واشنطن بوست: لا ينبغي للنساء السود أن يصبحن واجهة السياسة القبيحة لأميركا في غزة
تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT
قالت صحيفة واشنطن بوست إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن استخدمت النساء السود كقفازات مخملية وقبضات حديدية فيما يتعلق بالهجوم الإسرائيلي الأخير على غزة، حيث قُتل أكثر من 30 ألف فلسطيني، وإن الاستعمالين يدعمان تواطؤ الولايات المتحدة في هذه الفظائع ويحاولان تخفيف مظهرها.
وأشارت الصحيفة -في مقال بقلم كارين عطية- إلى زيارة كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي لمدينة سلما بولاية ألاباما، لإحياء ذكرى الأحد الدامي عام 1965 عندما هاجم الضباط البيض المتظاهرين المحتجين على قتل الشرطة لجيمي لي جاكسون والمطالبين بالحق في التصويت، واعتدوا عليهم بالضرب المبرح.
ففي هذا الموقف الذي يضفي جوا من السلطة الأخلاقية -كما تقول الكاتبة- ألقت هاريس آخر رسالة للإدارة حول محنة الفلسطينيين، وأعلنت أنه "قُتل عدد كبير جدا من الفلسطينيين الأبرياء"، واعترفت قائلة "لقد رأينا تقارير عن أُسر تأكل أوراق الشجر وأعلاف الحيوانات، وأطفال يموتون بسبب سوء التغذية والجفاف"، وطالبت بوقف فوري لإطلاق النار -على الأقل- خلال شهر رمضان، وإطلاق سراح المحتجزين، وسماح إسرائيل بتدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة.
لكن ما لم تقله هاريس كان على القدر نفسه من الأهمية، فهي لم تنتقد حصار إسرائيل واعتداءها المتعمّد، ولم تذكر نقل الأسلحة إلى إسرائيل، وبدلا من ذلك أشارت إلى ما حل بالفلسطينيين في غزة باعتباره "كارثة" مجهولة السبب، وكأن إعصارا مليئا بالقنابل والرصاص انفجر من البحر الأبيض المتوسط.
استخدام السود
وكان خطاب هاريس خلال إحياء الذكرى -كما تقول الكاتبة- عبارة عن تراخٍ يتنكر في هيئة قوة، وقد تعرضت عمليات "إسقاط المساعدات الإنسانية" -التي روجت لها- لانتقادات شديدة باعتبارها غير فعالة وغير كافية بشكل مثير للشفقة، وبدا أنها علامة ضعف أميركي، وإن لم تكن علامة ضعف فهي إذن وجه القسوة الأميركية المستمرة تجاه الفلسطينيين.
ومن غير المرجح أن يتأثر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بخطاب هاريس، الذي يبدو أنه لا يهدف إلى إقناعه بقدر ما يهدف إلى تهدئة قاعدة الحزب الديمقراطي المؤيدة لغزة والمناهضة للتطهير العرقي، خاصة أن امرأة سوداء أخرى وظفتها الإدارة الأميركية لإرسال رسالة مختلفة تمامًا إلى نتنياهو، حين صوتت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد مرتين ضد دعوات لوقف إطلاق النار.
وبالنسبة للعديد من المراقبين السود، أعادت صور هذه الأصوات ذكريات كولن باول، أول وزير خارجية أسود، عندما استخدم مكانته أمام الأمم المتحدة للدفاع عن غزو العراق، وهو -في نظر العالم- تمامًا كما هي حال غرينفيلد، وجه أسود وفر الغطاء لوحشية أميركا المباشرة وغير المباشرة في العالم العربي.
لكن ثمة أصوات لم تساير هذا الخط، ففي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كانت كوري بوش النائبة الديمقراطية السوداء من ولاية ميسوري، من بين أوائل السياسيين الأميركيين الذين دعوا إلى وقف إطلاق النار وتقديم الإغاثة الإنسانية، عندما كتبت "دعوني أكون واضحة، إن العقاب الجماعي للفلسطينيين في غزة جريمة حرب. إن التزامي بإنهاء العنف والوحشية والقمع ليس مشروطًا".
