غدا.. قصور الثقافة تطلق "ليالي رمضان" بالبحيرة ضمن برنامجها المركزي بالمحافظات
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
تطلق الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، غدا الأربعاء، ليالي رمضان الثقافية والفنية بمحافظة البحيرة، ضمن برنامجها المركزي المقدم بالمحافظات، احتفالا بشهر رمضان في إطار برامج وزارة الثقافة، وتستمر الفعاليات حتى ٢٠ رمضان.
وتشهد مكتبة مصر العامة حفل الافتتاح الذي يتضمن لقاء بعنوان "رمضان شهر العبادات"، يعقبه عرض فني لفرقة البحيرة للإنشاد الديني، إلى جانب أمسية شعرية، ولقاء عن الأديب الراحل توفيق الحكيم بحضور د.
ويتضمن اليوم التالي عرضا لفرقة الإسماعيلية للفنون الشعبية، يليه أمسية شعرية ولقاء مع الشاعر أحمد معروف شلبي ضمن برنامج "العودة إلى الجذور" يديره بهجت صميدة.
وفي يوم ١٢ رمضان تشارك فرقة الأنفوشي للإيقاعات الشرقية بباقة من عروضها المميزة، إلى جانب أمسية شعرية ولقاء عن الفنان الراحل محمود الجندى ضمن برنامج "عطر الأحباب"، تقديم الفنان محمد البياع، وفي اليوم التالي تقدم فرقة الفيوم باقة من أروع الأغنيات الدينية والطربية، يعقبها أمسية شعرية، ولقاء مع الكاتب محمد اللبودي للحديث عن مسيرته الإبداعية ضمن برنامج "العودة إلى الجذور " يديره محمد العقدة.
ويشهد يوم ١٤ رمضان عرضا فنيا لفرقة مصطفى كامل للموسيقى العربية، إلى جانب لقاء عن الكاتب الراحل محمد عبد الحليم عبد الله ضمن برنامج "عطر الأحباب" يديره د. عيد بلبع.
أما يوم ١٥ رمضان يتضمن لقاء بعنوان "فضل الشهر الكريم" إلى جانب عرض فني لفرقة كورال قصر الطفل وآخر لفرقة البحيرة للفنون الشعبية، وفي السهرة يحل الأديب رضا إمام ضيفا على برنامج "العودة إلى الجذور" تقديم محمد رجب عباس.
وتتواصل الفعاليات المقدمة بإشراف إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي برئاسة أحمد درويش، وفرع ثقافة البحيرة برئاسة محمد البسيوني، يوم ١٦ رمضان بلقاء بعنوان "خُلق المسلم"، يعقبه عرض فني لفرقة الأنفوشي للموسيقى العربية، ويتحدث عمر مكرم عن الكاتب والشاعر حامد الأطمس ضمن برنامج "عطر الأحباب".
وفي يوم ١٧ رمضان تقدم فرقة كفر الشيخ للفنون الشعبية عرضا فنيا، يليه لقاء مع الشاعر عبد المنعم كامل ضمن برنامج "العودة إلى الجذور"، والمتحدث محمد الحناطي، ويتضمن يوم ١٨ رمضان محاضرة تثقيفية، ولقاء عن الأديب الراحل صلاح غانم ضمن برنامج "عطر الأحباب"، يقدمه محمد عسكر، يليه عرض فني لفرقة أوبرا عربي.
أما يوم ١٩ رمضان يتضمن عرضا فنيا لفرقة بورسعيد للفنون الشعبية، يعقبه لقاء بحضور الأديب سعيد عبد المقصود ضمن برنامج "العودة إلى الجذور"، تقديم محمود دوير، فيما يشهد اليوم الختامي حفلا فنيا لفرقة البحيرة للموسيقى العربية.
تقدم الفعاليات يوميا في تمام التاسعة مساء، هذا إلى جانب الأنشطة المكثفة بجميع المواقع الثقافية بمحافظة البحيرة طوال الشهر الكريم والذي تشمل محاضرات تثقيفية وورشا فنية وأمسيات أدبية وغيرها من الأنشطة المخصصة للأطفال.
وتنظم الفعاليات الأدبية بالتعاون مع الإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة الشاعر مسعود شومان، والعروض الفنية بالتعاون مع الإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان تامر عبد المنعم.
يشار إلى أن هيئة قصور الثقافة تنظم عددًا كبيرا من الفعاليات خلال برنامجها السنوي "ليالي رمضان الثقافية والفنية" بروض الفرج والحديقة الثقافية بالسيدة زينب وقصر السينما ومسرح السامر، يتضمن فعاليات تتنوع بين العروض الفنية والسيرة الهلالية وعروض المسرح والأمسيات الثقافية واللقاءات والورش الحرفية ومعارض الكتب والفنون، وغيرها.
كما تنظم الهيئة فعاليات ليالي رمضان في 6 محافظات مصرية تمثل أقاليم مصر كافة، وهي: المنيا والإسماعيلية والأقصر والبحيرة والدقهلية والفيوم، بجانب أنشطة هيئة قصور الثقافة المتعددة فى كل الفروع الثقافية بباقي المحافظات.
