قرار أممى للتصدى للإسلاموفوبيا
تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT
بمبادرة سعودية وعربية وإسلامية اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، قرارًا بشأن «تدابير مكافحة كراهية الإسلام»، وتعيين مبعوث خاص للمنظمة معنى بمكافحة «الإسلاموفوبيا».
وجدّدت مجموعة الدول الإسلامية دعمها للجهود الدولية كافة الرامية إلى مكافحة الأفكار المتطرفة وقطع تمويلها، وأكد بيان للخارجية السعودية إلى تشجيع الرياض وتبنيها لقيم السلام والحوار بين أتباع الأديان والحضارات، لترسيخ ثقافة الاحترام المتبادل بين أتباع الأديان والطوائف والمذاهب، وتعزيز ثقافة التعايش بين الشعوب للوصول إلى السلام والازدهار للعالم أجمع.
احتضنت الرياض فى هذه الأيام المباركة معرض المصاحف الشريفة المذهَّبة والمزخرفة، بمكتبة الملك عبدالعزيز العامة بفرعها فى «مركز المؤسس التاريخي» بالرياض، وضمّ المعرض 42 مصحفًا نادرًا من المصاحف المذهَّبة والمزخرفة التى تبرز عراقة الفنون الإسلامية فى الكتابة والزخرفة والتلوين، واستلهام الآيات القرآنية فى ذلك، مع تنوع الخطوط العربية والأوراق والمصاحف المنسوخة فى مراحل تاريخية مختلفة.
ولا جدال فإن قيمة المعرض تكمن فى إلقاء الضوء على فنون الزخرفة والتذهيب، وتنميق المصاحف بمختلف مدارسها، والتعريف بها بوصفها فنًا إسلاميًا بارزًا، وإيضاح أهميتها فى مصاحبة كتابة المصاحف ونَسْخها عبر العصور، والتعريف بجماليات وإبداع هذه التشكيلات المستوحاة من عناصره.
وتمتلك المكتبة آلاف المخطوطات والنوادر التى تؤكد دورها المهم فى حفظ التراث السعودى والعربى والإسلامى، كما تقتنى أكثر من 350 مصحفًا نادرًا كُتبت بجميع أنواع الخطوط، خلال مختلف العصور الإسلامية.
خطوة فى الاتجاه السليم أنجزتها جامعة الدول العربية، بمبادرة أمينها العام أحمد أبو الغيط بدعوة رئيس المجلس الرئاسى ورئيس مجلس النواب ورئيس المجلس الأعلى للدولة بشأن تقريب وجهات النظر وحل النقاط الخلافية التى تمهد لكيفية الوصول إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وقد تم التأكيد على سيادة ليبيا واستقلالها ووحدة أراضيها ورفض أى تدخلات خارجية سلبية فى العملية السياسية الليبية، بمرجعية الاتفاق السياسى، وملاحقه تُشكل لجنة فنية خلال فترة زمنية محددة للنظر فى التعديلات المناسبة لتوسيع قاعدة التوافق والقبول بالعمل المنجز من لجنة (6+6) وحسم الأمور العالقة حيال النقاط الخلافية حسب التشريعات النافذة.
وأكد الحضور على وجوب تشكيل حكومة موحدة مهمتها الإشراف على العملية الانتخابية وتقديم الخدمات الضرورية للمواطن، توحيد المناصب السيادية بما يضمن تفعيل دورها المناط بها على مستوى الدولة الليبية، ودعوة بعثة الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا والمجتمع الدولى لدعم هذا التوافق فى سبيل إنجاحه، وتوافق المجتمعون على عقد جولة ثانية بشكل عاجل لإتمام هذا الاتفاق ودخوله حيز التنفيذ.
