وباء الوحدة يعادل تدخين 15 سيجارة يوميا
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
في الوقت الذي وصل فيه عدد من يعيشون بمفردهم في الولايات المتحدة إلى ما يقرب من 38 مليونا، حذرت دراسة نشرتها "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" مؤخرا، من انتشار "وباء الوحدة"، وما قد يسببه من عواقب صحية خطيرة، لمن يُؤْثرون الوحدة والعزلة الاجتماعية.
فقد أفاد 52% من الأميركيين أنهم يشعرون بالوحدة، بينما تجتاح العزلة الاجتماعية أوروبا كلها، حيث يشعر 18% من مواطنيها (حوالي 75 مليون شخص) أنهم معزولون اجتماعيا.
كما يشعر 45% من سكان إنجلترا بالوحدة، وتُعد لندن المدينة الأكثر وحدة في العالم (55% من سكانها يشكون الشعور بالوحدة).
أما في أستراليا، فقد أفاد 62% من الشباب، و46% من كبار السن أنهم يشعرون بالوحدة، والتي لا تستثني الكنديين أيضا، إذ يعاني ما بين 25 إلى 30% من العزلة الاجتماعية.
كذلك، يعيش أكثر من نصف مليون شخص من اليابانيين "حياة النُساك المعزولين عن العالم"، وفقا للإحصائيات.
أشارت الدراسة التي استندت إلى إفادات أكثر من 29 ألف شخص، إلى أن من يعيشون بمفردهم، هم أكثر عرضة للإبلاغ عن مشاعر اكتئاب "قد يكون من الصعب التخلص منها"، مقارنة بمن يعيشون مع الآخرين.
وتم تعريف الأشخاص المعرضين للاكتئاب، بأنهم "الذين يشعرون بالاكتئاب يوميا في بعض الأوقات، أو الذين يشعرون به معظم الوقت ولو مرة في الأسبوع".
وأوضح الباحثون أن "تأثير هذه المشاعر صارخ بشكل خاص بالنسبة لمن يعيشون وحيدين ولا يحصلون سوى على القليل من الدعم الاجتماعي والعاطفي، أو لا يحصلون عليه على الإطلاق".
وقالت عالمة الاجتماع كاسلي كيلام التي لم تشارك في الدراسة، "إن أهم ما توصلت إليه هذه الدراسة، هو أن الدعم الاجتماعي والعاطفي يلعبان دورا محوريا في صحة الناس ورفاهيتهم".
من جانبها، قدمت أستاذة علم النفس في جامعة بريغهام يونغ الأميركية الدكتورة جوليان هولت لونستاد، تعريفا لكل من الوحدة والعزلة الاجتماعية، مفاده أن:
الوحدة، هي شعور غير سار، ينشأ عن التناقض بين مستوى الاتصال الاجتماعي المرغوب للشخص، وبين القدر الذي يحصل عليه فعليا. العزلة الاجتماعية، فهي حالة يكون فيها للفرد علاقات أو أدوار أو اتصالات اجتماعية محدودة.رغم أن النتائج تُظهر أن "معظم البالغين الذين يعيشون بمفردهم، لم يشتكوا من مشاعر اكتئاب، أو أبلغوا عن مستويات منخفضة منه".
لكن هذا لا يمنع من الاعتراف بالعزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة "كمشكلة صحية عامة، أظهرت الدراسات أنها مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالأمراض العقلية والجسدية"، كما تقول الدكتورة لاريسا ميكيتا، الباحثة المشاركة في الدراسة. موضحة أنه بالإضافة إلى الاكتئاب والقلق، "يمكن للوحدة أن تُعرّض الأفراد لخطر متزايد من الإصابة بأمراض القلب والسكري والوفاة المبكرة".
كما تشمل الآثار السلبية للعزلة الاجتماعية، "زيادة خطر الإصابة بالخرف ومرض ألزهايمر والقلق والإدمان والانتحار"، وفقا للدكتورة هولت لونستاد، التي أجرت في عام 2015 بالتعاون مع باحثين آخرين، تحليلا لبيانات عالمية شملت أكثر من 3.4 ملايين مشارك، أظهرت أن "عيش الشخص بمفرده بشكل عام، ارتبط بزيادة خطر الوفاة بنسبة 32%".
