الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر: الصوم نظام رباني علميٍ من أقوى وأبدع الأنظمة
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
عقد الجامع الأزهر، اليوم الاثنين، ثامن فعاليات الملتقى الفقهي الذي يعقد طوال شهر رمضان المبارك، وجاء بعنوان "فلسفة الصوم في الإسلام"، شارك فيه الشيخ ياسر صلاح عجوة، الباحث بالجامع الأزهر، والشيخ بلال سعد خضر، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، والدكتور الطويل محمد أحمد، عضو لجنة الفتوى بالجامع الأزهر.
قال الشيخ ياسر صلاح عجوة، إن رمضان هو «مدرسة الثلاثين يومًا» الذي وضع به الله عز وجل الإنسانية كلها في حالة نفسية واحدة، عبر نظام علميٍ من أقوى وأبدع الأنظمة الصحيحة ألا وهو «الصوم»، مستشهدًا بوصف الرافعي للصوم على أنه " فقر إجباري يُراد به إشعار النفس الإنسانية بطريقة عملية واضحة كل الوضوح: أنَّ الحياة الصحيحة وراء الحياة لا فيها، وأنها إنما تكون على أتمّها حين يتساوى الناس في الشعور لا حين يختلفون، وحين يتعاطون بإحساس الألم الواحد لا حين يتنازعون بإحساس الأهواء المتعددة. ولو حققت رأيت الناس لا يختلفون في الإنسانية بعقولهم، ولا بأنسابهم، ولا بمراتبهم، ولا بما ملكوا؛ وإنما يختلفون ببطونهم، وأحكام هذه البطون على العقل والعاطفة".
وأوضح الباحث بالجامع الأزهر أن الرافعي قد استرسل في شرح فلسفة الصوم قائلا: "إن الصوم يضع الإنسانية كلَّها في حالة نفسية واحدة، تتلبَّس بها النفس في مشارق الأرض ومغاربها، ويطلق في هذه الإنسانية كلها صوت الروح يُعَلِّم الرحمة، ويدعو إليها، فَيُشْبِع فيها بهذا الجوع فكرةً معينة؛ وهي تلك التي يكون عنها مساواة الغنيِّ للفقير من طبيعته، واطمئنان الفقير إلى الغني بطبيعته. ومن هذين؛ الاطمئنان والمساواة يكون هدوءُ الحياة"، مضيفا أنه متى تحققت رحمة الجائع الغني للجائع الفقير أصبح للكلمة الإنسانية الداخلية سلطانها النافذ، وحكم الوازع النفسي على المادة.
ومن جانبه، بين الشيخ بلال سعد خضر أن الله تعالى قد شرع العبادات لعلل ومقاصد سامية؛ من أهمها تهذيب النفوس، وتقويم السلوك المعوج، واستقرار المجتمعات، وفي ذلك وجدنا التشريعات والنصوص تشير إلى هذا، فنجده تعالى يقول عن الصلاة: "إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر" ويقول عن الزكاة "خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها"، وقال عن الصيام "كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون"، موضحًا أن كل العبادات لها حكم ومقاصد سامية، ومنها الصيام لما فيه من تهذيب مشروع وشعور بالجوع وخضوع لله تعالى.
وأضاف عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن الحكمة المنصوص عليها في القرآن، في قوله "لعلكم تتقون" وتبين أن هدف القرآن الأساسي هو التقوى، وهي الاحتراز عن الوقوع في الخطأ، والتقوى لها آثار وثمار من أهمها أنها تنزل عليك البركات في كل أمور حياتك، وبذلك يظهر لنا فلسفة الصيام وأنه ما هو إلا تدريب عملي على ان يتجاوز الانسان شهوات نفسه ويتدرب على مقاومتها.
