يمانيون – متابعات
تجدّدت الاشتباكات العنيفة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة قرب مجمع الشفاء الطبي غربي مدينة غزة، حسبما أفادت وسائل إعلامٍ محلية فلسطينية، شدّدت على سماع أصوات اشتباكاتٍ ضارية ودوي انفجارات في المنطقة، لتؤكّد الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية من جهتها استهداف آليات الاحتلال المتوغلة في المكان.

وأعلنت كتائب الشهيد عزّ الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، اليوم الأحد، استهداف دبابة للاحتلال من نوع “ميركافا” وجرافة عسكرية من نوع “D9” بقذيفتي “الياسين 105″، شمال شرق بيت حانون شمالي قطاع غزة.

كما استهدفت دبابة للاحتلال من نوع “ميركافا” بقذيفة “الياسين 105” غرب حي تل الهوا في مدينة غزة.

ومن جهتها، أكّدت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أنّ مقاوميها اشتبكوا بالأسلحة الرشاشة والقذائف المضادّة للدروع، مع آليات الاحتلال، في شارع الهلال القديم في منطقة المشروع غرب خان يونس.

وأفادت السرايا، في بيان، بأنّ مقاوميها قصفوا بقذائف “هاون” النظامي من عيار 60، تجمّعاً لجنود الاحتلال في محيط مجمع الشفاء، كما استهدفوا آلية عسكرية للاحتلال بقذيفة “R.P.G” في منطقة العرايشية في محيط حي الأمل غربي خان يونس.

كذلك، استهدف مقاوموها آلية عسكرية للاحتلال بصاروخٍ موجه في دوّار أبو السعود جنوب مجمع الشفاء في مدينة غزة.

ونشرت السرايا مشاهد من الرشقات الصاروخية والمدفعية التي دكّت بها قوات الاحتلال غربي مدينة غزة ومستوطنات غلاف غزة، مُظهرةً أحد المقاتلين في أثناء تذخيره صواريخ قصيرة المدى.

كما وثّقت استهداف منشأة تجهيزات لوجستية وأمنية داخل مجمّع “ناحل عوز” الاستيطاني، واستهداف منظومة القبة الحديدية.

وبالاشتراك مع كتائب شهداء الأقصى، قالت السرايا إنّها قصفت تجمعات لجنود الاحتلال وآلياته العسكرية بقذائف “هاون” في محيط مستشفى الشفاء.

وأكّدت شهداء الأقصى أنّ مقاتليها خاضوا اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال وآلياتهم العسكرية بالأسلحة الرشاشة وقذائف “R.P.G” في محور التقدم في منطقة البورة شمال شرق مدينة بيت حانون شمالي القطاع.

كما خاض مقاتلوها اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال وآلياتهم العسكرية بالأسلحة الرشاشة وقذائف “R.P.G” في محور القتال في محيط مستشفى الشفاء.

إلى جانب ذلك، أفادت كتائب المجاهدين، الجناح العسكري لحركة المجاهدين الفلسطينية، بأنّه بعد التمكن من التواصل مع بعض الوحدات المقاتلة في غربي غزة، أكّد مقاتلوها استهداف دبابة للاحتلال من نوع “ميركافا” في محيط مستشفى الشفاء بقذيفة “تاندوم”، وإصابتها بشكلٍ مباشر.

الدالي: الاحتلال يخدع الرأي العام الإسرائيلي
بدوره، أكّد الخبير في شؤون المقاومة الفلسطينية، هاني الدالي، للميادين، أنّ الاحتلال لم يستطع تحقيق أهدافه في قطاع غزة، وأوّلها القضاء على المقاومة الفلسطينية، أو حتى إضعافها، مشيراً إلى أنّ المقاومة لا تزال تواجه الاحتلال في بيت حانون وفي شمالي وشرقي القطاع.

وتحدّث الدالي عن فشل الاحتلال في تحقيق أيّ هدف في مستشفى الشفاء، رغم بذله أقصى جهده، لافتاً إلى أنّ عمليات المقاومة مستمرة في محيطه.

ووفقاً له، فإنّ الاحتلال يتوجه الآن إلى مستشفى ناصر في خان يونس، بعد فشله في تحقيق هدفه في مستشفى الشفاء، والمتمثل بالضغط على المقاومة في ملف المفاوضات المتعلقة بالأسرى الإسرائيليين.

