مداهمة الشفاء تصبح الأطول منذ بداية الحرب في غزة
تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT
مع دخول العملية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة يومها الرابع الخميس، تصبح واحدة من أطول "المداهمات" في حرب غزة، على ما أفاد تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه قتل 140 شخصا على الأقل والذين وصفهم بـ "الإرهابيين" خلال الأيام الماضية في المعارك التي تدور في مستشفى الشفاء ومحيطه، وهو عدد أكبر بكثير مما كان في المداهمات السابقة.
وتشن إسرائيل سلسلة من الغارات على المستشفى في شمال غزة، وهو أكبر منشأة طبية في القطاع، بحسب الصحيفة، ويزعم الجيش الإسرائيلي أن حماس تستخدم مرافقه كمركز قيادة، وتخفي أسلحة ومسلحين في أنفاق تحت الأرض.
وكشف الجيش أنه اعتقل أيضا 600 شخصا في المستشفى، ولم يتسن للصحيفة التحقق من الروايات الإسرائيلية بشكل مستقل.
وذكرت الصحيفة أنباء نقلتها شبكة الجزيرة الإخبارية ووكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بأن القوات الإسرائيلية "نسفت مبنى يستخدم لإجراء العمليات الجراحية وهو أحد أكبر المباني في المجمع"، وقال الجيش الإسرائيلي "إنه ليس لديه تعليق على هذه التقارير".
إياد العجل، والذي يسكن على مقربة من المستشفى وصف في حديث للصحيفة الوضع بـ"المرعب للغاية"، وقال: "نسمع أصوات الاشتباكات المستمرة وطلقات الرصاص والقصف والمروحيات والطائرات ليلا ونهارا".
وأشار إلى أن "دخان" المعارك يتسلل إلى الشقة التي يقيم فيها مع 30 من أقاربه وهو ما يجعل التنفس أمرا صعبا.
وأضاف العجل أن الأطفال "في الشقة أصبحوا معتادين على صوت الضوضاء.. نحاول إقناعهم بأن الأصوات التي يسمعونها هي من الألعاب النارية، لكنهم لا يصدقون ذلك".
وذكر أنه منذ بدء العملية العسكرية في محيط الشفاء لم يتمكن أحد من مغادرة منزله، وتخشى أسرته نفاد الطعام قريبا، وقال إن "الجنود الإسرائيليين يجبرون الناس على مغادرة المنطقة والتوجه جنوبا"، لافتا إلى أن "العديد من الجثث ملقاة في الشارع الرئيسي".
وأكد الجيش الإسرائيلي في آخر تصريحاته إنه "يواصل القيام بعملية دقيقة في مستشفى الشفاء، والقضاء على عشرات الإرهابيين" مشددا على أنه "يمنع إلحاق الأذى بالمدنيين، وحدد مواقع لتخزين الأسلحة".
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، الاثنين، أنه بدأ "عملية محددة" الهدف على أكبر مؤسسة صحية في قطاع غزة تعمل في الأصل بالحد الأدنى من الطاقم والمستلزمات ولجأ إليها آلاف النازحين جراء الحرب المستعرة والدمار الهائل الذي خلفته.
وأضاف أنه تصرف بناء على معلومات تشير إلى وجود قادة من حركتي حماس والجهاد الإسلامي في المستشفى.
وأكد شهود عيان لوكالة فرانس برس أن الجيش قصف الأحياء المحيطة مثل الرمال والنصر وصولًا إلى أطراف مخيم الشاطئ على بعد نحو 500 متر، بالمدفعية والطائرات والدبابات.
وفجر الاثنين الماضي، توغّلت عشرات الدبابات والمركبات العسكرية في تلك الأحياء وصولا إلى المجمع الذي طوّقته. ثم قام الجيش بإلقاء منشورات تدعو السكان المتواجدين في المجمع والأحياء المحيطة "بإخلائها بشكل فوري" والتوجه إلى الشاطئ والسير على طريق الرشيد الساحلي وصولا إلى منطقة حددها في المواصي على بعد نحو 30 كلم.
وشاهد مراسل لوكالة فرانس برس مئات الأشخاص يفرون في اليوم الأول من الأحياء المحيطة هربا من القصف باتجاه البلدة القديمة في مدينة غزة فيما توجه العشرات جنوبًا.
منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في 7 أكتوبر، لجأ آلاف الأشخاص إلى مجمع الشفاء. وأفادت شهادات جمعتها وكالة فرانس برس أن عددا كبيرا منهم ما زالوا بداخله، موزعين في أقسامه المختلفة ولا يُعرف مصيرهم.
ونشر الجيش خلال الأيام الماضية مقاطع فيديو تظهر فيها أسلحة ورزم من المال قال إنه صادرها منه.
وسبق أن اقتحم الجيش المجمع في نوفمبر الماضي.
وقال ممرض متواجد في المجمع رفض الكشف عن اسمه، الخميس، لفرانس برس إن هناك "آلاف النازحين، ولا يوجد أكل ولا شرب يكفي"، مضيفا أن "المسيرات والدبابات قصفت المجمع خلال الليل وكل المباني متضررة، دمروا قسم الجراحات الليلة".
وينفي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانييل هاغاري، إصابة "أي مدنيين أو طبيب أو أحد أفراد الطاقم الطبي" في العملية.
وقال هاغاري إن القوات الإسرائيلية اعتقلت حتى الآن "أكثر من 250" شخصا قال إنهم ينتمون إلى حركتي حماس والجهاد الإسلامي.
وأضاف أن 350 شخصا آخرين يشتبه في أنهم على صلة بالحركتين، يخضعون للتحقيق.
