وهذه الانتقالات تزعزع الاستقرار بشدة".‏

‏ونقلت عن "الكثيرين من الجنود أنهم يعانون في كثير من الأحيان من عجز في العودة للحياة اليومية، و ‏يشعرون فجأة بأنهم غرباء، ولإن كان القتال في غزة واضحا، بينما العودة للمواطنة معقدةٌ للغاية".‏



ومن القصص التي لاقت رواجا في الشهور الأخيرة للجندي إيليران مزراحي، الذي تصدرت قضيته عناوين ‏الصحف بعد رفض وزارة الحرب في البداية الاعتراف به من ضحايا الحرب بسبب انتحاره، تقول عائلته،  إن ‏‏"الابتسامة لم تكن تفارق وجهه، لكن بعد عودته من غزة، وفي الأسابيع التي سبقت انتحاره، كان يتجول باستمرار ‏مرتديا نظارة شمسية، حتى داخل المنزل، لإخفاء الحزن في عينيه، حيث عانى من صدمة ما رآه يوم السابع من ‏أكتوبر داخل كيبوتسات غلاف غزة خلال حصارها من المقاومين، ثم خدم لاحقا كضابط على جرافة ‏D9‎‏ في سلاح ‏الهندسة لمدة 187 يوما في غزة". ‏

وأضافت أنه "خدم في خانيونس وتل السلطان وجميع المواقع الصعبة، وأصيب في ركبته مرتين؛ في المرة ‏الثالثة تم تسريحه من الجيش، ورغم اعترافه بأنه يعاني من أعراض ما بعد الصدمة، لكنه تلقى أمرا احتياطيا آخر ‏للجيش، مما دفعه قبل يومين من الموعد المفترض لدخوله غزة مرة أخرى، للإقدام على الانتحار، مما جعل قضيته ‏حديث الإسرائيليين لأيام طويلة، لأنه بات معروفا عن معاناته من صعوبات نفسية، وبدأ العلاج النفسي".‏

تقول عائلته إنه "كان يتحدث عن غزة طوال الوقت، كنا نشاهد معا مقاطع فيديو صورها هناك، وكان يروي ‏كيف دخلوا جميع أنواع الأماكن، لكنه لم يتحدث عن صعوباته النفسية، لم نكتشف الكثير إلا بعد وفاته، فقد كان لا ‏ينام ليلا، والكوابيس تطارده، خاصة وأنه جمع مئات الجثث لعدة أيام في غلاف غزة بعد تنفيذ هجوم السابع من ‏أكتوبر، أحد رفاقه تلقى رصاصة في رأسه، فانفجر تماما، بدأ بالتقاط بقايا دماغه من على الأرض".‏

مقالات مشابهة

  • متلازمة غزة.. اضطرابات ما بعد الصدمة تضرب إسرائيل وجنودها
  • القسام تعلن سلسلة كمائن نوعيّة ضد جنود العدو الصهيوني في حي التنور برفح
  • أرقام عن الجنون والصدمة لدى الجنود الإسرائيليين جراء القتال بغزة
  • أزمة تجنيد في جيش الاحتلال.. إعفاء جنود الاحتياط لتجنب الفشل في الاستدعاء
  • ارتفاع أعداد المنتحرين في جيش الاحتلال 
  • أعداد المنتحرين في جيش الاحتلال تقفز بسبب كوابيس غزة
  • عاجل| مقتل وإصابة جنود إسرائيليين في كمين للفصائل الفلسطينية جنوب غزة
  • عاجل. مركز استطلاع فلسطيني في رام الله يقول إن 49% من سكان قطاع غزة يريدون الرحيل!
  • معظمهم أطفال ونساء.. استشهاد 66 فلسطينيًا في قصف إسرائيلي لمنازل قطاع غزة منذ فجر اليوم
  • لابيد: لا نملك ما يكفي من الجنود لتوسيع الحرب في غزة