أبرز تطورات اليوم الـ156 للحرب الإسرائيلية على غزة
تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT
في اليوم الـ156 للحرب على غزة، واصلت إسرائيل استهداف المدنيين في عدة أماكن مما أسفر عن المزيد من الشهداء، بينما نفذت المقاومة عمليات جديدة ضد قوات الاحتلال، في حين يحل شهر رمضان على السكان المحاصرين وسط ظروف مروعة.
وفي ما يلي أبرز أحداث اليوم الأحد 10 مارس/آذار 2024، في غزة على الأصعدة الميدانية والسياسية والإنسانية، بالإضافة إلى التطورات على الجبهة اللبنانية.
نفذ الجيش الإسرائيلي قصفا على عدة مناطق في القطاع مما أدى لجرح واستشهاد العشرات.
يأتي ذلك بعد أن ارتكب الاحتلال 8 مجازر أسفرت عن استشهاد 85 فلسطينيا وإصابة 130 آخرين خلال 24 ساعة، بحسب حصيلة
وبذلك تجاوزت حصيلة العدوان المستمر منذ أكثر من 5 أشهر 31 ألف شهيد و72 ألف جريح معظمهم نساء وأطفال.
عمليات المقاومة
أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنها فجرت منزلا في قوة إسرائيلية ببني سهيلا شرق خان يونس.
كما أعلنت أنها اشتبكت مع قوة أخرى داخل نفق في نفس المنطقة وأوقعت إصابات بين أفرادها، بينما حصلت الجزيرة صور لقنص عناصر القسام جنديا إسرائيليا جنوب حي تل الهوى بمدينة غزة، وصور أخرى لإقاء مسيّرة قذيفتين على مقر قيادة إسرائيلي شرق بيت حانون شمالي القطاع.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جندي في معارك جنوبي القطاع.
في غضون ذلك، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن الجيش انتهى من إنشاء الطريق الذي يقسم قطاع غزة إلى قسمين.
كلمة هنية
سياسيا، حمّل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إسرائيل مسؤولية عدم التوصل إلى اتفاق حتى الآن.
وقال هنية في كلمة بمناسبة حلول شهر رمضان أن حماس جاهزة في حال تسلمها موقفا واضحا بوقف العدوان وعودة النازحين لإبداء مرونة بشأن موضوع الأسرى.
وأضاف أن حركة حماس وضعت منذ بداية المسار التفاوضي ضوابط من أجل التوصل لاتفاق تتمثل في وقف إطلاق النار، وقطع الطريق على كل المخططات المشبوهة التي تستهدف غزة.
مفاوضات تبادل الأسرىفي السياق، قال مصدران أمنيان مصريان إن مصر تجري اتصالات مع حركة حماس وإسرائيل ووسطاء آخرين سعيا لاستئناف المفاوضات بشأن هدنة في قطاع غزة خلال شهر رمضان.
يقول الرئيس الأميركي إنه يريد التوصل إلى هدنة لمدة 6 أسابيع يتم خلال الإفراج عن الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
تصريحات نتنياهومن جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن قواتع ستدخل إلى رفح، مضيفا أن تل أبيب توشك على إنهاء الجزء الأخير من الحرب، وأن القتال لن يستغرق أكثر من شهرين وربما 6 أو 4 أسابيع.
كما قال نتنياهو لصحيفة بوليتيكو الأميركية إنه لا يرى أي اختراق في المفاوضات، وإنه لن يكون هناك وقف لإطلاق النار بدون إطلاق سراح الرهائن.
وفي موضوع آخر، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن الرئيس الأميركي الرئيس جو بايدن مخطئ إذا كان يظن أنه يقود سياسة ضد أغلبية الجمهور الإسرائيلي.
الوضع الإنساني
يحل شهر رمضان على قطاع غزة في ظل أوضاع إنسانية كارثية، حيث يودي الجوع بأرواح المزيد من السكان المحاصرين المحرومين من الغذاء ومتطلبات الحياة الأخرى.
وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن الجوع موجود في كل مكان بغزة، وإن الوضع في الشمال مأساوي حيث تُمنع المساعدات البرية رغم النداءات المتكررة.
وفي حين تقول واشنطن إنها تستعد لبناء رصيف بحري في غزة لاستقبال المساعدات، أعلن الجيش الأميركي أنه نفذ عمليات إنزال جديدة للمساعدات فوق غزة.
مرحلة بعد الحربعلى صعيد آخر، قال مسؤول أمني في حركة حماس إن سعي الاحتلال لاستحداث هيئات تدير قطاع غزة "مؤامرة فاشلة" ولن تتحقق.
