متغيرات عديدة تضع نتنياهو بين فكي كماشة.. الحرب وصفقة التبادل
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
مع دخول العدوان على غرة، شهره السادس بدا واضحا أن الخناق يضيق على الاحتلال جيشا وحكومة أكثر من أي وقت مضى.
وشهدت الساحة الدولية والمحلية تحركات بدا معها قرب نزول نتنياهو من على شجرة وعوده، تحت نيران المقاومة التي ما تزال تقاتل في شتى مناطق القطاع.
وكانت المعركة التي شهدها مجمع الشفاء الطبي ليل الاثنين، ضربة أخرى لرواية الاحتلال التي تتحدث عن تدمير كتائب القسام في تلك المناطق.
ولم يختلف كثيرا المشهد السياسي للاحتلال عن الواقع الميداني في غزة، سوى انتقال التوتر من شوارع وأنفاق القطاع إلى غرف الدبلوماسية وقاعات الاجتماعات.
حتى صار واضحا أن الاحتلال جيشا وحكومة، بات بين فكي كماشة، إما القبول بصفقة تبادل الأسرى وإيقاف العدوان، وتلاشي وعود نتنياهو السابقة، وإما المضي قدما بخيار الحرب وهذا يعني استمرار الدوران بحلقة مفرغة، وتعقد العلاقة مع واشنطن فضلا عن الضغط في الضفة والداخل المحتل والجبهة مع لبنان.
وطرأت على ميدان غزة والساحة الدولية متغيرات عدة خلال الفترة الماضية تكشف بلا مواربة موقف نتنياهو المأزوم.
مساعدات مؤمنة
ووصلت منذ الأحد وحتى الليلة الماضية إلى شمال قطاع غزة، العشرات من شاحنات من المساعدات الإنسانية، حيث جرى تفريغها في أحد مراكز وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) شرقي جباليا، لتوزيعها على أكبر عدد من المحتاجين.
وبعد أن ارتكب الاحتلال عدة مجازر ضد المدنيين الذين ينتظرون المساعدات، وصلت هذه المرة وبطريقة آمنة.
وعممت قوات الأمن في غزة تعليمات للفلسطينيين لضمان وصول المساعدات بشكل آمن وحفاظا على سلامة السكان، حيث منعت التوجه إلى دوار الكويت وسط مدينة غزة لتسلم المساعدات أو التجمهر في شارع صلاح الدين أثناء قدومها.
كما حذر التعميم من مخالفة التعليمات تحت طائلة المحاسبة، ودعا المواطنين في غزة إلى التحلي بالمسؤولية وعدم المشاركة في إشاعة الفوضى وتجويع أبناء الشعب الفلسطيني.
وعن ذلك قال مدير المرصد الأورومتوسطي رامي عبده، إن ورقة واحدة عممتها الأجهزة الأمنية في غزة اليوم قوبلت بالتزام كامل من السكان، لتنجح تلك الأجهزة وللمرة الأولى بتأمين إدخال بعض الاحتياجات الإنسانية لتصل إلى أقصى نقطة في الشمال.
الأونروا دحضت رواية الاحتلال
لم يستطع الاحتلال تقديم دليل واحد مقنع، يثبت بها مزاعمه ضد وكالة الأونروا والتي دفعت حينها عدة دول لوقف تمويل الوكالة الخاصة باللاجئين الفلسطينيين .
ودفع تفكك رواية الاحتلال أستراليا وكندا والسويد للعودة عن قراراتهم بشأن الوكالة، واستئناف تمويلها.
وعلى الصعيد الأمريكي، كان النبرة أوضح فقد أكد السيناتور الديمقراطي كريس فان هولين أن المزاعم حول تعاون وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) مع حماس كانت "كذبة صارخة".
وأضاف، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وآخرين يكذبون لتعزيز أجندتهم الخاصة.
وتابع السيناتور "شيطنة (الأونروا) فيما يتعلق بهجوم (حماس) على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي كان محاولة من قبل نتنياهو للتخلص من الوكالة".
