الأسبوع:
2025-05-10@19:13:20 GMT

نيرة.. حكاية اغتيال البراءة والسقوط الأخلاقى

تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT

نيرة.. حكاية اغتيال البراءة والسقوط الأخلاقى

يا نيرة، طعم الحكاية مر، نفس الحكاية القديمة، الخير فى وجه الشر، والعتمة تمحى النور.

كأنك صوت براءة مهزوم، وحلم لم يكتمل لأب وأم كافحا طوال العمر لتحقيقه، أكاد أسمع همس خشوعك فى جوف الليل، وأشعر بجفاف حلقك وأنت تصومين طاعة لربك، أنت الفتاة الدليل على أننا نعيش في غابة مسكونة بالوحوش، وأنت كما العصفور، بريئة فوق العادة.

يا نيِّرة، طعم الحكاية مر.. وأمر ما فيها أن ختامها دم، مر المرار في المبتدأ، أبطال حكايتك الصغار، طلبة فى بداية عمرهم، في طب بيطرى بالعريش، قبح فريد، وسقوط أخلاقي مخيف، فتحوا الباب على مصراعيه لنرى بأعيننا أن الأبناء إن كان منهم مازال بخير، فهناك من ليس كذلك، بعد أن تحولت البراءة إلى مخالب، والغرور إلى بطش وظلم، وتوارت معانى الحلال والحرام، والخطأ والصواب، وتحولت المشاهد التى يمكن أن نشاهدها فى فيلم أو مسلسل تليفزيونى إلى حقيقة مفزعة، فرأينا رؤيا العين كيف يتم ترتيب عملية ابتزاز قذرة بالغش والتدليس، بتلفيق محادثات لم تحدث وسرقة صور خاصة من على الهاتف، بهدف اغتيال فتاة معنويًا إلى حد الإجبار على الاعتذار عن جُرم لم ترتكبه، تحت مشاعر الخوف من هدم المستقبل، والطرد من المدينة الجامعية، والخوف من فضيحة كاذبة!

مقتولة أو منتحرة يا نيرة؟! قد يفصح الجسد الذى أخرجوه من القبر عن الحقيقة، لكن الحقيقة الثابتة الآن أنك ودعت عالمًا قبلت فيه بالانكسار تحت وطأة اتهامات كاذبة لكنك لم تتخيلى أن يؤذيك إلى حد الموت، وموتك المفجع ليس كل المعضلة، فهناك ضمائر ماتت ولم تدفن مثلك، وأناس ظنوا أنهم لن يحاسبوا على فعلتهم، وأدلة لا يمكن استرجاعها وشكوك لا يمكن إغفالها، وأسئلة لا يمكن الصمت عنها!

مخيف كل ما نشر من حوارات وجدها أهلك على هاتفك بعد دفنك، أو نشرها زملاء لك، ما هذا؟! أى شياطين هؤلاء الذين قاموا بتلك الأفعال، أهؤلاء طلبة فى كلية الطب البيطرى حقا؟! هذه الكلية العملية التى ينشغل فيها الطلاب بالعلم والمعامل ويجتهدون فى المذاكرة ليحصلوا على النجاح أو التفوق ويفترض أن قلوبهم تعرف معنى الرفق والرحمة، لا يمكن تصديق إلا أن هؤلاء خرجوا من رحم الانحطاط، مَنْ هذا الفتى الذى شغل مجموعة الدفعة برسائل منذ بداية الليل بأنه سيقوم بنشر صور فاضحة لزميل لم يذكر اسمه "وهو يقصدك ويبتزك بذلك" وظل يلمز ويروج للفضيحة المنتظرة ويفتح باب التصويت على توقيت محدَّد تعتذرين فيه عن فعلتك التى اتهمت بها كذبا؟ كيف ظل الجميع يسايرونه ومنهم من يطلب الدخول على الخاص ليعرف اسم صاحب الفضيحة والصور التى سيتم نشرها؟!

كيف استيقظت من نومك لتكتشفي أنك معرضة للفضيحة بعد أن هددتك زميلتك من قبل بالصور والمحادثات الملفقة؟ تتساءلين بعد أن اطلعت على الأحاديث الدائرة على مجموعة دفعتك: هل أنا المقصودة حقا؟! وتجدين نفسك فى موقف قاس، وبكاؤك لا يشفع عند من تدَّعى أنك تكلمت فى حقها، فتواطأت مع صديقها وأرسلت له صورك التى أخذتها من هاتفك أو صورتها لك خِلسة، وهو الذى أدار ليلة الرعب لفتاة لا يمكن أن تتخيل أن تعرِّض نفسها لهذه المحنة وأن ينال من شرفها هذا التلفيق وهى التى اشتهرت بقيام الليل وكثرة العبادة.

تعرفين وتعرف صديقاتك المقربات أنك تواجهين فتاة تستقوى عليك، وأنك بلا حول ولا قوة، أنت ابنة الذين منتهى أملهم أن يربوا أبناءهم على أفضل وجه، يضحون ويكدون ويدفعون من دم القلب مصروفات الجامعة، ليروا ابنتهم دكتورة تملأ عليهم الدنيا، أنت البناء الذي يبنونه والأمل الذى يعيشونه والسند الذى ينتظرونه، تعلمين يا نيرة أن ما منحه لك أبوك قبل وفاتك، شحن الهاتف وتحويل مائة جنيه، قد لا يساوي قيمة ساندويتش لغيرك من أبناء الطبقة المرفهة، لكنك كنت شاكرة راضية، مجتهدة، متفوقة، فكيف تجدين نفسك محاصرة باتهامات قد تجعل والديك يظنان بك الظنون، كيف تخذلين قلبيهما الطيبين، وكيف تتركين من لا يخافون الله يمسون ظلما شرفك الغالى؟!

