تباين أسعار المعارض الرمضانية يُشعل الجدل بين المواطنين
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
في ظل اقتراب شهر رمضان المبارك، تشهد المخيمات الرمضانية للمنتجات والسلع الغذائية المهمة في العاصمة عدن تباينًا واضحًا في الأسعار، مما أثار جدلاً واسعًا بين المواطنين والمتسوقين ما بين مؤيد ومنتقد.
يعتبر المخيم الرمضاني واحدًا من أبرز الأسواق التي تستقطب الزوار خلال شهر رمضان، حيث يتوفر فيه مجموعة متنوعة من المنتجات الغذائية والسلع الأساسية التي يحتاجها الناس خلال الشهر الفضيل، التي من المفترض أن تكون ذات أسعار مُخفضة مختلفة عن أسعار السوق لإفادة المواطنين في ظل الانهيار الاقتصادي.
وجابت عدسة نيوزيمن المعرض الرمضاني المُقام في مديرية خور مكسر، للمقارنة بين أسعاره وأسعار السوق حيث هناك بعض الفوارق الواضحة في أسعار الارز والطحين والزيت خاصة تلك المنتجات التي عرضتها المؤسسة الاقتصادية بنسبة من 15 لـ30%.
وتبين أن الأسعار في المخيم الرمضاني تختلف بشكل كبير حسب نوع المنتج والعلامة التجارية. وسجلت بعض السلع الغذائية الهامة أسعارا أقل بقليل من تلك المتوفرة في الأسواق العادية. فيما بعض التجار قام بتخفيض المنتجات بشكل مناسب حسب آراء الناس والمقارنة السعرية.
سعر كرتون الطماطم لمنتج وطني سعة 60 جراما، 25 كيسا، بـ"6500 ريال يمني". و70 كيسا سعة 30 جراما بـ4 آلاف.
أما أسعار المنظفات في منتجات بن بشر مثل سلة الصابون سعة 2 كيلوجرام ونصف ما يقارب 4 آلاف، فيما يباع بالسوق بسعر 6500.
وسجل الزيت في منتجات "هنية" سعة 4 لترات بـ8000، فيما سعره خارج الخيمة 9500 ريال.
فيما سجل سعر دقيق السنابل لـ 25 كيلو بـ 19800 مقارنة بسعره بالمحلات بأكثر من 22 ألف ريال.
وقال المواطن هشام باحاج لـ"نيوزيمن"، إن الأسعار قريبة لتلك المتواجدة في سوق الجملة، إلا أن المخيم ذو ميزة وهي توفر كل المنتجات والسلع المهمة التي توفر على المواطن التسوق في عدة أماكن.
من جانبه قال المواطن عبدالله بن عبدالعزيز، هناك أسعار مناسبة ذات فارق واضح بينها وبين اسعار السوق وصلت إلى 1500 ريال يمني، فيما بعض التجار لم يكن الفارق لديه أكثر من 300 ريال يمني.
وأضاف، التسوق من مكان واحد قد يوفر بين حوالي عشرة الاف إلى خمسة عشر ألف ريال يمني.
من ناحية أخرى، أبدى آخرون استياءهم من تلك الأسعار، حيث أكدوا أنها لا تختلف كثيرًا عن الأسعار المعتادة في الأسواق العادية. وعبّروا عن رأيهم بأن المخيم الرمضاني يعتبر مجرد فكرة تجارية تستغل شهر رمضان لتحقيق أرباح أكبر، دون تقديم أي فوائد حقيقية للمستهلكين.
وأشار بعضهم إلى أنهم يفضلون التسوق من المحلات التجارية العادية، حيث يعتقدون أنها توفر أسعارًا منافسة، وقريبة من منازلهم، فيما التسوق من الخيمة الرمضانية سيكلف قيمة سيارة الأجرة التي تتعدى 5 آلاف ريال فوق قيمة السلع..
من جانبهم، عبر بعض التجار الموجودين في المخيم الرمضاني عن تفهمهم لهذه الانتقادات وقدموا تبريرات لتباين الأسعار منها ارتفاع أسعار العملة الأجنبية، مؤكدين أنهم يواجهون تحديات عديدة في عملية الحصول على المنتجات وتوفيرها، بما في ذلك تكاليف النقل والتخزين والتعبئة، مما يؤثر على تكلفة المنتج النهائية.
الجدير بالذكر أن تباين الأسعار الذي سبب موجة نقد كبيرة هي الفرق بين أسعار بعض التجار المشاركين في المعرض الرمضاني الذين لم يقوموا بتخفيضات تُذكر ولا يوجد فارق بينها وبين أسعار السوق، وتلك التابعة للمؤسسة الاقتصادية التي خفضت الاسعار، بحسب تصريحات مدير المؤسسة بداية التدشين وهي بحدود 20 إلى 30%.