تأجيل عملية رفح
أعلنت حكومة الاحتلال الجمعة، المصادقة على خطة اجتياح مدينة رفح الفلسطينية المتاخمة للحدود المصرية، بالتزامن مع سعي عربي ودولي لإتمام هدنة ثانية بقطاع غزة.
في المقابل شككت وسائل إعلام عبرية في صحة إعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الجمعة، بشأن الموافقة على خطة عملياتية لاجتياح بري لمدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وذكرت تقارير القناة "12" العبرية، "أن العملية البرية في رفح ليست وشيكة رغم تصريحات نتنياهو".
ونقلت عن مصادر مطلعة قولها، "إن حديث نتنياهو عن عملية وشيكة في رفح يبدو أكثر كأداة ضغط على حركة حماس للموافقة على صفقة الرهائن المتعثرة".
الجيش مستنزف
تلقى جيش الاحتلال خسائر فادحة خلال المعارك المستمرة في القطاع منذ أواخر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، حيث قتل 593 ضابطاً وجنديا، بينهم 249 منذ بدء الهجوم البري، فيما أصيب 3082 ضابطا وجنديا.
وعانى جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، خلال المعارك في خانيونس حيث تعرض لانتكاسات عدة كان آخرها في مدينة حمد، التي وصفها ضباطه بأنها الأصعب منذ بدء الهجوم البري.
والجمعة نقلت شبكة "إيه بي سي" الأمريكية، عن مسؤول "إسرائيلي" رفيع قوله، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي لديه نقص في قذائف المدفعية وقذائف الدبابات، وحذر من أن إسرائيل قد تخسر الحرب على غزة إذا لم تتوفر الذخيرة والشرعية، قائلا إن كليهما بدأ ينفد.
وأضاف المسؤول، أن الجيش في حاجة إلى بعض معدات التوجيه الحساسة.
بدوره ذكر الكاتب "الإسرائيلي" عاموس هرئيل في مقال بصحيفة "هآرتس"، أن إحدى أهداف نتنياهو من التهديد باجتياح رفح، كسف الوقت لانشغال لا نهائي يبعد نهاية الحرب ويؤخر النقاش العام والسياسي حول التحقيق في الإخفاقات التي سمحت بهجوم 7 أكتوبر".
وأضاف، " أنه لا توجد حتى الآن قدرة لدى الجيش الإسرائيلي لشن عملية عسكرية في رفح".
الموقف الأمريكي
عملية رفح
وفي أعقاب الضغط الذي يتعرض له بايدن بسبب دعمه المطلق للاحتلال، شهد الموقف الأمريكي تحولات خصوصا من العملية في رفح.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان الاثنين، إن عملية برية كبيرة في رفح ستكون خطأ وستعمق الفوضى في غزة.
وأضاف، أن بايدن أكد لنتنياهو سبب قلقه الشديد من أي عملية عسكرية كبيرة في غزة، خصوصا أن السكان ليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه.
وتابع، أن عدد المدنيين الأبرياء الذين لقوا حتفهم في هذا الصراع أكثر من كل حروب غزة مجتمعة.
تعهدات خطية
ذكر موقع "واللا" العبري، أن وزير حرب الاحتلال يوآف غالانت وقع على رسالة موجهة إلى الإدارة الأمريكية، تتعهد فيها حكومة الاحتلال باستخدام السلاح الأمريكي بموجب القانون الدولي وستسمح بمساعدات إنسانية لغزة تكون مدعومة من الولايات المتحدة.
وجاء التعهد، ردا على مذكرة أمن قومي وقعها بايدن مطلع الشهر الماضي، بسبب الضغوط الكبيرة التي يتعرض لها بايدن من الديمقراطيين.
وقال الصحفي "الإسرائيلي" باراك رافيد إن مجلس الحرب صادق الأحد الماضي، على أن يوقع غالانت على رسالة التعهدات، لكن غالانت ماطل ووقع عليه أمس فقط، ثم تم تسليمها إلى السفير الأمريكي، جاك لو.
ضغط في واشنطن
تقول صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في تقرير لها حمل عنوان "الديمقراطيون يبيعون إسرائيل، "إن الإسرائيليين يلاحظون أن الرئيس نادرا ما يتحدث عن هزيمة حماس بعد الآن وهو يهاجم إسرائيل بدلا عن ذلك وتحت غطاء تقريع رئيس وزرائها".