وأوضح الدكتور الطويل محمد أحمد أن الصوم مدرسة يتعلم فيها المسلم التكافل المجتمعي، والإحساس بالفقير ومراقبة الله عز وجل، مضيفا أنه في ترائي الهلال ووجوب الصوم لرؤيته معنى دقيق آخر، وهو مع إثبات رؤية الهلال وإعلانها، إثبات الإرادة وإعلانها، كأنما انبعث أول الشعاع السماوي في التنبيه الإنساني العام لفروض الرحمة، والإنسانية والبر.، وأن في ذلك حكمة قوية وهي تربية الإرادة، وتقويتها بهذا الأسلوب العلمي، الذي يدرب الصائم على أن يمتنع باختياره من شهواته متحليا بالعزيمة والصبر والأخلاق.
ويواصل الجامع الأزهر خطته العلمية والدعوية لشهر رمضان بتوجيهات ورعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وتتضمن: (١٣٠ مقرأة- ٥٢ ملتقى بعد الظهر- ٢٦ ملتقى بعد العصر- صلاة التراويح بالجامع الأزهر ومسجد مدينة البعوث الإسلامية ٢٠ ركعة يوميا بالقراءات العشر- ٣٠ درسًا مع التراويح- صلاة التهجد بالجامع الأزهر ومسجد مدينة البعوث في العشر الأواخر- تنظيم ٧ احتفالات متعلقة بمناسبات الشهر الكريم- ٥٠٠٠ وجبة إفطار يوميًّا للطلاب الوافدين، لتصل الوجبات لـ ١٥٠ ألف وجبة طوال الشهر الكريم.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الملتقي الفقهي بالجامع الأزهر شهر رمضان الجامع الأزهر الصوم بالجامع الأزهر
إقرأ أيضاً:
البحر الأحمر يغيّر قواعد اللعبة: كيف أجبر الحوثيون أقوى بحرية في العالم على التعادل؟.. وول ستريت جورنال تجيب
ترجمة وتحرير “يمن مونيتور”
مساء السادس من مايو/أيار، كانت طائرة مقاتلة من طراز F/A-18 سوبر هورنت تستعد للهبوط على متن حاملة الطائرات الأمريكية يو إس إس هاري إس ترومان في البحر الأحمر. حدث عطل في الآلية المخصصة لإبطاء سرعة الطائرة النفاثة، مما أدى إلى انزلاق الطائرة البالغ قيمتها 67 مليون دولار من مدرج الحاملة وسقوطها في الماء.
تُعد هذه الحادثة هي ثالث طائرة مقاتلة تفقدها حاملة ترومان في أقل من خمسة أشهر، وقد جاءت بعد ساعات قليلة من إعلان مفاجئ للرئيس ترامب لمسؤولي البنتاغون، يفيد بأن الولايات المتحدة قد توصلت إلى هدنة مع الحوثيين في اليمن. كانت حاملة ترومان قد وصلت إلى البحر الأحمر في ديسمبر/كانون الأول 2024 لمواجهة المسلحين المدعومين من إيران، منضمة إلى حملة تميزت بتبادل إطلاق نار عنيف ومواقف حرجة أرهقت البحرية الأمريكية.
يعكف المسؤولون حاليًا على تحليل دقيق لكيفية تمكن خصم متواضع من اختبار الأسطول السطحي الأقوى في العالم. أثبت الحوثيون أنهم خصم صعب بشكل مفاجئ، حيث خاضوا مع البحرية أشرس معاركها منذ الحرب العالمية الثانية، على الرغم من قتالهم من مواقع بدائية وكهوف في أحد أفقر بلدان العالم.
استفاد الحوثيون من انتشار تقنيات الصواريخ والطائرات المسيرة الرخيصة القادمة من إيران. أطلقوا صواريخ باليستية مضادة للسفن، في أول استخدام قتالي على الإطلاق لسلاح يعود إلى حقبة الحرب الباردة، كما ابتكروا طرقًا جديدة لنشر أسلحتهم. لقد أحدثت أحدث التقنيات تحولًا في الحرب البحرية، تمامًا كما أعادت صياغة قواعد الحروب البرية في أوكرانيا، مما أجبر الجيوش على التكيف في الوقت الفعلي. وتعمل الولايات المتحدة على تطوير أساليب جديدة لاعتراض أحدث الطائرات المسيرة والصواريخ، لكنها لا تزال تعتمد بشكل كبير على أنظمة دفاع مكلفة.
