لَبِنة انتعاش لا اندثار لفلسطين.. بشرط!
تاريخ النشر: 24th, June 2025 GMT
التطورات الدراماتيكية الهائلة التي ترتبت على الحرب بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران، وانخراط الولايات المتحدة المباشر بالعدوان على المنشآت النووية الإيرانية دعما لإسرائيل، تترك الجميع في المنطقة العربية في حالة كبرى من الهلع والخوف والارتباك وعدم القدرة على التركيز، نظرا للتداعيات المحتملة لتوسيع نطاق الحرب.
الاكتفاء العربي بالقلق مما يجري، لم يمنع إيران من بلع الخديعة الأمريكية كما هضمها جيرانهم العرب والفلسطينيين.. كل المحاذير سقطت، وسقط معها زيف ادعاء ترامب وإدارته كرجل سلام يسعى لوقف الحروب، فالأمر هنا متعلق بإسرائيل، التي تسقط لأجلها كل ثوابت القانون الدولي وشرعة حقوق الإنسان. هذه حقيقة مثبتة في ملف التعامل مع قضية شعب فلسطين الذي يتعرض لإرهاب وجرائم الاحتلال، ففيها تجلت الثوابت الاستراتيجية الغربية الأمريكية، في بقاء إسرائيل متفوقة نوعيا باستمرار الدعم الاقتصادي والعسكري، بعد اختراق حائط الردع الصهيوني في "الطوفان" تشرين الأول/ أكتوبر 2023، والرد على العدوان بصواريخ إيرانية في 13 حزيران/ يونيو 2025.
العدوان على إيران وتدمير قدراتها، يمثل بالنسبة لإسرائيل المشهد الأخير لتدشين زعامتها "قيد الإنجاز" المتفردة في حق ممارسة العدوان بكل وقاحة، وتحويل القانون الدولي لمطية تركبه حيث تشاء وكيفما تشاء، وهو منجز لها منذ 75 عاما
ولأن إسرائيل لا يمكنها إنهاء صراع أو مواجهة بتحقيق حسم عسكري لوحدها، فهي كانت بحاجة لتجنيد كل مواردها وعلاقتها مع الإدارة الأمريكية والغرب، لتنفيذ العدوان على إيران، ومواصلته في غزة رغم إخفاق وسقوط نظرية الشجب والتنديد والتعويل على نية الضغط الأمريكي على إسرائيل، ولأن نظرية الأمن الإسرائيلية تقتضي توفير القدرة الأمريكية لحسمها بسرعة بالمشاركة المباشرة في العدوان أو تذخيره، فإن إسرائيل ومن خلفها الإدارة الأمريكية والغرب، والوكالة الدولية للطاقة النووية، تتمسك بأن لا برنامج عسكريا نوويا في إيران، ولم يكن في وارد الأخيرة فتح مواجهة مباشرة مع إسرائيل، رغم الجرائم الكبيرة والاغتيالات والعدوان الشامل على غزة ولبنان واستهداف أبرز حلفائها، لكن الأمر مختلف في المواجهة الأخيرة التي تمس جوهر الوجود والقوة الإيرانية.
لذلك، أحد أهداف العدوان على إيران غير المعلنة، غير توجيه ضربة ساحقة لبرنامج القوة النووية الإيرانية، هو تجريد الصراع العربي الإسرائيلي من أبعاده الحقيقية، كصراع مصيري مرتبط بزوال الاحتلال، والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني، وتحويل الأنظار نحو مخاطر "قوة" إيران على جيرانها العرب بدل التركيز على إرهاب المحتل وسلوكه ومقاومته، واستخدام فزاعة دعمها لفصائل فلسطينية وأذرع عربية، كمخاطر تفوق مخاطر المشروع الصهيوني الاستعماري الإحلالي على أرض فلسطين التاريخية، وعلى شعبها الذي يتعرض لأبشع جرائم الحرب وضد الإنسانية في العصر الحديث.