وأضافت، "هذه الرقصة هي طريقة السيد بايدن لتلبية احتياجات اليسار المناهض لإسرائيل دون تنفير الجزء الأكبر من الناخبين الأمريكيين الذين قد يجدون أنه من غير المعقول الانقلاب على الشعب الإسرائيلي في زمن الحرب".
وبدا أن الغضب في الولايات المتحدة آخذ في التصاعد، فقد انتقد السيناتور الديمقراطي بيرني ساندرز مرارا دعم الولايات المتحدة العسكري للعدوان على غزة.
وأضاف في تصريحات لصحيفة "نيويورك تايمز"، أن هناك قلقا متزايدا بين الشعب الأمريكي وفي الكونغرس من أن ما تفعله إسرائيل الآن ليس حرباً ضد حماس، بل حرباً ضد الشعب الفلسطيني".
https://www.nytimes.com/2024/01/16/us/politics/senate-israel-aid.html
وتابع، "أن حقيقة أن الأطفال يتضورون جوعا حتى الموت بفضل المساعدات العسكرية الأمريكية أمر مشين".
ولم يقتصر النقد على ساندرز فقد تبعه زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور تشاك شومر، الذي انتقد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، وبين أنه "ضلّ طريقه، وعلى إسرائيل إجراء انتخابات جديدة".
وذكر تشومر خلال كلمة ألقاها بقاعة مجلس الشيوخ الجمعة، "أعتقد أنه لتحقيق هذا السلام الدائم، الذي نتوق إليه بشدة، يجب على إسرائيل إجراء بعض التصحيحات المهمة في المسار"، مبينا "أن رفض إسرائيل حل الدولتين خطأ فادح".
وشدد شومر، وهو أعلى مسؤول يهودي منتخب في الولايات المتحدة، على ضرورة إجراء دولة الاحتلال "تصحيحات كبيرة في المسار لتحقيق السلام مع الفلسطينيين".
وأضاف "بعد 5 أشهر من المعاناة على جانبي هذا الصراع، يجب أن يتحول تفكيرنا بشكل عاجل إلى كيفية تحقيق السلام الدائم واستدامة وضمان الرخاء والأمن للشعبين اليهودي والفلسطيني في الشرق الأوسط".
إمداد الأسلحة
تحدث المسؤول "الإسرائيلي" لشبكة "إيه بي سي"، عن تأخير الولايات المتحدة في بعض المساعدات العسكرية لإسرائيل، مشيرا إلى أن أي تأخير في تسليم المساعدات الأميركية يثير القلق، لا سيما أن الدول الأوروبية باتت مترددة في بيع الأسلحة لدولة الاحتلال.
وأوضح المسؤول، أنهم ليسوا متأكدين من سبب تأخير المساعدات، لكنهم يدركون مدى إحباط الولايات المتحدة من الحرب.
صفقة التبادل
وصل أمس الاثنين وفد التفاوض "الإسرائيلي"، إلى العاصمة القطرية الدوحة، لتقديم الرد على مقترح حركة حماس بشأن صفقة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ونقلت القناة "12" العبرية عن مصادر قولها، "إن الوفد سيغادر بعد أن حصل من المجلس الوزاري المصغر على تفويض بإجراء مفاوضات عامة".
كما نقلت عن مسؤول "إسرائيلي" قوله، "ستكون عملية طويلة ومعقدة، المفاوضات تتجه لتكون مع زعيم حماس في غزة يحيى السنوار".
وقال إن "التفويض الممنوح للوفد الإسرائيلي يتيح فتح مفاوضات حقيقية وفريق التفاوض عازم على التوصل إلى اتفاق".
من جانبها نقلت هيئة البث العبرية عن مصادر قولها، "إن فريق التفاوض حصل على تفويض واضح من الكابينت".
وبينت، "لم يحصل الفريق على كل ما طلبه، لكنه حصل على ما يكفي لتحريك المفاوضات التي ستُجرى بين إسرائيل والسنوار، وليس مع الوسطاء، ولذلك، فإن أي تغيير سيستغرق وقتا".
