ما الذي تغير في طباعهم ؟
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
لم يتغير شيء حتى الآن في سيناريوهات التآمر (العربي – العربي). فالوجوه نفسها، والأدمغة المشفرة نفسها، والنوايا الدونية نفسها. والأبواق الإعلامية المزيفة نفسها، حتى البيانات والتصريحات والمناشدات الكاذبة والمنافقة ظلت كما هي منذ القرون الأولى، التي كانت فيها ديارنا ساحة لمعارك أجدادنا العرب المناذرة في العراق دفاعاً عن حدود الدولة الساسانية، ضد أجدادنا العرب الغساسنة في الشام الذين كانوا يذودون عن حياض الدولة البيزنطية.
وظل الحال على ما هو عليه حتى في القرن الهجري الاول والى يومنا هذا، لكنه تحول فيما بعد إلى صراع بين الأخوة والأشقاء وابناء الأسرة الواحدة. ثم تحول بعد ذلك إلى صراع دموي بين الثوار والإنقلابيين وبين الرفاق المنشقين والمتمردين على احزابهم والمعارضين لتنظيماتهم السياسية. ثم تورط القادة العرب في مسلسل التآمر على انفسهم. لكنهم لم يتآمروا ضد إسرائيل، بل تخندق بعضهم معها في السر والعلن. وربما شهدت حرب الخليج الأولى والثانية منعطفا خطيرا في تحالفات العرب ضد بعضهم البعض، فقد جاء في تسجيل مسرب للزعيم المصري الراحل (حسني مبارك) يتحدث فيه عن دعمهم لتمويل الحرب ضد العراق، وذكر أنهم دفعوا لأمريكا المليارات النقدية المباشرة، ناهيك عن الشيكات والهداية غير المنظورة. وان الفقهاء المسلمين العرب هم الذين كانوا يلوون أعناق الآيات لتوظيفها في التحريض ضد العراق، حتى أباحوا قتل كل عراقي بصرف النظر عن دينه ومذهبة وعشيرته وطائفته. وهم الذين مولوا العصابات الداعشية ضد سوريا وليبيا والعراق، وكان فقهاؤهم يطلقون الفتاوى بالمواصفات والأبعاد التي تنسجم مع الأهداف المعادية لنا. .
اذكر (من نافلة القول) ان رجلا خليجيا قتل خمسة من الجنود العراقيين أثناء أداءهم صلاة الظهر، وكانوا من السنة والشيعة، فاستفتى عند احد المشايخ حول شرعية قتلهم، فقال له الشيخ: هل انت متأكد انهم من العراق ؟. قال له: نعم يا سماحة الشيخ. . فقال له الشيخ: اذهب لا بأس عليك لأن قتلهم حلال، ولك الاجر والثواب. ربما تأثر هذا الشيخ بقصيدة الشاعر البابلي الساخر (موفق محمد)، التي يقول في مطلعها: من رأى منكم عراقياً (أو سورياً أو ليبياً أو يمانياً) فليذبحه بيده، فإن لم يستطع فبمدفع هاون، وإن لم يستطع فبسيارة مفخخة وذلك أضعفُ الإيمان. .
اما الحرب الوحشية التي يشارك فيها بعض العرب الآن في الحصار على غزة، فهي حرب دينية أعلنها السيناتور الأمريكية ليندسي غراهام، واعلنها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في مطار بن غوريون عندما قال: جئت لكي ألبي نداء واجبي الديني بصفتي يهوديا صهيونياً متعصباً. فمتى يتفهم المتغافلون العرب ؟. ومتى يدركوا خطورة الكوارث التي باتت تنتظرهم على الأبواب ؟. ومتى يفزعوا لنجدة أطفالنا وشبابنا الذين يتعرضون للقتل العنصري الممنهج ؟. . هذا سيموتريتش يضع خياراته الثلاثة امام سكان غزة: أما أن تغادروا وتنزحوا إلى غير رجعة. أو تعملوا خداماً وعبيداً لدينا. أو تذوقون الموت غصة بعد غصة. .
كلمة أخيرة: سوف تطالنا هذه الخيارات جميعاً. كلنا معرضون لهذه التهديدات ما لم نتلاحم ونتوحد ونقف وقفة رجل واحد في مواجهة المخططات المحدقة بنا. .
