ساهم اضطراب البحر الأحمر من تفاقم أزمات ناقلات الغاز عالميا بعد الجفاف الذي أصاب قناة بنما، وهو ما خلف آثاراً على المصدرين الرئيسين، وبحسب ما يخلص له تقرير حديث أشار إلى أن خمسة من المصدرين هم الولايات المتحدة وقطر والجزائر ومصر وروسيا، تأثروا بما يحدث من اضطراب وضيق في السوق العالمية للغاز الطبيعي المسال.

 

وفي النصف الثاني من عام 2023، أدت حالات الجفاف في قناة بنما، إلى انخفاض مستويات المياه وانخفاض لاحق في عبور شحنات الغاز الطبيعي المسال، مع انخفاض عبور السفن الشهرية بأكثر من النصف بين أغسطس (آب) 2023 ويناير (كانون الثاني) 2024، وأثر هذا في المقام الأول في شحنات الغاز الطبيعي المسال الأميركية إلى آسيا، والتي تغير مسار عدد كبير منها عبر قناة السويس، قبل أن يبدأ الحوثيون في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، هجماتهم على السفن المارة عبر البحر الأحمر، وترد الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بضربات جوية في 12 يناير الماضي.

 

منذ ذلك التاريخ، يقول معهد “أكسفورد لدراسات الطاقة” إن أي من ناقلات الغاز الطبيعي المسال لم تعبر البحر الأحمر، ومع التأثير العملي لتقليص شحن الغاز الطبيعي المسال عبر بنما، ووقف الشحن عبر البحر الأحمر تبين أن حركة الشحنات بين حوضي المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ تتطلب رحلة طويلة حول رأس الرجاء الصالح، وهو ما رفع من كلفة الشحن، ويقلل من كفاءة أسطول الناقلات.

 

وتشير الورقة التحليلية الصادرة حديثاً من المعهد البريطاني، إلى أن المصدرين في كل من الولايات المتحدة وقطر والجزائر ومصر وروسيا تأثروا بما يحدث من اضطراب وضيق في السوق العالمية للغاز الطبيعي المسال، ووارداته في أوروبا على وجه الخصوص، وذلك بعد دراسة انخفاض جميع أشكال الشحن عبر قناة بنما والبحر الأحمر، وتحديد الموردين الأكثر تضرراً، وحجم الشحن المتأثر بالاضطراب.

 

بالنسبة لكل مصدر من مصدري الغاز الطبيعي المسال الخمسة المتأثرين بشكل رئيس بالاضطراب، توضح المذكرة، أن السوق تحملت حتى الآن كلفة “علاوة الشحن”، واستمرت في إرسال البضائع إلى وجهاتها المقصودة في الأصل عبر طرق أطول، لكن كلما طال أمد ذلك، زاد التأثير التراكمي، وسط توقعات بأن يتراجع انقطاع قناة بنما بعد بدء موسم الأمطار في مايو (أيار) المقبل، في حين من المقرر أيضاً إطلاق إمدادات جديدة من حوض الأطلسي من غرب أفريقيا وتكثيفها خلال عام 2024.

 

ولم يبدأ الشحن عبر البحر الأحمر عند باب المندب في الانخفاض حتى 18 ديسمبر (كانون الأول) 2023، فيما أخذ الانخفاض يأخذ منحى أسرع اعتباراً من 12 يناير 2024، وفي الفترة ما بين الأول من أكتوبر (تشرين الأول) و18 ديسمبر الماضيين، بلغ عدد السفن التي تمر عبر باب المندب بشكل عام 60 سفينة على الأقل يومياً، ومنذ ذلك الحين، انخفض عدد السفن المارة من خلال الانخفاض بشكل مطرد، وصولاً إلى أقل من 50 في الأول من يناير 2024، وأقل من 40 في منتصف الشهر ذاته، إلى 30 سفينة يومياً اعتباراً من 29 يناير وبقاءه عند مستويات مماثلة خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من فبراير (شباط) الجاري، انخفاضاً من 77 سفينة يومياً في العام السابق.

 

ويعد حجم الشحن عبر قناة السويس أعلى قليلاً، إذ يشمل السفن التي تمر من البحر الأبيض المتوسط إلى موانئ مصر وإسرائيل والأردن والسعودية في الجزء الشمالي من البحر الأحمر، وفي الفترة من 25 يناير إلى 20 فبراير 2024، بلغ المتوسط المتحرك لعدد السفن التي تمر عبر قناة السويس لمدة سبعة أيام 34-41 سفينة يومياً، بانخفاض من 65-72 في العام السابق.