وشدّد الدالي على أنّ حديث الاحتلال بشأن وجود تقدّم في ملف المفاوضات وانتظار ردّ من حركة حماس هو فقط لخداع الرأي العام الإسرائيلي.

كذلك، تطرق إلى زيارة وزير “الأمن” في حكومة الاحتلال، يوآف غالانت، إلى الولايات المتحدة والتي تهدف إلى طلب أسلحة وإطلاع واشنطن على خطة “إسرائيل” في اجتياح مدينة رفح، لافتاً إلى أنّ الولايات المتحدة لا تعارض الهجوم على رفح ولكن تختلف مع إسرائيل في موضوع الغطاء الإنساني”.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: المقاومة الفلسطینیة مستشفى الشفاء مجمع الشفاء الاحتلال فی مدینة غزة فی محیط من نوع

إقرأ أيضاً:

المقاومة ليست خيارا ديمقراطيا

في زمن خُلطت فيه المفاهيم، وغُيّبت فيه المعايير، باتت المقاومة تُساءل كما تُساءل الحكومات، ويُحاكم المقاوم كما يُحاكم الفاسد، ويُطلب منه ما لا يُطلب حتى من المحتل. وهي مفارقة أخلاقية قبل أن تكون سياسية.

المقاومة، في جوهرها، ليست خيارا ديمقراطيا، ولا خاضعة لمعادلات التصويت وصناديق الاقتراع، ولا ينتظر أصحابها نتائج استطلاع رأي ليقرروا ما إذا كان من "اللائق" أن يقاوموا أم لا. هذا المنطق، في ذاته، يحمل كارثة فكرية وإنسانية؛ لأنك ببساطة تساوي بين شعب واقع تحت الاحتلال، ومحتلٍ غاصبٍ يستبيح الأرض والإنسان.

من قرر أن يقاوم لا يحتاج إلى تفويض من أحد، ولا يستأذن المقهورين في الدفاع عنهم.. لا ينتظر أن يُنصَّب رسميّا على مشروع الدفاع، فالمقاومة ليست وظيفة تُرشَّح لها، بل هي فعل ينبثق من أعماق الروح الحرة التي ترفض الذل. حتى لو قرر الناس كلهم أن يرضخوا، فمن حق الفرد أن يتمرد، ولو خضع الملايين تحت نير الاستعمار، فصوت واحد يصرخ في وجه الباطل كافٍ ليبدأ التغيير.

يُساءل المقاوم عن مصير المدنيين، بينما يُعفى المحتل من أي مساءلة وهو يقصف البيوت، ويدفن العائلات تحت الأنقاض، ويهدم المدارس والمساجد والمستشفيات
تاريخ الأمم يعلّمنا أن التحرر لا يُنتزع بتوقيع العرائض، ولا يُنال ببلاغات الشجب وحدها.. لم يُقم ثوار الجزائر استفتاء عاما قبل أن يبدأوا ثورتهم ضد المستعمر الفرنسي، ولم ينظّم الفيتناميون مؤتمرات حوار قبل أن يخرجوا لمواجهة المحتل الأمريكي، ولم يكن الجيش الجمهوري الأيرلندي بحاجة إلى أغلبية برلمانية لكي يدافع عن حقوق شعبه. هذه النماذج وغيرها لم تفكر بمفردات "التوافق الوطني" تحت وطأة الاحتلال؛ لأنها ببساطة كانت تعرف أن الحرية لا تأتي على طبق من فضة، ولا تهبط عبر البريد السياسي.

في المقابل، نحن نعيش اليوم حالة غريبة من "الترف السياسي"، حيث يُطلب من المقاوم أن يقدم تقريرا شاملا عن جدوى فعله، وتكلفته، وتداعياته الاقتصادية والدبلوماسية. يُساءل المقاوم عن مصير المدنيين، بينما يُعفى المحتل من أي مساءلة وهو يقصف البيوت، ويدفن العائلات تحت الأنقاض، ويهدم المدارس والمساجد والمستشفيات. يُطلب من المقاوم أن "يُراعي"، وأن "يتأنى"، وأن "يفكر بعقل الدولة"، مع أنه لا يملك دولة أصلا، ولا أرضا آمنة، ولا سيادة على شبر واحد من بلاده.

