بوابة الوفد:
2025-10-13@06:37:33 GMT

بقايا جدران.. بقايا بشر

تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT

بعد مرور أكثر من خمسة أشهر على عمليات الإبادة الممنهجة التى ترتكبها إسرائيل فى غزة، زادت الولايات المتحدة من جرعة الحديث عن مفاوضات وقف إطلاق النار وحماية المدنيين، وتعالت معها نبرة المساعدات الإنسانية التى يجب تقديمها للسكان، وعلينا أن نصدق أن اليد التى تقدم السلاح لارتكاب تلك المجازر ستقدم لمن تبقى من الضحايا يد الإغاثة!
إن الحديث عن حرب ومفاوضات ووقف إطلاق نار، هو حديث كاذب مضلل مغاير للصورة والواقع الذى يعيشه قطاع غزة، تلك المفردات تريد منا ومن شعوب العالم الرافض لتلك الجرائم أن تقتنع بأن ما يحدث فى غزة حرب وليس إبادة، تريد من تلك الشعوب الحية أن تقتنع بأن تلك المساعدات المزعومة ستسقط حتمًا فى أفواه الجوعى والمرضى، ولن تكون فخاخًا مثلما حدث فى مجزرة «الطحين» فى شارع رشيد! ومن ثم علينا وعلى هذه الشعوب أن تصفق لتلك الإنسانية المفرطة الساعية لوقف الحرب!
إن استخدام مفردات الحرب ليس تبريرًا فقط للمذابح التى ترتكبها النازية الصهيونية أو إضفاء الشرعية على جرائمها، بل إنه تبرير لسياسة دولة ترفض جميع قرارات مجلس الأمن لوقف تلك الجرائم، ومحاولة إقناع واهية وغير شرعية للضمائر الحية بأن الذين يبحثون عن رغيف خبز وسط الركام والدمار يستحقون الإبادة بسبب ما فعلته «حماس» فى السابع من أكتوبر الماضى!
إن استخدام تلك المفردات الحربية يدعم مباشرة دعوة الحاخام الإسرائيلى «إلياهو مالى» بإبادة كل سكان غزة، ويقدم مبررات مضللة لجرائم صهيونية لا مبرر لها، ومحاولة خبيثة لتزييف الوعى وقلب الحقائق وتصوير دعوة هذا الحاخام بقتل كل نفس على قيد الحياة بأنها حق مشروع!
إن الحديث عن مفاوضات وحرب وهدنة هو خروج آمن لإسرائيل دون عقاب بعد تلك الجرائم فى حق أهالى غزة، وإضفاء شرعية لقتل المزيد والمزيد من الأطفال والنساء والشيوخ دون رادع أو مجرد عتاب تلميحًا أو تصريحًا!
إن استخدام تلك المفردات من هؤلاء الساسة يؤكد قناعة تلك الأنظمة بمشروعية المذابح التى ترتكبها إسرائيل، وتؤكد أمام العالم قناعتها الخفية والصريحة بما قاله «ستيوارت سيلدوويتز»، المسئول السابق بوزارة الخارجية الأمريكية فى عهد الرئيس «أوباما»، بأن قتل 4 آلاف طفل فلسطينى «ليس كافياً»! وتؤكد إيمانها بجواب النائب الجمهورى «آندى أوجلز» رداً على مسئولية بلاده عن مقتل الآلاف من الأطفال فى غزة بأنه «يجب قتلهم جميعاً»!
فى النهاية.

. وضعت أحداث غزة وجرائم الإبادة الجماعية التى لا تحتاج شهوداً عليها العالم فى مأزق كبير، شعوب حية ترفض تلك المذابح، وضمائر ميتة لساسة يحاولون إيجاد مبررات واهية لما يرتكبه الكيان المحتل، كل ذلك يحدث وآلة الجرائم الصهيونية لا تتوقف عن التدمير وحصد أرواح الأبرياء.
الخلاصة: ستبقى غزة بعد أن صارت بقايا جدران تزينها أرواح شهداء قتلوا غدرًا وقهرًا وجوعًا وصمتًا حقيقة شاهدة على بقايا بشر وضمائر ميتة لا تعرف للإنسانية معنى ولا قِبلة.
[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أشرف عزب خمسة أشهر الإبادة الممنهجة الولايات المتحدة وحماية المدنيين

إقرأ أيضاً:

