خبراء إيرانيون يفككون للجزيرة نت أهداف مناورات حزام الأمن البحري
تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT
طهران- علاوة على المناورات الجوية والبرية التي دأبت طهران على تنظيمها من حين لآخر، بدأت إيران تحت شعار "معا من أجل الأمن والسلام" مناورات بحرية مشتركة مع كل من الصين وروسيا على مساحة 17 ألف كيلومتر مربع (6600 ميل مربع) شمالي المحيط الهندي وخليج عمان.
وعلى وقع التوتر المتصاعد في البحر الأحمر وبحر العرب، أعلن المتحدث الإيراني باسم المناورات المعروفة بـ"حزام الأمن البحري المركب 2024″ الأدميرال مصطفى تاج الديني أن النسخة الرابعة منها ترمي إلى ضمان الأمن بالمنطقة وتوسيع التعاون مع الحلفاء.
وأوضح أنها تهدف إلى تعزيز التجارة الدولية ومكافحة القرصنة والإرهاب البحري وتبادل المعلومات في مجال الإنقاذ.
ولدى إشارته إلى مشاركة "دول صديقة" مثل باكستان وسلطنة عمان وكازاخستان وأذربيجان وجنوب أفريقيا في المناورات الجارية بصفة مراقب، أكد تاج الديني أن التدريبات ستشمل التعاون المشترك على إنقاذ السفن من الحرائق والاختطاف والرماية على أهداف محددة وإطلاق نار ليلي على أهداف جوية.
ورغم أن الدول الثلاث سبق ونفذت -منذ 2019- مناورات بحرية مشتركة في المحيطين الهندي والأطلسي وبحر عُمان، يرى مراقبون في إيران أن التدريبات الجارية التي تأتي في ظل توترات إقليمية بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة، تكاد تكون مختلفة عن المناورات السابقة.
ويعتقد الدبلوماسي مجتبى فردوسي بور، مدير دائرة الأبحاث لشؤون غرب آسيا وأفريقيا بوزارة الخارجية الإيرانية وسفير طهران السابق في الأردن، أن منطقة المناورات اختيرت بعناية لتتوسط ثالوث المضايق الذهبية هرمز وباب المندب وملقا، مما يزيد من أهمية الحزام الأمني التي تشكله شمالي المحيط الهندي لضمان مرور السفن التجارية ولاسيما تدفق الطاقة العالمية.
وفي حديثه للجزيرة نت، يوضح فردوسي بور أن أهمية المناورات الجارية تأتي من تزامنها مع الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة وتداعياتها على "غطرسة" التحالف الأميركي البريطاني في مياه البحر الأحمر والمحيط الهندي والمياه الإقليمية.
وأكد أن المناورات الثلاثية تبعث رسالة للجهات المعنية أن الأطراف الشرقية المشاركة فيها عازمة على ضمان المضايق الإستراتيجية في المنطقة دون الدول الغربية.
ويرى الدبلوماسي الإيراني أن هذه المناورات تجدد سياسة الدول المشاركة فيها بعدم قبولها أي تغييرات جيوإستراتيجية وجيوسياسية في المحيط الهندي، لا سيما المناطق البحرية التي تقع شماله وغربه.
ويعتقد أن حزام الأمن البحري يثبت لدول المنطقة تفوق الأمن الإقليمي على نظيره المستورد من القوى الغربية، داعيا إلى توسعة التعاون العسكري المشترك ومشاركة الدول المطلة على أعالي البحار والمحيط الهندي في التحالف الشرقي الصاعد والتعاون معه لضمان الأمن البحري الإقليمي وسلامة النشاط الاقتصادي هناك.
وتشارك عدد من المدمرات والسفن الحربية من بحريتي الجيش والحرس الثوري ووحدات الطيران الإيراني إلى جانب سفن حربية وطائرات من روسيا والصين، في المناورات التي تنفذ في خليج عمان الذي يربط بحر العرب والمحيط الهندي بمضيق هرمز والمياه الخليجية، كما أنه يتوسط عمان، وباكستان، وإيران، والإمارات.
وكانت القوات الإيرانية قد شاركت بمناورات "الإغاثة والإنقاذ" البحري مع سلطنة عمان في شمال المحيط الهندي ومضيق هرمز في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بهدف تعزيز الاستعداد القتالي، وتنفيذ الاتفاقيات المبرمة بين البلدين بشأن الأمن البحري.
والمناورات التي تجريها الدول الثلاث في الفترة بين 11 و15 مارس/آذار الجاري تحظى باهتمام كبير بسبب تنفيذها في منطقة ليست بعيدة عن العمليات العسكرية في البحرين الأحمر والعرب من جهة، وهواجس الدول المشاركة فيها وسياساتها حيال الحضور العسكري الغربي من جهة أخری، وفق الباحث العسكري علي عبدي.
وفي حديثه للجزيرة نت، يركز الباحث فردوسي بور على أهمية السيطرة على المحيط الهندي والمياه الإقليمية الأخرى بالنسبة لطهران وبكين وموسكو وإقصاء القوى الغربية منها، مؤكدا أن عدم إلغاء المناورات والإصرار على تنفيذها في نطاقها الجغرافي وحيزها الزماني المعتاد يثبت عزم الدول المشاركة فيها على مواجهة الحضور العسكري الغربي في المنطقة.