وحذر المسؤول الأمني في حماس من أن قبول التواصل مع الاحتلال من مخاتير وعشائر للعمل بقطاع غزة خيانة وطنية لن تسمح بها الحركة، مؤكدا أن حماس ستضرب بيد من حديد على من يعبث بالجبهة الداخلية في القطاع، ولن تسمح بفرض قواعد جديدة.
اعتراف إسرائيل بقتل مسن فلسطينيفي موضوع آخر، اعترف الجيش الإسرائيلي -وفق وسائل إعلام إسرائيلية- بقتل المسن الأعزل الذي نشرت الجزيرة مقطع فيديو لإعدامه في منزل غرب غزة، مشيرا إلى أنه يحقق في ظروف مقتله.
وقالت حركة حماس إن إقرار جيش الاحتلال الإسرائيلي بقتله مسنا فلسطينيا في غزة محاولة للتهرب من جرائمه الممنهجة بحق الفلسطينيين، داعية المجتمع الدولي لتوثيق جرائم الاحتلال ومحاسبته.
#شاهد | قوات الاحتلال تمنع الشبان من الدخول إلى المسجد الأقصى من باب القطانين لأداء صلاة العشاء والتراويح pic.twitter.com/kPzFhowz42
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) March 10, 2024
الأقصى والضفةأقيمت في المسجد الأقصى شعائر صلاة التراويح لليلة الأولى من شهر رمضان المبارك، وسط إجراءات أمنية استثنائية فرضتها شرطة الاحتلال الاسرائيلي، وشملت تلك الإجراءات قيوداً على دخول الشبان، مما أحدث إشكالات عند عدد من أبواب الحرم القدسي الشريف.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إنه تم نشر آلاف من أفراد الشرطة في القدس، واعتقال 20 شخصا.
وفي الضفة الغربية، نفذ الجيش الإسرائيلي اقتحامات جديدة شملت مدنا وبلدات عدة في الضفة الغربية في إطار تصعيد مستمر منذ إطلاق المقاومة الفلسطينية معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
الجبهة اللبنانية
أعلن حزب الله يعلن تنفيذه 11 هجوما ضد مواقع إسرائيلية قبالة حدود لبنان وفي منطقتي مزارع شبعا والجولان، وأكد أنه أنه استهدف قاعدة ميرون الجوية.
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه يستعد لاحتمال هجوم واسع يشمل عملية برية في لبنان.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجیش الإسرائیلی حرکة حماس شهر رمضان قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
محلل إسرائيلي: حماس انتصرت معنويا وأضعفت روح التضامن الإسرائيلية
رأى المحلل السياسي الإسرائيلي والخبير في الشؤون الشرق أوسطية، أفي يسسخاروف، أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تمكنت من تحقيق انتصار معنوي على إسرائيل، رغم الدمار الهائل الذي لحق بقطاع غزة والخسائر الكبيرة التي تكبدتها الحركة في صفوف قياداتها.
وقال يسسخاروف إن الضربة الأعمق التي وجهتها حماس لم تكن فقط عسكرية، بل مجتمعية وأخلاقية، مشيرا إلى أنها قوضت روح التضامن في الداخل الإسرائيلي، وضربت ما وصفه بـ "البنية الأخلاقية" للمجتمع الإسرائيلي، التي لطالما تفاخر بها أمام العالم.
وأشار إلى أن الانقسام العميق داخل إسرائيل حول قضية الأسرى المحتجزين في غزة، والخلافات الحادة بشأن كيفية التعامل مع هذا الملف، تعكس هشاشة الجبهة الداخلية وتآكل ما تبقى من الإجماع الوطني.
وأضاف أن مظاهر التفاخر العلني من قبل عدد من السياسيين الإسرائيليين بحرب الإبادة في قطاع غزة ساهمت في تشويه صورة إسرائيل الأخلاقية داخليا وخارجيا، وأضعفت مناعة المجتمع الإسرائيلي من الداخل.
انهيار أخلاقيوتساءل يسسخاروف بمرارة -في مقاله المنشور في صحيفة يديعوت أحرونوت تحت عنوان "ليس كل الإسرائيليين إخوة لبعضهم"- "ما الذي حدث لنا في هذه الحرب؟ عسكريا نهضنا من الضربة، ونجحنا إلى حد ما في هزيمة حزب الله، ووجهنا ضربات قوية لحماس، ودمرنا غزة، والشعب الغزي الذي هلّل في البداية لهجوم السابع من أكتوبر بات يبحث عن لقمة الخبز، ومع ذلك، يبدو أن حماس قد انتصرت علينا بدرجة ما".