الكرة في ملعب الاحتلال
على غير عادته بتبني رواية الاحتلال، قال البيت الأبيض إن مقترح حركة حماس يقع بالتأكيد ضمن إطار الصفقة التي تم العمل عليها خلال الأشهر الماضية.
وعبّر البيت الأبيض عن تفاؤل حذر بأن محادثات وقف إطلاق النار في غزة تتحرك في الاتجاه الصحيح.
وقال مسؤول أمريكي لصحيفة "نيويورك تايمز"، إن رد حماس كان ضمن الإطار المتفق عليه في اجتماع باريس الأخير.
وذكر وزير الخارجية أنتوني بلينكن الجمعة، "أن بلاده تعمل بشكل مكثف مع مصر وقطر وإسرائيل لسد الفجوات المتبقية بشأن اتفاق تبادل الأسرى.
وأضاف بلينكن أن هناك محادثات تجري الآن بشأن الصفقة، وأن "إسرائيل" ترسل فريق تفاوض لمتابعة هذا الأمر، مما يعكس إمكانية وضرورة التوصل إلى اتفاق، بحسب تعبيره.
مقترح حماس
وشمل مقترح حماس ثلاثة مراحل يستمر تنفيذ كل منها 6 أسابيع، يتخللها تبادل لأسرى وعودة النازحين إلى شمال قطاع غزة، وإعلان وقف دائم لإطلاق النار.
وبحسب القناة العبرية، فإن هدف الاحتلال هو التوصل إلى 42 يوما هدنة مقابل عودة 40 أسيرا من غزة.
ويأتي المقترح الجديد الذي قدمته الحركة، عقب فشل جهود التوصل إلى تهدئة خلال الأسبوعين الماضيين، بسبب تعنت الاحتلال، واعتباره أن مقترح حماس المقدم سابقا، غير قابل للتطبيق.
ويظهر الفرق بين المقترح الجديد والقديم في مدة كل مرحلة من المراحل الثلاث، وعدد الأسرى الممكن الإفراج عنهم خلال المرحلة الأولى، وموعد استحقاق شرط الوقف الدائم لإطلاق النار إضافة إلى تفاصيل أخرى.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الاحتلال المقاومة غزة رفح الولايات المتحدة صفقة التبادل الولايات المتحدة غزة الاحتلال المقاومة رفح المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة التوصل إلى قطاع غزة فی رفح فی غزة
إقرأ أيضاً:
هدنة بشروط إسرائيلية.. ألعاب خداعية يمارسها تحالف ترامب - نتنياهو ضد حماس
لم يترك ترامب العرب يحلمون كثيرًا بوجود خلافات بينه وبين حليفه رئيس الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، وأعلن مع وسيطه ستيف ويتكوف عن خطة خداع بديلة عما اتفقت عليه الإدارة الأمريكية مع حماس تتضمن إجبار المقاومة الفلسطينية على رفض ورقة هدنة مقترحة بين حماس وإسرائيل لتكون بديلًا عما تم الاتفاق عليه بين حماس والإدارة الأمريكية في الدوحة.
وبينما وصفت الورقة الجديدة بأنها انقلاب على الاتفاق مع حماس ذهب كثيرون إلى أنها لعبة خداع أمريكية نجحت من خلالها في استرداد أسيرها عيدان اسكندر دون أي مقابل لحماس، وجاءت الورقة الأخيرة بغية الحصول على عشرة أسرى إسرائيليين دون تقديم أي شيء لحماس أيضًا.
وتقول لعبة الخداع على أبناء حماس، إن التفاوض المباشر الأمريكي معها هو اعتراف مباشر بشرعيتها في غزة مما يجعل الحركة تعتبره إنجازًا كبيرًا، حيث أخرجتها القوة العظمى من دائرة التصنيف الإرهابي إلى مفاوض يجلس رأسًا برأس مع ممثلي القوى العظمى الأولى في العالم، ولكن تم استدراج حركة المقاومة منفردة دون غطاء عربي أو إسلامي أو حتى من السلطة الفلسطينية لتقف وحيدة أمام أخطر وأشرس تحالف استعماري في العالم ليمارس عليها أقذر الألعاب الخداعية التي تستهدف بالأساس تهجير الشعب الفلسطيني وإلغاء القضية الفلسطينية من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ومن التاريخ أيضًا.
