لا يعد إصدار الفنانين وصناع السينما والدراما لكتب من تأليفهم شيئا جديدا على الجمهور، إذ سار عديدون على النهج الذي بدأه فنانو "الزمن الجميل" -مثل نجيب الريحاني ويوسف وهبي وماجدة الصباحي- ممن قاموا بتوثيق سيرهم الذاتية بكتب تحكي عن الصراعات والأزمات التي واجهوها في طريقهم إلى النجاح.

وشهدت الدورة الـ55 من معرض القاهرة الدولي للكتاب -التي اختتمت فعالياتها في السادس من فبراير/شباط الجاري- ندوات توقيع لعدد من الفنانين المصريين من بينهم الكاتب والسيناريست عبد الرحيم كمال الذي أصدر روايته "كل الألعاب للتسلية" وعرض من خلالها فلسفته للحياة.

أما الفنان محيي إسماعيل، فنشر روايته الجديدة "الأوز الطائر والبط الأعرج" بالتزامن مع معرض الكتاب، بعدما استغرق عامين في العمل عليها، وتضمنت تأملاته حول ما يحدث في العالم وأسباب الحروب. ولإسماعيل تجارب كتابية عديدة من بينهم روايات "جراح النفوس"، و"تعقيدات النفس البشرية"، و"المخبول: رواية من الأدب الإنساني".

أما الفنان خالد الصاوي، فرغم أنه لم يصدر كتابا جديدا خلال العام، فإن إدارة المعرض عقدت ندوة لمناقشة وتوقيع اثنين من كتبه التي أعيد نشرها، والتي طرحها في شبابه قبل انضمامه إلى الساحة الفنية في مصر وهما "نبي بلا أتباع"، و"أوبريت الدرافيل"، التي سبق أن تم تحويلها إلى نص مسرحي.

وبعيدا عمّن شاركوا في معرض القاهرة الدولي للكتاب، نستعرض فيما يلي بعض التجارب الأدبية لفنانين عرب:

أحمد حلمي و"28 حرف"

استطاع الممثل المصري أحمد حلمي أن يخاطب الجيل الجديد بحسه الفكاهي ليس فقط من خلال أفلامه السينمائية، بل من خلال كتاباته التي جمعها في كتاب "28 حرف" الذي صدر عام 2012.

وكان "28 حرف" من أكثر الكتب مبيعا لسنوات طويلة، حيث تخطت عدد طبعاته الـ20 طبعة، وهو يتضمن عددا من المقالات التي نشرها حلمي في صحيفة "الدستور" المصرية.

وبالرغم من النجاح الكبير الذي حققه الكتاب، فإن حلمي لم يخض التجربة مجددا حتى الآن، لكنه قال إنه يعمل على كتاب جديد سيطرح قريبا.

صلاح عبد الله والشعر العامي

أما الممثل المصري صلاح عبد الله، فيعرف متابعو حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي مدى إتقانه للشعر العامي، إذ يستغل كل المناسبات ليعبر بأبياته الساخرة عن فرحته أو امتعاضه من بعض الأحداث التي تطرق على الساحة الفنية والسياسية.

وجمع عبد الله عددا من أشعاره في ديوان شعري تحت عنوان "تخاريف.. بالعامية المعمية"، والذي وضع فيه قصائد نظمها على مدار حياته.

أيمن زيدان.. في حب دمشق

من جانبه، خاض الممثل والمنتج السوري أيمن زيدان عددا من التجارب الكتابية الناجحة من خلال نشره لعدد من المؤلفات خلال سنوات متفرقة من بينهم كتاب "سأصير ممثلا"، والذي أصدره في عام 2021 ليوثق من خلاله أهم خطواته في عالم الفن، بداية من أحلامه بأن يصبح ممثلا في الدراما والسينما في شبابه، وحتى وصوله إلى صدارة المشهد الفني السوري والعربي.

وقبلها، أطلق زيدان مجموعته القصصية "تفاصيل" في عام 2018، والتي تناولت المآسي التي يعيشها السوريون البسطاء.

كما رافق الحنين إلى مدينة دمشق زيدان في كتابه "أوجاع" الذي صدر في عام 2016، وتضمن عددا من القصص القصيرة التي جرت أحداثها في العاصمة السورية.

جدة تلهم فاطمة البنوي

أما المخرجة والممثلة السعودية فاطمة البنوي، فقالت إن مدينة جدة التي ولدت ونشأت فيها طالما كانت مصدر إلهامها، لذلك كان طبيعيا أن تكون "عروس البحر الأحمر" محور كتابها الأول "القصة الأخرى" الذي نُشر في عام 2022 بالتزامن مع فعاليات معرض جدة الدولي للكتاب.