اقتحم الجيش مجمع الشفاء في اليوم نفسه الذي أرسلت فيه إسرائيل وفدا إلى الدوحة للتفاوض على هدنة وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة.
وأكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، الخميس، أن العملية في مستشفى الشفاء "مهمة جدا أيضا للضغط" على حماس في المفاوضات الجارية وإطلاق سراح الرهائن. وتفقّد هاليفي الجنود في المجمع، الأربعاء.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: مجمع الشفاء الطبی الجیش الإسرائیلی مستشفى الشفاء فی المجمع فی غزة
إقرأ أيضاً:
مجلة طبية: جروح الحرب في غزة الأسوأ عالميًا على الإطلاق
غزة - ترجمة صفا
نشرت في مجلة "ناشيونال إنترست" في مقابلات مع الأطباء والممرضات الدوليين الذين عالجوا الفلسطينيين في مستشفيات غزة، حيث وصفوا الجروح بأنها أشد خطورة من تلك التي عانى منها المدنيون في صراعات حديثة أخرى.
وبالنسبة للبحث في المجلة الطبية الرائدة، أجاب 78 عاملاً في مجال الرعاية الصحية الإنسانية معظمهم من أوروبا وأمريكا الشمالية على أسئلة الاستطلاع التي تصف شدة وموقع وسبب الجروح التي شاهدوها خلال فترات وجودهم في قطاع غزة.
وقال فريق الباحثين بقيادة بريطانية إنها البيانات الأكثر شمولاً المتاحة حول الإصابات الفلسطينية خلال الهجوم الإسرائيلي الذي استمر قرابة عامين على غزة بالنظر إلى أن المرافق الصحية في القطاع قد دمرت وأن الوصول الدولي مقيد بشدة.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، الجراح البريطاني عمر التاجي، لوكالة فرانس برس إن ثلثي العاملين في مجال الرعاية الصحية سبق أن انتشروا في مناطق نزاع أخرى، وقال الغالبية العظمى منهم إن الإصابات في غزة كانت "أسوأ شيء رأوه على الإطلاق".
وبعد ما يصل إلى ثلاثة أشهر من عودتهم من غزة، ملأ الأطباء والممرضات استبيانًا حول الإصابات التي رأوها أثناء عمليات الانتشار التي استمرت من أسبوعين إلى 12 أسبوعًا بين أغسطس 2024 وفبراير 2025.
وقاموا بفهرسة أكثر من 23700 إصابة وحوالي 7000 جرح ناجم عن الأسلحة - وهي أرقام تردد صدى بيانات منظمة الصحة العالمية على نطاق واسع، حسبما ذكرت الدراسة.
ومن الصعب الحصول على بيانات حول الإصابات في أي صراع، لكن الدراسة وصفت الجروح في غزة بأنها "حرجة بشكل غير عادي".
ووفقًا للدراسة، فإن أكثر من ثلثي الإصابات المتعلقة بالأسلحة في المنطقة، التي تعرضت للقصف والقذائف بلا هوادة من قبل الجيش الإسرائيلي، كانت ناجمة عن انفجارات.
وقالت الدراسة إن هذا يزيد عن ضعف معدل الإصابات بالمتفجرات المسجلة بين المدنيين في النزاعات الحديثة الأخرى.
وذكرت الدراسة أن "حجم الإصابات وتوزيعها وشدتها العسكرية تشير إلى أنماط من الضرر تتجاوز تلك التي تم الإبلاغ عنها في النزاعات الحديثة السابقة".
وأضاف التاجي أن المرضى عانوا أيضًا من نسبة "هائلة" غير عادية من الحروق من الدرجة الثالثة والرابعة، وهي حروق تخترق الجلد.
وقال التاجي إنه عندما خدم في غزة العام الماضي، رأى عددًا صادمًا من الأطفال الذين وصلوا مصابين بحروق بالغة لدرجة أنه كان بالإمكان رؤية عضلاتهم وعظامهم حرفيًا.
وقال أنتوني بول، الأستاذ في مركز دراسات إصابات الانفجارات التابع لكلية إمبريال كوليدج لندن والذي لم يشارك في البحث، لوكالة فرانس برس إن "هذا عمل مهم للغاية".
وأشار بول إلى أن البيانات تشمل فقط الجرحى الذين "نجوا إلى حد رؤية عامل رعاية صحية".
كما تضمن المسح قسمًا يسمح للعاملين في مجال الرعاية الصحية بالكتابة بحرية عما شهدوه.
ونقل عن أحد الأطباء قوله: "الجزء الأسوأ هو توسل الأمهات إلينا لإنقاذ أطفالهن الموتى بالفعل".
ووصف الكثيرون العمل في ظروف مزرية مع عدم وجود أي إمدادات أو دعم تقريبًا، وهو وضع أدى إلى اتخاذ قرارات بشأن كيفية ترشيد الرعاية للمرضى الأكثر احتمالًا للبقاء على قيد الحياة.
ووصل التاجي إلى مستشفى غزة الأوروبي في مايو من العام الماضي، قبل أيام فقط من شن إسرائيل غزوًا كبيرًا على مدينة رفح.
وقال إنه على مدار ليالٍ متواصلة، كانت مجموعات تضم ما يصل إلى 70 شخصًا مصابين بجروح خطيرة تأتي إلى المستشفى.
وقال إنه في إحدى الليالي تبرع التاجي وأطباء وممرضات آخرون بالدم للتعويض عن الإمدادات المتناقصة.
وفي أغسطس، قال ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، ريك بيبركورن، إن هذا "الإنكار التعسفي" يؤدي إلى المزيد من الوفيات التي كان من الممكن الوقاية منها.