لبيك يا عَلَمَ النصر وأيقونةَ الفخر لهذا العصر
تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT
د القوي السباعي
لبيك يا عَلَمَ النصر.. لبيك يا أيقونةَ الفخر لهذا العصر.. لبيك يا سيدي عبدالملك وسعديك.. لبيك إذَا ما ناديت ودعيت.. استجاب لك كُـلّ شامخ اعترك الأهوال وخاض غمار الأخطار؛ وأسرفت في منازلة المنايا يداه، لبتك كُـلّ نفسٍ تدُبُّ فيها الحياة.
لبيك يا علم الهدى وتاج العزة، لبيك يا نصير فلسطين وغزة.
لبيك من كُـلّ الساحات؛ ومن ميادين الكرامات.. لبتك قبضاتنا الضاغطة على الزناد.. لبتك أرواحنا الساكنة في المتارس والأرتاب.. لبتك أزيزُ رصاصنا وهدير طائراتنا ودوي مدافعنا، وهزيم صواريخنا، ودبيب زوارقنا وغواصاتنا.
لبيك يا علم النصر، ويا أيقونة الفخر لهذا العصر.. لبيك ملء السماء، نقولها مدويةً في الأرجاء: نفوسنا لك الفداء.. أرواحنا والدماء.. لبيك على الدوام، لبيك بجحافلَ تعجز عن حصرها الأرقام.. لبتك رجالُنا ونساؤنا؛ شيوخنا وشبابنا؛ كبارنا وصغارنا.. ولسمو مكانتك وعظم قدرك.. لبتك حتى الأجنَّةُ في أرحامِ نسائِنا وأمشاجِ أصلابنا؛ توقاً لأخذ موقعها في مسارٍ أنت قائده؛ ومسيرةٍ أنت ربانُها الأوحد.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
في الذكرى الثالثة لاغتيالها.. شيرين أبو عاقلة أيقونة لا تنسى
في صباح قاتم من يوم الأربعاء 11 مايو/أيار 2022، انطفأت عين الحقيقة التي طالما رصدت معاناة الفلسطينيين، حين انطلقت رصاصة غادرة أطلقها قناص إسرائيلي، لتنهي حياة واحدة من أبرز الصحفيات العربيات وأكثرهن تأثيرا، شيرين أبو عاقلة.
تمر اليوم الذكرى الثالثة على تلك اللحظة التي هزت وجدان الملايين، حين سقطت شيرين على مدخل مخيم جنين أثناء قيامها بواجبها المهني.
لم تكن مجرد ضحية عابرة، بل كانت تلك اللحظة إيذانا ببداية مرحلة جديدة من التربص الممنهج بالصحفيين، بلغت ذروتها في الحرب المستعرة على قطاع غزة والاعتداءات المتكررة في الضفة الغربية.
3 سنوات مرت، والشوق لا يخبو والسؤال لا يفتر: أين وجهها الذي اعتادت الملايين رؤيته عبر الشاشات؟ أين صوتها الهادئ الذي كان يخترق قصف المدافع ليروي الحقيقة؟ ماذا كانت ستقول اليوم عن أطفال غزة، عن جوع النساء وخذلان الرجال؟ كيف كانت ستصِف فلسطين وهي بين إبادة وحصار ومقاومة؟
وفي مفارقة قدَرية، كشف تحقيق استقصائي أميركي أن قاتلها، الجندي الإسرائيلي "ألون سكاجيو"، لقي حتفه في يونيو/حزيران الماضي بعبوة ناسفة في نفس المكان الذي اغتالها فيه (مخيم جنين). عاش بعدها عامين محتلا ومستوطنا، بينما تحولت هي إلى زهرة خالدة للحرية والوطن، وأيقونة لا تُنسى.
إعلان منظومة كاملةلكن الحقيقة الصارخة تبقى أن من قتل شيرين حقا لم يكن فردا أو بندقية أو حتى طائرة، بل منظومة كاملة دعمت الجريمة وتسترت عليها، منظومة الإفلات من العقاب التي جعلت من قتل الصحفيين ممارسة تجري على الهواء مباشرة دون خشية من محاسبة.
لم تكن شيرين كثيرة الصخب في حياتها المهنية، لكنها كانت كالماء في تأثيرها، هادئة لكن عميقة، وما إن غابت حتى تجلت سطوة حضورها الطاغي.
3 سنوات مرت، ولم يستطع أحد أن يملأ مكانها في الصحافة والوجدان، يغيب زملاء فيأتي آخرون، لكن شيرين تبقى حالة استثنائية لا تتكرر.
ليست الصحافة جريمة، هذه بديهية لا تحتاج لبرهان، بل الاحتلال وقتل الصحفيين والإفلات من العقاب هو الجريمة الحقيقية، وعلى دربها يسير السائرون، يد تسلم يدا وصوت ينبعث من صوت.
في الذكرى الثالثة لاستشهادها، تبدو شيرين كأنها ما زالت ترقب من بعيد، تنتظر أن تختم تقريرا لم يكتمل بعد، لكن الحقيقة التي طالما سعت لكشفها تبقى حية: ما ضاع حق وراءه مطالب، ولا حقيقةٌ وراءها مَن هم مثلها، صحفيون يحملون شعلة الكلمة والحقيقة رغم المخاطر.
3 سنوات مضت، والنداءات لا تهدأ بالمحاسبة وإنهاء إفلات القتلة من العقاب، بينما يتزايد عدد الصحفيين الذين يسقطون في فلسطين، في ظل ظروف بالغة الخطورة زادت من مرارة غياب شيرين وافتقادها.