وصف مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، المخاوف بشأن الهجوم الروسي المزعوم على الدول الأوروبية بأنها إدعاءات سخيفة وأكاذيب واضحة.

وقال نيبينزيا في اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن أوكرانيا: "تثيرون مخاوف سخيفة وكاذبة بشأن الهجوم الروسي الوشيك والمزعوم ضد الدول الأوروبية.. بالمناسبة، لم تنسوا أن الدول الأوروبية كانت في عصور مختلفة - بولندا والسويد وفرنسا وألمانيا وعدد من الدول التابعة لها، حيث قامت تقريبا كلها خلال الحرب العالمية الثانية بمهاجمة الدولة الروسية، وحاولت التغلب عليها بإصرار يحسد عليه، وعانت من الهزيمة دائما".

وأضاف: "حاولت الولايات المتحدة أن تفعل الشيء نفسه خلال الحرب الباردة"، مشيرا إلى "دور بريطانيا، التي حرضت دبلوماسيتها على مدى قرون الدول والشعوب بمهارة ضد بعضها البعض، وما زالت تفعل ذلك حتى يومنا هذا".

وأوضح نيبينزيا في اجتماع مجلس الأمن قائلا: "لقد تشكلت الدولة الروسية في ظل ظروف التهديد الخارجي المستمر، كما أن زملاءنا الغربيين المحبين للسلام لا يحبون حقا أن يتذكروا حقيقة أن روسيا هي التي كان عليها دائما صد العدوان الغربي، لكن شعبنا يتذكر ذلك جيدا".

إقرأ المزيد بعد خطاب روسي عاصف.. نيبينزيا وبوليانسكي يغادران اجتماعا للجمعية العامة للأمم المتحدة

وأكد نيبينزيا: "نحن نعلم أن الجمهور في الدول الغربية لا يصدق ولا يؤمن بالدعاية المناهضة لروسيا حول التهديد الروسي الأسطوري، ولهذا السبب يحيطونها بفقاعة من الأكاذيب، محاولين منع ظهور الحقيقة، لكن الحقيقة الواضحة لا تزال تظهر يوما بعد يوم بفضل جهود أولئك الذين يفهمون ما يهدد العالم أجمع من إطالة أمد المواجهة الحالية وتفاقمها".

إقرأ المزيد رئيسة وزراء إستونيا: بعض الدول الأوروبية لا تشعر بـ"الخطر الروسي"

المصدر: نوفوستي 

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أوروبا الأزمة الأوكرانية الأمم المتحدة الاتحاد الأوروبي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا فاسيلي نيبينزيا مجلس الأمن الدولي موسكو الدول الأوروبیة

إقرأ أيضاً:

ما وراء العقوبات الأوروبية الجديدة ضد روسيا؟

موسكو- لم تمضِ سوى أيام قليلة على انتهاء المفاوضات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول، حتى بدا أن مفاعيلها قد تلاشت سريعًا، لتعود الأزمة إلى مربعها الأول، حيث صعّد الطرفان من وتيرة الهجمات المتبادلة، بالتزامن مع انطلاق المرحلة الثالثة من عملية تبادل الأسرى، التي تُعد الكبرى منذ اندلاع الحرب.

عودة إلى نقطة البداية

وتزامن هذا التصعيد مع دخول الاتحاد الأوروبي مجددًا على خط المواجهة الاقتصادية مع موسكو، من خلال فرض حزمة جديدة من العقوبات طالت بشكل أساسي نحو 200 سفينة ممّا يُعرف بـ"أسطول الظل" الروسي المخصص لنقل النفط. كما شملت العقوبات شركات نفط روسية إضافية، في إطار مسعى أوروبي لتضييق الخناق على عائدات موسكو، بحسب ما يؤكده مسؤولون غربيون.

نتائج المحادثات في إسطنبول لم ترقَ إلى مستوى التطلعات الدولية (الأوروبية)

وتُعد هذه الحزمة الأوسع منذ بدء الحرب في أوكرانيا أواخر فبراير/شباط 2022، حيث تضمنت قيودًا إضافية على أكثر من 45 شركة وفردًا ممن يدعمون الجيش الروسي، بالإضافة إلى إدراج 31 كيانًا جديدًا ضمن قائمة حظر تصدير السلع ذات الاستخدام المزدوج.

وفي الوقت ذاته، تتصاعد حالة من الغموض إزاء مستقبل الحل السياسي بين روسيا وأوكرانيا، وسط مؤشرات على تبدل محتمل في الموقف الأميركي، من داعم متشدد لأوكرانيا إلى وسيط بين الطرفين، رغم أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لم تُقدم على رفع أو تخفيف العقوبات المفروضة على روسيا منذ عهد الرئيس السابق جو بايدن.

ومن المتوقع أن تطالب أوكرانيا الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات جديدة صارمة على روسيا. فبعد إعلان الرئيس ترامب يوم الاثنين عدم فرض قيود جديدة على موسكو خشية التأثير السلبي على جهود وقف إطلاق النار، بدا أن كييف ترى في أوروبا الملاذ الوحيد لمواصلة الضغط الاقتصادي على الكرملين. إلا أن هذه الآمال، بحسب مراقبين روس، قد لا تُكتب لها الاستجابة المرجوّة.

