صنعاء تلوح بـ”مفاجآت كبيرة”: تحشيد متبادل لمعركة برية
تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT
الجديد برس:
شهد عدد من المحافظات اليمنية التابعة لحكومة صنعاء حراكاً عسكرياً لافتاً خلال الأيام الماضية، في الوقت الذي واصلت فيه «أنصار الله» عملياتها العسكرية في البحر الأحمر، مستهدفة سفينة جديدة كانت متّجهة إلى “إسرائيل”.
تزامن ذلك مع تحركات أميركية يقودها قائد القيادة المركزية، مايكل كوريلا، في المنطقة، وتكثيف السفير الأميركي لدى اليمن، ستيفين فاجن، تواصله مع خصوم حركة صنعاء في الداخل اليمني.
ونفّذ عدد من التشكيلات العسكرية التابعة للقوات المسلّحة اليمنية في محافظتي مأرب والبيضاء، مناورات عسكرية في محاور حساسة، كجبهات الحديدة الواقعة على البحر الأحمر، وأيضاً في محيط مدينة مأرب. وتعدّ المحاور العسكرية في مأرب والبيضاء رأس حربة لأي تصعيد عسكري برّي يمكن أن يحصل، بدعم أميركي، خلال الفترة المقبلة.
وقابل تلك العروض والأنشطة، تواصل تحرّكات الميليشيات التابعة للتحالف السعودي – الإماراتي استعداداً للسيناريو المذكور.
ويقول مراقبون في صنعاء، لـ«الأخبار»، إن التحرّكات التي يقودها كوريلا، الذي يقوم بجولة تشمل عدداً من دول حوض البحر الأحمر، تأتي في إطار المحاولات الأميركية لإقناع الدول المشاطئة للبحر بالتراجع عن موقفها الرافض للانضمام إلى تحالف «حارس الازدهار»، ولا سيما أن ملف البحر الأحمر يشكل أولوية في الجولة التي شملت مصر و”إسرائيل” والأردن ونقاط وجود القوات الأميركية في سوريا.
أما على مستوى التحرّكات الأميركية في الداخل اليمني، فيوضح مصدر ديبلوماسي يمني مطلع، في حديث إلى «الأخبار»، أن السفارة الأميركية كثّفت تواصلها مع قيادات الأحزاب السياسية الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي، وقادة الفصائل العسكرية في المحافظات الجنوبية، مشيراً إلى أن التحرّك الجديد يأتي في إطار محاولات واشنطن دمج كل الميليشيات تحت قيادة وزارة دفاع حكومة عدن.
ويلفت المصدر إلى أن السفارة الأميركية كُلفت بمتابعة عملية الدمج التي وُضعت كشرط لتقديم واشنطن دعماً عسكرياً لحكومة عدن، في إطار خطة تصعيد أميركية تتعارض مع التوجهات السعودية في اليمن.
قائد القيادة المركزية الأميركية يتحرّك في المنطقة وسفير بلاده يكثّف التواصل مع خصوم صنعاء
من جهته، يؤكد مصدر عسكري في صنعاء، لـ«الأخبار»، أن «التحركات الأميركية والبريطانية الأخيرة الهادفة إلى التصعيد العسكري مرصودة من قبل قوات صنعاء، وتعكس مدى الانتكاسة الأميركية والبريطانية في البحر الأحمر وخليج عدن»، لافتاً إلى أن التوجه الأميركي الأخير يأتي بالتزامن مع تحرّكات في مجلس الشيوخ الأميركي لرفع سقف العمليات العسكرية الأميركية في اليمن، محذّراً من أن أي تصعيد محتمل تتحمّل مسؤوليته السعودية والإمارات كون تلك الميليشيات تابعة لهما.
وبموازاة ما تقوم به واشنطن، ثمة تحركات بريطانية تمثّلت في تكثيف التواصل مع ميليشيات موالية للإمارات، بهدف تجنيدها لتنفيذ أجندات التحالف الغربي في الساحل الغربي والمحافظات الجنوبية.
في مقابل تلك التحركات، لوّحت صنعاء باستخدام خيارات في حوزتها، لرفع سقف التصعيد ضد العدوان الأميركي – البريطاني. وأكد عضو «المجلس السياسي الأعلى»، محمد علي الحوثي، في منشور على منصة «إكس»، أن «صنعاء تدرس خيارات جديدة»، مضيفاً أن «المفاجآت القادمة ستكون كبيرة».
ومن بين هذه الخيارات، بحسب مصدر عسكري، تحدّث إلى «الأخبار»، التوجه نحو تعطيل حركة الملاحة البريطانية والأميركية بشكل كلّي في البحر الأحمر وخليج عدن، بعدما اقتصرت العمليات على السفن التي تعود إلى شركات بريطانية وأميركية أو مرتبطة بـ “إسرائيل” خلال الفترة الماضية.