صحيح أننا نحب أن يُراعي المقاوم شعبه، وأن يحفظ ما استطاع من الأرواح، ولكن لا يمكن أن نحمّله وحده مسؤولية جرائم عدوه، ولا يجوز أن نخضعه لمقاييس الدولة المستقرة وهو يواجه كيانا عدوانيّا مسلحا مدعوما من أقوى القوى على وجه الأرض. من الظلم أن يُساءل من يدافع، بينما يُترك من يعتدي.

ليست القضية هنا أن نقدّس المقاومة أو نمنع انتقادها، ولكن أن نُعيد الأمور إلى نصابها، أن نفهم أن الاحتلال هو أصل الجريمة، وأن كل ما يتبعه من دم ودمار، هو نتيجة مباشرة له. ومن الظلم أن تُلقى الفاتورة على من يقاوم بدل أن تُحاسب من يحتل
ثم ما البديل؟ هل يُطلب من الناس أن ينتظروا رحمة المحتل؟ أم أن يقيموا مؤتمرات "سلام داخلي" وهو يذبح أبناءهم؟ هل المطلوب أن يُجروا انتخابات تحت الحراب ليقرروا إن كانوا يحبون المقاومة أم لا؟! وهل يفترض بالمقاوم أن يختبر شعبيته تحت القصف؟ هذا العبث لا يُقال في سياق الاحتلال، بل في أروقة دول تعيش استقرارا نسبيّا وتملِك قرارها السيادي، أما نحن، فالمعادلة مختلفة تماما.

أحيانا، حين تكثر الأصوات التي تُسائل المقاومة، أشعر أن البعض يتمنى لو لم تكن هناك مقاومة أصلا، كي لا يُحرَج أمام العالم، أو كي لا يضطر لتبرير موقفه. وهنا يصبح الخطاب الإنساني أداة للهروب من المعركة، بدل أن يكون حافزا لها. نريد مقاوما بلا معركة، ونضالا بلا ثمن، وتحررا بلا مواجهة. وهذا لا يحدث إلا في الخيال أو في كتب الأطفال.

إن المقاومة، بطبيعتها، مكلفة، وكل مقاومة حقيقية تحمل في طياتها ثمنا باهظا. هذا لا يعني أن نستسلم للفجائع، ولا أن نحتفي بالألم، ولكن أن نُدرك أن الصراع مع المحتل ليس مباراة متكافئة، بل هو معركة وجود، ومن يطالب المقاوم بأن يتصرف كما لو أنه يعيش في دولة ذات سيادة فإنه ببساطة لا يفهم معنى الاحتلال.

ليست القضية هنا أن نقدّس المقاومة أو نمنع انتقادها، ولكن أن نُعيد الأمور إلى نصابها، أن نفهم أن الاحتلال هو أصل الجريمة، وأن كل ما يتبعه من دم ودمار، هو نتيجة مباشرة له. ومن الظلم أن تُلقى الفاتورة على من يقاوم بدل أن تُحاسب من يحتل.

إن من حق كل شعب واقع تحت الاحتلال أن يختار طريقه نحو الحرية، ومن حقه أن يخطئ، وأن يتعلم، ولكن لا أحد يملك الحق أن يسلبه هذا الخيار باسم الديمقراطية أو الواقعية السياسية؛ لأن الحرية لا تُقاس بحسابات صندوق، ولا تُمنح بإجماع النخب، بل تنتزع بقرار فردٍ يرفض أن يعيش عبدا.

مقالات مشابهة

  • صحة غزة: لم تصلنا أي مساعدات وندعو ويتكوف لزيارة مستشفى الشفاء
  • القسام تستهدف آليات للاحتلال بخان يونس وتوقع قتلى وجرحى
  • الدفاع المدني ينفذ 26 مهمة بغزة خلال 24 ساعة
  • القسام: أوقعنا قتلى وجرحى بتفجير نقطة تجمع آليات الاحتلال جنوبي خانيونس
  • استشهاد 11 فلسطينيا في قصفين للاحتلال على نازحين جنوب قطاع غزة
  • هولندا تستدعي السفير الإسرائيلي لديها وتحظر دخول وزيرين للاحتلال
  • الدفاع المدني في قطاع غزة ينفذ 44 مهمة خلال 24 ساعة
  • القسام تبث مشاهد من كمين مركب استهدف آليات الاحتلال شرقي خانيونس
  • مجمع الشفاء الطبي ببورسعيد يحصل على شهادة الاعتماد «إيجاك EGAC»
  • المقاومة ليست خيارا ديمقراطيا