وأعدت الهيئة برنامجًا لأطفال المناطق المطورة "بديل العشوائيات"، كما تقدم أنشطة مكثفة بمبادرة "أنت الحياة"، بالتعاون مع مؤسسة "حياة كريمة" في 14 محافظة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الهيئة العامة لقصور الثقافة عمرو البسيوني ليالي رمضان الثقافية والفنية رمضان شهر العبادات العودة إلى الجذور للفنون الشعبیة عرض فنی لفرقة أمسیة شعریة عطر الأحباب لیالی رمضان ضمن برنامج إلى جانب لقاء عن
إقرأ أيضاً:
لماذا الحديث عن أمن الهوية الثقافية؟
في نشاطه الجاد والمستمر، خصص النادي الثقافي إحدى جلساته في الأيام الماضية لمناقشة موضوع: «الأمن الثقافي ودوره في الحفاظ على الهوية الوطنية»، واستضافت عددًا من المتحدثين والنشطين ثقافيًا وأكاديميًا في الدراسات الثقافية والحضارية، وصناعة المحتوى الثقافي. قيمة هذه الجلسة في طرحها للأسئلة أكثر من تأطيرها للإجابات القاطعة؛ ولا يستغرب متابع إن خرج منها دون إحاطة دقيقة بتعريف المفاهيم الرئيسة التي تناولتها بما في ذلك مفهومها الأساس «الأمن الثقافي»، ورغم تحفظنا على دقة المفهوم باعتبار أن المكون الثقافي مكون واسع، وفيه من المضمون المادي والمعنوي متباينات شتى، وإحاطته بمفهوم الأمن قد يتناقض مع بعض مكوناته الأساسية، ونرى أن مصطلح «أمن الهوية الثقافية» هو المصطلح الأقرب للدقة – في تقديرنا – باعتبار سعي المجتمع ومكونات النظام السياسي والثقافي للحفاظ على المكونات الفريدة والمميزة التي تسم ثقافة ما ومحاولة استدامتها عبر الأجيال، والحفاظ عليها من تأثير عوامل الخارج في أن تفككها أو تغير مضامينها الرئيسة أو تبدل معانيها الاجتماعية. وقد شدني في الجلسة مداخلتين مهمتين طرحتا من قبل الحضور؛ الأولى أكدت على أهمية تحديد عوامل الخطر التي تواجه هويتنا الثقافية حقًا، والنقاش حولها بطريقة محددة وتشخيصها بشكل منهجي. أما الثانية فكانت تتعلق بضرورة تحديد المفاهيم – وهو ما أخذ حيزًا واسعًا من التداخلات – ولكن السائل كان ينبه حول ضرورة استنبات مفاهيم من الداخل ذات خصوصية اجتماعية وتتسق مع طبيعة السياق الثقافي للمجتمع في عُمان، يمكن أن ننطلق منها ونحدد حولها هواجسنا واستفهاماتنا الرئيسة.
ماذا نريد للهوية الثقافية في عُمان؟ - حسب تقديرنا – فإن السياسات التعليمية والثقافية والإعلامية – باعتبارها أكثر السياسات تأثيرًا وصنعًا لمسارات الهوية الثقافية – ينبغي أن تكون أكثر تناغمًا انطلاقًا من الهواجس الرئيسة حول الهوية الثقافية، وفي كل الأحوال فإن المجتمع المراد هو المجتمع الذي ينظر إلى الحداثة بمفهومها وتطبيقاتها الواسعة بطريقة ناقدة، ويتفاوض بشكل مستمر حول تأثيرها، ويشكل فيه التعليم والانتماء وسيلتان لحماية أفراده وخاصة في الأعمار المبكرة من التقليد والانسياق الأعمى، وتمكن فيه المؤسسات التعليمية الأفراد من امتلاك الحدس النقدي تجاه التيارات الثقافية الصاعدة والمتواترة، دون انقطاع عن حركة الثقافة العالمية. وهو في الآن ذاته مجتمع لا ينظر إلى الاستثمار في الثقافة بوصفها عبء اقتصادي أو مكون جمالي من مكونات الدولة، بل هي امتداد للمعنى المراد ترسيخه، وللقيم المراد تأصيلها، وللموروثات المراد نقلها عبر الأجيال، فتكون في هذه الحالة مؤسساته الثقافية متفاعلة مع حركة المجتمع، جاذبة لكل فئاته وأطيافه، وموجهة أطروحاتها ومنتجاتها بما يتسق مع حفظ النسق الثقافي من ناحية، وإكساب الأفراد روح الثقافة من ناحية أخرى.