إنها مبادرة طيبة ومسعى عربى دولى نأمل أن يأخذ طريقه السليم والسريع لتحقيق الأمن والاستقرار للشقيقة ليبيا التى أنهكتها الخلافات والرؤى السياسية والجهوية الليبية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رؤية اليوم تدابير مكافحة كراهية الإسلام الدول الإسلامية
إقرأ أيضاً:
تونس تعيد فتح قنصليتها في بنغازي.. توازن مع مع مختلف الأطراف الليبية
أعلنت وزارة الخارجية التونسية، الأحد، عن إعادة فتح القنصلية العامة لتونس في مدينة بنغازي الليبية، واستئناف تقديم خدماتها القنصلية في المنطقة الشرقية من البلاد، بعد سنوات من الإغلاق بسبب الأوضاع الأمنية.
وأكدت الوزارة في بيان رسمي أن هذه الخطوة تأتي في إطار "تعزيز التعاون القنصلي بين البلدين وتيسير تقديم الخدمات للمواطنين التونسيين المقيمين في المنطقة الشرقية من ليبيا"، في إشارة إلى عشرات الآلاف من التونسيين الذين يعيشون ويعملون هناك.
ويُنظر إلى هذا القرار كإشارة سياسية ذات أبعاد دبلوماسية، خاصة في ظل الانقسام السياسي في ليبيا بين شرقها وغربها، حيث تمثّل بنغازي معقلًا للسلطة الموازية بقيادة المشير خليفة حفتر.
ويرى مراقبون أن استئناف العمل القنصلي في بنغازي يعكس مساعي تونس لتوازن علاقاتها مع مختلف أطراف المشهد الليبي، دون الانحياز لأي جهة، مع الحفاظ على مصالحها الاقتصادية والأمنية، وخصوصًا على صعيد ضبط الحدود وتدفق اليد العاملة.
وكانت القنصلية التونسية في بنغازي قد أغلقت أبوابها في السنوات الأولى من الأزمة الليبية، في ظل تدهور الوضع الأمني، وتعرض البعثات الدبلوماسية في ليبيا لاعتداءات متكررة، من بينها حادثة خطف عدد من موظفي القنصلية التونسية في طرابلس عام 2015.
عودة القنصلية إلى العمل في بنغازي تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات التونسية-الليبية ديناميكية جديدة، تشمل ملفات اقتصادية وتجارية ومعابر حدودية، وسط آمال بأن تسهم هذه الخطوة في إعادة نسق التعاون الثنائي إلى مستواه الطبيعي.
ورحّبت وزارة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية الليبية، ومقرها طرابلس، بإعادة افتتاح القنصلية التونسية في بنغازي، ووصفت الخطوة بأنها تعكس عمق العلاقات الأخوية بين البلدين، وتسهم في تسهيل الخدمات القنصلية للتونسيين في المنطقة الشرقية.
وجاء هذا الترحيب الرسمي رغم توقيت الإعلان الذي تزامن مع تصاعد المظاهرات والاحتجاجات في العاصمة طرابلس، حيث يطالب المتظاهرون بإسقاط حكومة الوحدة الوطنية، ويدعون إلى توحيد المؤسسات الليبية تحت سلطة سياسية واحدة، ما يضفي على الخطوة التونسية بُعدًا حساسًا في سياق الانقسام السياسي المستمر في البلاد.
وتمثل عودة القنصلية التونسية إلى بنغازي مقاربة براغماتية من تونس، التي تحاول تحييد الملف الليبي عن التجاذبات الإقليمية والدولية، من خلال نسج علاقات متوازنة مع مختلف الأطراف الليبية، سواء في الشرق أو الغرب.
وتعي تونس جيدًا أن استقرار ليبيا يعني استقرارها الداخلي، بحكم الروابط الجغرافية والديموغرافية والاقتصادية، ولهذا فإنها تعتمد سياسة "الحياد النشط" لضمان مصالحها القنصلية والأمنية، خاصة في ظل هشاشة الوضع الليبي وغياب توافق وطني شامل على مسار سياسي موحد حتى الآن.