خداع ترامب ـ نتنياهوولمعرفة خطورة مقترح ويتكوف الجديد، وتأثيره على الشعب الفلسطيني ومستقبله، يجب المقارنة بين الخطتين الأولى التي وافقت عليها حماس مع ويتكوف في الدوحة، وكان المطلوب موافقة إسرائيل عليها، والورقة الثانية التي عدلها ويتكوف، ووافقت عليها إسرائيل، وكانت بمثابة انقلاب تام على الورقة الأولى.
وهناك عدة فروق بين الورقتين، يمكن إجمالها في الآتي:
أولًا: الانسحاب من غزة- ورقة حماس ـ ويتكوف تنص على انسحاب الجيش الإسرائيلي قبل تسليم جميع الأسرى، من كل المناطق التي عاد واحتلها بعد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في يناير الماضي.
- ورقة ويتكوف ـ نتنياهو تنص على انسحاب الجيش الإسرائيلي بعد تسليم جميع الأسرى، من بعض المناطق التي عاد واحتلها بعد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في يناير الماضي.
ثانيًا: عدد الأسرى- ورقة حماس ـ ويتكوف تتضمن الإفراج عن 10 أسرى أحياء على دفعتين، الأولى 5 أسرى في اليوم الأول للاتفاق، مع ثماني جثث، والدفعة الثانية 5 أسرى في اليوم الأخير للاتفاق مع ثماني جثث أيضًا في نهاية مدة الهدنة المتفق عليها وهي 60 يومًا.
- الورقة الجديدة تقترح إتمام صفقة تبادل أسرى خلال أسبوع، تبدأ بالإفراج عن 5 أسرى إسرائيليين أحياء في اليوم الأول، و5 آخرين في اليوم السابع، بالإضافة إلى تسليم 18 جثة.
ثالثًا: المساعدات الإنسانية- ورقة حماس ـ ويتكوف تنص على دخول المساعدات الإنسانية دون قيود، وفقًا للبروتوكول الإنساني الموقع في 17 يناير الماضي.
- الورقة الجديدة تركت لإسرائيل عملية الإشراف والتدخل في المساعدات بما يضمن سيطرتها عليها واستخدامها وتوظيفها أمنيًا وسياسيًا.
رابعًا: تحليق طائرات الكيان على قطاع غزة- ورقة حماس ـ ويتكوف تنص على توقف كامل لتحليق طائرات الاحتلال الإسرائيلي فوق قطاع غزة طيلة فترة وقف إطلاق النار (60 يوما).
- الورقة الجديدة تنص على توقف تحليق طائرات الاحتلال الإسرائيلي فوق قطاع غزة لمدة 10 ساعات يوميا وخلال 12 ساعة في أيام تسليم الأسرى فقط.
خامسًا: إدارة القطاع- ورقة حماس ـ ويتكوف تنص على أن جهة فلسطينية مستقلة من التكنوقراط ستتولى مسؤولية إدارة قطاع غزة وتشمل مهامها الإشراف على عملية إعادة الإعمار.
- الورقة الجديدة تتكلم عن ترتيبات أمنية طويلة المدى في قطاع غزة، وهو ما يعني موافقة أمريكية على بقاء قوات الاحتلال في القطاع دون انسحابها.
سادسًا: الضمانات الأمريكية- ورقة حماس ـ ويتكوف تتضمن التزاما أمريكيا يعلنه الرئيس دونالد ترامب شخصيًا بضمان استمرار وقف إطلاق النار حتى التوصل لاتفاق دائم.
- الورقة الجديدة خلت تمامًا من أية ضمانات أمريكية بوقف إطلاق النار وهو ما يعني أن إدارة ترامب منحت إسرائيل الحق في الرجوع إلى الحرب مرة أخرى في أي وقت تحدده هي.