د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
افتتاح معرض مصر القديمة تكشف عن نفسها بمتحف قصر هونج كونج
افتتحت، اليوم، يمني البحار نائب وزير السياحة والآثار، والدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار معرض “مصر القديمة تكشف عن نفسها: كنوز من المتاحف المصرية”، والذي يستضيفه متحف قصر هونج كونج خلال الفترة من 18 نوفمبر 2025 حتى 31 أغسطس 2026.
معرض “مصر القديمة تكشف عن نفسها: كنوز من المتاحف المصرية”وخلال مراسم الافتتاح، ألقت الأستاذة يمني البحار كلمة أعربت فيها عن اعتزازها بالمشاركة في هذا الحدث الثقافي البارز الذي يقام في هونج كونج امتدادًا للنجاح الكبير الذي حققه معرض "قمة الهرم: حضارة مصر القديمة" بمتحف شنغهاي. وأشارت في كلمتها إلى عمق العلاقات المصرية الصينية بوجه عام، حيث ستحتفل الدولتان العام المقبل بمرور سبعين عامًا على نشأة العلاقات الدبلوماسية بينهما.
وتحدثت نائب الوزير عن أهمية المعرض الذي يضم ٢٥٠ قطعة أثرية مميزة كجسر يربط بين ماضي الحضارة المصرية التي أضاءت بنورها العالم والحاضر، تأكيداً على أن عظمة هذه الحضارة عابرة للزمان والمكان. واستعرضت ملامح المحاور الثلاثة لسيناريو العرض المتحفي: مصر الملكية، وتوت عنخ آمون، وأسرار سقارة.
وأوضحت أن تنظيم مثل هذه الفعاليات يمثل جسرًا للتواصل بين الثقافات، ويبرز عراقة الحضارة المصرية وقدرتها الدائمة على الإلهام، باعتبارها إحدى أهم ركائز القوة الناعمة لمصر، كما يؤكد على قدرتها على التأثير في وجدان الشعوب حول العالم. وأضافت أيضاً أن مثل هذه الفعاليات وغيرها من الفعاليات الثقافية يؤكد أن الحضارات الإنسانية تتطور وتتفاعل من خلال التبادل المستمر ولا تزدهر بمعزل عن غيرها.
وبعد الانتهاء من مراسم الافتتاح قاما بجولة تفقدية شملت القاعات المختلفة المخصصة للمعرض.
وعلى هامش فعاليات الافتتاح، أجرت الأستاذة يمني البحار لقاءات إعلامية مع عدد من أبرز وسائل الإعلام الصينية والدولية، تضمنت قنوات CCTV، وXinhua، وChina Daily، وTVB، وSouth China Morning Post SCMP.
وتناولت هذه اللقاءات أهمية العلاقات المصرية الصينية، لاسيما مع اقتراب الاحتفال بالذكرى السبعين للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين، إلى جانب استعراض أهمية إقامة المعرض ودلالات اختيار هونج كونج لاستضافته. كما تم تسليط الضوء على دور معارض الآثار المؤقتة في الخارج في تعزيز العلاقات الثقافية بين الشعوب، والتعريف بكنوز الحضارة المصرية كأحد أهم عناصر القوة الناعمة للدولة المصرية، فضلاً عن دورها في دعم الترويج السياحي لمصر.
وتطرقت اللقاءات كذلك إلى أوجه التعاون القائم بين البلدين في مجال الآثار، بالإضافة إلى الإشارة إلى المتحف المصري الكبير باعتباره أحد أهم المشروعات الثقافية الكبرى التي شهدها العالم مؤخرًا.
ومن الجدير بالذكر أن المعرض يضم 250 قطعة أثرية متميزة تم اختيارها من مجموعة من المتاحف المصرية، تشمل متاحف كل من المصري بالتحرير ومتحف مطروح القومي، متحف كفر الشيخ القومي، والأقصر للفن المصري، وسوهاج القومي.
كما يتضمن المعرض قطعًا حديثة الاكتشاف من منطقة سقارة الأثرية، إلى جانب مجموعة مختارة من القطع التي سبق عرضها في معرض “قمة الهرم: حضارة مصر القديمة” بمتحف شنغهاي.