وفي سياق استمرار العمليات البحرية، أعلن الناطق باسم القوات المسلّحة اليمنية، العميد يحيى سريع، تنفيذ عملية استهداف للسفينة الإسرائيلية «إم إس سي سكاي» في خليج عدن، مضيفاً أن العملية «جرت باستخدام عدد من الصواريخ البحرية المناسبة، وكانت الإصابة دقيقة ومباشرة».
وأشار سريع إلى أن العملية جاءت بعد ساعات من تنفيذ هجوم نوعي بعدد من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة ضد سفن حربية أميركية في البحر الأحمر. وكانت «هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية» قد أكدت، مساء أمس، في بيان، أنها تلقّت تقريراً عن حادثة على بعد 91 ميلاً بحرياً جنوبي شرقي عدن.
وقالت شركة «أمبري» البريطانية للأمن البحري، من جهتها، إن السفينة تحمل علم ليبيريا ومرتبطة بـ “إسرائيل”، مشيرة إلى أنها تعرّضت لإصابة وأطلقت نداء استغاثة، وأن النيران اشتعلت فيها وحاول طاقمها إخمادها. وتعدّ هذه العملية الثانية ضد سفن تجارية ممنوعة من العبور من البحر الأحمر من قبل حكومة صنعاء، خلال 24 ساعة.
في المقابل، استهدفت الطائرات الأميركية والبريطانية، مساء أمس، بثلاث غارات منطقة يسنم في مديرية باقم في محافظة صعدة، وفق مصادر تحدثت إلى «الأخبار».
المصدر: جريدة الأخبار اللبنانية
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: فی البحر الأحمر إلى أن
إقرأ أيضاً:
حسينا باهتزاز غريب.. كواليس مرعبة في غرق حفار بترول بخليج السويس
تتواصل في مياه خليج السويس جهود البحث والإنقاذ عن ثلاثة أفراد لا يزال مصيرهم مجهولًا بعد غرق الحفار البحري "أدمارين 12"، التابع لشركة "أديس القابضة"، في حادث مأساوي وقع أثناء قطر الحفار إلى أحد المواقع التشغيلية الجديدة شمال البحر الأحمر. وبرغم مرور أكثر من 72 ساعة على الحادث، لم تسفر عمليات التمشيط الدقيقة حتى الآن عن أي مؤشرات لوجود ناجين إضافيين.
السلطات المعنية، بالتعاون مع فرق الإنقاذ المتخصصة بشركة "جابكو"، تواصل جهودها على مدار الساعة مستخدمة كافة الوسائل البحرية والتقنية، وسط ظروف بيئية وبحرية توصف بالمعقدة. وتشير المعلومات الأولية إلى أن الحفار كان في وضع حركة طبيعي عندما وقع الحادث، في منطقة ذات أعماق متفاوتة وتيارات قوية.
وأكد اللواء عمرو حنفي، محافظ البحر الأحمر، أن التحقيقات بدأت بالفعل لتحديد الملابسات الدقيقة للحادث، موضحًا أن الواقعة حدثت خلال لحظات قصيرة حالت دون قدرة الطاقم على تنفيذ أي إجراء وقائي. وأضاف أن لجنة فنية مختصة باشرت مهامها لكشف أسباب الحادث، مشددًا على أن التنسيق مستمر بين الجهات المختصة لتقديم الدعم اللوجستي والفني لفرق البحث.
وفي روايات مؤلمة أدلى بها بعض الناجين، أشاروا إلى أنهم لم يتلقوا أي إنذار قبيل الغرق. وقال أحدهم: "كل شيء كان يسير بشكل اعتيادي، ثم شعرنا باهتزاز غريب تلاه ميل مفاجئ للحفار، وفي ثوانٍ كنا في المياه نحاول النجاة". وأضاف آخر: "تكاتفنا وسط الموج إلى أن وصلت فرق الإنقاذ وسحبتنا إلى سفن الدعم القريبة"، مشيدًا بسرعة الاستجابة ومهنية فرق الإنقاذ التابعة لـ"جابكو".
وعلى صعيد الإجراءات القانونية، أصدرت نيابة البحر الأحمر تصريحًا بدفن جثامين أربعة من الضحايا الذين تم انتشالهم في وقت سابق، بعد إتمام عمليات التشريح والمعاينة، وهم من محافظات الغربية والقاهرة وقنا والإسكندرية. وقد تسلّمت العائلات الجثامين وسط أجواء من الحزن العميق.
يُذكر أن الحفار "أدمارين 12" كان على متنه ثلاثون شخصًا عند وقوع الكارثة، وتمكنت فرق الإنقاذ من انتشال 22 منهم أحياء، بينما تأكدت وفاة أربعة، ولا يزال البحث جارٍ عن الثلاثة المفقودين، وسط تضامن واسع ومتابعة دقيقة من الأجهزة المعنية في الدولة.