هل أردت إمرار العاصفة بعد أن تقطعت بك السبل؟! انكسر قلبك وأنت تعتذرين لفتى مدلل لا خُلق له وفتاة كل ما أرادته هو أن تكسر صورتك النقية وتضعك فى موضع من له زِلة لا يمكن أن يقيم بعدها رأسه، هل تعرفين يا نيرة أن مرضى القلوب وأهل النقص فقط هم من يتهكمون ويسخرون من شخص مثلك لم ير من حوله منه إلا كل خلق رفيع ونقاء قلب، لقد سخروا وتهكموا منك وتنمروا حتى على ملامحك رغم جمالك وبراءتك، فمن هؤلاء يا نيرة؟!

أشكوت واستغثت ولم يغثك أحد، أمررت بكل هذا الوقت العصيب الذى أخذ من وقت مذاكرتك وأرهق عقلك وقلبك وجعلك تشعرين بأن من لا ظهر له يمكن أن يسحقه غيره، فتقربت أكثر وأ…

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: یمکن أن لا یمکن بعد أن

إقرأ أيضاً:

بالصور.. حكاية قبر أليعازر في القدس

شيدت العديد من المباني الدينية في بلدة العيزرية بالقدس المحتلة في محيط قبر يقال إنه شهد معجزة المسيح الكبرى بإحياء أليعازر بعد موته.

ويقول عدد من المؤرخين إن أليعازر كان صديقا للسيد المسيح عيسى عليه السلام، ويحط رحاله عنده عندما يأتي لزيارة مدينة القدس.

وتقول الروايات إنه في إحدى الزيارات جاء سيدنا عيسى -عليه السلام- ليسأل عن صديقه أليعازر، فأخبروه بموته وقد مر على موته فترة من الوقت، فجاء عيسى عليه السلام إلى قبره، وقال له "قم بإذن الله"، فقام يمشي ويتحرك بين الناس.

وبعد هذه الحادثة اعتبر النصارى أن لهذا المكان قيمة أثرية، فبنوا كنيسة لتعبّد الرهبان بجوار القبر، ثم أنشؤوا قلعة فوق الكنيسة حماية للرهبان ولهذا المكان المقدس.

رئيس بلدية العيزرية خليل أبو الريش قال في حوار سابق مع الجزيرة نت إن عدد السياح الوافدين لزيارة القبر كان يصل إلى نحو 450 ألف سائح كل عام، لكنه تقلص إلى مئات منذ بداية الحرب على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ويحرص مئات آلاف المسيحيين على زيارة قبر أليعازر والكنائس المحيطة به في العيزرية بالقدس.

المبنى الذي يضم قبر أليعازر من الجهة الأمامية والمدخل الرئيسي والوحيد للقبر (الجزيرة) إعلان لوحة إرشادية عبارة عن رسمة ثنائية الأبعاد لمكان القبر والدهاليز الموجودة في مكان الدفن (الجزيرة)يتم النزول من خلال أدراج إلى الساحة الداخلية السفلية التي تقع أمام مكان دفن أليعاز (الجزيرة)صورة للدهليز الداخلي الذي يتمكن الزائر من خلال هذا الشق الصخري الدخول إلى زاوية القبر (الجزيرة)تقول الروايات إن عيسى -عليه السلام- كان يمر من بلدة العيزرية ويحط رحاله فيها خلال رحلته من القدس إلى مدينة الناصرة (الجزيرة)بداية المدخل وهو عبارة عن أدراج ذات ممر ملتوٍ يؤدي إلى الدهاليز السفلية ومكان القبر (الجزيرة) إعلان النفق أو الممر المؤدي إلى جامع العزير والذي تم إغلاقه وفصله عن الجامع (الجزيرة)لوحة إرشادية خارجية تشرح المعتقد المسيحي لمكان دفن أليعازر وقد تم اقتباس الرواية من إنجيل يوحنا- الفصل الـ11 (الجزيرة)الزاوية التي تضم مكان دفن أليعاز والمغطى بالزجاج على يسار الأرضية أقصى يسار الصورة (الجزيرة)من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • "سقطرى" في دائرة الخطر والسقوط من "التراث العالمي" وأصوات المناشدة ترتفع وتُحذّر (تقرير)
  • وُلد هو ثم وُلدت الموضة.. هذه حكاية مؤسس الأزياء الراقية
  • «العقاقير الطبية».. تتحول لمحل بقالة ومشروع للتربح على حساب المواطن
  • بالصور.. حكاية قبر أليعازر في القدس
  • محاولة اغتيال هاكان فيدان
  • الاحتلال يعلن اغتيال القائد في حماس نور البيتاوي
  • بين التشكيك والوفاء: الأردن وغزة… حكاية لا يكتبها الزيف
  • قبائل مذيخرة بإب تؤكد نصرة غزة وتعلن البراءة من الخونة والعملاء
  • أبو الباجات.. حكاية شاب تمسك بإرث عائلته المهني ودخل قلوب الزبائن (صور)
  • د.حماد عبدالله يكتب: فاقد الشىء لا يعطيه !!