ورأى أن جماعة الحوثي تتحدى الهيمنة البحرية للقوى الغربية في البحر الأحمر بما يتناسب وسياسات الدول المشاركة في مناورات حزام الأمن البحري 2024، لطالما تنظر الولايات المتحدة إلى هذه الدول كونها تمثل تهديدا لأمنها القومي وبذلت ما بوسعها لفرض العقوبات والتضييق على القوى الشرقية بما يبرر إظهارها القوة على تنفيذ رد مشترك ومواجهة الهيمنة البحرية الغربية.
مرحلة جديدةويعتقد الباحث العسكري علي عبدي أن من شأن المناورات الجارية أن تؤسس لمرحلة جديدة تتراجع فيها الهيمنة البحرية الغربية في الشرق الأوسط وشرق آسيا، مؤكدا أنه فضلا عن إيران والصين كونهما دولتين إقليميتين، فإن الحضور العسكري الغربي في المنطقة يشكل خطا أحمر لروسيا التي تجرعت الأمرين بسبب السياسات الغربية التي لم تسمح يوما بحضور موسكو -رغم قربها لأوروبا- في إطار النظام العالمي الغربي.
ورأى في الحضور العسكري الروسي في المحيط الهندي والمياه الإقليمية تحديا للهيمنة البحرية الغربية وتجاوزا للخطوط الأميركية الحمراء، مؤكدا أن سلسلة مناورات حزام الأمن البحري ليست سوى بداية لسياسة إستراتيجية طويلة المدى تهدف لمواجهة الحضور الأميركي في المنطقة وتقويضه.
ودعا الباحث العسكري طهران وبكين وموسكو إلى تحديث إستراتيجياتها العلياء وفق المستجدات السياسية في المنطقة واستغلال مبادرة الحزام والطريق وممر شمال-جنوب الدولي لتعزيز التعاون السياسي والأمني والعسكري والاقتصادي بينهما في إطار خارطة الطريق الرامية إلى تقويض الهيمنة الغربية.
وخلص إلى أن الموقع الجيوإستراتيجي الذي تتمتع به كل من إيران وروسيا والصين، بإمكانه أن يسهم في تحويل التعاون العسكري الراهن بينها إلى تحالف عسكري إستراتيجي ومواجهة الأحادية القطبية الغربية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات الدول المشارکة فی المشارکة فیها المحیط الهندی فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
لجنة حوكمة وسياسات الأمن السيبراني بمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب تناقش عدداً من المبادرات العربية في الأمن السيبراني
المناطق_متابعات
ناقشت لجنة حوكمة وسياسات الأمن السيبراني بمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب في اجتماعها المنعقد برئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة، وبمشاركة ممثلي الأجهزة المعنية بالأمن السيبراني في الدول العربية، والأمانة العامة لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب، والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، عددًا من المبادرات العربية التي تقدم بها عدد من الدول الأعضاء للدورة العادية الأولى لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب، بالإضافة إلى بحث مبادرة معجم مصطلحات الأمن السيبراني، وخطة عمل اللجنة للمرحلة المقبلة، وبرنامج السياسات والحوكمة الذي يضم عددًا من سياسات وأطر ومعايير الأمن السيبراني التي ستعمل عليها اللجنة لمواجهة التهديدات السيبرانية المتجددة على المستوى العربي.
وتختص لجنة حوكمة وسياسات الأمن السيبراني – التي أنشئت بناءً على قرار مجلس وزراء الأمن السيبراني العرب في دورته العادية الأولى المنعقدة بمدينة الرياض في جمادى الآخرة 1446هـ الموافق ديسمبر 2024م – باقتراح السياسات والتشريعات والتنظيمات والأنظمة والقوانيين والمعايير العربية المشتركة ذات الصلة بالأمن السيبراني، وإعداد الدراسات والبحوث والإستراتيجيات والمبادرات والمشاريع، ومراجعة التقارير الموضحة للتغييرات في سياسات الأمن السيبراني الدولية التي يمكن أن تؤثر على السياسات واللوائح في الدول العربية.
أخبار قد تهمك لجنة التقنيات والعمليات السيبرانية بمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب تعقد اجتماعها الأول 22 مايو 2025 - 4:28 مساءً الهيئة الوطنية للأمن السيبراني تواصل تنفيذ خطة برنامج تعزيز الأمن السيبراني لموسم حج 1446هـ 8 مايو 2025 - 3:42 مساءًيذكر أن مجلس وزراء الأمن السيبراني العرب يتألف من الوزراء العرب المعنيين بالأمن السيبراني، واعتُمد نظامه الأساسي بموجب قرار مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، ويعمل تحت مظلة مجلس جامعة الدول العربية، وتتضمن اختصاصاته رسم السياسات العامة ووضع الإستراتيجيات والأولويات التي من شأنها تطوير العمل العربي المشترك في الأمن السيبراني، والنظر في جميع موضوعات ومستجدات الأمن السيبراني على المستويات الأمنية والاقتصادية والتنموية والتشريعية، وكذلك إقرار الخطط العربية المشتركة في مجال الأمن السيبراني لتنفيذ السياسات والإستراتيجيات المقرة في المجلس.