الصعيد الجُوَّانى

تحتاج مصر فى ظروفها الحالية إلى تكاتف الجميع وتلاحم الشعب لكنك تفاجأ أن يأتى أحدهم ليتحدث عن الجنوب والصعيد وكأنهم دولة أخرى فى حاجة إلى «مينا» ابن سوهاج الذى وَحّد القطرين؛ ونسىِ هذا أن ما يوجد فى أبعد قرية فى صعيد مصر هو ما يوجد فى أدنى قرية بالدلتا أو المحافظات الحدودية، وأن القرى لم تعد منغلقة على نفسها بل صارت تعيش العولمة بإيجابياتها وسلبياتها، وأن محاولة التفرقة وبث الفتنة بين الصعيد ووجه بحرى جريمة يجب أن يحاكم مقترفها لأن الوطن لا يحتمل أمثال هؤلاء، ولا يتقدم برؤى انهزامية تقضى على الأخضر واليابس. ولعل مرجع الصورة الذهنية السلبية عن الصعيد يعود إلى بعض المسلسلات والأفلام التى تُرضى بعض المشاهدين الذين تكونت لديهم صورة الصعيد المتخلف الغبى من تجار الآثار والأسلحة وزارعى المخدرات، وكأن كل صعيدى يتعاطى المخدرات ويبيع الآثار ويقتل بالأسلحة أبناء عمومته يومياً؛ هذه الصورة النمطية التى ترسخت فى الذهنية الجمعية عن الصعايدة أسهم فيها- للأسف- بعض الصعايدة أيضاً حتى يسيروا مع الموجة الغالبة، ولعل من الطريف أن 90٪ من النكت على الصعايدة يؤلفها صعايدة! وكم أود أن يتصدى علماء الاجتماع وعلم النفس والإعلام لهذه الظواهر التى أوجدت طبقية ذهنية بين أفراد المجتمع فيلجأ الصعايدة للدفاع عن أنفسهم أمام كل حادثة وأمام كل دَعِى.. حبذا لو قامت الجامعات بدراسة هذا التغييب البحثى عن مشكلات التفرقة والعنصرية بين أفراد المجتمع الواحد أسبابها وكيفية معالجتها، وأن يأخذوا هؤلاء الإعلاميين من ذوى الفتن فى دورات علمية حتى يناقشوا ويستمعوا للوقوف على الحقيقة، وأن يأخذوهم فى رحلات إلى محافظات مصر بالقطار العادى وليس بالطائرات وأن ينزلوهم بعيداً عن المزارات السياحية والفنادق الفخمة بل فى القرى والنجوع ليقفوا على مشكلات الناس الحقيقية وعلى أرض مصر بكل ما فيها من جمال ومن سلبيات، فهم ليسوا فى حاجة إلى مرشد سياحى وإنما مرشد وطنى يعلمهم احترام هذا الشعب بكل محافظاته وبكل ألوانه وأديانه ومذاهبه، إن دور الإعلام مساندة الدولة لكننا أُصبنا ببعض الإعلاميين الذين يحتاجون إلى الدولة لتسندهم، فصار الميزان مختلاً لأن هؤلاء لن ينفعوا الدولة بل يضرونها، لأن المواطن لن يصدقهم حتى لو عرضوا أشياء حقيقية وهناك طفرة إيجابية ملحوظة فى قنواتنا التليفزيونية (ماسبيرو) أداء وصورة لكنها تحتاج إلى وجوه جديدة أو إعلام فى حاجة إلى إعلام.

مختتم الكلام

«الصباح يدقُّ على الباب، ولا باب هنا»

[email protected]

 

مقالات مشابهة

  • الصعيد الجُوَّانى
  • جريمة بين جدران الحب.. كيف تحولت زوجة إلى قاتلة في بحر البقر
  • انتفاضة شعبية في تعز ضد الفوضى الأمنية واتساع رقعة الجرائم وانتشار العصابات
  • الانهيار الاجتماعي في مناطق سيطرة الحوثيين يتسع بتوحش: أب يقتل ثلاثة من أطفاله ويصيب الرابعة
  • ما المطلوب لتسريع ملاحقة الاحتلال على جرائم الإبادة في غزة؟
  • مراسلون بلا حدود: حان وقت ملاحقة مرتكبي الجرائم ضد صحفيي غزة
  • نتفليكس تعرض فيلم عرس النار للمخرج محمد سلامة.. (يسرد أبرز قصص الجرائم بالكويت)
  • البحرين.. استدعاء امرأة بعد ألفاظ دينية غير مناسبة بمواقع التواصل
  • غيابه ترك فراغًا كبيرًا في المشهد السياسي الجنوبي.. .. تفاعل واسع مع الحديث عن أحمد الميسري (تقرير)
  • في اجتماع “أممي”.. السودان يرد على الإمارات بقوة: من أنتم لتعلمونا الديمقراطية؟ جرائمكم في دارفور موثقة ولن تسقط بالتقادم