هل تمكن الحوثيون من قطع الكابلات البحرية في البحر الأحمر؟
تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT
نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية تقريرًا قالت فيه إنه مع استمرار الحوثيين اليمنيين في مضايقة السفن التجارية الدولية التي تعبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر، أبلغ مزود إنترنت في هونج كونج عن تلف الكابلات البحرية في هذه المنطقة يوم الإثنين 4 آذار/مارس. وفي ديسمبر/كانون الأول، نشرت قناة تيليغرام مرتبطة بالحوثيين هذه الرسالة، على شكل تحذير: "توجد خرائط للكابلات الدولية التي تربط جميع مناطق العالم عن طريق البحر.
ووفق الصحيفة؛ ففي بداية شهر فبراير/شباط الماضي أعربت العديد من شركات الاتصالات اليمنية عن قلقها من خطر تخريب الكابلات البحرية في البحر الأحمر، والتي تمثل 17 بالمئة من حركة الإنترنت العالمية. كما قال وزير الإعلام في الحكومة اليمنية الشرعية لصحيفة الغارديان إن الحوثيين يشكلون تهديدًا خطيرًا لـ "واحدة من أهم البنى التحتية الرقمية في العالم".
حوالي مائة حادثة في السنة
ونقلت الصحيفة عن شركة الاتصالات "إتش جي سي جلوبال كومينيكيشن" أنه تم "قطع" أربعة كابلات، مما أدى إلى تغيير "25% من حركة المرور على الإنترنت"، والطرق المتضررة هي خطوط "سيكوم" التي تربط المملكة المتحدة بجنوب أفريقيا، وخطوط "تي إن جي" من بومباي إلى مرسيليا، وخطوط "إيه إيه إي 1" من جنوب شرق آسيا إلى أوروبا، وخطوط "إي آي جي" من المملكة المتحدة المتحدة مع الهند.
وفي المجمل؛ يمر 15 كابلًا بحريًا عبر البحر الأحمر، من بين حوالي 450 كابلًا تعبر بحار العالم، ولم يكن لهذا الحادث آثار كبيرة على حركة الإنترنت العالمية؛ حيث قالت شركة "إتش جي سي": "لقد نجحنا في تصميم خطة لإعادة توجيه حركة المرور المتأثرة".
وذكرت الصحيفة أن مثل هذه التخفيضات متكررة؛ حيث أوضح كاميل موريل، المتخصص المعترف به في هذا الموضوع، لصحيفة لوفيغارو في شهر مايو الماضي: "هناك حوالي مائة منها سنويًا". وعلى الرغم من أنه من المستحيل مراقبة المليون ونصف الكيلومتر الذي تمر عبره هذه الكابلات، إلا أن الفنيين، في حالة تأهب دائم، قادرون على تحديد مصدر المشاكل المحتملة وموقعها بسرعة. وأضاف موريل: "توجد أجهزة استشعار أمنية تتيح على الفور ملاحظة أي قطع أو حتى محاولة تجسس إلكتروني".
ولفتت الصحيفة إلى أنه إذا تعرض أحد الكابلات لأضرار جسيمة، فسيتولى كابل آخر المهمة على الفور، باستخدام نظام التكرار، كما أشارت شركة هونج كونج في بيانها الصحفي إلى أنها قامت بشكل ملحوظ "بتنويع حركة المرور على الكابلات البحرية الـ11 الأخرى في البحر الأحمر".
البنية التحتية الضعيفة
وأفادت الصحيفة أن هذا النوع من الحوادث يكاد يكون عرضيًا على وجه الحصر، ويرتبط بشكل عام بـ "زلزال تحت الماء أو حتى بشبكة صيد"، كما يوضح كاميل موريل. لكن في هذه الحالة تحديداً، فإن التهديدات التي يوجهها الحوثيون بالكاد لشبكة الغواصات تثير الشكوك حول الحوثيين المنخرطين في حرب عصابات بحرية في البحر الأحمر. وعلى الفور دافع الحوثيون عن أنفسهم، واعترفت بعطل بعض كابلات الاتصالات، لكنها ألقت المسؤولية على السفن الأمريكية والبريطانية العاملة في البحر الأحمر.