لم تكن المنطقة العربية بعيدة أو معزولة عن هذه التطورات، فانطلقت نقاشات ومداولات؛ بعضها عقلاني وهادئ، وانفعالي ساخن وشامت بالعدوان على إيران، وهذا يذكرنا بحملة الردح والسخرية من القضية الفلسطينية وما يجري في غزة؛ نداءات عربية دون فعل رافقت جرائم الإبادة المستمرة على غزة، لم تكن مفيدة ومؤثرة، وبأدوات وشعارات لا تناسب مرحلة العدوان. ولانتقائية تهميش المصالح، لن يتوقف العدوان على الفلسطينيين بانتهاء الحرب بين إيران واسرائيل، فالهدف الأرض الفلسطينية قتل وتهجير شعبها المستهدف بطورٍ جديد من حرب الإبادة بموافقة عالم غربي منافق، وتواطؤ عربي جبان ومذعن، ومرتعد من صمود ومقاومة الشعب الفلسطيني.
والعدوان على إيران وتدمير قدراتها، يمثل بالنسبة لإسرائيل المشهد الأخير لتدشين زعامتها "قيد الإنجاز" المتفردة في حق ممارسة العدوان بكل وقاحة، وتحويل القانون الدولي لمطية تركبه حيث تشاء وكيفما تشاء، وهو منجز لها منذ 75 عاما، بعدما حوّلت أمريكا الأمم المتحدة ومؤسساتها لأداة طيعة تحركها بالاتجاه الذي يخدم ذراعها الاستعمارية في المؤسسة الصهيونية.
مأساوية الصورة لن تبقى بذلك السواد الذي يحاول البعض وصمها به، بالإذعان والدفع نحو الاستسلام لمنطق الغطرسة والتفوق الصهيوني الأمريكي.. لن تستتب الأمور قدريا على رؤوس الشارع العربي لحماية هذه الفاشية وتأمينها، فثغرات اختراق الردع الإسرائيلي وتهشيم صورته ستبقى ملهمة لأجيال وشعوب عربية وغير عربية
كل ذلك وغيره، من تطورات سابقة ولاحقة، ينعكس بشكل مباشر وأساسي، على ما يجري في غزة خصوصا وعموم الأرض الفلسطينية، وهو يؤشر لشكل التعاطي المستقبلي مع الحلول المطروحة لمرحلة ما بعد العدوان على غزة، فكل مؤشرات القنوط والإحباط التي ترافق انهيارا شاملا ومتسارعا لقدرة التأثير والفعل العربي لوقف جرائم الإبادة الجماعية في غزة، يجعل مصالح العربية وأمنها مستباحا بشكل مذل ومخزٍ. وللأسف، تنتصب في وجوهنا جميعا، حقيقة التسليم العربي بالقيد الأمريكي الإسرائيلي حفاظا على الذات الحاكمة التي لم تغير شيئا من واقع انحدارها الأمني والسياسي الذي بات رهينة الأمن الصهيوني، بل ركبت موجة شيطنة كل مواجهة للاحتلال وغطرسة أمريكا، وهي بمثابة إعلان إفلاس عربي للخلود إلى الراحة من القضية الفلسطينية ومن قضايا عربية أخرى.
استكشاف مرحلة ما بعد العدوان على غزة، وضرب إيران، مع الانتشاء الصهيوني المستثمر بفرصة ارتكاب المذابح، وتوسيع رقعة العدوان، يستدعي أولا وقبل كل شيء، إسقاط أي رهان عربي وفلسطيني على دور ورعاية أمريكا لما يسمى "عملية سلام"، والإسراع بطريقة مختلفة في استعادة وحدة فلسطينية مختلفة عما عهدناه سابقا من الفشل والاستغراق في التحسر على فقدانها، بدل الاسترسال في البكاء على أطلال خراب البيت الفلسطيني والعربي، لأن قساوة الحلول المطروحة أمريكيا وإسرائيليا، التي يعبر عنها نتنياهو وبن غفير وسموتريتش، ليست بحاجة لاستكشاف نوايا صهيونية، شواهدها الفجة تفصح عنها جرائم وخطط فاشية تطبق حرفيا، أما إعادة استنباط سياسة عربية وفلسطينية، لتليينها وتقزيم الذات أمام الأمريكي والزحف أمام الصهيوني، فلم ينقذ القضية ولن ينقذ أحدا.