لذلك يتعين على المستهلكين الاستمرار في المقارنة والتحقق من الأسعار وجودة المنتجات قبل اتخاذ قرارات الشراء، وذلك لضمان الحصول على أفضل العروض والقيمة مقابل أموالهم.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: بعض التجار ریال یمنی أسعار ا
إقرأ أيضاً:
هدنة تجارية واتفاق نووي مرتقب.. أسعار النفط بين آمال الصعود وتحديات المعروض
الرؤية- مريم البادية
تأرجحت أسواق الطاقة العالمية الأسبوع المنصرم بين موجات التفاؤل المشوب بالحذر وغموض بعض السياسات، إثر إعلان الولايات المتحدة والصين خفض الرسوم الجمركية المتبادلة في إطار تهدئةٍ لحرب تجارية استمرت لأشهر، بالتزامن مع مؤشرات على قرب التوصل إلى اتفاق نووي بين واشنطن وطهران قد يُعيد النفط الإيراني إلى الأسواق، ما يضع المعروض النفطي أمام تحدٍ يُهدد بصورة مباشرة مستوى الأسعار الحالي، الذي يحوم حول 60 دولارًا للبرميل.
وقد تفاعل النفط والذهب على نحوٍ مُتباينٍ مع هذه التطورات؛ حيث سجلت أسعار النفط ارتفاعًا في بداية الأسبوع بدافع من الاتفاق الصيني الأمريكي، قبل أن تعاود الهبوط يوم الخميس مع التقدم في المفاوضات مع إيران وتزايد المخزونات الأمريكية.
وأعلنت واشنطن وبكين، مطلع الأسبوع، عن اتفاق لخفض الرسوم الجمركية إلى ما كانت عليه سابقًا (10% على البضائع الأمريكية، و30% على الصينية)، في خطوة وُصفت بأنها "رسالة طمأنة" للأسواق العالمية المتوترة.
ورحبت الأسواق بهذا الانفراج؛ حيث قفزت أسعار النفط بأكثر من 3%، وبلغ خام برنت 65.78 دولارًا للبرميل، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى 62.95 دولارًا. وكان هذا الارتفاع مدفوعًا بتفاؤل المستثمرين بأن أكبر اقتصادين في العالم وأكبر مستهلكين للطاقة يسيران نحو استقرار العلاقات التجارية، مما قد يعزز الطلب العالمي على النفط.
في المقابل، تراجع الذهب بأكثر من 3%، ليصل إلى 3218.32 دولارًا للأوقية، بعد أن عززت هذه الأخبار الدولار، وقلّصت من جاذبية الذهب كملاذ آمن.
غير أن هذا التفاؤل اصطدم بواقع جيوسياسي آخر، تمثل في تصريحات متتالية من مسؤولين أمريكيين وإيرانيين عن قرب التوصل إلى اتفاق جديد بشأن البرنامج النووي الإيراني؛ حيث تحدث ترامب خلال زيارته إلى قطر عن إمكان التوصل إلى اتفاق مع طهران بقوله: "أعتقد أننا نقترب ربما من إبرام اتفاق نووي من دون الحاجة إلى للقيام بذلك"، في إشارة إلى عمل عسكري محتمل. وقد أدى هذا التطور إلى هبوط أسعار النفط بنحو 3% في تعاملات الخميس الماضي، مع انخفاض خام برنت إلى 63.83 دولارًا، وغرب تكساس إلى 60.87 دولارًا، وسط توقعات بأن يؤدي رفع العقوبات إلى تدفق النفط الإيراني إلى السوق، بما يضغط على الأسعار في ظل وفرة المعروض.
وفي المقابل ارتفعت أسعار النفط في تعاملات الجمعة (آخر أيام الأسبوع) بعد أن قلَّل وزير الخارجية الإيراني من احتمالات تحقيق تقدم في المحادثات النووية مع الولايات المتحدة، قائلا إن بلاده لم تتلق أي مقترح رسمي عبر حسابه الرسمي في منصة "إكس".
هذه التطورات تكشف عن مشهد دولي مُتقلِّب تتحكم فيه السياسة بقدر ما تؤثر فيه العوامل الاقتصادية؛ ففي حين منحت التهدئة التجارية بين الصين وأمريكا الأسواق دفعة إيجابية، جاء التقدم في الاتفاق النووي مع إيران ليُعيد مخاوف المعروض الزائد، ويضع الأسعار مجددًا تحت الضغط.
لذا فإن النفط، الذي يُعد مؤشرًا حساسًا للمتغيرات العالمية، يتذبذب حاليًا بين قوتين متعاكستين، هما: قوة التفاؤل التجاري التي قد تحفز النمو والطلب، وقوة المعروض المرتقب من إيران والولايات المتحدة، التي قد تؤدي إلى فائض في السوق وتحد من مكاسب الأسعار. أما الذهب، فيبقى في موقع الدفاع؛ إذ فقد جزءًا من جاذبيته بعد أن خفّت التوترات، وارتفع الدولار.