وقالت الصحيفة إن تدهور الكابل البحري ليس في الواقع أمرًا معقدًا للغاية، خاصة في البحر الأحمر، حيث لا يتجاوز عمق المياه 300 متر، فيما أعلن البنتاغون فرضية، مساء الخميس، قال فيها إن مرساة سفينة استهدفها الحوثيون الحوثيون في البحر الأحمر كانت ستؤدي إلى قطع هذه الكابلات البحرية، فيما قال متحدث باسم الشركة: "نعتقد حاليا أن الأضرار التي لحقت بالكابلات البحرية (...) هي نتيجة الهجوم الصاروخي الذي شنه الحوثيون في 18 شباط فبراير على السفينة روبيمار، والتي غرقت منذ ذلك الحين"، مضيفة أن هذا الهجوم “أجبر الطاقم على ترك المرساة وترك السفينة"، وأن "التقييمات الأولية تشير إلى أن المرساة، من خلال كشط قاع البحر، قد قطعت على الأرجح الكابلات البحرية التي توفر خدمات الاتصالات والإنترنت للعالم أجمع".
هل لا يزال من الممكن تحديد موقع الكابلات بدقة؟
وأكدت الصحيفة على أن قطع الكابلات بالكامل يتطلب مهارات ومعدات أكثر تقدمًا، لكن هناك سوابق: ففي عام 2012؛ اشتبه في قيام غواصين بقطع الكابلات البحرية قبالة سواحل مصر.
وفي عام 2014، كانت روسيا قد قطعت بالفعل الكابلات الأوكرانية، في خضم ضم شبه جزيرة القرم. وفي آب/أغسطس 2021، اتبعت السفينة "يانتار" الروسية "الأوقيانوغرافية"، والتي تمتلك غواصة صغيرة قادرة على الغوص لعمق يصل إلى 6 آلاف متر، مسار الكابلات البحرية التي تربط أيرلندا بالولايات المتحدة، قبل أن تطاردها البحرية الفرنسية.
قدرات محدودة
ولفتت الصحيفة إلى أنه لا يوجد ما يشير إلى أن الحوثيين مجهزون بالإمكانات اللازمة، حتى مع الدعم الإيراني، ويشير منتدى الخليج الدولي، وهو مركز أبحاث أمريكي، في تحليل حديث، إلى أنه "حتى الآن، تم ضمان أمن الكابلات بسبب التخلف التكنولوجي النسبي للحوثيين أكثر من الافتقار إلى الحافز"، وفي الواقع؛ فإن الحوثيين "لم يطوروا أبدًا قوة بحرية أو وحدة بحرية مدربة بشكل كافٍ" وليسوا مجهزين "بالغواصات اللازمة للوصول إلى الكابلات".
لكن في مياه خليج عدن التي لا يتجاوز عمقها 100 متر، لا توجد حاجة للغواصات؛ حيث يؤكد منتدى الخليج الدولي أن بعض الحوثيين "خضعوا لتدريبات على الغواصين القتاليين". وهنا مرة أخرى تثبت السوابق أن إلحاق أضرار جسيمة بهذه البنية التحتية لا يتطلب قدرات هائلة. وفي عام 2007، قام الصيادون الفيتناميون بقطع مقطع طوله 11 كيلومترًا من الكابلات البحرية من أجل استعادة المواد المركبة، مما حرم فيتنام من 90٪ من اتصالها ببقية العالم.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إنه مع ذلك؛ فإن احتمال انقطاع التيار الرقمي، حتى لو كان محليًا، يظل ضئيلًا، وحتى لو نشأ هذا الموقف، فمن الممكن أن تتولى الأقمار الصناعية والشبكات الأرضية مسؤولية التدفقات الكبيرة، في حين قد يتباطأ النطاق الترددي لبعض مقدمي الخدمات الكبار مثل "يوتيوب" و"نيتفليكس"؛ فإذا تأثرت جميع الكابلات عبر المحيط الأطلسي، على سبيل المثال - وهو سيناريو مستبعد للغاية - فسيكون من الممكن أيضًا المرور عبر الكابلات التي تربط أوروبا بالصين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الحوثيين اليمنيين اليمن انترنت البحر الاحمر الحوثي صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الکابلات البحریة فی البحر الأحمر التی تربط إلى أنه إلى أن
إقرأ أيضاً:
حميد الأحمر يدعو للتحقيق في تمكين الحوثيين من طائرات اليمنية ومحاسبة المتورطين
دعا الشيخ حميد الأحمر، إلى التحقيق في تمكين جماعة الحوثي من طائرات شركة الخطوط الجوية اليمنية الأربع التي دمرتها الغارات الجوية الإسرائيلية على مطار صنعاء.
وطالب الأحمر -في بيان نشره عبر موقعه الرسمي- بإقالة المسؤولين المتورطين والمتواطئين، وذلك في سياق تصريحات رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، الذي قال إن جماعة الحوثي هددت بقصف مطار عدن وبقية المطارات الأخرى المحررة في البلاد، في حال تم رفض عودة طائرة اليمنية إلى مطار صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة.