واستعرضت البنوي في "القصة الأخرى" جزءا من التاريخ الإنساني المعاصر لجدة، وروت حكايات واقعية لأهل المدينة من واقع ذكريات جدها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: عددا من من خلال فی عام

إقرأ أيضاً:

تجربة مرعبة.. مصري يروي تجربته مع قبيلة تحتفظ بجثث موتاها لسنوات قبل دفنها

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- هل تخيّلت يومًا كيف ستكون تجربة العيش مع جثة شخصٍ ميت في منزل واحد لسنوات؟ قد تبدو الفكرة مرعبة.

وفي تجربة تقشعر لها الأبدان، قام صانع محتوى السفر المصري، شريف نبيل، بزيارة قبيلة تعيش في مرتفعات توراجا، بجزيرة سولاويزي في إندونيسيا، حيث تحتفي طقوسهم برؤية فريدة للموت.

قد لا يوجد مكان آخر على وجه الأرض يمكن فيه جمع كلمتي "الموت" و"الفخامة" في جملة واحدة كما هي الحال في توراجا، وفق ما ورد على موقع توراجا الرسمي للسياحة "Visit Toraja".

وعلى هذه الأرض الساحرة بطبيعتها وروحها، لم يكن الموت يومًا مدعاة للحزن، بل يُعد الهدف الأسمى للحياة، ومناسبة يتوق كلٌّ من الراحل وأفراد عائلته للاحتفال بها. من تهليل يصدح عبر التلال، ووليمة كبرى للضيوف، إلى رقصات تقليدية تُعيد تعريف ما يعتبره البشر عادةً أمرًا مروعًا، وذلك من خلال تحوّله إلى حدث مفعم بالجمال، وفق ما ذكره موقع "Visit Toraja".

ويشرح نبيل لموقع CNN بالعربية أنّ جثث الأموات بهذه القبيلة قد تمكث سنوات عديدة في البيوت قبل دفنها وسط مراسم خاصة باذخة تشمل ذبح الخنازير، وتقديم الجواميس كأضاحي.

ويسعى نبيل إلى خوض مغامرات فريدة من نوعها خلال رحلاته حول العالم.

ويقول نبيل: "نحن ﻻ نقابل كل يوم أﻧﺎس ﯾﺤﺘﻔﻈﻮن ﺑﻤﻮتاهم داﺧﻞ ﺑﯿﻮﺗﮭﻢ وﯾﻌﺎﻣﻠﻮﻧﮭﻢ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻷﺣﯿﺎء". 

وأراد نبيل أن يشارك هذه التجربة مع العالم بالقول إنّها "ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻨﺮى أن هناك منظورًا ﻟﻠﻤﻮت ﻣﺨﺘﻠﻔًا ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻋﻤﺎ هو متعارف عليه حولنا".

وتتمثل هذه التجربة التي يصفها نبيل بالاستثنائية، في أنّ أهل الشخص الميت يحتفظون بجثته لسنوات، وخلال تلك السنوات يستعدون  لإقامة حفل جنائزي فريد من نوعه يستمر على مدار أيام، بحسب ما ذكره صانع المحتوى المصري.

ويُضيف: "خلال تلك الجنازة، تقدّم العشرات ﻣﻦ اﻟﺠﻮاﻣﯿﺲ ﻛﺄﺿﺤﯿﺔ"، مشيرًا إلى أنّه ﻛﻠّﻤﺎ زادت ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﻤﯿﺖ وﻣﺴﺘﻮاه اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ زاد ﻋﺪد اﻟﻘﺮاﺑﯿﻦ". 

وﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﻮزّع لحوم تلك الأضاحي على أهل القبيلة، إلى جانب لحوم اﻟﺨﻨﺎزﯾﺮ التي تقدّم ﻟﻸﻛﻞ، واﻠﻤﮭﺎداة، وﻻ ﺗﻌﺘﺒﺮ جزءًا من الأضاحي، وفق نبيل. 

وﺣﯿﻦ ﯾرى أهل المتوفى أنه "قد حان موعد دفنه"، يتم تشييع الجثة بأجواء  احتفالية تشمل الغناء والرقص، كما يشارك بهذا الحفل جميع أهل القبيلة، وفق ما روى نبيل لـCNN بالعربية.