الواشنطن بوست: خطة إسرائيل للمساعدات فاشلة وخطيرةانتقدت صحيفة الواشنطن بوست المساعدات وفق المعايير الإسرائيلية، وقالت إن الخطة لا تخفف من الجوع والمعاناة، بل تعمّقها وتخدم أهدافًا سياسية وأمنية إسرائيلية، وقد تؤدي إلى تهجير جماعي لأبناء قطاع غزة، والحل الوحيد هو وقف الحرب فورًا.
وأبرزت الصحيفة تقريرها حول الخطة في الآتي:
- الخطة الإسرائيلية لتوزيع المساعدات لم تنجح، والمساعدات لا تصل فعليًا للمحتاجين.
- توزيع المساعدات يتم ضمن شروط أمنية إسرائيلية مشددة، مع عسكرة المساعدات وتدخل شركات أمنية أمريكية.
- ولفتت الصحيفة إلى استقالة جيك وود مدير مؤسسة غزة المسؤولة عن توزيع المساعدات، وكشفت أن المؤسسة تشكلت من أفراد أمن تابعين للولايات المتحدة وإسرائيل، وقالت إن مدير المؤسسة برر استقالته بأن عملها لا يتناسب مع مبادئ العمل الإنساني والحيادية والاستقلالية وعدم التحيز، إضافة إلى استقالة مدير العمليات اعتراضًا على تسييس العمل الإنساني وتخليه عن المبادئ.
- أربعة مراكز فقط مخصصة لتوزيع المساعدات على أكثر من مليوني نسمة، بينما كانت الأمم المتحدة توزع 500 شاحنة يوميًا قبل الحرب من خلال 450 مركزا للمساعدة.
- وبالفعل فشلت إسرائيل في مراكزها الأربعة ولم يعثر الصحفيون إلا على مركز واحد يعمل فعليًا.
- الخطة تهدف فعليًا لتهجير سكان الشمال نحو الجنوب، عبر حرمانهم من المساعدات.
- رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي يدعم فكرة نقل جميع السكان إلى الجنوب بحجة "سلامتهم".
- إجبار الناس على عبور نقاط تفتيش إسرائيلية وتقديم أوراقهم يعرّضهم للخطر، ويؤدي إلى عسكرة المساعدات.
- قد تؤدي الخطة إلى مزيد من الفوضى وقتل وجرح الجوعى الذين يتدافعون على مراكز التوزيع، وهو ما حدث بالفعل في يومها الأول عندما أطلق المرتزقة الذين تستخدمهم إسرائيل النار على الجائعين مما أدى إلى استشهاد فلسطيني وإصابة 48 آخرين.
هل انتهت المقاومة؟
ويتساءل المراقبون، ما هو الدافع الذي مكن ترامب ـ نتنياهو من التسلط والعودة عن الاتفاق مع حماس، وتقديم ورقة جديدة يجمع المراقبون في إسرائيل نفسها أن حماس لن تقبل بها لأنها أقرب ما تكون من خطة استسلام وليس توقيع سلام أو هدنة؟
ويأتي انهيار المقاومة على رأس الأسباب التي تجعل من نتنياهو وترامب يتصرفان في المطلق بفرض شروط واستسلام وليس ورقة هدنة.
وفي هذا الاتجاه تحدثت أوساط أمريكية عن انهيار شبه كامل لقوة حماس، وبالتالي عدم وجود أي مبرر لمنحها مزايا على الأرض، وربما أيضًا توصلت إسرائيل وأمريكا عبر الرقابة الجوية والأرضية المستمرة في القطاع إلى أماكن الأسرى وهي قامت بفرض تلك الشروط على المقاومة حتى ترفضها وتكون مبررا كافيا لتدمير ما تبقى في القطاع وتهجير أبناء الشعب الفلسطيني، وتحرير الأسرى، ولكن عمليات بثتها حركة المقاومة نهاية الأسبوع الماضي تكشف عن وجود قدرات حقيقية للمقاومة الفلسطينية ربما أكبر بكثير من الوهم الأمريكي الإسرائيلي، ومن أبرز هذه العمليات:
المقاومة تلاحق جنود العدوبثت كتائب القسام مشاهد مصوَّرة لكمين نفذ ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في منطقة القرارة شرق خانيونس، ضمن عملياتها التي أطلقت عليها "حجارة داوود".