وقال الأحمر وهو عضو في مجلس النواب "استمعت إلى توضيح رئيس مجلس القيادة حول ملابسات قرار استئناف رحلات اليمنية إلى مطار صنعاء، وبغض النظر عن اتفاقي مع القرار من عدمه، فإنّي أشكر له توضيحه وشفافيته، وأثق في أن اجتهاده نابع من حرصه على الصالح العام، إلا أن هذا التوضيح لا يُغني عن التوجيه بفتح تحقيق شفاف حول كيفية تمكين عصابة الحوثي العام الماضي من الاستيلاء على ثلاث من طائرات الخطوط الجوية اليمنية، وكذا تمكينهم من تشغيلها".
وكشف الأحمر عن تواطؤ مسؤولين مع جماعة الحوثي وتسليمهم ثلاث طائرات من أسطول اليمنية العام الماضي.
وأضاف "بلغني من شخصية وطنية موثوقة أنه تواصل العام الماضي بالمدير التجاري في اليمنية محسن حيدرة، وأبلغه بأن عصابة الحوثي تنوي الاستيلاء على طائرات اليمنية، وحذّره من أن يتم تسيير أكثر من رحلة في نفس الوقت إلى مطار صنعاء، وعدم السماح بهبوط أي طائرة إلا بعد مغادرة الطائرة التي قبلها، ومع ذلك قام حيدرة بإرسال ثلاث طائرات متجاهلًا التحذير الصريح".
وتابع "للأسف لم يُتخذ أي إجراء ضد هذا الشخص، ومثل هذه الفضيحة لو كنا في دولة تحترم نفسها كافٍ أن يبادر الوزير ورئيس اليمنية إلى تقديم استقالاتهم دون الانتظار لقرار الإقالة المتوجب اتخاذه بعدما حدث".
وأردف "بعد الاستيلاء على الطائرات الثلاث، كان بإمكان الوزارة ورئاسة اليمنية مخاطبة اتحاد النقل الجوي الدولي (IATA) وإبلاغهم بما تم من استيلاء الحوثيين على الطائرات، ومطالبتهم بعدم إصدار أي تراخيص لرحلات بهذه الطائرات المنهوبة، وهو ما لم يتم".
واستدرك "كما كان بإمكان الوزارة واليمنية مخاطبة الأشقاء في الأردن وغيرها من الدول بعدم السماح باستقبال رحلات بهذه الطائرات، وهذا أيضًا لم يتم، وكان بإمكان الوزارة واليمنية أيضًا مخاطبة شركتي بوينغ وإيرباص بعدم تزويد هذه الطائرات بأي قطع غيار أو صيانة، وهذا لم يتم" حد قوله.
وتساءل النائب البرلماني بالقول: أوليس كل ما سبق يؤكد أن تمكين عصابة الحوثي من الطائرات كان مسرحية تستوجب التحقيق والمسائلة؟
وأكد الأحمر أن وزارة النقل التي لم تقم بواجبها إزاء فضيحة نهب وتدمير طائرات الخطوط اليمنية، هي ذات الوزارة التي لم تقم حتى الآن بمخاطبة خطوط الملاحة البحرية وتحذيرها من التعامل مع عصابة الحوثي، وتحذيرها من إرسال سفنها إلى ميناء الحديدة إلا بتصريح من الوزارة الشرعية، حتى يتم تمكين الشرعية من استئناف تصدير النفط الذي يوقفه الحوثي بالقوة، وتقف الشرعية عاجزة أمام بلطجته حتى بمثل هذه الإجراءات البسيطة.
وزاد "اطلعت على مراسلات رسمية بين اليمنية ووزارة النقل وبين السلطات الأعلى، تؤكد أن الطائرة الرابعة التي تم تدميرها مؤخرًا كان قد تم الاستيلاء عليها من قبل جماعة الحوثي، ولم تعد تحت سيطرة اليمنية، فمن بادر بإهدائها لهم؟ وسأقدّم هذه الوثائق للجنة التحقيق التي من المفترض تشكيلها".
وختم الشيخ الأحمر بيانه بالقول إن "الحل إزاء كل ما سبق يكمن في أهمية تحرير البلاد من هذه العصابة الكهنوتية، وهذا لن يتم إلا بحل عسكري ناجز، وعجز مجلس القيادة عن القيام بذلك يعني فشله في القيام بمهمته الأساسية المتمثلة في إنهاء الانقلاب".