مأساوية الصورة لن تبقى بذلك السواد الذي يحاول البعض وصمها به، بالإذعان والدفع نحو الاستسلام لمنطق الغطرسة والتفوق الصهيوني الأمريكي.. لن تستتب الأمور قدريا على رؤوس الشارع العربي لحماية هذه الفاشية وتأمينها، فثغرات اختراق الردع الإسرائيلي وتهشيم صورته ستبقى ملهمة لأجيال وشعوب عربية وغير عربية. فرض الهزيمة فشِل في قرن المقاومة الضروس لها من شعب فلسطين، ولمشاريع تصفية حقوقه، وهذه مرحلة صمود ومعركة وجود، كما أنها ليست مرحلة معارك عسكرية فاصلة لتحقيق نصر على المؤسسة الصهيونية، بل إن كل ما جرى ويجري هو لبِنات انتعاش ونهوض قادم بعد مرحلة الصمود، دليلنا في هذا ما شهدناه حول الأرض من مظاهرات غضب تجاه إرهاب المحتل في غزة، وفي المحكمة الجنائية الدولية، وتململ المجتمعات الغربية من سردية معاداة السامية ونقض النفاق الغربي تجاه جرائم الاحتلال، وإن كان ذلك مشروطا باستعادة عوامل مفقودة الآن، وما عدا ذلك، فإنه سيدفن كل أملٍ إن لم تفعل حركة تحرر وطني ما ينبغي فعله وإنجازه على الأرض.
x.com/nizar_sahli
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء الاحتلال الإسرائيلي غزة فلسطين المقاومة إسرائيل احتلال فلسطين مقاومة غزة قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة تكنولوجيا سياسة رياضة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العدوان على إیران على غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
بعد فشله عسكرياً .. العدو الأمريكي _ الصهيوني يحرك أدواته الداخلية لضرب الموقف اليمني المناصر لغزة
في ظل اشتداد العدوان الصهيوني _ الأمريكي على غزة، وتكامل أدوات الاستهداف في أكثر من جبهة، يواصل اليمن تصدره لمشهد الصمود العربي والإسلامي، بموقفه السياسي والعسكري الحاسم في دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، موقفٌ فاجأ العدو وأربك حساباته، خاصة في ظل عجز الأنظمة العربية الرسمية عن اتخاذ موقف مشابه، أو حتى مجرد الاعتراض على الإبادة الجماعية المستمرة في القطاع.
يمانيون / تقرير/ طارق الحمامي
ومع استمرار فشل العدوان العسكري على اليمن خلال السنوات الماضية، وتهاوي محاولات إخضاع الشعب اليمني بوسائل الغارات والحصار والمؤامرات، تحركت قوى العدوان، بقيادة أمريكا والكيان الصهيوني، لتفعيل أدوات بديلة تركّز على اختراق الجبهة الداخلية واستهداف الموقف الوطني من الداخل، عبر تحريك شخصيات فقدت رصيدها الشعبي والسياسي، وعلى رأسها المرتزق أحمد عفاش، بدعم إماراتي مباشر، وتنسيق أمني استخباراتي مشترك.
هذا التقرير يستعرض، خلفية هذا التحرك الأمريكي _ الصهيوني بعد فشل أدوات الحرب التقليدية، وتفاصيل تفعيل ورقة أحمد علي عفاش وتحركاته الأخيرة في أبو ظبي، وكذلك محاولات تمويل وتحريك خلايا داخلية لضرب الموقف اليمني من دعم فلسطين، ودور دويلة الإمارات كأداة وظيفية في هذا المشروع القذر، الذي واجهته الأجهزة الأمنية بيقظة استباقية ، ويهدف التقرير إلى تسليط الضوء على هذه التحركات الخطيرة، وقراءة أبعادها السياسية والأمنية، وتحذير الرأي العام الوطني من خطورة التغافل أو التهاون أمام أدوات العدو الجديدة، التي لا تقل فتكًا عن صواريخه وقنابله، بل تسعى لتفكيك الداخل وتدمير الموقف من داخله تحت عناوين خادعة وشعارات مموهة.
