رئيس جامعة الأزهر: أمتنا عصية ومنصورة بأمر الله
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
عقد الجامع الأزهر أمس الأربعاء في الليلة الحادية عشر من شهر رمضان المبارك، عقب صلاة التراويح «ملتقى الأزهر.. قضايا إسلامية»، بمشاركة فضيلة الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، والدكتور جميل تعيلب، وكيل كلية أصول الدين جامعة الأزهر بالقاهرة، وأدار الملتقى الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية بالجامع الأزهر، وذلك بحضور جمعٍ من علماء وقيادات الأزهر الشريف، والمصلين الذين حضروا إلى الجامع من شتى ربوع مصر ومن مختلف الدول العربية والإسلامية من المقيمين في مصر، وناقش الملتقى اليوم «وقفات مع يوم العاشر من رمضان».
وأشار الدكتور سلامة داود إلى أهمية هذه الأيام وما فيها من ذكريات طيبة عطرة، وخصوصًا يوم العاشر من رمضان الذي لا ينسى، فقد كان فتحا ونصرا مبينا أعز الله سبحانه وتعالى فيه الأمة الإسلامية كلها، هذه الأمة التي تضعف أحيانا لكنها لا تموت ولا تنكسر، فهي أمة عصية منصورة بقول الله عز وجل: {كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}، ومن هنا من قلب هذا الجامع الأزهر قيض الله الناصر صلاح الدين الذي جاء إلى هذا المسجد وألغى المذهب الشيعي الذي كان يدرس في الجامع الأزهر، وأعاد المذهب السني، وجمع طوائف الأمة حوله، وجمع الشعب المصري الذي قال عنه النبي ﷺ إنهم "خير أجناد الأرض"، فجمعهم الناصر صلاح الدين وألف القلوب حتى زحف واسترد بيت المقدس من الصليبيين، وكرر التاريخ نفسه وبالاستعداد والأخذ بالأسباب قهرنا العدو المحتل في حرب أكتوبر المجيدة، فعلى جيل هذا العصر أن يؤمن أنه لن يضيع إذا كان يقظًا فطنًا لما يحاك له، فإنما ينهزم الغافل.
وأكد الدكتور جميل تعيلب أن هذا الشهر المبارك تشهد له الانتصارات والمعارك التي خاضها المسلمون وحققوا أعظم الانتصارات التي دونها التاريخ، وتحقق لهذا الشهر فضائل لم تحقق لشهر غيره، وأراد الله أن يجمع لأمة النبي ﷺ فيه من الفضائل والمزايا ما لم يجتمع بأي أمة من الأمم، فكما نعلم جميعا أنزل الله الحق سبحانه وتعالى فيه القرآن وشهد مواقع مثل غزوة بدر وفتح مكة والقادسية وفتح الأندلس والموقعة التي عرفت بلاد السند، وكان فيها فتح المشرق الإسلامي، وكان فيه انتصار جيشنا المصري الباسل على عدو الأمة، وكان السر دائمًا في التقوى والاستعداد والثقة في نصر الله، وكان الجميع يؤثر ما يتعلق بأمور المعركة على ما يتعلق بأموره الشخصية، حتى كانت النساء تتصدقن بالحلى وكان الناس يأكلون وجبة طعام واحدة، وأخذ المسلمون في كل هذه المعارك بالأسباب فنصرهم الله وأعزهم وأذل عدوهم، لذلك يتوجب علينا اليوم الأخذ بالأسباب في أمورنا ومراعاة الله في كل حياتنا ليكتب لنا دائمًا العون والسداد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الجامع الأزهر
إقرأ أيضاً:
شومان: الهجرة قرار رباني مدروس.. ولم تكن خيارا سهلا
عقد الجامع الأزهر، ملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة تحت عنوان: "الهجرة والتحول الحضاري"، وذلك برعاية فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيه د. محمد الضويني، وكيل الأزهر، بحضور د. عباس شومان، أمين عام هيئة كبار العلماء، ورئيس المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، والدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، وأدار اللقاء الإعلامي بإذاعة القرآن الكريم سعد المطعني.
أكد الدكتور عباس شومان أن الهجرة النبوية كانت حدثًا فارقًا في مسار الرسالة الإسلامية، فلم تكن فرارًا من الأذى كما يتصور البعض، بل كانت فرارًا إلى الله، وخطوة استراتيجية لنقل الدعوة إلى بيئة أقدر على احتضانها.
وأوضح أمين عام هيئة كبار العلماء أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى ثلاثة عشر عامًا في مكة يدعو إلى الله ويتحمل صنوف العذاب والاضطهاد، دون أن يترك موطنه، مما يؤكد أن الهجرة لم تكن خيارًا سهلًا ولا اندفاعًا عاطفيًّا، بل كانت قرارًا ربانيًّا مدروسًا بعد استنفاد وسائل التبليغ في مكة.
وبيّن رئيس المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، أن من أبرز الدروس التي تقدمها الهجرة: الصبر والثبات على الأهداف، والوعي بضرورة تغيير الوسائل حين تتعذر النتائج، والبحث عن البيئة الأنسب لنشر الخير.
واختتم فضيلته بأن الهجرة أسست لحضارة جديدة، بدأت بتشييد المسجد، ثم إنهاء الخصومات بين الأوس والخزرج، وعقد المعاهدات مع غير المسلمين، وآخى النبي بين المهاجرين والأنصار، فتوحدت الصفوف، ثم بدأ التشريع، لتقوم الدولة الإسلامية على قيم العدل والتكافل والتعايش والسلام.
من جانبه، أوضح الدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، أن من ينظر إلى الهجرة نظرة سطحية، قد يراها انتقالًا مكانيًّا فقط، لكن المتأمل في حقيقتها يكتشف أنها انطلاقة حضارية غيّرت مجرى التاريخ، ومثّلت لحظة مفصلية في بناء أمة الإسلام.
وأكد مدير عام الجامع الأزهر أن الهجرة جاءت لتؤسس حضارة إنسانية ذات مرجعية ربانية، تنطلق من عقيدة راسخة بأن للكون خالقًا حكيمًا، له مراد ومقصود، وأن العبادة ليست طقوسًا منعزلة، بل تشمل كل فعل وقول يرضي الله، وينعكس خيره على الإنسان والمجتمع.
وأوضح عودة، أن التشريعات الإسلامية التي نزلت بعد الهجرة نظّمت علاقة الإنسان بخالقه وبذاته وبالآخرين، على أسس من الرحمة والمساواة والبر، وهي الأسس ذاتها التي يحتاجها كل مجتمع يريد أن ينهض ويتحضر.
واختتم بالتأكيد، أن التقدم الحضاري لا يتحقق إلا بالعلم النافع، وحماية الأسرة، والاعتماد على المال الحلال، والتمسك بالأخلاق والمعتقدات القويمة، وهي كلها ركائز أصّلها النبي في سنته، وأمر الأمة باتباعها.
من جانبه أكد سعد المطعني أن الهجرة ليست مجرد ذكرى تاريخية، بل مصدر إلهام دائم، يقدم نماذج حيّة في الصبر والتخطيط والتغيير والبناء، مطالبا الشباب باستلهام هذه الدروس في التعامل مع واقعهم، وبناء مستقبلهم على هدي من النبوة، وتحت مظلة الحضارة الإسلامية الراسخة.