لماذا تستخدم روسيا الصواريخ المضادة للسفن ضد الأهداف البرية؟
تاريخ النشر: 27th, July 2023 GMT
فوجئ جيش نظام كييف باستخدام البحرية الروسية يومي 19 و23 يوليو صواريخ "أونيكس" البحرية المضادة للسفن ضد البنية التحتية في موانئه على شاطئ البحر الأسود.
وأضطر الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة الأوكرانية إلى الإعلان عن عجز الدفاعات الجوية الأوكرانية عن التصدي بفعالية لتلك الصواريخ "الشبحية" لأنها تحلق بسرعة هائلة على ارتفاع منخفض فوق سطح البحر، ما يمنع الرادارات من اكتشافها.
يذكر أن هذا النوع من الصواريخ المضادة للسفن بدأ تصميمه في العصر السوفيتي، لكن صواريخ "اونيكس" دخلت الخدمة في البحرية الروسية في التسعينيات بعد تفكك الاتحاد السوفيتي.
إقرأ المزيدومن مميزات هذا الصاروخ الخطير قدرته على تغيير مساره وارتفاعه، ما يمنع الدفاعات الجوية للعدو من اكتشافه واعتراضه. ويقوم استخدام صاروخ "أونيكس" على مبدأ "ترمي وتنسى"، ما يتيح السفن الحربية التي تطلقه فرصة لتغيير مواقعها بسرعة.
ويبلغ طول الصاروخ 8 أمتار، ووزنه عند الإطلاق 3 أطنان، وتصل سرعته على ارتفاع 14000 متر إلى نحو 3180 كيلومتر/ساعة و2448 كيلومتر/ساعة بالقرب من سطح الأرض أو البحر. وعند الاقتراب من الهدف قد ينزل الصاروخ إلى ارتفاع 10 أمتار.
وقد يصل مدى عمل النموذج المطور من صاروخ "أونيكس – إم" إلى 800 كيلومتر. وتزن الرأس القتالية للصاروخ 300 كيلوغرام.
استخدمت صواريخ "أونيكس" البحرية لأول مرة ضد الأهداف البرية في 15 نوفمبر عام 2016 في سوريا حيث تم، حسب وزارة الدفاع الروسية، تدمير مستودع للذخائر والمعدات الحربية عائد للإرهابيين.
واستخدمت صواريخ "اونيكس" العام الجاري ضد البنية التحتية للموانئ الأوكرانية من قبل منظومات "باستيون" الساحلية للصواريخ المضادة للسفن في شبه جزيرة القرم الروسية.
وقد تم تصدير صواريخ "أونكيس" إلى بلدان أخرى حيث أطلق عليها اسك "ياخونت" وخفض مدى عمله من 800 إلى 300 كيلومتر.
المصدر: كومسومولسكايا برفدا
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا الجيش الروسي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا صواريخ
إقرأ أيضاً:
الشرطة الفرنسية تستخدم السكاكين لثقب قوارب المهاجرين (شاهد)
في سابقة هي الأولى من نوعها، استخدمت الشرطة الفرنسية السكاكين لثقب قوارب المهاجرين غير النظاميين في مياه القناة الإنجليزية، في خطوة وُصفت بأنها تمهيد لتغييرات قانونية مرتقبة تستهدف الحد من عمليات العبور غير الشرعية نحو بريطانيا، وفق ما نقلته صحيفة "التايمز" البريطانية.
وشهدت شواطئ شمال فرنسا، صباح أمس الجمعة، مشاهد غير مألوفة، حيث اقتحم عناصر من الشرطة البحر وهم يحملون سكاكين، وقاموا بتمزيق قارب مطاطي كان العشرات من المهاجرين يستعدون للإبحار على متنه نحو الساحل البريطاني، في محاولة لمنع انطلاقه.
واعتبرت التايمز هذه الواقعة مؤشراً عملياً على التوجه الفرنسي الجديد لإحداث تغييرات في القانون البحري، تسمح لعناصر وحدة الشرطة الخاصة "ماركي" بالتدخل في المياه الضحلة لاعتراض القوارب ومنعها من الإبحار.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مطّلع قوله: "إنهم يستعدون للتغيير... القانون الجديد قيد الإعداد".