شاركت حوالي 30 سفينة في العمليات القتالية بالبحر الأحمر من أواخر عام 2023 وحتى هذا العام، وهو ما يمثل حوالي 10% من إجمالي الأسطول البحري العامل. خلال تلك الفترة، أمطرت الولايات المتحدة ما لا يقل عن 1.5 مليار دولار من الذخائر على الحوثيين، وفقًا لمسؤول أمريكي.
تمكنت البحرية من تدمير جزء كبير من ترسانة الحوثيين، لكنها لم تحقق بعد الهدف الاستراتيجي المتمثل في استعادة حركة الملاحة عبر البحر الأحمر، ويواصل الحوثيون إطلاق الصواريخ بانتظام على إسرائيل.
يشعر القادة العسكريون وأعضاء الكونغرس، الذين بدأوا في دراسة الحملة لاستخلاص الدروس، بالقلق إزاء إجهاد هذه الانتشارات والعمليات الشاقة على الجاهزية الكلية للقوات. كما يحقق البنتاغون في الطائرات المفقودة وحادث اصطدام بحري منفصل – وهي حوادث جميعها تورطت فيها مجموعة ترومان الضاربة – ومن المتوقع صدور النتائج في الأشهر المقبلة.
رفضت القيادة المركزية (سنتكوم)، التي تشرف على العمليات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، التعليق على التحقيقات الجارية أو على أداء الحملة وتأثيرها.
ستبقى آثار هذا الانتشار لسنوات قادمة. فقد استنزف الموارد المخصصة للجهود في آسيا لردع الصين، وأجل جداول الصيانة لحاملات الطائرات. وقد يؤدي ذلك إلى فجوات حرجة في النصف الثاني من هذا العقد، عندما لن يكون أمام هذه السفن الحربية الضخمة خيار سوى الرسو للصيانة.
على الرغم من الإرهاق والاستنزاف، قال مسؤولو البحرية إن القتال مع الحوثيين قدم خبرة قتالية لا تقدر بثمن، وينظر إلى صراع البحر الأحمر داخل البنتاغون على أنه إحماء لصراع محتمل “رفيع المستوى” مع الصين.
صدمة البداية وتغيير التكتيكات (أُخذ على حين غرة)اكتسب الحوثيون قوة كبيرة منذ أن سيطرت الجماعة، التي تخوض حربًا أهلية طويلة الأمد في اليمن، على جزء كبير من البلاد قبل عقد من الزمان. وقد نجحوا لاحقًا في صد حملة قادتها قوى خليجية مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لدحرهم.
مع بداية الحرب على غزة، بدأ الحوثيون، الذين يرددون “الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل” ويقدمون أنفسهم كمدافعين عن الفلسطينيين، بمهاجمة المدن الإسرائيلية وكذلك السفن العابرة للبحر الأحمر.
كانت المدمرة الأمريكية يو إس إس كارني في البحر الأحمر عندما أطلق الحوثيون أول وابل من الطائرات المسيرة والصواريخ في 19 أكتوبر 2023، مما باغت البحارة على متنها. وبحلول نهاية الاشتباك الذي استمر 10 ساعات، تحمل الطاقم أشد قتال شهدته سفينة حربية أمريكية منذ ما يقرب من قرن، حيث أسقطوا أكثر من عشرة طائرات مسيرة وأربعة صواريخ كروز سريعة.
مع تعهد الحوثيين بتكثيف الهجمات، سارع المسؤولون العسكريون الأمريكيون لحل مشكلة لوجستية: كانت المدمرات مثل “كارني” تخرج من القتال لمدة تصل إلى أسبوعين أثناء سفرها من وإلى البحر الأبيض المتوسط لإعادة التسلح، وكانت الدول المجاورة حذرة من أن تصبح هي نفسها أهدافًا للحوثيين. تمكن البنتاغون في النهاية من تأمين الوصول إلى ما وصفه مسؤول بأنه ميناء “يغير قواعد اللعبة” في البحر الأحمر، سمح للسفن الحربية بإعادة التحميل دون مغادرة مسرح العمليات.
