كيف أسس حسن الصباح حركة الحشاشين؟.. الأخطر في التاريخ
تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT
«الحشاشين».. وصفها التاريخ بأنها أخطر وأشرس طائفة عرفها المجتمع، تُرجمت لعمل درامي فني ضخم يُعرض حالياً في الموسم الرمضاني بنفس اسمها بطولة الفنان كريم عبدالعزيز، ليؤكد التاريخ براءتها تماماً من تناول الحشيش المُخدر.
وفق ما رواه الدكتور عبدالله أشرف، أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية بجامعة عين شمس، لـ«الوطن»، فتعود تسمية الحركة بهذا الاسم لمواقف رجالها الصامدة حيث كانت الجيوش حينما تفرض حصاراً على رجال الطائفة داخل القلاع المتحصنين فيها، كان رجالها يصمدون في هذا الحصار حتى تنفذ المؤن والأطعمة داخل القلاع فيعتمدون في غذائهم على أكل الحشائش من العشب ومن هنا جاءت تسمية بـ«الحشاشين».
كان حسن الصباح على المذهب الشيعي الاثنا عشري حتى بلغ الـ17 من عمر، وهنا تعرف على أحد دُعاة الإسماعيلية الفاطمية، وكان لهذا الداعي دور كبير جدا في تحويل حسن الصباح من المذهب الشيعي الاثنا عشري إلى المذهب الشيعي الإسماعيلي.
التقى حسن بالداعية الفاطمي الإسماعيلي عبدالملك بن عطاش والذي أقنعه بالتوجه إلى مصر، حيث مقر الدولة الفاطمية، لينعم بخدمة الإمام المستنصر، وجاء حسن إلى مصر وكان الخليفة المستنصر الفاطمي هو الحاكم وبدر الدين الجمالي هو الوزير الأعظم في البلاد.
بدأ طيلة 9 سنوات يمارس الدعوة ويكتسب أنصارا وينتقل من مكان لآخر بشكل سري وأسلوب حذر وكان هو وأنصاره لديهم الاستعداد لفعل أي شيء لتأمين دعوتهم، ووفق الدكتور عبدالله أشرف، فإن أولى عمليات الاغتيال للحركة قتل مؤذن في أصفهان لم يستجب لمذهبهم.
هنا انتبهت السلطة السلجوقية لخطر حركة الحشاشين وأصدرت أوامر بتعقبهم، ما دفع حسن الصباح في الحصول على حصن منيع يحميه هو وأتباعه واتجه إلى هضبة الديلم لسببين، الأول أن سكان هذه المنطقة يغلب عليهم الطابع الجبلي ويميلون إلى التشيع وأكثرهم على مذهب الشيعة، ثانياً طبيعة المنطقة الجغرافية تختلف عن سائر المناطق الفارسية، حيث تشتمل على طرق عسيرة المسالك وجبال وعرة وتتميز بكثرة الحصون والقلاع التي يصعب اقتحامها.
مع انتشار طائفة حسن الصباح وتضييق نظام الملك الخناق عليهم وبعد دراسة متأنية للمنطقة قرر الحصول على قلعة ألموت التي تعتبر أحصن القلاع في المنطقة، حسب رواية أستاذ التاريخ، وأقدرها على تحقيق الحماية لحسن وأتباعه وبُنيت على أيدي ملك من ملوك الديلم كان مغرماً بالصيد وتعني إله موت ومعناها تعليم العقاب وتُسمى المنطقة طلقان وبها عدة قلاع حصينة أشهرها قلعة ألموت وكانت تلك النواحي تحت رعاية الشيعة الإسماعيلية والاثنا عشرية.
استولى حسن على المنطقة المحيطة بالقلعة ودخل القلعة وأخذها تماما وأصبحت مقرا للدعوة ومنها أرسل دعاته لجميع المناطق المجاورة، ووصلت مسامع السيطرة على القلعة إلى نظام الملك وملك شاه الذين أدركوا الخطورة التي تتعرض لها الدولة السلجوقية نتيجة السيطرة على القلعة.
قرر ملك شاه الدخول في مفاوضات سلمية مع الحركة للتخلي عن القلعة، الأمر الذي رفضه حسن مُعللاً ذلك بأنه أخذ القلعة لنشر دعوته وأنه يتحصن بها من أعدائه، إلى أن نشر الدعوة بالقوة والنظام المُسلح على جميع البقاع المحيطة.
