اليمن: خمسة أشهر بإسناد فاعل.. والقادم أعظم
تاريخ النشر: 12th, March 2024 GMT
يمانيون – متابعات
واحدة وستون سفينة وبارجة ومدمرة، استُهدفت خلال خمسة أشهر من الإسناد اليمني للمقاومة في غزّة، لإجبار كيان العدوّ ومن خلفه الغرب بقيادة واشنطن، على وقف العدوان ورفع الحصار عن المستضعفين في القطاع المحاصر، في أكبر مهمّة إنسانية أخلاقية قيمية على الإطلاق في العصر الحاضر، حيث اختار اليمن أن يتعرض لمخاطر المواجهة مع أكبر قوّة عسكرية مهابة على وجه الأرض، الإمبراطورية الأميركية، وبكل هذا الزخم الذي تجاوزه، بحسب السيد عبد الملك الحوثي، أي زخم للقوات المسلّحة اليمنية على مدى ثماني سنوات من العدوان السعودي – الأميركي.
عندما خاض اليمن غمار هذه الحرب، كان يأخذ في حسابه كلّ العوامل التي يمكن أن تؤثر في المواجهة، وكانت القيادة على إدراك كامل، بالأسباب والوسائل التي من شأنها أن تجعل الميزان لصالح فلسطين، وأهم هذه العوامل، أمر الله سبحانه، في قوله: “وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ”، مع وعده تعالى: “إن تنصروا الله ينصركم”، ومع كلّ ضربة تستحضر القوات اليمنية، قوله: “وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى”. وقبل الدخول في المواجهة، كان اليمن يسعى للتحضير، انطلاقًا من قوله: “وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة”.
اذًا، هذه هي عناصر المعادلة البسيطة التي لا يدركها الغرب ولا أذيالهم، تبدأ بالامتثال لأمر الله بالجهاد في سبيله، والإعداد بقدر الاستطاعة من دون توان للعدّة والعتاد والسلاح ثمّ الايمان بوعد الله بالنصر، وترك مسؤولية التسديد لله سبحانه، وتوجيه السهم والقذيفة والصاروخ، وتمكينها من التأثير الذي يريده الله سبحانه، وبالمستوى الذي يشاء، وتترك له وحده عاقبة الأمر كله.
هذه القواعد بعيدة كلّ البعد عن الاتكال والتواكل، ونائية بشكل كامل عن المغامرة غير محسوبة العواقب، فمعارك الدفاع لا تأخذ بكلّ عوامل وأسباب وحسابات معارك الهجوم، كلّ واحدة مختلفة بشكل كامل عن الأخرى، وما نتج عن عمليات الإسناد اليمني إلى اليوم يؤكد هذه الحقائق، بفعاليته وتأثيره وانعكاساته داخل دول العدوان وثلاثي الشر، والتقارير القادمة من الكيان ومن بريطانيا والولايات المتحدة كلها تؤكد أن عمليات البحر الأحمر تؤتي أكلها وتترك تأثيرات في تلك الاقتصادات.
قبل أيام أصدر معهد واشنطن تقريرًا بعنوان “البعثة البحرية الجديدة للاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر: التداعيات والتحديات”، وأكد المعدّ خلال التقرير أن: “التصعيد المنضبط في المنطقة لن ينجح في تشكيل الردع”، بدورها عنونت “ذا اتلانتيك”: “ردع عمليات اليمن أصبح شبه مستحيل”، في ما نقلت “سي ان ان” عن مسؤول أميركي، قوله: “الحوثيون يواصلون مفاجأتنا، وليس لدينا فكرة جيدة عمّا لديهم من أسلحة”، ولم يتوقف الأمر هنا، بل وصل إلى قائد القيادة المركزية الأميركية مايكل كوريلا الذي أقرّ بعدم وجود “حلّ عسكري خالص لجميع التهديدات المعقّدة التي نواجهها” – في إشارة إلى عمليات القوات المسلحة اليمنية – مضيفًا أنّ: “الشرق الأوسط يمرّ بوضع غير محتمل وغير مسبوق”، ولافتًا إلى أنّ: “اليمن يصنع الكثير من الطائرات المُسيّرة ولدينا تحديات في ذلك”. وأكد كوريلا أنّ: “المُسيّرات اليمنية واحدة من أكبر التهديدات لأنها غير مكلفة وهي سلاح موجه بدقة”.