في ديسمبر/كانون الأول من ذلك العام، شكل بايدن ائتلافًا متعدد الجنسيات لحماية أحد أكثر ممرات الشحن ازدحامًا في العالم، ثم أطلق حملة ضربات جوية بقيادة الولايات المتحدة. طوال جزء كبير من الحملة، أبقى البنتاغون مجموعتين من حاملات الطائرات في المنطقة، تتكون كل منهما من خمس سفن على الأقل وحوالي 7000 بحار.
طوال عام 2024، شن الحوثيون عشرات الهجمات على الشحن التجاري، وردت الولايات المتحدة بضربات في اليمن لمنع هجمات وشيكة أو لتقويض ترسانة المسلحين. في فبراير، أصيبت ناقلة بضائع سائبة بريطانية ثم غرقت لاحقًا بحمولتها من الأسمدة. وقُتل ثلاثة أشخاص على متن سفينة ترفع علم بربادوس بعد أن أصيبت في مارس. وتم التخلي عن سفينتين أخريين في يونيو بعد أن أصابتهما صواريخ الحوثيين.
أثرت وتيرة العمليات على البحارة، الذين كانوا باستمرار في مرمى نيران الحوثيين وكانوا بحاجة إلى البقاء في حالة تأهب على مدار الساعة. قامت حاملة الطائرات الأمريكية يو إس إس دوايت دي أيزنهاور بزيارة قصيرة مرة واحدة فقط خلال سبعة أشهر من القتال.
في يوم حافل بشكل خاص في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، نجحت سفن البحرية في إحباط ما لا يقل عن ثماني طائرات هجومية أحادية الاتجاه، وخمسة صواريخ باليستية مضادة للسفن، وأربعة صواريخ كروز مضادة للسفن أطلقها الحوثيون، دون وقوع أي إصابات أو أضرار.
في ندوة بحرية حديثة، تحدث نائب الأدميرال براد كوبر، نائب قائد القيادة العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، عن ليلة واحدة في أواخر العام الماضي على متن السفينة يو إس إس ستوكدال. بينما كانت المدمرة تبحر عبر نقطة اختناق في جنوب البحر الأحمر، أطفأ الطاقم الأضواء، ورسم مسارًا متعرجًا واستعد للهجوم.
بعد منتصف الليل بقليل، أطلق الحوثيون أربعة صواريخ باليستية. تسارعت المدمرة التي يبلغ طولها 509 أقدام وأطلقت صواريخ أرض-جو دفاعًا عن نفسها. كان أحد صواريخ الحوثيين، الذي كان يسير بسرعة تقارب 4000 ميل في الساعة، قريبًا جدًا عند اعتراضه لدرجة أنه كان لا بد من إسقاط الحطام المتساقط أيضًا.
بعد عشر دقائق، أطلق الحوثيون صاروخ كروز مضادًا للسفن، تم تدميره بواسطة طائرات مقاتلة من حاملة طائرات قريبة. أسقطت الطائرات النفاثة صاروخ كروز آخر وعدة طائرات مسيرة محملة بالمتفجرات، بينما قصفت الحاملة أهدافًا حوثية داخل اليمن.
حوالي الساعة الثانية صباحًا، تم رصد طائرة مسيرة حوثية أخرى تحلق على ارتفاع منخفض وببطء مباشرًا نحو ستوكدال. كان الخيار الوحيد هو فتح النار بمدفع مدفعية آلي مثبت على السطح. عندما سقطت الطائرة المسيرة في البحر، انفجر الطاقم بالهتافات والتصفيق.
كانت ساحة المعركة لصالح الحوثيين. في مياه البحر الأحمر الضيقة، التي بالكاد يبلغ عرضها 200 ميل عند أوسع نقطة، تتمتع السفن الكبيرة بقدرة محدودة على المناورة وتقضي فترات طويلة مرئية من الساحل، حيث يمكن لمراقبي الحوثيين المساعدة في استهداف السفن.