كما وجد التقرير الاستشاري للدكتور فيفيك مورثي، أن الشعور بالوحدة "يزيد من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 26%، وأن العزلة الاجتماعية تزيد من هذا الخطر بنسبة 29%".
يقول د. مورثي "إن الاستمرار في العيش في عزلة يعادل تدخين حوالي 15 سيجارة في اليوم"، وهو ما يتجاوز المخاطر المرتبطة بالسمنة والخمول البدني.
كما أن الشعور بالوحدة "يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 29%، والسكتة الدماغية بنسبة 32%"، وفقا لجمعية القلب الأميركية.
وتقول الدكتورة ليندساي كوباياشي، أستاذة الصحة العامة المساعدة بجامعة ميشيغان، "إن الوحدة قد تؤدي إلى تحفيز هرمونات التوتر المُسببة للالتهابات واختلال وظائف الجسم"، إلى جانب "تبني نمط حياة غير صحية، يتضمن سوء التغذية والتدخين".
5 عوامل تجعل الوحدة تسبب الاكتئاب
حذر الباحثون من أن العلاقة بين الوحدة والإصابة بالاكتئاب "كانت واضحة للغاية"، وأشاروا إلى عدة عوامل قد تجعل الشخص الذي يعيش بمفرده أكثر عرضة للخطر، مثل:
الاختيار، الوحدة الاختيارية لا تؤثر على حياة الشخص سلبا، ولكن عندما تفرض الوحدة على الشخص، فقد يصبح عرضة للاكتئاب. المشاركة، فالشعور بالاكتئاب يتوقف على مدى مشاركة الذين يعيشون بمفردهم في عملهم أو مجتمعهم، للحصول على الدعم الاجتماعي والعاطفي. الدخل، فهناك نسبة أعلى من الأشخاص "الأكثر فقرا" الذين يعيشون بمفردهم، يشعرون بالاكتئاب. السن، فقد أظهرت النتائج أن البالغين الأصغر سنا هم الأكثر عرضة للشعور بالاكتئاب، حيث أفاد 5.8% ممن أعمارهم بين 18 إلى 29 عاما، أنهم يعانون من أعراضه، مقابل 4.7% فقط من كبار السن (65 عاما فما فوق) أبلغوا عن شعورهم بالاكتئاب. الدعم الاجتماعي والعاطفي، تشير دراسة "سي دي سي" إلى أن الدعم الاجتماعي والعاطفي يمكن أن يساعد من يعيشون بمفردهم على تجنب مشاعر الاكتئاب، حيث أفاد ما يقرب من 20% أنهم عانوا من مشاعر الاكتئاب لأنهم "نادرا ما يتلقون دعما اجتماعيا وعاطفيا، أو أنهم لم يتلقوه أبدا"، مقارنة ب 2.7% ممن يعيشون بمفردهم ويتلقون دعما دائما. الحل في التواصل الاجتماعييقول دكتور مورثي، "إذا كنت تشعر بالوحدة، فأنت لست وحدك، فهناك الكثير من الأشخاص الذين يعانون من الوحدة، وهذا لا يعني أنك مكسور أو أن هناك خطأ جوهريا في شخصيتك".
ولكن لأن الافتقار إلى التواصل الاجتماعي له آثار عميقة على صحتنا العقلية والجسدية، فينصح بتخصيص بعض الوقت يوميا للتواصل مع الآخرين ومنحهم اهتمامك الكامل، "بعيدا عن الهواتف الذكية".
وتشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين لديهم روابط اجتماعية قوية، يكونون أكثر سعادة وصحة، ويعيشون حياة أفضل وأطول من أولئك الذين ليس لديهم علاقات اجتماعية.
ففي العام 2010، قامت الدكتورة هولت لونستاد وفريقها بمراجعة 148 دراسة تبحث في التأثير الوقائي للتواصل الاجتماعي، ووجدوا أن "التواصل الاجتماعي يزيد من احتمالات البقاء على قيد الحياة بنسبة 50%". كما تشمل تأثيراته الإيجابية، إلى "رفاهية الفرد، وتحسين الصحة العامة، والازدهار الاقتصادي، والقدرة على الصمود".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات التواصل الاجتماعی العزلة الاجتماعیة الشعور بالوحدة خطر الإصابة یزید من إلى أن
إقرأ أيضاً:
حاكم عجمان: المجالس بيئة مثالية تعزز الروابط الاجتماعية
عجمان (وام)
أخبار ذات صلةافتتح صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم عجمان، أمس، مجلس الحليو في عجمان، الذي يأتي ضمن مبادرات عام المجتمع 2025، واستكمالاً لجهود حكومة الإمارة في ترسيخ قيم الترابط والتلاحم المجتمعي.