وكانت النائبة الديمقراطية عن ولاية مينيسوتا إلهان عمر صريحة أيضًا بشأن الوحشية ضد الفلسطينيين، وقدمت قرارا لمنع مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل، وتعهدت لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (أيباك) -جماعة ضغط مؤيدة لإسرائيل- بإنفاق ملايين الدولارات لمحاولة إقالة هؤلاء النساء السود من مناصبهن، ويمكنك أن تتخيل كم كان من الممكن تجنب المعاناة والموت لو تم الاستماع إليهن.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
واشنطن تلزم إسرائيل بدفع فاتورة دمار قطاع غزة
تصاعدت الضغوط الأمريكية على إسرائيل لتحمل التكلفة الكاملة لإزالة الأنقاض من قطاع غزة، وذلك في ظل تطور دبلوماسي لافت يسبق اجتماع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نهاية الشهر الجاري.
ضغط أمريكي.. ورفض قطري
في الأسبوع الذي أعلن فيه رئيس وزراء قطر رفض بلاده تمويل إعادة الإعمار قائلًا: "لن نوقع على الشيك", وجهت واشنطن طلبا صارما إلى تل أبيب بإزالة الدمار الهائل الذي خلّفته العمليات العسكرية خلال العامين الماضيين، بما يشمل القصف الجوي وهدم المباني بالجرافات العسكرية الثقيلة.
وبحسب مصادر سياسية إسرائيلية، وافقت تل أبيب مؤقتا على الطلب الأمريكي، وبدأت فعليا خطوات لإخلاء حي نموذجي في رفح، وهو مشروع يتوقع أن تتراوح تكلفته بين عشرات ومئات الملايين من الشواقل. لكن في ظل رفض الدول العربية والدولية تمويل عملية الإزالة، تشير التقديرات إلى أن إسرائيل ستجد نفسها أمام التزام طويل الأمد قد تصل تكلفته إلى أكثر من مليار دولار.
دمار بحجم 186 برج إمباير ستيت
تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال كشف أن غزة تضم نحو 68 مليون طن من مخلفات البناء، وهي كمية تعادل وزن 186 مبنى بحجم إمباير ستيت في نيويورك، في مؤشر على حجم الكارثة العمرانية التي يعيشها القطاع.
هذه الكمية الهائلة تُعد عقبة أساسية أمام الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، وهي مرحلة تتطلع واشنطن من خلالها لإعادة الإعمار بدءا من رفح باعتبارها "نموذجا أوليا" يمكن نسخه لاحقا في بقية مناطق القطاع.
قطر: المسؤولية تقع على إسرائيل
وفي مقابلة مع الإعلامي الأمريكي تاكر كارلسون، شبه رئيس الوزراء القطري مسؤولية إسرائيل بإصلاح دمار غزة بمسؤولية موسكو عن إصلاح ما دمرته حربها في أوكرانيا، مؤكدا:"لن نتخلى عن الفلسطينيين، لكننا لن نعيد بناء ما دمره غيرنا."
المرحلة الثانية: خلاف أمريكي – إسرائيلي جديد
تضغط الولايات المتحدة للبدء فورا في المرحلة الثانية من الاتفاق، لكن إسرائيل تربط أي تقدم بعودة جثمان الجندي الأسير راني غويلي، وقد سلمت تل أبيب للوسطاء صورا جوية ومعلومات استخباراتية لإثبات أن "هناك جهات تعرف مكانه"، رغم نفي "الجهاد الإسلامي" امتلاك أي أسرى.
قوة دولية لإدارة غزة.. وصدام حول تركيا
تسعى واشنطن لنشر قوة استقرار دولية (ISF) مطلع 2026، تبدأ انتشارها من رفح. وقد أبدت إندونيسيا وأذربيجان استعدادا لإرسال قوات، فيما تفضّل دول أخرى تقديم دعم لوجستي ومالي.
غير أن وجود جنود أتراك داخل هذه القوة يمثل نقطة خلاف حادة، إذ تعتبره إسرائيل "خطا أحمر لا يمكن تجاوزه"، بينما يواصل مبعوث ترامب، توم باراك، محاولاته لإقناع نتنياهو بالموافقة.
مجلس سلام لإدارة غزة
وفي وقت سابق، أعلن الرئيس ترامب أنه سيكشف مطلع العام المقبل عن تشكيل "مجلس السلام" المكلف بإدارة القطاع وإعادة إعمار ما دمّرته الحرب، قائلاً إن شخصيات دولية وملوكًا ورؤساء أبدوا رغبة في الانضمام إليه.