عادة ما يلتقط أطقم الدفاع الجوي إطلاق الطائرات المسيرة والصواريخ قبل دقيقة أو دقيقتين فقط من الاصطدام، وكان عليهم اتخاذ قرار بشأن كيفية الرد في غضون 15 ثانية تقريبًا. وقد اعترضوا مئات الهجمات من قبل الحوثيين.
قال براين كلارك، الخبير الاستراتيجي السابق في البحرية وزميل أول في معهد هدسون، عن نشر حاملة طائرات في المنطقة: “أنت تجعلها بطة سهلة هناك وفي مرمى أسلحة الحوثيين”.
اعتادت البحرية على العمل في بيئة مماثلة في الخليج العربي، حيث يتواجد الإيرانيون على مقربة. لكن الميليشيات مثل الحوثيين أصعب في الردع من حكومة نظامية – وقد أصبحت هذه الجماعات أكثر خطورة مع انتشار الصواريخ الباليستية المضادة للسفن والطائرات الهجومية المسيرة.
قال كلارك: “كنا في السابق قادرين على العمل بالقرب من الشاطئ بهذا الشكل، لأن التوقع كان أن الخصوم لن يهاجموا حاملة طائرات خشية من التداعيات”.
غالبًا ما كانت أنظمة الرادار لدى البحارة مضبوطة على حساسية عالية لمنحهم وقتًا لاعتراض الطائرات المسيرة والصواريخ. كانت مراجعة وتحسين إعدادات الرادار لتجنب التقاط إشارات إيجابية خاطئة مع الاستمرار في اكتشاف التهديدات في نطاق مفيد إحدى أصعب المهام ومصدرًا رئيسيًا للضغط على مشغلي السفن، وفقًا لضابط أمضى ستة أشهر في البحر الأحمر.
محنة الحاملة ترومانالطائرات المقاتلة الثلاث المفقودة من يو إس إس ترومان تخضع الآن للتحقيق من قبل البنتاغون. قال مسؤول في البحرية: “إنه أمر غير مسبوق”. “ربما هي مجرد صدفة محضة أو حظ سيء – أو هناك بعض المشكلات الأساسية.”
فُقد اثنان من أفراد قوات العمليات الخاصة البحرية والجوية والبرية (Navy SEALs) في البحر في أوائل العام الماضي أثناء صعودهما على متن قارب ليلاً قال مسؤولون إنه كان يحمل مكونات صواريخ باليستية وصواريخ كروز من إيران إلى اليمن. سقط أحد أفراد SEALs في الماء أثناء محاولته الصعود إلى القارب وقفز الآخر بعده. بحثت البحرية عنهما لمدة 10 أيام قبل إعلان وفاتهما. وقعت الوفيات قبالة سواحل الصومال في بحر العرب، على بعد مئات الأميال من سواحل اليمن.
وقال النائب كين كالفيرت (جمهوري، كاليفورنيا)، الذي يرأس اللجنة الفرعية المعنية بالمخصصات الدفاعية في مجلس النواب، في جلسة استماع عقدت في 14 مايو/أيار: “على مدار العام الماضي، عملت البحرية في ظل ظروف قتالية مكثفة ومستمرة في البحر الأحمر – وهي أكثر مناطق الصراع البحري نشاطًا في جيل. لكن هذه الوتيرة التشغيلية المستمرة تأتي بتكلفة. حيث يتم دفع السفن والأطقم بقوة، ويتم تمديد فترات الانتشار، وتتعرض الجاهزية لمواجهة أي طارئ عالمي آخر للضغط.”
بينما لم يتمكن الحوثيون قط من إصابة سفينة أمريكية بنجاح، إلا أنهم تحسنوا في تتبع الأهداف المتحركة.