وتتولى وحدة "ماركي"، التي تتمتع بسلطات خاصة في ضبط النظام العام، مهمة التصدي للفوضى على الشواطئ الفرنسية، وتعمل حاليا على إعداد دليل إرشادي لكيفية تنفيذ الصلاحيات الجديدة، بما يكفل فاعلية أكبر في مواجهة المعابر.
تحولات في تكتيكات المهربين
ورغم أن القوات الفرنسية كانت سابقا تستخدم السكاكين لتفريغ القوارب القابلة للنفخ، إلا أن ذلك كان يقتصر على الشواطئ. غير أن المهربين تحايلوا على هذا الأسلوب عبر إطلاق ما يُعرف بـ"قوارب التاكسي"، التي تُبحر من الممرات المائية الداخلية باتجاه الساحل لاصطحاب المهاجرين بعيدًا عن متناول الشرطة.
ويُطلب من المهاجرين خوض المياه للصعود إلى القوارب التي تُبحر مباشرة نحو المياه الدولية، مما جعل تعطيل القوارب قبل انطلاقها أكثر صعوبة على السلطات.
وتنص التعديلات القانونية المنتظرة ضمن مشروع قانون "أمن الحدود واللجوء والهجرة"، الذي يخضع للمراجعة في البرلمان الفرنسي، على معاقبة المهاجرين الذين يرفضون الامتثال لمحاولات الإنقاذ الفرنسية في القناة، بالسجن لمدة قد تصل إلى خمس سنوات.
ومن المتوقع أن يكشف الرئيس إيمانويل ماكرون ووزير الداخلية برونو ريتايو عن تفاصيل "الوسائل الجديدة" لمكافحة الهجرة غير النظامية، خلال القمة الفرنسية البريطانية المرتقبة الأسبوع المقبل، تمهيداً لتطبيقها لاحقا هذا الشهر.
بريطانيا ترحب وتحض على المزيد
وفي لندن، رحبت وزيرة الداخلية البريطانية، إيفيت كوبر، بالخطوة الفرنسية، مشيدة باستخدام الشرطة للسكاكين لإفشال محاولات الإبحار، ووصفتها بأنها "استراتيجية مختلفة"، لكنها شددت في حديث لراديو 4 على "ضرورة توسيع نطاق الإجراءات".
وقالت كوبر: "نرحب بإجراءات الشرطة الفرنسية في المياه الضحلة. التنفيذ سيستغرق وقتاً لكنه في طريقه للمرور عبر النظام الفرنسي حالياً، ونأمل أن يتم تطبيقه في أسرع وقت ممكن".
وأشارت إلى أن الزيادة في عدد القوارب المكتظة تُعد من أسباب تصاعد أعداد المهاجرين، حيث سجل يوم الخميس وحده وصول 178 مهاجرًا إلى السواحل البريطانية على متن ثلاثة قوارب، بمعدل 59 مهاجرًا لكل قارب.
"قوارب تُسحق فيها الأطفال"
وأثارت كوبر المخاوف من الأوضاع المأساوية داخل هذه القوارب، قائلة: "من المروّع للغاية أن نرى قوارب تُسحق فيها الأطفال حتى الموت، ومع ذلك تستمر في رحلتها نحو المملكة المتحدة"، مؤكدة على ضرورة "تشديد القوانين لتشمل محاكمة من يعرّض الأرواح للخطر في البحر".
وشددت على أنه "ينبغي محاكمة كل من يصل إلى بريطانيا على متن قارب فقد فيه طفل حياته، سواء في المملكة المتحدة أو في فرنسا"، في دعوة صريحة لتعزيز التنسيق القضائي بين الجانبين لمحاسبة المسؤولين.
وتأتي هذه التطورات في وقت تتصاعد فيه وتيرة وصول المهاجرين إلى السواحل البريطانية، حيث بلغ عدد الذين وصلوا عبر القناة هذا العام نحو 20 ألف و600 مهاجر، بزيادة بلغت 51% عن نفس الفترة من العام الماضي، ما يضع الحكومتين البريطانية والفرنسية تحت ضغوط سياسية متزايدة للحد من الظاهرة.
وإزاء هذا المشهد المتوتر، تُعد الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها فرنسا تحولًا لافتًا في طريقة التعامل مع ملف الهجرة غير النظامية، فيما ينتظر أن تتبلور سياسة مشتركة أكثر حزماً بين لندن وباريس خلال القمة المرتقبة.