يأتي اعتراف قائد القيادة المركزية الأميركية بالتزامن مع إعلان السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي الذي يقود عمليات إسناد غزّة، عن تنفيذ القوات المسلحة اليمنية ستًا وتسعين عملية إسناد لغزّة، مكرّرًا في خطابه بالأمس ما قاله في الأسبوع الماضي، هناك مفجآت قادمة، نتركها للميدان، مؤكدًا أنها ستكون مفاجآت لا يتوقعها العدو، ولا الصديق. وزاد في خطابه الأخير بأن القادم أعظم، بعد أن أشار إلى الاندهاش والذهول الأميركي من القدرات اليمنية: “في بداية العدوان الأميركي السعودي على بلدنا، كان المدى الصاروخي للقدرات الصاروخية قرابة الأربعين أو الخمسة والأربعين كيلو، ثمّ بلغ إلى مستوى فوق الألف كيلو، لكن في هذه المرحلة على مستوى المدى، على مستوى القدرة الفائقة في الإصابة والدقة الفائقة في الإصابة والقدرة التدميرية، هناك اندهاش أميركي حتّى من ضربة الأمس التي أصابت سفينة أميركية، هناك اندهاش وذهول من الدقة في الإصابة، ومن القوّة في التدمير”.
مع استمرار المجازر الصهيونية في غزّة، وتواصل العدوان الأميركي البريطاني على اليمن، تعهدت القوات المسلحة اليمنية، بتطوير العمليات العسكرية ضدّ سفن ثلاثي الشر الأميركي والإسرائيلي والبريطاني، وبعد أن كانت الضربات الصاروخية والمسيّرة بالكاد تصل بالقرب من السفن المستهدفة، كضربات تحذيرية، فإنها انتقلت بعد التصعيد الأميركي البريطاني المعادي إلى مرحلة إصابة الأهداف بدقة وبكثافة نيرانية، كما حصل في الضربات الأخيرة، ومنذ استهداف السفينة البريطانية “روبيمار” التي استُهدفت في 18 فبراير/شباط الماضي، وأجلي طاقمها. وقال بيان القوات المسلحة حينها إنها معرّضة للغرق، وحاول مسؤول في وزارة الحرب الأميركية تخفيف وطأة الضربة بالقول إن السفينة ما تزال طافية حتّى يوم الخميس، وبالفعل أعلن عن غرقها في الخامس من الشهر الجاري.
الدقة في إصابة وربيمار البريطانية، ثمّ لاحقًا ترو كونفيدنس المملوكة لشركة “أوكتري كابيتال مانجمنت”، وهي شركة مقرها لوس أنجلوس، كان مؤشرًا على تصاعد نوعي في العمليات، ويحمل رسائل إلى الأميركي والبريطاني ترفع من المطالبة بوقف العدوان على غزّة ورفع الحصار من جهة، ومن جهة أخرى تشير إلى الفشل الأميركي البريطاني في العدوان المتكرّر، والذي لم ولن يحد من القدرات اليمنية بل يزيدها تطوّرًا في الدقة والمدى والتكتيك والتكنولوجيا؛ والقادم أعظم.
– العهد الاخباري / علي الدرواني
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: القوات المسلحة
إقرأ أيضاً:
نشطاء: إسرائيل باتت حقل تجارب للصواريخ اليمنية وذو الفقار يربك الدفاعات
أثار إطلاق الصاروخ الباليستي اليمني "ذو الفقار" أمس الاثنين على مطار بن غوريون الإسرائيلي موجة واسعة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي وبين المتابعين للشأن اليمني، وسط تساؤلات حول دلالات هذا التطور النوعي وتوقيته ومدى تأثيره المستقبلي على مجريات العمليات العسكرية الإسرائيلية.
وأوضح الناطق العسكري باسم قوات الحوثيين يحيى سريع أن العملية استهدفت مطار اللد (بن غوريون) بصاروخ "ذو الفقار"، مما أجبر نحو 4 ملايين إسرائيلي على دخول الملاجئ وتسبب في تعليق حركة الملاحة بالمطار.
الناطق العسكري باسم أنصار الله في #اليمن: نفذنا عملية عسكرية استهدفت مطار اللد بصاروخ باليستي من نوع "ذو الفقار" أجبرت 4 ملايين صهيوني على الهروب إلى الملاجئ وأوقفت الملاحة بالمطار، ونقف مع #غزة ولن نخذلها لو خذلها العالم بأسره#حرب_غزة #الأخبار pic.twitter.com/c5Nk22nb0X
— قناة الجزيرة (@AJArabic) June 2, 2025
وانعكست على مواقع التواصل حالة تفاعل لافتة، حيث ركز النشطاء والسياسيون على طبيعة الصاروخ الجديد، ومدى قدرته على اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية.
ونفى كثير من المغردين نجاح منظومتي "حيتس" الإسرائيلية و"ثاد" الأميركية في اعتراض الصاروخ، مستدلين على ذلك بغياب أي فيديو يوثق عملية اعتراض أو انفجار الصاروخ في السماء، ومعتبرين أن مزاعم الاعتراض اقتصرت على الرواية الإسرائيلية الرسمية.