وما نريده أيضًا للهوية الثقافية في عُمان هو احتفاؤنا بالتنوع الذي أوجدته عوامل التاريخ والجغرافيا، وهذا الاحتفاء ينطلق من تعزيز المحتوى المبتكر حولها على منصات الإعلام التقليدية والحديثة وفي وسائط التعلم والفضاء العام، واعتبار ذلك التنوع واحترامه قيمة مركزية في بقاء وديمومة المجتمع. وأن تكون القيم والممارسات الأصيلة للهوية الثقافية حاضرة ومجسدة في تجديدنا الحضري، احتفالاتنا ومهرجاناتنا، وأن نخصص الأيام والمناسبات الرسمية للاحتفاء بعناصر ثقافية معينة، وأن نوجد التشريعات والنظم الضامنة لاندماج العناصر الثقافية في حياة الأفراد بشكل مستمر، ففي علم الاجتماع تؤكد نظرية التفاعل الرمزية أن الهوية الثقافية ترتبط بشكل رئيسي بكيفية أداء الأفراد لها والتعامل معها في الحياة اليومية. «ويعتمد ضمان الهوية الثقافية على إدراك الرموز الثقافية (مثل: اللباس، واللغة، والطقوس) وإثبات صحة أداء الهوية في التفاعلات الاجتماعية». وهو ما يؤكد ضرورة نقلها بشكل سليم عبر الأجيال، وتعليمها وتعميق مفاهيمها لديهم بشكل جيد.
إذن ما هي الهواجس الرئيسة التي تواجه أمن هويتنا الثقافية؟ وهنا لابد من التأكيد منهجيًا على ضرورة التفريق بين الهواجس المتخيلة/ المتصورة وبين الهواجس الحقيقية، فالطبيعي أن كل مجتمع لديه متخيلات من المهددات التي تواجه ثقافته دون أصل لها في الواقع، وهذه المتخيلات تنشأ نتيجة التفسير غير الدقيق للتحول الاجتماعي أو نشوء بعض المشكلات الاجتماعية. لكن ما يعنينا هنا هي الهواجس الحقيقية التي تقترن بوجود دلائل تأثيرها على الهوية الثقافية، وهي خمسة حسب تقديرنا: أولها ضمور التواصل بين الأجيال واختلاف اللغة الاجتماعية بين جيلين (المفاهيم/ المعتقدات/ التصورات/ رؤية الحياة..)، وثانيها كفاءة النظام التعليمي في تعزيز ملكة النقد تجاه أدوات الحداثة، وثالثها ضعف التفاعل بين منتج المؤسسات الثقافية وبين حركة المجتمع، ورابعها سهولة التعرض للمحتوى الثقافي المعولم مع ضعف وجود المحتوى الثقافي المحلي (المبتكر / المتنوع)، فهل وصلنا فعليًا لمنصات إعلامية جاذبة في محتواها ترتكز على الثقافة العُمانية في إنتاج المحتوى وقادرة على خلق ميزة تفضيلية لدى المتلقي؟، وهل طورنا صناعة الألعاب الإلكترونية بناء على المعطى الثقافي المحلي مثلًا؟، وهل لدينا صفحات على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة قادرة على تغذية الملتقي ثقافيًا ومعرفيًا بشكل مبتكر؟ هذه أمثلة على الطريقة التي يمكن أن يتفاعل فيها المحتوى مع تحولات ذائقة المجتمع وفي نفس الوقت يؤدي دوره في الحفاظ على الثقافة. أما خامس الهواجس فهو في رؤية الهوية الثقافية كـ(مهدد) وليس كـ(فرصة)، وذلك يرتبط بقدرتنا على توسيع نطاق الصناعات الثقافية الإبداعية واعتبارها استثمارًا اقتصاديًا من ناحية، وحافظة ثقافية من ناحية أخرى، ويمكن المؤسسات والدولة والأفراد على حد سواء من تداول العناصر الثقافية رمزيًا وضمنيًا وظاهريًا عبر أدوات الإنتاج وتقنياته الحديثة.
إشارة أخيرة أود أن أقف عليها، وقد أخذت حيزًا واسعًا في نقاشات الجلسة التي أشرت لها، وهي القول بأهمية وجود مراكز وطنية للدراسات الثقافية والحضارية، ورغم عدم اختلافنا على أهمية ذلك في رصد الحركة الثقافية، وإجراء الدراسات والبحوث الدقيقة على تحولات الثقافة وعلى موقفنا الحضاري، إلا أنه لا ينبغي أن يكون الحل السهل والمباشر لكل تحدياتنا ومشكلاتنا هو التوصية بإيجاد مراكز للبحوث والدراسات، قبل أن نسائل الجامعات والكليات القائمة بتنوعها واختلافها عن دورها المركزي في تفعيل هذا الشق المهم، وفي إنجاز برامج بحثية واستراتيجية تعنى بالقضية المطروحة، وفي تتبعها بشكل مستمر، فالمُكن البشرية والمادية واللوجستية تكاد تكون متوفرة، واستدامة المؤسسة في ذاتها تتيح لها أداء هذا الدور، وهو ما سيؤسس لاحقًا في تقديرنا لاستقلالية هذه المراكز بخبراتها ونتاجاتها وكفاءاتها.
مبارك الحمداني مهتم بقضايا علم الاجتماع والتحولات المجتمعية فـي سلطنة عُمان