مصر والصين.. شراكة صناعية متنامية تحول قناة السويس إلى قلب الاستثمار العالمي
تاريخ النشر: 12th, December 2025 GMT
تحولت المنطقة المحيطة بقناة السويس خلال السنوات الأخيرة إلى مساحةٍ حيوية للاستثمارات الصينية في مصر، ليست مجرد نموذج تعاون اقتصادي بل نافذة للصين نحو أسواق إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط. دخول مئات الشركات وتأسيس عشرات المشروعات أعادا تشكيل ملامح النشاط الصناعي واللوجيستي في المنطقة، في وقت تعمل فيه القاهرة على تعظيم الفائدة من موقعها الاستراتيجي وسياساتها التحفيزية.
قوة الأرقام ونمو الاستثمارات
شهدت الاستثمارات الصينية ارتفاعاً ملموساً خلال العام الجاري، إذ سجّلت زيادة قدرها نحو 2.7 مليار دولار في أول أحد عشر شهراً لتصل إلى 5.7 مليار دولار في نوفمبر مقارنةً بفترة سابقة كانت فيها نحو 3 مليارات دولار، وفق بيانات الهيئة المعنية. وعلى مدار ثلاث سنوات ونصف نجحت الهيئة في جذب استثمارات تُقدّر بنحو 11.6 مليار دولار، نصفها تقريباً من شركات صينية، ما يعكس عمق الشراكة الاقتصادية بين البلدين في هذه المنطقة.
مشروعات استراتيجية وشراكات لوجستية وصناعية
لم تقتصر التدفقات الصينية على أعمال صغيرة بل تضمّنت مشاريع كبرى متعددة المجالات. فالتعاون مع منطقة "تيدا" الصينية داخل المنطقة الاقتصادية شمل أكثر من مئتي مشروع صناعي وخدمي ولوجستي باستثمارات تتجاوز ثلاثة مليارات دولار، فيما بلغ حجم التعاون في منطقة القنطرة غرب الصناعية نحو 700 مليون دولار. أما على صعيد الصفقات الفردية فقد أُبرمت عقودٌ مهمة هذا العام، أبرزها عقد بقيمة مليار دولار لشركة "سايلون" الصينية لتصنيع إطارات السيارات، وعقد آخر لشركة CJN لإنشاء مصنع أسمدة فوسفاتية ضمن مشروع "سخنة 360" المطور من قبل شركة السويدي للتنمية الصناعية باستثمارات مماثلة.
مزايا المنطقة الاقتصادية وجذب المستثمرين
تستفيد الاستثمارات من سهولة الإجراءات، والإعفاءات الجمركية والضريبية التي توفرها المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، إلى جانب موقعها الجغرافي الذي يربط بين قارات العالم ويتيح وصولاً سريعاً إلى أسواق بمليارات المستهلكين. هذه العوامل، إلى جانب التوترات التجارية العالمية وارتفاع تكلفة سلاسل الإمداد التقليدية، دفعت العديد من الشركات الصينية إلى تنويع مواقع إنتاجها واللجوء إلى مصر كمحطة استراتيجية للتصدير وإعادة التصدير.
القاهرة تُظهر حرصًا واضحًا على تعميق شراكتها مع الصين وتوسيع قاعدة الإنتاج المشترك، ليس كهدف رقمي بحت بل كمسار لبناء قدرات صناعية وتكنولوجية حقيقية ذات قيمة مضافة. المسؤولون يؤكدون أن الغاية تتجاوز جلب رأس المال إلى مجرد أرض مصرية؛ الهدف هو خلق صناعة وطنية أقوى، رفع حصة الإنتاج المحلي في سلاسل القيمة، وزيادة الصادرات إلى الأسواق الإقليمية والدولية مع إبقاء أكبر قدر ممكن من العائد الاقتصادي داخل اقتصادنا.
أما قناة السويس فصارت أكثر من ممر ملاحٍ؛ تحولت إلى حلبة استثمارية تنافسية يشعلها تزايد التدفقات الصينية. ومع استمرار تحسين بيئة الأعمال وربط الحوافز بسياسات التصنيع والتصدير، تبدو مصر في وضع يمكنها من تحويل هذه الاستثمارات إلى محرك نمو حقيقي يعيد تنشيط الصناعة ويوفر فرص عمل جديدة ويعزز موقع البلاد داخل شبكات القيمة العالمية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الشرق الأوسط قناة السويس إفريقيا أوروبا القاهرة ملیار دولار
إقرأ أيضاً:
وزير الاستثمار: 11 مليار دولار صادرات الصناعات الغذائية والحاصلات الزراعية في 2024
أناب المهندس حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، عصام النجار رئيس الهيئة المصرية العامة للمعارض والمؤتمرات لإلقاء كلمته في افتتاح الدورة العاشرة لمعرض فود أفريكا باك بروسيس، وذلك بمشاركة عدد كبير من كبار المسؤولين والسفراء وممثلي مجتمع الأعمال.
وقال الوزير إن المعرض يمثل إحدى أهم المنصات الإقليمية المتخصصة في مجالات الصناعات الغذائية والحاصلات الزراعية، مشيرا إلى أن مشاركة أكثر من 1200 شركة من 45 دولة بالدورة الحالية تعكس التطور الكبير الذي حققه المعرض منذ انطلاقه عام 2015.
وأضاف الخطيب أن المعارض الدولية أصبحت نافذة أساسية للترويج للمنتجات المصرية ورفع تنافسيتها، حيث أسهمت الجهود الحكومية بالتعاون مع المجالس التصديرية ومجتمع الأعمال في وصول صادرات الصناعات الغذائية والحاصلات الزراعية إلى نحو ١١ مليار دولار فى عام ٢٠٢٤، تضمنت تصدير 398 منتجًا إلى ١٦٧ دولة حول العالم.
وأكد الوزير أن معرض فود أفريكا يمثل منصة استراتيجية لاستعراض فرص التعاون الاستثماري والتجاري فى هذا القطاع الحيوي، والاطلاع على أحدث الاتجاهات في مجال جودة وسلامة الغذاء، إلى جانب دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة وتمكينها من التوسع في الأسواق الدولية.
وفي ختام كلمته، وجّه وزير الاستثمار والتجارة الخارجية الشكر للجهات المنظمة على الجهد المبذول والتنظيم المتميز، مؤكدًا أن استمرار هذا الحدث يسهم في دعم القطاعين الغذائي والزراعي وتعزيز جهود التصنيع والتصدير الغذائي فى مصر.
فى سياق متصل، فقد ساهمت الهيئة المصرية العامة للمعارض والمؤتمرات فى تنظيم استقدام أكبر بعثة مشترين دوليين هذا العام لمعرض فود افريكا ضمت أكثر من 250 مشتري من نحو 50 دولة أجنبية بما يسهم فى زيادة فرص عقد شراكات واسعة استثمارية وتجارية على هامش المعرض.