عقوبات وارتدادات

ويرى الباحث في المعهد الأعلى للاقتصاد، فلاديمير أوليتشينكو، أن مطالب أوكرانيا تتجاوز بكثير ما يمكن لأوروبا أن تتحمله أو تقبله فعليًا. ويضيف، في تصريح للجزيرة نت، أن التقرير المُزمع تقديمه للاتحاد الأوروبي -والذي تطالب فيه كييف باتخاذ تدابير صارمة، تشمل فرض عقوبات ثانوية على مشتري النفط الروسي- من المرجح أن يمتد ليشمل الهند والصين، إلا أن أوروبا لن تقدم على هذه الخطوة لما قد يترتب عليها من تداعيات دبلوماسية واقتصادية مع هذه القوى الناشئة.

إعلان

وبحسب أوليتشينكو، فإن العقوبات الجديدة التي تبناها كل من الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، قد تُحدث بعض الأثر في الاقتصاد الروسي، إلا أنه لن يكون بالحجم الذي تطمح إليه أوكرانيا. ويؤكد أن موسكو ستسعى إلى إيجاد طرق للالتفاف على هذه العقوبات، لكن الضربة ستكون "حساسة" في بعض القطاعات، إذا لم تتخذ روسيا تدابير مضادة فعالة.

ويعرض المتحدث سيناريوهين محتملين لمسار هذه العقوبات: الأول إيجابي، يتمثل في رفض محدود لبعض السلع التي يمكن لروسيا تعويضها ببدائل، والثاني سلبي، عندما لا تتمكن موسكو من إيجاد نظائر محلية، مما قد يُلحق ضررًا كبيرًا ببعض الصناعات، مثل صناعة الطيران.

ويُشير إلى أن "أسطول الظل"، الذي يُعد أداة رئيسية في ظل العقوبات للحفاظ على استمرار الصادرات والواردات الروسية، لن يتعرض لضربة قاصمة كما تأمل أوروبا، ولكنه أيضًا لن يظل بمنأى عن التأثيرات السلبية.

فك الارتباط الأميركي

من جهته، يرى محلل الشؤون الاقتصادية، أندريه زايتسيف، أن العقوبات الأوروبية الجديدة -وما قد يتبعها لاحقًا- تهدف إلى تعزيز الضغوط على روسيا، وإجبارها على وقف هجماتها ضد أوكرانيا من خلال استهداف قطاعات حيوية في اقتصادها.

أوروبا قد تتجنب فرض عقوبات على الصين والهند لأسباب نابعة من اعتبارات إستراتيجية (شترستوك)

ويؤكد، في حديثه للجزيرة نت، أن هذه العقوبات لن تُرفع حتى لو نجحت المفاوضات في إسطنبول بين الوفدين الروسي والأوكراني في إنهاء الأزمة. ويضيف أن التفاؤل الذي رافق المفاوضات منذ البداية يجب التعامل معه بحذر، لأن التجارب السابقة تُثبت أن التوصل إلى اتفاقات سياسية لا يؤدي بالضرورة إلى رفع العقوبات.

ويُوضح أن هناك قاعدة ثابتة في هذا السياق: في حال حدوث تقدم سياسي، قد تبدأ عملية تخفيف العقوبات عبر منح استثناءات أو تراخيص عامة، إلا أن هذه العملية عادة ما تستغرق وقتًا طويلًا. ويُقدم أمثلة على ذلك، منها حالة الصين، التي لم تُرفع عنها العقوبات إلا بعد أكثر من 30 عامًا من بدء التطبيع السياسي، وكذلك إيران التي أُعيد فرض العقوبات عليها رغم الاتفاق النووي، بل وازدادت شدّة.

إعلان

وانطلاقًا من هذا، يرى زايتسيف أن المفاوضات ستطول، وأن الوصول إلى حل سياسي للصراع الأوكراني سيكون معقدًا للغاية، وهو ما يتماشى مع التصور الروسي لتصعيد تدريجي بدأ منذ نهاية العام الماضي.

ويختم بأن امتناع الولايات المتحدة عن فرض عقوبات جديدة منذ مغادرة الرئيس السابق جو بايدن للبيت الأبيض، يُضعف من فاعلية الحزمة الأوروبية الجديدة، ويجعلها "ضربة غير مؤلمة" من منظور استقرار الاقتصاد الكلي في روسيا.

مقالات مشابهة

  • تصعيد عسكري جوي روسي أوكراني يقوض المفاوضات
  • ما وراء العقوبات الأوروبية الجديدة ضد روسيا؟
  • ‏فنلندا تستدعي السفير الروسي لديها للاحتجاج على انتهاك روسي محتمل لأجوائها
  • ترامب يهاجم بوتين بعد هجوم روسي ضخم في أوكرانيا
  • ترامب يفتح النار على الجميع.. حذر من سقوط روسيا وغاضب من زيلينسكي
  • ترامب يلمّح لإعلان وشيك بشأن تقدم المحادثات النووية مع إيران
  • ليلة من الرعب.. 12 قتيلًا في هجوم روسي عنيف على أوكرانيا
  • ماذا حدث له؟.. ترامب غاضبًا من بوتين بعد شن أكبر هجوم جوي روسي على أوكرانيا
  • هجوم روسي واسع بالمسيرات والصواريخ يستهدف العاصمة الأوكرانية
  • هجوم روسي واسع يستهدف كييف واشتباكات متواصلة شرق أوكرانيا