سنة 485 هجرية أرسل السلطان السلجوقي حملة إلى القلعة وفرض الحصار عليها لكن حسن كان مستعدا للحصار وكان لديه ما يكفي من المؤن لتأمينه من الحصار الذي استمر 4 أشهر، إلى أن خرجت مجموعة من الحشاشين وهاجموا الحملة وأجلوها تماماً في ليلة حالكة الظلام، حسب وصف أستاذ التاريخ.
بعد فترة قصيرة قتل رجال حسن الصباح الوزير نظام الملك العدو الأول للحركة، وكان هذا أول عمل اغتيالي للحركة على مستوى كبير، وبعده أخذت الحركة تنفذ سلسلة من الاغتيالات لكبار الشخصيات من وزراء وأمراء وقوات الجيش، إلى أن اتسع نشاط الحركة في إيران أي بلاد فارس.
وصف أستاذ التاريخ، إدارة الصباح لشؤون حركته بالحزم والشدة، إلى أن مرض في 518 هجرية، واختار لخلافته رجلا من كبار دعاته كان يثق فيه وهو برزق آميد مندوبه في قلعة لاماثار، وحث جميع الأتباع على طاعته، إلى أن توفي في 518 هجرية بعد حياة عميقة ومؤثرة شق خلالها للرئاسة والزعامة طريقا وعرا محفوفا بالمخاطر وأسس حركة قادرة على بث الرعب في القلوب بما تلجأ إليه من أساليب دموية وثورية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الحشاشين مسلسل الحشاشين حركة الحشاشين المذهب الشيعي أستاذ التاریخ حسن الصباح إلى أن
إقرأ أيضاً:
شادي محمد: حسام غالي خالف مبادئ الأهلي.. وأصول القلعة الحمراء تمنعني من الحديث عنه
أكد شادي محمد، قائد الأهلي السابق ورئيس قطاع الكرة النسائية بالنادي حاليًا، أن ما صدر مؤخرًا من حسام غالي، عضو مجلس إدارة النادي الأهلي، من تصريحات إعلامية يعد خروجًا عن القواعد والمبادئ الراسخة التي تربى عليها أبناء القلعة الحمراء عبر أجيالها المختلفة، مشددًا على أن احترام الكيان فوق أي اعتبار، وأن الأهلي لا يقف عند شخص مهما كان تاريخه أو مكانته.
وقال شادي محمد في تصريحات لقناة “أون تايم سبورت” خلال ظهوره مع الإعلامية سهام صالح في برنامج الكلاسيكو:“أصول النادي الأهلي تمنعني من الرد أو التحدث عن تصريحات الكابتن حسام غالي ضد الكابتن محمود الخطيب. لكن الحقيقة أن ما قاله غالي لم يكن موفقًا، لأنه يتعارض مع القيم والمبادئ التي تربينا عليها جميعًا داخل النادي.”
وأوضح شادي محمد أن الأهلي منذ تأسيسه يسير وفق نظام مؤسسي واضح، لا يسمح بالقرارات الفردية أو الانفعالات العابرة، مؤكدًا أن رئيس النادي محمود الخطيب من أكثر الشخصيات التزامًا بمبدأ الشورى والعمل الجماعي داخل المجلس.
وقال:“الخطيب عمره ما اتخذ قرار لوحده، أنا جلست على ترابيزة الاجتماعات وشوفت بعيني ازاي بيحترم رأي كل عضو في المجلس. دايمًا بيفكر في مصلحة الأهلي مش في مصلحته الشخصية، وده اللي متعودين عليه من الكابتن الخطيب من أول يوم دخل فيه النادي كلاعب ثم كإداري ورئيس.”
وأضاف نجم الأهلي السابق أن التوقيت الذي تحدث فيه حسام غالي عن بعض الأمور الخاصة بالمجلس لم يكن مناسبًا على الإطلاق، خاصة في ظل حساسية المرحلة التي يعيشها النادي سواء على المستوى المحلي أو القاري، موضحًا أن تصريحات من هذا النوع تفتح بابًا للجدل وتؤثر سلبًا على صورة الأهلي أمام جماهيره.
“اللي قاله حسام غالي ممكن يكون من وجهة نظره عادي، لكن في الأهلي مفيش حاجة اسمها عادي لما بتتكلم عن الكيان. إحنا عندنا نظام وتقاليد لازم نحافظ عليها، وده اللي بيخلينا مختلفين عن أي نادٍ تاني. التوقيت كان خطأ، والمضمون كمان فيه تجاوز لأن النقد الداخلي ليه أبوابه وآلياته داخل النادي مش في الإعلام.”
