بوابة الوفد:
2025-05-14@09:05:45 GMT

بقايا جدران.. بقايا بشر

تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT

بعد مرور أكثر من خمسة أشهر على عمليات الإبادة الممنهجة التى ترتكبها إسرائيل فى غزة، زادت الولايات المتحدة من جرعة الحديث عن مفاوضات وقف إطلاق النار وحماية المدنيين، وتعالت معها نبرة المساعدات الإنسانية التى يجب تقديمها للسكان، وعلينا أن نصدق أن اليد التى تقدم السلاح لارتكاب تلك المجازر ستقدم لمن تبقى من الضحايا يد الإغاثة!
إن الحديث عن حرب ومفاوضات ووقف إطلاق نار، هو حديث كاذب مضلل مغاير للصورة والواقع الذى يعيشه قطاع غزة، تلك المفردات تريد منا ومن شعوب العالم الرافض لتلك الجرائم أن تقتنع بأن ما يحدث فى غزة حرب وليس إبادة، تريد من تلك الشعوب الحية أن تقتنع بأن تلك المساعدات المزعومة ستسقط حتمًا فى أفواه الجوعى والمرضى، ولن تكون فخاخًا مثلما حدث فى مجزرة «الطحين» فى شارع رشيد! ومن ثم علينا وعلى هذه الشعوب أن تصفق لتلك الإنسانية المفرطة الساعية لوقف الحرب!
إن استخدام مفردات الحرب ليس تبريرًا فقط للمذابح التى ترتكبها النازية الصهيونية أو إضفاء الشرعية على جرائمها، بل إنه تبرير لسياسة دولة ترفض جميع قرارات مجلس الأمن لوقف تلك الجرائم، ومحاولة إقناع واهية وغير شرعية للضمائر الحية بأن الذين يبحثون عن رغيف خبز وسط الركام والدمار يستحقون الإبادة بسبب ما فعلته «حماس» فى السابع من أكتوبر الماضى!
إن استخدام تلك المفردات الحربية يدعم مباشرة دعوة الحاخام الإسرائيلى «إلياهو مالى» بإبادة كل سكان غزة، ويقدم مبررات مضللة لجرائم صهيونية لا مبرر لها، ومحاولة خبيثة لتزييف الوعى وقلب الحقائق وتصوير دعوة هذا الحاخام بقتل كل نفس على قيد الحياة بأنها حق مشروع!
إن الحديث عن مفاوضات وحرب وهدنة هو خروج آمن لإسرائيل دون عقاب بعد تلك الجرائم فى حق أهالى غزة، وإضفاء شرعية لقتل المزيد والمزيد من الأطفال والنساء والشيوخ دون رادع أو مجرد عتاب تلميحًا أو تصريحًا!
إن استخدام تلك المفردات من هؤلاء الساسة يؤكد قناعة تلك الأنظمة بمشروعية المذابح التى ترتكبها إسرائيل، وتؤكد أمام العالم قناعتها الخفية والصريحة بما قاله «ستيوارت سيلدوويتز»، المسئول السابق بوزارة الخارجية الأمريكية فى عهد الرئيس «أوباما»، بأن قتل 4 آلاف طفل فلسطينى «ليس كافياً»! وتؤكد إيمانها بجواب النائب الجمهورى «آندى أوجلز» رداً على مسئولية بلاده عن مقتل الآلاف من الأطفال فى غزة بأنه «يجب قتلهم جميعاً»!
فى النهاية.

. وضعت أحداث غزة وجرائم الإبادة الجماعية التى لا تحتاج شهوداً عليها العالم فى مأزق كبير، شعوب حية ترفض تلك المذابح، وضمائر ميتة لساسة يحاولون إيجاد مبررات واهية لما يرتكبه الكيان المحتل، كل ذلك يحدث وآلة الجرائم الصهيونية لا تتوقف عن التدمير وحصد أرواح الأبرياء.
الخلاصة: ستبقى غزة بعد أن صارت بقايا جدران تزينها أرواح شهداء قتلوا غدرًا وقهرًا وجوعًا وصمتًا حقيقة شاهدة على بقايا بشر وضمائر ميتة لا تعرف للإنسانية معنى ولا قِبلة.
[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أشرف عزب خمسة أشهر الإبادة الممنهجة الولايات المتحدة وحماية المدنيين

إقرأ أيضاً:

ضبط 8 أطنان دقيق في حملات مكبرة على المخابز المخالفة

واصل قطاع الأمن العام والإدارة العامة لشرطة التموين والتجارة بالتنسيق مع مديريات الأمن، حملاتها التموينية المكبرة لضبط الجرائم التموينية .

أسفرت جهود الحملات عن ضبط عدد من القضايا فى مجال المخابز السياحية الحرة والمدعمة خلال 24 ساعة ضُبط خلالها ما يزيد عن 8 طن دقيق (أبيض، بلدى مدعم).

نصب على مواطنين.. القبض على شخص يدير كيانًا تعليميًا بالجيزةاشترى أسهما بالبورصة.. رئيس مجلس إدارة شركة ينصب على مواطنين في 150 مليون جنيه


تم اتخاذ الإجراءات القانونية، وذلك إستمراراً لجهود أجهزة وزارة الداخلية لحماية جمهور المستهلكين وإحكام الرقابة على الأسواق والتصدى لمحاولات التلاعب بأسعار الخبز والبيع بأزيد من السعر المقرر وعدم الإعلان عن الأسعار .

طباعة شارك الأمن العام شرطة التموين مديريات الأمن الجرائم التموينية

مقالات مشابهة

  • التحول إلى الري الحديث.. ورشة عمل بمعهد بحوث الاقتصاد الزراعي
  • إبراهيم عيسى: تعاطي المخدرات في مصر في تصاعد
  • بعد الحديث عن اشكال في قصر عدل طرابلس.. هذا ما فعله مطر
  • جامعة الحديدة تنظّم وقفات تنديدية باستمرار الجرائم الصهيونية في غزة
  • الصّدي يوضح: الحديث عن تلكؤ الحكومة هو مجرد إفتراء
  • ضبط 8 أطنان دقيق في حملات مكبرة على المخابز المخالفة
  • »دم النار..على جدران غزة«
  • جدران الفصل.. عنصرية التأويل وضرورات البقاء
  • المسلماني: إطلاق قنوات رقمية تابعة لماسبيرو قريبًا لمواكبة الإعلام الحديث
  • مدبولي: تكافل وكرامة أحد أعظم برامج الدعم الاجتماعي في تاريخ مصر الحديث