إعلانوبغض النظر عن فشل جيش الاحتلال في تحقيق أهدافه في القضاء على حماس، يكتفي يتسحاقاروف بالقول إن حماس لم تنتصر في الميدان، لكنه في الوقت نفسه لا ينسى أن يقول إن حماس حققت انتصارا، في مكان أعمق وأخطر، على ما أسماه "الروح الإسرائيلية".
وأضاف أن إسرائيل تمكنت من تصفية رئيس حركة حماس يحيى السنوار وأخيه القائد العسكري محمد السنوار، وكذلك قادة التنظيم الذين خططوا لعملية "طوفان الأقصى"، لكن "الضرر الأكبر الذي ألحقوه بنا هو تمزيق النسيج الداخلي الإسرائيلي وضرب قيم التضامن".
وحذر يسسخاروف مما سماه "التحولات القيمية المقلقة" في المجتمع الإسرائيلي، مستشهدا بتعامل فئات من الجمهور مع ملف الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
وقال: "مجرد أن ترى شريحة صاخبة -حتى وإن لم تكن أغلبية- أن الأسرى وعائلاتهم يمثلون مأساة خاصة وليست جماعية، فهذا يعكس حجم الانهيار الأخلاقي".
وتابع في نقده الحاد: "أن تُقاس قيمة الأسير أو عائلته بمدى ولائه الأعمى لرئيس الحكومة أو امتنانه له، فذلك يدل على مدى التعفن الذي وصلنا إليه".
وهاجم يسسخاروف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، على خلفية قراره تعيين عضو الكنيست ديفيد زيني رئيسا لجهاز الأمن العام (الشاباك)، المعروف بمواقفه الرافضة لصفقات تبادل الأسرى، ووصفه للحرب ضد الفلسطينيين بأنها "حرب أبدية".
واعتبر يسسخاروف أن هذا التعيين بمثابة رسالة لحماس مفادها: "لقد انتصرتم"، مشيرا إلى أن الهدف من تعيين زيني لا يتعلق بأمن إسرائيل، بل بتعزيز موقع نتنياهو سياسيا، في مواجهة الانتقادات المتعلقة بالمساعدات الإنسانية لغزة، ومنع فتح تحقيقات جنائية في ملفاته القضائية.
تأييد الإبادة الجماعيةومن زاوية أخرى، انتقد يسسخاروف بحدة تعاظم نبرة التحريض والعنف في المجتمع الإسرائيلي، قائلا: "كل من يندد بقتل الأطفال أو النساء أو الشيوخ الأبرياء في غزة، يُتهم بالخيانة"، ولا ينسى أيضا أن يشير إلى أن "بعض السياسيين والمغردين باتوا يلمحون صراحة إلى وجوب ارتكاب إبادة جماعية، لا أقل".
إعلانورغم تحميله لحماس المسؤولية عن الكارثة الإنسانية في القطاع، يشدد الكاتب على أنه "لا يمكن الاستمرار في الكذب على أنفسنا، فالعالم كله يشاهد صور الفلسطينيين وهم يتقاتلون على قطعة خبز، ويسمع بشكل يومي عن أطفال يُقتلون تحت القصف".
وأردف: "إظهار الحقيقة ونقلها للناس ليست خيانة، بل واجب أخلاقي يهودي".
كما سلط الكاتب الضوء على غياب المسؤولية السياسية، منتقدا نتنياهو، قائلا: "كيف لرئيس حكومة هو الأطول بقاءً في المنصب، أن يتنصل من مسؤوليته عن أسوأ مجزرة بحق الإسرائيليين منذ المحرقة؟"، في إشارة إلى فشل الحكومة في منع عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ولم ينس يسسخاروف الإشارة إلى تصريحات نتنياهو، حول عدم علمه بوصول الأموال القطرية لحماس -حسب زعمه- رغم أنه نفسه من دعم فكرة إدخالها إلى القطاع.
واختتم المحلل السياسي مقاله بنبرة حادة تنم عن المرارة، مؤكدا أن "السنوار وأتباعه نجحوا في ما فشلت فيه جيوش العرب طوال 75 عاما، وهو كسر شعور الوحدة الأخلاقية لدى جزء من الإسرائيليين".
ومع ذلك، يرى يسسخاروف أن هذا النصر "مؤقت وجزئي"، موضحا أن "الأغلبية ما زالت تشعر بالمسؤولية تجاه الأسرى والجنود القتلى وعائلاتهم، وترفض قيادة نتنياهو ودائرته الإعلامية، التي تنشر الكراهية وتبرر القتل الجماعي في غزة".
وختم بالقول إن أغلب الإسرائيليين الذين يرون في نتنياهو رمزا للفشل السياسي والأخلاقي في هذه الحرب باتوا يدركون أنه لا يمكن أن يواصل شغل منصب رئيس الوزراء.