رئيس جامعة الأزهر يلقي محاضرة بعنوان «أثر اللغة العربية في فهم النص الشريف»
تاريخ النشر: 15th, October 2025 GMT
ألقى الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، محاضرة علمية بدار الإفتاء المصرية بعنوان «أثر اللغة العربية في فهم النص الشريف»، ضمن البرنامج التدريبي منهجية الفتوى في دار الإفتاء المصرية، لمجموعة من علماء دور الإفتاء الماليزية والأكاديميين الجامعيين.
تناول رئيس الجامعة، خلال المحاضرة، المكانة الرفيعة للغة العربية ودورها المحوري في ضبط الفهم الشرعي للنصوص واستنباط الأحكام، مشيرًا إلى أنها لسان الوحي ووعاء الشريعة، وأن فهمها يمثل المدخل الرئيس لصحة الفقه في الدين واستقامة الفتوى، وأن الحديث عن أثر اللغة في النص الشريف هو حديث عن هوية الأمة ومصدر وعيها التشريعي والمعرفي.
وأكد فضيلته، أن من أخطر ما يهدد صفاء الفتوى وانضباطها هو القول على الله بغير علم، لأن الفتوى بغير علم تمثل افتراءً على الله تعالى وتسبب اضطرابًا في الوعي العام وخللًا في حياة الناس، مستشهدًا بقول النبي ﷺ: «من أفتى بغير علم لعنته ملائكة السماء والأرض»، موضحًا أن المفتي يقوم مقام النبوة في البيان والتبليغ عن الله تعالى، فهو وارث علم الأنبياء ومبلّغ عن رب العالمين، ولا يليق بهذا المقام الجليل أن يتصدر له إلا من جمع بين العلم الراسخ والفهم الدقيق والورع والعدالة.
وأشار رئيس الجامعة إلى أن ضعف الزاد في اللغة العربية من أبرز أسباب الخطأ في الفهم والفتوى، موضحًا أن اللغة هي الأداة التي يُفهم بها النص الشرعي، وأن الجهل بها يؤدي إلى الانحراف في المعنى والمقصد، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أرشدوا أخاكم فقد ضل»، مؤكدًا أن الدقة اللغوية شرط أساس في الفهم السليم للوحي، وأن اللغة والفقه والعقيدة علوم متكاملة لا تنفصل عن بعضها.
وبين فضيلته أن الأمة الإسلامية أمة تصنع المعرفة ولا تستهلكها، لافتًا إلى أن علماءها الأوائل أسسوا لقواعد العلوم وبنوا منهجًا متكاملًا يربط بين اللغة والدين والفكر، مؤكدًا أن اللغة تمثل الأساس الذي تتماسك به وحدة المعرفة الإسلامية، داعيًا الباحثين وطلاب الدراسات العليا إلى التعمق في دراسة اللغة العربية، خاصة في باب العلاقة بين الفقه واللغة، موصيًا بقراءة كتاب «الكوكب الدري في تخريج الفروع الفقهية على المسائل اللغوية» لما يتضمنه من بيانٍ لأثر اللغة في دقة الاستنباط وتوجيه الأحكام.
وفي ختام المحاضرة، تحدث رئيس الجامعة عن الفرق بين الفتوى الفردية والفتوى المؤسسية، موضحًا أن الفتوى الفردية تخص الأفراد وتصدر من المفتي المؤهل، بينما الفتوى المؤسسية تتعلق بالشأن العام والمصالح الكبرى للأمة وينبغي أن تصدر من المؤسسات الرسمية لما تمتاز به من منهجية علمية وضبط جماعي ونظر في المآلات، مؤكدًا أن من تمام الفقه في الدين أن يتجرد المفتي من الهوى وألا يضيّق ما وسّعه الله، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تحجر واسعًا»، مشيرًا إلى أن مراعاة المصلحة العامة ورفع الحرج عن الناس من سمات الفقه الراشد الذي يجسد وسطية الشريعة وسعتها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رئيس جامعة الأزهر جامعة الأزهر سلامة داود الدكتور سلامة داود الإفتاء أثر اللغة العربية اللغة العربية رئیس جامعة الأزهر اللغة العربیة إلى أن
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة الأزهر يفتتح أعمال التطوير بمستشفى سيد جلال الجامعي
قام الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، والدكتور محمود صديق، نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث المشرف العام على قطاع المستشفيات الجامعية، والدكتور حسين أبو الغيط، عميد كلية الطب للبنين بالقاهرة، بزيارة مستشفى سيد جلال الجامعي.
جاء ذلك في إطار المتابعة الدائمة والمستمرة لجميع قطاعات جامعة الأزهر بالقاهرة والأقاليم وفي مقدمتها قطاع المستشفيات الجامعية التي تقدم خدمة مجتمعية للمترددين عليها علي مدار الساعة؛
وخلال الزيارة قام رئيس الجامعة بتفقد وافتتاح أعمال التجديد والتطوير بقسم الأشعة التي تضمنت تطوير وتجديد الرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية.
وأشاد رئيس الجامعة بمستوى الخدمات الصحية التي يقدمها قسم الأشعة، وتحدث مع بعض المرضى الذين عبروا عن شكرهم للجهود المبذولة في سبيل خدمتهم صحيًّا.
كما تفقد رئيس الجامعة أعمال التطوير والتجديد بأقسام جراحة العظام، والتجميل، والأنف والأذن والحنجرة، والباطنة، ووحدة مناظير الجهاز الهضمي.
كما أشاد فضيلة رئيس الجامعة بعطاء الجيش الأبيض أطباء جامعة الأزهر في القاهرة ودمياط وأسيوط، مثمنًا إسهامات قطاع الطب بالجامعة في القوافل الطبية وخدمة المجتمع، إضافة إلى جهودهم في دعم المبادرات الرئاسية للقضاء على قوائم الانتظار في العمليات الجراحية في جميع محافظات الجمهورية.
يذكر أن مستشفى سيد جلال الجامعي التابعة لكلية الطب للبنين بالقاهرة شهدت نهضة كبيرة في أعمال التطوير منذ نوفمبر 2020م وحتى سبتمبر 2025م.
جاء ذلك بحضور الدكتور عبده مبروك الشافعي، مدير عام المستشفى، والدكتور مصطفى أبو العينين، رئيس أقسام طب الطوارئ والحالات الحرجة، والدكتور عبد الوهاب لطفي، رئيس أقسام الباطنة، والدكتور محمد حسن منصور، رئيس أقسام جراحة المخ والأعصاب، والدكتور محمد نجم، رئيس أقسام جراحة العظام، والدكتور محمد حشيش، رئيس أقسام التخدير والرعاية المركزة، والدكتور إبراهيم جمعان، والدكتور أحمد عياد، نائبي مدير المستشفى.