في البداية، غالبًا ما كان الحوثيون يطلقون صاروخًا أو طائرتين مسيرتين في كل مرة على ارتفاع عالٍ نسبيًا، وهو ما كانت البحرية قادرة على اعتراضه، وفقًا لمسؤولي البحرية. في وقت لاحق، شن المسلحون هجمات ليلًا وأرسلوا مقذوفات تحوم فوق الأمواج مباشرة، مما جعل تتبعها أكثر صعوبة. كما قاموا بخلط ضربات الصواريخ والطائرات المسيرة بأنماط متغيرة.
تمكن الحوثيون أيضًا من إسقاط أكثر من اثنتي عشرة طائرة أمريكية من طراز ريبر، تبلغ قيمة الواحدة منها حوالي 30 مليون دولار.
عندما بدأ الحوثيون بمهاجمة السفن في البحر الأحمر في عام 2023، أراد كبار المسؤولين في سنتكوم التصرف بقوة لتقويض قدراتهم، وفقًا لمسؤول أمريكي، لكن إدارة بايدن كانت حذرة من التصعيد. وبحلول الوقت الذي تمت فيه الموافقة على الضربات، كان الحوثيون قد غيروا تكتيكاتهم أو نقلوا أصولهم، وغالبًا ما وجد المسؤولون الأمريكيون أن تخطيطهم ومعلوماتهم الاستخباراتية قديمة، حسبما قال المسؤول.
بعد أن تولى ترامب منصبه، منح الجنرال إريك كوريلا، قائد سنتكوم، صلاحية الموافقة على الضربات، مما مكن الولايات المتحدة من التصرف بسرعة أكبر بناءً على معلومات الاستهداف لقاذفات الصواريخ والطائرات المسيرة. ورفضت سنتكوم التعليق على القرارات الرئاسية.
ضخت الولايات المتحدة موارد في هذا الجهد في منتصف مارس/آذار، حيث أطلقت عملية أطلق عليها اسم “الراكب الخشن” (Rough Rider)، شملت حاملة طائرات أمريكية ثانية، ونصف دزينة من قاذفات B-2، وسربًا من مقاتلات F-35 المتقدمة، ومجموعة من المدمرات المسلحة بصواريخ موجهة.
بعد 53 يومًا من القصف، تعرض الحوثيون لضربات قوية لكنهم لم يهُزموا. قتلت الضربات الجوية الأمريكية المئات من المقاتلين، بمن فيهم العديد من كبار المسؤولين، ودمرت ميناء وقود حاسم ومخزونات كبيرة من الأسلحة وعتاد الحرب. فيما فشل الحوثيون في إصابة أي سفن أمريكية.
تم الإبلاغ عن مئات الضحايا المدنيين اليمنيين بعد أن كثفت الولايات المتحدة الضربات، وفقًا لمشروع بيانات اليمن، وهو مجموعة مراقبة مستقلة. وقالت سنتكوم إنها تجري تحقيقًا في مزاعم سقوط ضحايا مدنيين في اليمن.
قبل أسبوع من إعلان الهدنة، أعرب ضابط مطلع على عمليات الحوثيين عن دهشته من تصميم المسلحين وقدرتهم على التكيف. وقال: “صواريخهم تزداد تطورًا، وهو أمر جنوني”. “حتى الآن، تحقق البحرية الأمريكية نسبة نجاح 100% [في الاعتراضات]، وأتوقع أن يستمر ذلك، ولكن إلى متى؟”
في النهاية، وافق ترامب على وقف إطلاق النار بأبسط الشروط: سيتوقف الحوثيون عن إطلاق النار على السفن الأمريكية، وستوقف الولايات المتحدة قصفها. وبينما كانت حاملة ترومان تعبر قناة السويس وتتجه خارج البحر الأبيض المتوسط، استمر الحوثيون في إطلاق الصواريخ الباليستية على إسرائيل.
المصدر: وول ستريت جورنال
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محليةقيق يا مسؤولي تعز تمخض الجمل فولد فأرة تبا لكم...
المتحاربة عفوًا...
من جهته، يُحمِّل الصحفي بلال المريري أطراف الحرب مسؤولية است...
It is so. It cannot be otherwise....
It is so. It cannot be otherwise....