وجرى تشييد مجلس الحليو ضمن خطة متكاملة أطلقها مكتب شؤون المواطنين بعجمان، تنفيذاً لرؤية صاحب السمو حاكم عجمان، وتوجيهات سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي، ولي عهد عجمان، رئيس المجلس التنفيذي، تهدف إلى إنشاء 23 مجلساً في عجمان ومصفوت ومزيرع، والمنامة.
وأكد صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي أن إنشاء مجالس الأحياء هو امتداد لنهج إمارة عجمان في بناء مجتمع متماسك ومتواصل، يعكس القيم الإماراتية الأصيلة في التعاضد والتراحم.
وقال سموه: «نؤمن بأن قوة المجتمع تبدأ من تماسك أفراده وتواصلهم، وهذه المجالس هي بيئة مثالية تعزز الروابط الاجتماعية وتجعل من كل حي مجتمعاً متعاوناً نابضاً بالحياة».
وأضاف صاحب السمو حاكم عجمان: «المجالس المجتمعية هي امتداد لنهج الآباء المؤسسين في التواصل والتشاور، وهي اليوم منصات حديثة تعزز الوعي، وتزيد من تلاحم المجتمع وتسهم في ترسيخ روح الانتماء».
وشدد سموه على أهمية الدور الذي تضطلع به هذه المجالس في رفع جودة الحياة وتعزيز الوعي المجتمعي، داعياً سموه إلى الاستفادة منها كمواقع تجمع الناس على المحبة والمشاركة الفاعلة في تطوير أحيائهم وخدمة مجتمعهم.
وأثنى صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي على دور رجال الأعمال والشخصيات العامة التي تسهم في دعم المبادرات المجتمعية.. وقال: «نثمن مساهمات رجال الأعمال الذين يؤمنون بأهمية رد الجميل للمجتمع، ويدركون أن التنمية لا تكتمل إلا بتكافل الجميع، إن دعمهم لإنشاء هذه المجالس، ولمبادرات عام المجتمع، هو دليل على وعيهم الوطني، وحرصهم على أن يكون لهم أثر إيجابي مستدام في حياة الناس».
وأقيم مجلس الحليو على نفقة يوسف النعيمي، مدير عام دائرة التشريفات والضيافة في عجمان، ويعد نموذجاً حديثاً للمجالس المجتمعية، وإضافة نوعية إلى منظومة المجالس المجتمعية القائمة.
وتم تزويد المجلس بالخدمات والتجهيزات كافة، وصُمم ليستوعب أكثر من 100 شخص، ما يتيح استضافة المناسبات الاجتماعية والوطنية، إلى جانب تنظيم الفعاليات الثقافية، والجلسات التوعوية، والندوات المجتمعية.
حضر الافتتاح الشيخ راشد بن حميد النعيمي، رئيس دائرة البلدية والتخطيط في عجمان، والشيخ عبدالله بن ماجد النعيمي، مدير عام مكتب شؤون المواطنين، إلى جانب عدد من الشيوخ وكبار المسؤولين والشخصيات المجتمعية.
وأكد الشيخ راشد بن حميد النعيمي أن المجالس المجتمعية تمثل أحد أركان البنية الاجتماعية في عجمان، وتؤدي دوراً محورياً في تعزيز التلاحم المجتمعي والتواصل بين مختلف الأجيال.
وقال: «هذه المجالس منصات تجمع المجتمع على أهداف مشتركة، وتخلق مساحات للتواصل بين المواطنين، ما يسهم في تحقيق سعادة المجتمع».
وأضاف أن هذه المبادرات تنسجم مع رؤية عجمان في أن تكون الإمارة منارة للتنمية الاجتماعية المستدامة، ترتكز على قيم المشاركة والمسؤولية المجتمعية.
من جهته، أكد الشيخ عبدالله بن ماجد النعيمي، أن إطلاق مجلس الحليو يأتي ضمن خطة استراتيجية لتوسيع شبكة المجالس المجتمعية في مختلف مناطق الإمارة، ضمن مبادرات عام المجتمع.