وشدد شادي محمد على أن النادي الأهلي قائم على مبدأ «البيت الكبير» الذي تُحل فيه كل الخلافات داخليًا دون تصعيد أو خروج للإعلام، لافتًا إلى أن كل من ينتمي للنادي يدرك جيدًا أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، ولكن الإعلان عن الخلافات أمام الجماهير أمر مرفوض تمامًا.
كما تطرق رئيس قطاع الكرة النسائية إلى شخصية الكابتن سيد عبد الحفيظ، مشيدًا بالدور الكبير الذي لعبه طوال فترة توليه منصب مدير الكرة بالفريق الأول، مؤكدًا أنه كان نموذجًا يحتذى به في الالتزام والانضباط والحفاظ على مبادئ الأهلي.
وقال:“سيد عبد الحفيظ واحد من أكتر الناس اللي حافظت على مبادئ الأهلي. الراجل كان صارم وقت اللزوم، وهادئ وقت الأزمات. قدر يحافظ على صورة الفريق قدام الكل، وده سر نجاحه الحقيقي. الأهلي مش مجرد فريق كورة، الأهلي منظومة فيها قيم، وسيد كان واحد من اللي بيطبقوا القيم دي بحذافيرها.”
وأشار شادي إلى أن ما يميز الأهلي عن باقي الأندية هو التزامه بتقاليد ثابتة لا تتغير مهما تبدلت الأسماء أو المناصب، موضحًا أن النادي مرّ عبر تاريخه بالكثير من الأزمات، لكنه خرج منها أقوى بفضل تمسكه بمبادئه الراسخة.
“الأهلي واجه أزمات أكبر من كده بكتير في تاريخه، لكن دايمًا بيخرج أقوى، لأن عندنا حاجة محدش يقدر يقلدها وهي المبادئ. النادي الأهلي مش بيتأثر بخلاف أو تصريح، لأنه عنده مؤسسية بتخليه دايمًا واقف على رجله مهما حصل.”
وأكد شادي محمد أنه لا يخاف من قول الحقيقة، لكنه في الوقت ذاته يلتزم بالحدود التي تفرضها أخلاق الأهلي على أبنائه، وقال بوضوح:“أنا لا بخاف من حد ولا عندي مصلحة مع حد، لكن في نفس الوقت ما ينفعش أخرج عن أصول الأهلي. النادي ده له فضل علينا كلنا، فلازم نحافظ على صورته حتى لو عندنا عتاب أو اختلاف. النقد لازم يكون داخلي، مش على شاشات التلفزيون.”
كما أضاف أن النادي الأهلي في الفترة الحالية بحاجة إلى التكاتف ووحدة الصف أكثر من أي وقت مضى، خاصة في ظل المنافسة الشرسة على البطولات المحلية والإفريقية. وأكد أن ما يجمع أبناء النادي أكبر بكثير من أي خلاف عابر أو اختلاف في وجهات النظر.
“المرحلة اللي جاية محتاجة إننا نكون إيد واحدة. الأهلي عنده تحديات كبيرة، والناس كلها مستنية منه بطولات جديدة. مفيش وقت للانقسام أو الكلام الجانبي. كلنا لازم نشتغل لهدف واحد: مصلحة الأهلي فقط.”
واختتم شادي محمد حديثه برسالة واضحة إلى جماهير الأهلي، داعيًا إياهم إلى الثقة في إدارة النادي ودعم الفريق واللاعبين دون الالتفات إلى أي تصريحات جانبية، مؤكدًا أن الأهلي بمنظومته القوية وجماهيره الوفية قادر دائمًا على تجاوز أي أزمة.
“بقول لجماهير الأهلي: ماتقلقوش. الأهلي دايمًا بخير، والخطيب ومعاه المجلس شغالين بكل إخلاص. مفيش حاجة هتهز كيان النادي، لأن اللي اتبنى على مبادئ عمره ما يقع. إحنا ممكن نختلف لكن في النهاية كلنا ولاد الأهلي، والكيان فوق الكل.”
بهذا الموقف المتوازن، عبّر شادي محمد عن روح الانتماء والولاء الحقيقي للنادي الأهلي، مؤكدًا أن الحفاظ على تقاليد القلعة الحمراء واجب مقدس على كل من تشرف بارتداء قميصها أو تمثيلها في أي موقع، وأن الأهلي سيبقى دائمًا نموذجًا للانضباط والمبادئ في عالم كرة القدم المصرية والعربية.