تحريك أوراق مهترئة .. أحمد عفاش في واجهة المشروع التآمري
مصادر سياسية مطلعة كشفت أن تحركات مكثفة جرت خلال الأشهر الماضية في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، شارك فيها أحمد عفاش، ضمن لقاءات استخباراتية مع جهات إماراتية وأجنبية، في إطار مشروع يستهدف اليمن سياسيًا وأمنيًا، ويسعى لإعادة إنتاج أدوات النظام السابق، ضمن سيناريو تفكيك الجبهة الداخلية، وبث الفوضى السياسية،
وبحسب المصادر، فإن أمريكا والعدو الإسرائيلي يدركان أن الخيار العسكري لاستهداف اليمن أصبح غير ذي جدوى، بعد أن أثبتت صنعاء قدرتها على الردع وإفشال الحصار، والتحرك الاستراتيجي خارج حدود الجغرافيا، لذا، فإن المسار البديل يتمثل في محاولات تفتيت الداخل اليمني، عبر شخصيات فقدت شرعيتها الشعبية والسياسية، لكنها ما تزال حاضرة في حسابات العدو كأدوات يمكن من خلالها إثارة البلبلة وإعادة إنتاج مشاريع الوصاية.
دلالات التحرك وتوقيته
يأتي تفعيل ورقة أحمد عفاش في توقيت بالغ الحساسية، بالتزامن مع تصعيد غير مسبوق في غزة، واشتداد المواجهة بين محور المقاومة والعدو الصهيوني، إلى جانب تزايد الضغوط الغربية على الدول والكيانات المساندة للمقاومة.
في هذا السياق، يُفهم تحريك هذه الورقة على أنه رد مباشر على الموقف اليمني الواضح في دعم غزة، ومحاولة لتحييد هذا الموقف أو على الأقل زعزعة الجبهة الداخلية اليمنية عبر خلق انقسام داخل مكونات سياسية، أبرزها المؤتمر الشعبي العام، كما أن توقيت هذه التحركات يتقاطع مع مخطط إقليمي شامل، تسعى من خلاله الإمارات والسعودية، وبتنسيق مع الأمريكيين، إلى إعادة تدوير الفلول وإحياء مشاريع ما قبل الثورة، بما يخدم التحالف الصهيوني – الأمريكي في مواجهة المد المقاوم.
التمويل والتحريك .. الأهداف الخفية
التحركات الأخيرة لم تكن مجرد لقاءات سياسية، بل تضمنت تمويلًا مباشرًا لعناصر داخلية مرتبطة بأحمد عفاش، بهدف تحريكها داخل المحافظات اليمنية، وخلق حالة من التشظي السياسي والاجتماعي، وربما الأمني لاحقًا، بما يمهد الطريق لخلق واقع جديد يخدم أهداف العدوان.
أهداف هذه المؤامرة توفير غطاء لتحركات تخريبية تسعى لضرب التحالف الوطني المقاوم، وتحييد اليمن عن موقفه الاستراتيجي في مناصرة فلسطين، وقطع الجسر المعنوي والميداني الذي يمثل اليمن أحد أعمدته.
خطر هذه التحركات على الموقف اليمني والمشروع التحرري
تُعد هذه التحركات، في جوهرها، امتدادًا للحرب الصهيونية على اليمن، وهي أكثر خطرًا من الغارات العسكرية، لأنها تستهدف الوعي والانتماء والموقف من الداخل، وتحاول شرعنة أدوات فقدت شرعيتها الثورية والشعبية، لصالح مشروع خياني يلتقي مع العدو الإسرائيلي في المصالح والأهداف، وما يزيد من خطورة هذا المشروع هو أنه يتستر بغطاء وطني، ويستثمر في العلاقات القديمة والانقسامات المرحلية، لإعادة تدوير عناصر ثبت تورطها في التآمر على الشعب خلال سنوات العدوان.