 

ويجري إعادة توجيه نسبة كبيرة من السفن التي لم تعد قادرة على المرور عبر البحر الأحمر حول رأس الرجاء الصالح، في الطرف الجنوبي من أفريقيا، ومنذ أوائل أكتوبر إلى أواخر ديسمبر الماضيين، كان المتوسط المتحرك لمدة سبعة أيام هو 45-55 سفينة يومياً تعبر رأس الرجاء الصالح، وخلال يناير الماضي، تراوح المتوسط المتحرك لمدة سبعة أيام بين 60 و72 سفينة يومياً، وارتفع إلى 76 في 30-31 يناير، وبلغ ذروته عند 87 سفينة يومياً في 18 فبراير الجاري.

 

يقول المعهد إن تقليص الشحن عبر قناة بنما اعتباراً من أكتوبر 2023 فصاعداً أسهم في ارتفاع الشحن عبر رأس الرجاء الصالح على أساس سنوي قبل اضطراب البحر الأحمر، وبحلول نهاية فبراير 2024، سيكون العبور عبر باب المندب أقل بـ 35-40 سفينة يومياً من المعتاد، والعبور عبر قناة السويس 30 سفينة يومياً أقل من المعتاد، والعبور حول رأس الرجاء الصالح أعلى بـ 30-50 سفينة يومياً أكثر من المعتاد، وهو ما يشير إلى أن معظم السفن التي يتم تحويلها من طريق البحر الأحمر يعاد توجيهها عبر رأس الرجاء الصالح، ولكن مع تحويل بعض الشحنات إلى أسواق أخرى.

 

وفي حين انخفض إجمالي الشحن عبر قناة بنما بحوالى الثلث بين أغسطس 2023 ويناير 2024، كان الانخفاض في شحن الغاز الطبيعي المسال في الفترة نفسها حوالى الثلثين، ففي يناير الماضي، عبرت القناة فقط سبع ناقلات محملة بالغاز الطبيعي المسال، ولم تمر أي ناقلات محملة بالغاز الطبيعي المسال عبر القناة في الفترة ما بين 28 يناير و25 فبراير 2024.

 

وتحدثت الدراسة عن صادرات الغاز الطبيعي المسال من شمال أفريقيا عبر البحر الأحمر، وقالت إن عام 2023، شهد تصدير 16.8 مليون طن من الجزائر ومصر بانخفاض طفيف عن 17.3 مليون طن في عام 2022، وكانت الكميات المصدرة إلى أوروبا مستقرة نسبياً (14.35 مليون طن في عام 2022، و14.25 مليون طن في عام 2023)، وكذلك الكميات المصدرة إلى آسيا (2.8 طن في عام 2022 و2.4 طن في عام 2023) والأميركتين (0.16 طن في عام 2022 و0.18 طن في عام 2023)، لذلك، شكلت الصادرات إلى أوروبا 83 في المئة من صادرات شمال أفريقيا من الغاز الطبيعي المسال بحسب الوجهة في عام 2022، و85 في المئة في عام 2023، وهو ما قد يعوض أوروبا عن خسارة بعض الشحنات القطرية بسبب الاضطرابات في البحر الأحمر، فيما يتبين أن شحن الغاز الطبيعي المسال من شمال أفريقيا إلى آسيا توقف في الغالب، مع عدم استبدال عمليات التسليم عبر السويس عموماً بعمليات تسليم أطول عبر رأس الرجاء الصالح.

 

وبافتراض استمرار اضطرابات البحر الأحمر، وأن عدد ناقلات الغاز الطبيعي المسال التي تبحر على الطرق بين حوضي المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ لم يتغير، يرجح المعهد أن يصبح هذا التأثير المضاعف واضحاً، وعلى وجه التحديد، سيكون ذلك واضحاً على شكل انخفاض في الإمدادات القطرية إلى أوروبا، والإمدادات إلى آسيا من الولايات المتحدة وروسيا والجزائر ومصر.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن البحر الأحمر الحوثي الغاز المسال اقتصاد عبر رأس الرجاء الصالح الغاز الطبیعی المسال الولایات المتحدة عبر البحر الأحمر عبر قناة السویس الشحن عبر قناة سفینة یومیا طن فی عام 2022 السفن التی فی الفترة قناة بنما فی عام 2023 إلى آسیا ملیون طن وهو ما

إقرأ أيضاً:

“أمالا” تُطلق “قصة ازدهار”.. فصل جديد في عالم الاستشفاء الفاخر

كشفت وجهة “أمالا” والرائدة في مجال الاستشفاء الفاخر على ساحل البحر الأحمر، عن ورقة العمل الجديدة بعنوان “قصة ازدهار”، والتي تمثل فصلاً متجدداً في رحلتها الطموحة لإعادة تعريف مفهوم الحياة الراقية.