هذا المساء، دفع اليمن بنحو 4 مليون مستوطن الملاجئ وشل حركة المرور بالكامل..
وهذه أكثر مرة يتم فيها تفعيل صافرات الإنذار في 227 مستوطنة ومدينة محتلة بدءا من النقب إلى القدس وتل أبيب وبعض مناطق الشمال (قناة كان). pic.twitter.com/4y975oqEHT
— Dima Halwani (@DimaHalwani) June 2, 2025
إعلانوانتشرت مشاهد توثق تحليق الصاروخ في أجواء فلسطين المحتلة دون رصد أي عملية اعتراض، في حين سُجلت في القدس لحظات فرح وتكبيرات في المساجد بالتزامن مع مرور الصاروخ في سماء المدينة.
وعلق أحد الحسابات بأن "إسرائيل أصبحت حقل تجارب للآلة العسكرية اليمنية"، وأن صنعاء تحولت إلى منصة صواريخ لدعم غزة، في وقت أشار فيه آخر إلى أن "ذو الفقار" شل حركة تل أبيب والمدن المحتلة بعد تفعيل صفارات الإنذار بشكل غير مسبوق، بحسب الإعلام الإسرائيلي.
…::ما بين جباليا واليمن::…
في معسكر جباليا -رفح، خانيونس، الشجاعية- يد تقاتل بعون الله عارية جائعة محاصرة منذ20شهر.!
رغم المسافات والحسابات يد تساند دون تردد أو تأخر، وكأني بمنصاات صواريخ غزة يتم تذخيرها من هناك من يمن الحكمة والإيمان… بيض الله وجه القوم حتى تقوم الساعة. pic.twitter.com/HwzhxvaQgQ
— Mohammed AbuTaqiya (@MohammedATaqiya) June 2, 2025
ورأى البعض أن الصاروخ خضع لتطوير كبير، مشيرين إلى تصريحات نائب رئيس الهيئة الإعلامية للحوثيين نصر الدين عامر، الذي اعتبر إطلاق الصاروخ "تجربة عملياتية جديدة"، وتوعد تل أبيب بالمزيد.
كما ذهب العديد من المعلقين إلى أن "ذو الفقار" مزود برأس مناورة متطورة يصعب كشف اتجاهه واعتراضه، مما يزيد من إرباك منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية.
وبشأن توقيت الهجوم، ربط كثيرون بينه وبين عملية نوعية للمقاومة في جباليا، معتبرين ذلك "رسالة على وحدة العمل المقاوم الفلسطيني اليمني"، وردا على التصعيد الإسرائيلي والحصار المتواصل وتدنيس المسجد الأقصى.
ذو الفقار للمهمات الصعبة والأهداف الكبيرة
والدسمة وفصل الخطاب،
إن إطلاق هذا الصاروخ الباليستي نادر حسب الأهمية، ففعله وفاعليته وقدره التدميرية كبيرة ومؤثرة،
وإرسال هذا الصاروخ
إلى عمق العدو يعد استراتيجياً في هذا التوقيت بالذات
فهو المفوض الناجح في كل المفاوضات ولا يُرد خائبا
— عبدالرحمن بادر ⁴/بديل4 (@BadrM__) June 2, 2025
إعلانواعتبر بعض النشطاء أن اختيار الصاروخ الباليستي على حساب الصواريخ الفرط صوتية جاء لإرباك الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وهو ما تحقق بالفعل بإدخال ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ وتعطيل حركة الطيران.
من جهة أخرى، رأى محللون عسكريون أن استخدام "ذو الفقار" شكل مفاجأة لإسرائيل، ويشير إلى وجود جيل جديد من الصواريخ المطورة، مما قد يزيد من صعوبة التصدي لها ويرفع تكلفة الحرب اقتصاديًا وأمنيًا على الاحتلال.
هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر: أضرار اقتصادية كبيرة لاستهداف #الحوثيين مطار بن غوريون حتى مع اعتراض صواريخهم.#اليمن
— مختار الرحبي (@alrahbi5) June 2, 2025
في حين ذهب بعض المحللين السياسيين إلى أن استمرار استهداف المطارات والموانئ قد ينقل مطار بن غوريون إلى مصير ميناء إيلات، الذي أُغلق بالكامل بعد استهدافه من قبل أنصار الله (الحوثيين).
كما اعتبر آخرون أن عزل إسرائيل دوليًا وخنقها اقتصاديا، مع تحييد واشنطن عن التصعيد مع اليمن، قد يدفع حكومة نتنياهو إلى قبول شروط المقاومة والتفكير جديًا في إبرام هدنة طويلة الأمد.