لكن يبقى السؤال، كيف يتم الاحتفاظ بهذه الجثث داخل البيوت كل تلك السنوات من دون أن تتعفّن؟ 

يظهر في مقطع الفيديو الذي شاركه نبيل أحد أفراد القبيلة وهو يشرح أنّ الميت يخضع لعملية أشبه بالتحنيط عند قدماء المصريين، حيث تستخدم مادة "الفورمالين" لحماية الجثث من التعفّن. 

أﻣﺎ بالنسبة إلى اﻟﻤﺪافن، فيشير نبيل إلى أنه لم ير مثيلا لها ﻣﻦ ﻗﺒﻞ. 

ويوضح نبيل أن جثث الأطفال الرضع تدفن داﺧﻞ جذوع الأشجار، وكأن اﻟﺸﺠﺮة تصبح بمثابة أم ثانية لتمنحهم حياة أخرى.

ومن العادات الغريبة كذلك التي شاهدها نبيل خلال زيارته لتلك القبيلة، أنه من الممكن إﺧﺮاج الميت بعد دفنه بفترة ﻣﻦ قبره واﻟﺠﻠﻮس  معه، وحتى تقديم الطعام له.

ورﻏﻢ أنه حرص على دراسة عادات وتقاليد اﻟﻘﺒﯿﻠﺔ ﺟﯿﺪا ﻗﺒﻞ زيارتها بهدف الحد من تأثير الصدمة، إلا أن مشاهدة هذا التقليد على أرض الواقع كان له أثر مختلف في نفس نبيل.

ويؤكد أنّ "رؤﯾﺔ اﻟﺠﺜﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺼﻮر ﺷﻲء واﻻﻗﺘﺮاب ﻣﻨﮭﺎ واﻟﻮﻗﻮف إلى ﺠﺎﻧﺒﮭﺎ ﺷﻲء آﺧﺮ".

وكما هو متوقع، لم تخل هذه التجربة الفريدة من التحديات، ﺑﺪاﯾﺔ ﻣﻦ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻟﻘﺒﯿﻠﺔ ودراﺳﺔ عاداتها وﺗﻘﺎﻟﯿﺪها بحرص شديد لاجتناب وقوع أي سوء فهم. 

إلا أن ﻣﻮاﺟﮭﺔ ﺟﺜﺚ اﻟﻤﻮﺗﻰ عمرها سنين، والوقوف أﻣﺎﻣﮭﺎ ﺑﺜﺒﺎت اﻧﻔﻌﺎﻟﻲ كان اﻟﺘﺤﺪي اﻷﻛﺒﺮ بالنسبة إلى نبيل.

ولم يتوقع نبيل ردود الأفعال الإيجابية من قبل متابيعه على منصات التواصل الاجتماعي نظرا لحساسية الموضوع، إذ تفاجأ بأن هناك من أعجب بفكرة الإطلاع على ثقافة جديدة.

اندونيسياعادات وتقاليدنشر الخميس، 31 يوليو / تموز 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • أبطال العالم يؤكدون مشاركتهم في «ماراثون عُمان الصحراوي».. يناير المقبل
  • فتح الله زيدان : إيقاف قيد الزمالك لهذا السبب
  • «واقف للفنون» يحتضن «إبداعات المقيمين».. فنانون لـ العرب: «ملامح وطن» يظهر جماليات المعالم القطرية
  • «أفضل سيناريو حصل».. ميدو يتحدث عن تجربة جون إدوارد داخل الزمالك
  • تجربة مرعبة.. مصري يروي تجربته مع قبيلة تحتفظ بجثث موتاها لسنوات قبل دفنها
  • “إلى أين؟”.. عرض ليبي يُجسّد القلق الوجودي ضمن مهرجان المونودراما العربي في جرش 39 اللجنة الإعلامية لمهرجان جرش بحضور ممثل عن السفارة الليبية في عمان، وجمع غفير من عشاق المسرح، وضمن فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان المونودراما المسرحي، قدّمت ا
  • أبهرت السوشيال ميديا.. لي لي أحمد حلمي تتألق في أول ظهور لها
  • الأسعار تبدأ من 5 جنيهات.. تفاصيل افتتاح الدورة العاشرة لمعرض الإسكندرية للكتاب
  • ما الذي دفع ترامب لتغيير موقفه من المجاعة في غزة خلال 48 ساعة؟
  • الروائي أشرف العشماوي: بدأت الكتابة عندما كنت وكيل نيابة ولم أخطط لأكون روائيًا |فيديو