حقا إنه شعب يصعب تحليل جيناته الوراثية، ويصعب فك شفرة خصاله الكريمة أو تطويعه أو إذلاله رغم الفظائع التى يتعرض لها، شعب يقاوم التطهير العرقى بكل ما أوتى من ثبات وقوة ورباطة جأش، شعب يقاوم القتل والجوع وهدم المنازل والتشريد بصدور عارية وعزيمة صادقة وعزم لا يلين، شعب يرفع علامة النصر وهو يتضور جوعا ويرتعد من البرد، شعب يقف خلف مقاومته ويؤيدها ويدعو لها بصورة يحسد عليها، شعب تعود على دفن موتاه وكأنه يفعل شيئا روتينيا، وكل ما يشغله هو البحث عن قبور يدفنون فيها موتاهم بعد أن نبش الاحتلال قبورهم.
لقد أصبحت عقيدة الصبر على المصائب لديهم تتصدر كل العبادات الأخرى، وينطبق عليهم قول الله تعالى ولا نزكى على الله أحداً (فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا).
كلما شاهدت فيديو الرجل الذى يواسى أحد المبتلين بفقد أحد أبنائه وهو يقول له: يازلمة كلنا مشروع شهداء ولايجب أن نحزن أو ننكسر، نفس الأمر تكرر مع والد الطفلة التى يقبلها بين عينيها قائلا (دى روح الروح)، وقد صعدت روحه بعدها بأيام ليلحق بروح الروح.
حقا إنه شعب لا ينهزم من داخله أبدا ولايتراجع عن مواقفه مهما كلفه ذلك من دماء وتشريد وقهر.
ورغم الإباء والعزة التى يتمسكون بها يحاول العدو اذلالهم بشتى الصور، عن طريق غلق المعابر وتفتيش السيارات النقل وإتلاف المواد الغذائية وإجبار الطائرات الأردنية على إلقاء المساعدات الغذائية فى البحر وإطلاق النار عليهم أثناء الحصول على هذه المساعدات.
كل هذا يحدث وأكثر حتى يتركوا أراضيهم ويرحلوا فى الاتجاه المرسوم لهم تجاه مصر حتى تنتهى القضية الفلسطينية للابد.
اعجبتنى مقولة قرأتها بمواقع التواصل الاجتماعى بأن جميع دول العالم الإسلامى تعانى من الاحتلال إلا غزة وأهلها
أثابكم الله وأيدكم الله ونصركم الله وثبتكم على الحق.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: طارق يوسف هموم وطن التطهير العرقى شعب المصائب
إقرأ أيضاً:
من يقاوم الجنجويد ويدعم دولته ضد الغزاة، يحق له نقد الجيش نقدا عادلا لا يخلو من وعي إستراتيجي
تناقضات تفتقد الحشمة:
في هذه الحرب فقد الكثير من المعلقين الحشمة والحياء. خذ علي مثال من يوفرون كل سلاحهم الكلامي لطعن الجيش من خلف وأمام وهو يقاوم في غزو أجنبي معية ميليشيا متوحشة. هؤلاء هم نفسم المسرعين بإدانة الجيش عند سقوط مدينة أو حلة في يد الجنجويد والأعلي نباحا عن فشل الجيش في حماية المواطن. مشكلة هؤلاء إنهم لا يرون التناقض في قولهم فهم قد صاروا “جمل لا يري عوج رقبتو.”
لاحظ إن إدانة الجيش علي فشل الحماية تعني أن هؤلاء يؤمنون:
– أن الجنجويد خطر علي المواطن.
– أن واجب الجيش توفير الحماية للمواطن.
النقطتان أعلاه هو المنطق الضمني ولكنه صريح الذي يرتكز عليه هؤلاء. ولكن هذا المنطق له مستحقاته الأخلاقية التي يهرب منها أصحابه.
فلو كان الجنجويد خطرا علي المواطن، من واجب هؤلاء أيضا مقاومتهم ما تيسر لهم ولكنهم لا يفعلون ولا بتويتة من الغرف الامنة في المهاجر ويوفرون كل نبالهم لضرب الدولة وجيشها.
المستحق الثاني للمنطق المخاتل هو أن أهله لو كانوا حقا يؤمنون بان من واجب هذا الجيش حماية المواطن فعليهم مساعدته في القيام بواجبه وألا يتركوه وحيدا في التصدي للغزاة ليقدم الشهداء والسهر ويقدمون التريقة والطعن من خلف وأمام بما يفيد المليشيا والغزاة عمليا حتي لو إدعوا حيادا هم أول من يعرف فساده. حماية الوطن من الغزاة وهمجية ميليشيا الإستعباد الجنسي واجب الجميع وليس الجيش وحده.
في الجانب الآخر، من يقاوم الجنجويد ويدعم دولته ضد الغزاة، يحق له نقد الجيش نقدا عادلا لا يخلو من وعي إستراتيجي بهدف تحسين الاداء. نقد يدرك أن هؤلاء الجند والضباط ليسوا روبوتات ولا رقيقا أعطاناه الرب ليموتوا نيابة عنا ونطعنهم بفلسفة وحذلقة أشد إجراما من بندق الجنجويد ثم نبصق علي تضحياتهم ونحن رقاد في المهاجر علي مؤخرات تفوقنا الأخلاقي المدني الديمقراطي العميل.
معتصم اقرع معتصم اقرع