وأوضحت الكتائب أنها استدرجت قوات الاحتلال إلى مدخل نفقٍ مُفخَّخ، ثم فجَّرته بعد دخول عددٍ من الجنود، لتباشر بعدها باستهداف قوة الاحتياط التي هرعت إلى موقع الانفجار.
وأظهرت اللقطات المصوَّرة التي نشرتها القسام عمليات المراقبة والرصد المكثفة التي سبقت الكمين، بما في ذلك تتبع تقدم قوات الاحتلال في المنطقة ومراقبة جنودها أثناء اقتحامهم منازل تمت تهيئتها كمصائد متفجرة قبل تفجيرها بهم.
كما أبرزت المشاهد دقة الرصد لتواجد الجنود ومسارات تحركهم وتمركز آلياتهم العسكرية من مسافات قريبة جداً، إضافة إلى ذلك، ظهر مقاتلان من القسام خلال تقدمهما لضرب آليات الاحتلال والاشتباك المباشر مع جنوده.
نشرت كتائب القسام الجمعة الماضية تسجيلاً مصوراً يوثق استهداف قوة من المستعربين التابعين لجيش الاحتلال أثناء قيامهم بعمليات تمشيط شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وأظهر التسجيل عناصر الاحتلال وهم يداهمون المنازل في المنطقة، قبل أن يفجر مقاتلو القسام عبوة ناسفة في القوة، ما أسفر عن إصابات مباشرة في صفوفها.
في سياق متصل، بثَّت سرايا القدس مشاهد منفصلة تُظهر عملية تفخيخ منزل في حي الشجاعية بمدينة غزة، وتفجيره بقوة من قوات الاحتلال بعد توغلها في المنطقة.
ووثَّقت لقطات السرايا مقاتليها وهم يُحضرون عبوات ناسفة من مخلفات قوات الاحتلال، ويُجهِّزونها لتفخيخ المنزل، ثم يُموِّهون المصيدة بأشكال مختلفة قبل وصول القوات المستهدفة.
واختتمت المشاهد بعرض لحظة تفجير المنزل فور وصول قوات الاحتلال إليه.
مأزق حماس
وعلى الرغم من هذه العمليات إلا أن خطة الخداع الأمريكية الإسرائيلية قد وضعت حركة حماس والمقاومة الفلسطينية في مأزق حقيقي، حيث خيرتها بين أمرين كليهما مر، الأول هو رفض الخطة لأنها لا تتضمن انسحابًا ولا توزيعا عادلا للمساعدات ولا وقفا نهائيا لإطلاق النار، وفي هذه الحالة يقوم التحالف الامريكي الإسرائيلي بتوجيه ضربة أخيرة لقطاع غزة والبدء في عملية تهجير أبناء القطاع بحجة أن حماس إرهابية، وهي من رفضت إنقاذ شعبها، والخيار الثاني وهو قبول الخطة والوقوع في فخ تسليم الأسرى أولا مما يسمح للقوات الإسرائيلية بتنفيذ خطتها لتدمير قطاع غزة تدميرا شاملا ومن ثم إجبار أبناء القطاع على الهجرة وفقًا لخطة تجويعهم وحشرهم على الحدود مع مصر، وعدم السماح لهم مرة أخرى بالعودة إلى ديارهم في الوسط والشمال، وهي عملية تهجير قسري حتمية، بالتالي سوف تتهم حركة المقاومة بالخيانة لأنها قبلت بخطة العدو.
وأمام هذا المأزق التاريخي لم تظهر الحركة في بيانها موافقتها أو رفضها للخطة ولكنها أشارت إلى أنها تقوم بدراسة المقترح بمسؤولية وبما يحقق مصالح شعبها وإغاثته وتحقيق وقف إطلاق النار الدائم في القطاع.
اقرأ أيضاًوزير الخارجية الفرنسي: نتمسك بالحل السياسي للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني
جيش الاحتلال الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء في خان يونس جنوبي قطاع غزة
عاجل | مقتل 3 جنود إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين في استهداف قوة عسكرية شمالي غزة