اليقظة الأمنية تكشف خبايا المؤامرة
لم تكن الأجهزة الأمنية اليمنية بعيدة عن هذه التحركات، بل كانت على درجة عالية من الجهوزية والرصد والمتابعة الدقيقة لكل خيوط المؤامرة التي حيكت في غرف مغلقة بأبو ظبي، وبمشاركة استخباراتية أمريكية _ صهيونية _ إماراتية مكشوفة وواضحة.
وكشفت مصادر مطلعة أن أجهزة الاستخبارات اليمنية رصدت خلال الفترة الماضية تحركات مشبوهة، ولقاءات غير معلنة جرت بين المرتزق أحمد عفاش ومسؤولين أمنيين إماراتيين، إضافة إلى ضباط ارتباط غربيين، وذلك ضمن خطة معدة لاستهداف الوضع الداخلي في اليمن، سياسياً وأمنياً.
وقد تمكنت الأجهزة الأمنية من اختراق بعض قنوات الاتصال والتمويل التي كانت تستهدف تنشيط خلايا نائمة داخل البلاد، وتعمل على تفكيك الجبهة الداخلية تحت عناوين متعددة، منها السياسية والحزبية، في محاولة لاستغلال الوضع السياسي الراهن والتحديات التي تمر بها البلاد.
وتشير التحقيقات الأولية إلى أن المخطط تضمن عمليات تجنيد وتواصل مع عناصر كانت قد خرجت من المشهد السياسي خلال السنوات الماضية، بالإضافة إلى سعي حثيث لإعادة بناء شبكات نفوذ مالية وإعلامية، تُمكن أحمد عفاش من الظهور مجددًا كرقم سياسي قابل للتوظيف في المشروع المعادي.
كما تم ضبط تمويلات مالية ضخمة قدمت عبر قنوات إماراتية، وتم تتبع مساراتها إلى بعض المناطق، حيث كانت تهدف إلى خلق بؤر توتر وتحريك الشارع اليمني ضمن أجندة موجهة تخدم قوى العدوان وتستهدف القضية الفلسطينية عبر إضعاف حليفها الأقوى في المنطقة.
الأجهزة الأمنية أكدت أن هذه المؤامرة لن تمر، وأن كل من تورط فيها سيتم ملاحقته قانونياً، مهما كانت صفته أو موقعه، كما وجهت رسالة حازمة لكل من يظن أن اليمن سيكون ساحة لتصفية الحسابات أو إعادة تدوير المشاريع البائدة، مؤكدة أن الوعي الشعبي والتكامل الأمني والسياسي أقوى من أي مؤامرة خارجية
رسالة إلى الداخل .. لا تهاون مع الخيانةأمام هذه المعطيات، ترى القوى الوطنية اليمنية أن التهاون مع هذه التحركات يمثل خطرًا استراتيجيًا لا يقل عن خطر الغارات الجوية أو الحصار الاقتصادي، بل يتجاوزه لكونه يسعى إلى إسقاط اليمن من داخله.
ويؤكد مراقبون أن المطلوب اليوم ليس فقط الوعي بهذه التحركات، بل التحرك الاستباقي الحازم لإفشالها، سواء عبر كشف أدواتها، أو تحصين الجبهة الداخلية، وفضح الارتباطات المشبوهة التي تحاول استخدام يافطات حزبية أو قبلية لتغليف مشروع صهيوني – أمريكي خالص.
تعزيز الجبهة الأمنية والسياسية.. أولوية وطنية
إن كشف هذه المؤامرة قبل أن تتفجر نتائجها يؤكد أن اليمن، رغم ما يمر به من تحديات، يملك منظومة أمنية متماسكة، وقيادة يقظة تدرك حجم التهديدات والأدوات المتخفية خلف الشعارات الزائفة.