 

وتم إطلاق “قصة ازدهار” ضمن فعاليات النسخة الثانية من بينالي الفنون الإسلامية في جدة، حيث قدمت “أمالا” – التي تطوِّرها شركة “البحر الأحمر الدولية” – من خلالها منظوراً جديداً للاستشفاء، يتجاوز حدود الذات ليشمل علاقة الإنسان بالمكان والطبيعة والرؤى الفردية للسعادة. وتعكس هذه المفهوم هو جوهر “أمالا” الذي يستمد إلهامه من الجمال الطبيعي للبحر الأحمر والإرث الثقافي الغني للمملكة.

 

رحلة نحو الازدهار

تستعد “أمالا” لافتتاح أبوابها هذا العام، متجاوزة مفهوم الوجهة التقليدية إلى فضاءٍ جديد من التجارب الهادفة والمتكاملة التي تجمع بين الاستشفاء، والتراث، والفنون، والمغامرات البرية والبحرية. وتوفر الوجهة مجموعة واسعة من البرامج المصممة بعناية لتعزيز الصحة، مثل العلاج بالتبريد، وجلسات التأمل، والعلاج بالصوت، والتعبير الفني كوسائل لاكتشاف الذات.

 

وقالت ليندزي مادن نادو، مديرة استراتيجية الاستشفاء في “أمالا”: “إن الازدهار بالنسبة لنا لا يعني مجرد الاستشفاء الجسدي، بل توفير بيئة متكاملة تفتح آفاقاً جديدة للحياة، وتحقق تناغماً كاملاً بين الإنسان والطبيعة والثقافة. من خلال “قصة ازدهار” ندعو العالم لإعادة اكتشاف متعة الحياة الهادفة والمستدامة”.

 

وجهة مستوحاة من الطبيعة ومتجذّرة في الثقافة

تستفيد “أمالا” من قدرات الطبيعة العلاجية الفريدة في موقعها الخلاب بين مياه البحر الأحمر الغنية بالمعادن وأجواء الصحراء الملهمة للتأمل. وتعكس تصاميم الوجهة عمق التراث السعودي وروح التجديد والفخامة المعاصرة، حيث تقدم تجارب تعزز التواصل مع البيئة وتروي قصص مَن عاشوا بتناغم معها عبر الأجيال.

 

دعوة إلى مستقبل مستدام

تعمل “أمالا” بالكامل بالطاقة المتجددة وتسعى إلى تحقيق عائد بيئي إيجابي بنسبة 30% بحلول عام 2040، من خلال الحفاظ على البيئة وتعزيزها. ويمكن لضيوفها استكشاف مركز “كوراليوم” للحياة البحرية، وتجربة مسارات فريدة تربط بين منتجعاتها، أو الإبحار من نادي “أمالا لليخوت”، أحد أبرز المعالم الجديدة على ساحل البحر الأحمر.

 

وتتعاون “أمالا” مع علامات عالمية بارزة مثل جاياسوم، روزوود، سيكس سينسيز، إكونيكس، فور سيزونز، الريتز كارلتون، كلينيك لا بريري، وناموس لتقديم تجارب فريدة ومتكاملة تعكس رؤيتها للرفاهية والتجديد.

 

الفن كوسيلة للازدهار

تأتي شراكة “أمالا” الرسمية مع بينالي الفنون الإسلامية لتؤكد التزامها العميق بالفن كعنصر أساسي في رحلة الاستشفاء. ويتضمن البرنامج ورش عمل وحوارات عن الفن والعمارة والاستدامة، تعكس رسالتها الواضحة: “الازدهار رحلة تبدأ من هنا”.


مقالات مشابهة

  • مصر تستقدم 4 سفن عملاقة استعدادا لفصل الصيف
  • ثورة عربية في طاقة الغاز.. مشاريع عملاقة ترفع قدرة الإسالة 47%
  • رجال الشرطة يشاركون في حملة للتبرع بالدم بمديرية أمن البحر الأحمر
  • حملة للتبرع بالدم بمديرية أمن البحر الأحمر
  • مديرية أمن البحر الأحمر ينظم حملة للتبرع بالدم
  • الكهرباء توضح حقيقة عجز الغاز الطبيعي.. هل نعود لتخفيف الأحمال؟
  • رئيس الوزراء: مصر تستقبل شحنات جديدة من الغاز الطبيعي وتوقعات بزيادة الإنتاج
  • رئيس الوزراء يكشف موعد عودة مصر لتصدير الغاز الطبيعي من جديد ومنع الاستيراد
  • اليوم.. بدء حظر دخول واستخدام أسطوانات الغاز المسال بالمشاعر المقدّسة خلال حج 1446هـ
  • “أمالا” تُطلق “قصة ازدهار”.. فصل جديد في عالم الاستشفاء الفاخر