ومن هنا، فإن الواجب تعزيز الدعم الشعبي والأمني لكل الجهود الرامية إلى حماية البلاد من الاختراق، وإلى التحلي باليقظة تجاه الحملات الإعلامية والسياسية التي تحاول تسويق أدوات العدوان كبدائل سياسية، بينما هي في جوهرها خناجر في ظهر الوطن والمقاومة.
الرهان على وعي الشعب اليمني أقوى من مؤامرات الأعداء
في مواجهة المؤامرات المستمرة التي تُحاك ضد اليمن من قبل قوى العدوان الأمريكي _ الصهيوني وأدواتهم الإقليمية والمحلية، أكّد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله في أكثر من مناسبة أن الرهان الحقيقي هو على وعي الشعب اليمني وبصيرته الثورية، لا على الألاعيب السياسية أو حسابات الخارج.
ويضع السيد القائد دائمًا في صلب خطابه التأكيد على أن اليمن، بشعبه المقاوم، لا يمكن أن يُخترق أو يُركع، مهما كانت أشكال العدوان أو تنوعت أساليبه، ومهما تحركت الأدوات العميلة من الخارج أو الداخل، هذا الوعي الشعبي الذي يُعوّل عليه السيد القائد هو الذي أسقط الرهان العسكري طيلة سنوات العدوان، وهو ذاته الكفيل بإسقاط المؤامرات الناعمة والمموهة، كتحريك الشخصيات المنتهية والمرتبطة بأجندات الخارج.
ويشدد السيد القائد في توجيهاته وخطاباته على أن المعركة اليوم لم تعد فقط في ميدان السلاح، بل انتقلت إلى ميدان الوعي والثبات، مؤكداً أن الحذر من الحرب الناعمة والمؤامرات السياسية لا يقل أهمية عن الحذر من القصف والحصار، بل إن تفكيك الداخل وضرب الانتماء والهوية الوطنية يشكل خطرًا أكبر وأكثر خبثًا، لأنه يسعى لتدمير بنية الأمة من داخلها.
إن تأكيد السيد القائد على هذه الرؤية يُمثل بوصلة لكل القوى الوطنية، ويعكس الإدراك العميق لطبيعة المعركة الشاملة التي يخوضها اليمن، والتي تتطلب تكاتف كل الجهود الرسمية والشعبية، وتفعيل دور الإعلام، والمجتمع، والقيادات السياسية، لمواجهة كل مشاريع الاختراق.
وفي ظل هذه التحديات، يواصل السيد القائد دعوته إلى الثبات واليقظة، والتمسك بالموقف المبدئي في دعم فلسطين ومواجهة العدو الصهيوني، مؤكدًا أن أي تراجع في هذا الموقف إنما هو خيانة للأمة بأكملها، وهو ما لن يسمح به الشعب اليمني الذي أثبت في الميدان أن دماء أبنائه ليست أغلى من دماء أهل غزة.
خاتمة
التحركات الأخيرة التي يقودها العدو عبر أدواته الداخلية والخارجية، لن تنجح ما دام الشعب اليمني ثابتًا وواعيًا ومتماسكًا، وما دام يقوده علم يُجسد القيم القرآنية والمواقف المبدئية التي لا تتبدل أو تُشترى.
لقد أكد السيد القائد أن اليمن ليس ساحة رخوة تُستباح كما يتوهم الأعداء، بل هو جبهة متقدمة في معركة الأمة، ولن تنجح كل المؤامرات، مهما تغيرت أدواتها أو أُعيد تدويرها.
ومن هنا، فإن مواجهة هذه المؤامرات لن تكون فقط بالرد العسكري، بل أيضًا ببناء جبهة وعي وطنية، وإحباط أدوات العدو أينما كانت، وفضح كل من يقف اليوم في معسكر الصهاينة، وإن ارتدى لبوسًا يمنيًا أو حزبيًا.