دبي: يمامة بدوان

كشف مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» عن توفير 4.1 تيرابايت من البيانات والملاحظات العلمية للكوكب الأحمر، مع إطلاقه الدفعة العاشرة من البيانات، بحسب تغريدة نشرها على «إنستغرام»، أرفقها بصورة، تظهر هلالاً رقيقاً جداً من توهج هواء الأكسجين الذري عند 135.6 نانومتر.

وأوضح المشروع أن هذه الدفعة الجديدة، تحتوي على ملاحظات تم التقاطها بواسطة المقياس الطيفي بالأشعة الفوق بنفسجية في 16 يوليو من أعماق الجانب الليلي، حيث كان لدى المسبار منظوراً قريباً جداً ل «المريخ الجديد»، وهو مشابه ل «القمر الجديد»، عندما كانت الأدوات العلمية موجهة بزاوية لا تتجاوز 28 درجة عن الشمس.

وكان المشروع، قد أعلن في نهاية أكتوبر من العام الماضي، عن المجموعة التاسعة من بياناته العلمية، ليصل إجمالي البيانات حينها إلى 3.3 تيرابايت، والتي جمعت باستخدام الأدوات العلمية الثلاث خلال فترة 1 مارس 2023 إلى 31 مايو 2023، مجموعة من صور السحب عالية التكرار التقطت بواسطة كاميرا الاستكشاف الرقمية في 11 و25 إبريل 2023، و6، 13، 18، و22 مايو 2023، حيث سمحت عمليات الرصد هذه بدراسة تغيرات وتحركات سحب المريخ على فترات قصيرة المدى.

بينما كشف في الدفعة الثامنة من سلسلة البيانات العلمية عن الغلاف الجوي للمريخ، متابعة يومية للتغيّرات الجوية على الكوكب الأحمر، وهو ما يمكّن العلماء والباحثين من تعميق دراستهم للتحولات الموسمية على المريخ، واكتساب نظرة أعمق للتغيرات السنوية، حيث تضمن هذه الحزمة ملاحظات عالية الوضوح عن حركة السحب والغبار على حد سواء، كما تضمنت ولأول مرة، معلومات عن توزيع السحب الممتدة من ذرات الهيدروجين والأكسجين المحيطة بكوكب المريخ وهروبها إلى الفضاء.

إنجازات تاريخية

ومنذ وصول «مسبار الأمل» إلى مداره، قدم مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ مساهمات كبيرة للمجتمع العلمي الدولي، حيث نشر 18 ورقة علمية وبحثية في مجلّات علمية عالمية ومرموقة، تدعم دراسات الباحثين والعلماء في العالم، وتعزز نمو الأبحاث التي يجريها الطلاب والعلماء والباحثون الإماراتيون.

كما نجح «مسبار الأمل» في تحقيق إنجازات تاريخية، حيث التقط ملاحظات غير مسبوقة لقمر المريخ الأصغر «ديموس»، التي التقطها باستخدام الأجهزة العلمية الثلاث للمسبار، خلال مروره لأقرب نقطة من القمر على مسافة تقارب 100 كيلومتر فقط، وتعد الأقرب لمركبة فضائية منذ مهمة «فايكنغ» عام 1977.

تغيرات وظواهر

كما تمكن «مسبار الأمل» من رصد ظواهر مناخية وفلكية في المريخ، بعضها يعد الأول على مستوى العالم، أبرزها التقاط أول صورة طيفية بالأشعة فوق البنفسجية القصوى والمتطرفة لقمر «ديموس»، التي أسهمت في التعرف إلى تكوين السطح والعوامل الجوية الفضائية، كما تمكن من رصد بيانات طيفية غير مسبوقة، بالأشعة تحت الحمراء، لسطح «ديموس» بأكمله تقريباً، خلال مرور المسبار لأقرب نقطة له للقمر بمسافة تقارب 100 كيلومتر فقط، والتي كشفت عن اختلاف درجات الحرارة.

ولم يكتفِ مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ من رصد الظواهر الفلكية، بل تمكن من رصد ظواهر مناخية على الكوكب الأحمر، منها حُفَر بحواف متجمدة على القطب الشمالي تسمى «أوكسيابالوس»، التي هي أكبر من حفرة «لومونوسوف»، وهي تقريباً 150 كم من جانب إلى الجانب الآخر، وذلك من ارتفاع نحو 29 ألف كيلومتر في آخر الشتاء، لتكشف الصقيع الموسمي الذي أودع في فترة القطب الشمالي، كذلك رصد عاصفة غبار إقليمية في وادي مارينر على سطح المريخ، ومدى تطورها على مدى 6 ساعات، وعاصفة غبارية أخرى بنفس المنطقة.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات مسبار الأمل الإمارات كوكب المريخ الفضاء مسبار الأمل من رصد

إقرأ أيضاً:

الدكتورة سميرة إسلام.. سيرة حياة حافلة بالعطاء والريادة العلمية

في يوم تكريمه لها بتاريخ 13 ربيع الثاني 1428 هجرية، قال عنها صاحب الاثنينية الأستاذ عبدالمقصود خوجه -رحمه الله تعالى- : « لقد كان لها قصب السبق في الحصول على الدكتوراه والأستاذية في علم الأدوية وعندما أقول قصب السبق فأعني تفوقها قبل ربع قرن من الزمان على نون النسوة وواو الجماعة في آن، سعادة الباحثة الأكاديمية المستشارة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية الأستاذة الدكتورة سميرة إبراهيم إسلام، فسميرة أول امرأة سعودية تحصل على الدكتوراه في العلوم، وتستحق أن تسمى الرائدة في مجال تخصصها، إذ هي الأولى بين نساء ورجال السعودية في الحصول على لقب (أستاذ) في علم الصيدلة، وهي أول امرأة عربية ومسلمة تمنح جائزة (لوريال- اليونسكو) العالمية المخصصة لنساء العام، وذلك في عام 2000، فقد أسست أول الكليات الأهلية في المملكة (كلية عفت الأهلية للبنات)، وأنشأت (وحدة مراقبة الأدوية) في مركز الملك فهد للبحوث الطبية في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، “وحين تحدثت هي عن نفسها في تلك المناسبة قالت إنها تنقلت في أنحاء المملكة بحكم ظروف عمل والدها الشيخ إبراهيم مصطفى إسلام في وزارة المالية في عهد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وأنها ما زالت تتذكر طفولتها في الهفوف ومكة وأبها والرياض والدمام.
وقالت إنها تلقت تعليمها الأول لدى الفقيهة في جرول بمكة، والمدرسة الإندونيسية في الشامية، فتعلمت منذ الصغر القراءة والكتابة ، ولم يكتف والدها الذي تنبه منذ وقت مبكر لأهمية التعليم وضرورة العلم، فبدأ يستعين بمدرسين من مدرسة تحضير البعثات “القلعة”، فكانوا يأتون لتدريسها هي وإخوانها في المساء مستخدمين كتباً كان يستقدمها والدها من مصر. واستغلت والدتها فرصة وجود أسرة صديقة تريد الرحيل إلى القاهرة لتعليم أبناءهم، وأقنعهم الوالد أنه سوف يتكفل بإقامة بيت في الإسكندرية على أن يقيموا معهم ومع مربيتهم للإشراف والاهتمام بهم. وأقاموا بالإسكندرية وأدخلوا في كلية البنات الإنجليزية في الشاطئ في مدارس الداخلي، واخوانها في مدرسة فيكتوريا، وفي الإسكندرية واصلت دراستها الثانوية ثم التحقت بكلية الصيدلة بجامعة الإسكندرية، وبعد حصولها على البكالوريوس في الصيدلة والكيمياء الصيدلية، تابعت دراستها للماجستير في الصيدلة – تخصص «التحليل الكيميائي الحيوي والتحليل والمعايرات الإحيانية للأدوية»، ثم سافرت إلى بريطانيا والتحقت بكلية طب سانت ماري في جامعة لندن لتحصل منها عام 1970 على درجة دكتوراه الفلسفة في العلوم الصيدلية – فارماكولوجي (علم الأدوية). فكانت أول سيدة سعودية تحصل على درجة البكالوريوس والدكتوراه والأستاذية، بل أول السعوديين رجالاً ونساءً حصولاً على درجة الأستاذية في علم الأدوية.
وحين عادت الى المملكة، تولت سميرة إسلام خلال مسيرتها المهنية مناصب عدة، منها عضو هيئة التدريس في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، ومستشار إقليمي في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لبرنامج الأدوية الأساسية، كما شغلت منصب رئيسة وحدة قياس ومراقبة الأدوية في مركز الملك فهد للبحوث الطبية بجامعة الملك عبدالعزيز في جدة، وكانت أول عميدة مؤسسة لـكلية عفت الأهلية للبنات، وهي أول كلية أهلية جامعية للفتيات.
وتعد الدكتوره سميرة إسلام أول سعودية تحصل على درجة الأستاذيّة في علم الأدوية، وأسهمت من خلال عملها الأكاديمي في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، في تطوير البحث العلمي والتعليم في حقل الصيدلة. كما نشرت نحو 75 بحثًا علميًا، وكرمتها اليونسكو ضمن 32 عالمة استحققن جائزة المرأة والعلوم بمجال العلوم وذلك عن عام 2000م؛ حيث تم اختيارهن من بين 400 عالمة رُشحن من قارات العالم، ورغم توالي التكريمات؛ من جائزة مكة للتميّز إلى لقب «شخصية المنتدى العربي للبحث العلمي»، كانت الدكتورة سميرة اسلام تتهجى الإنجاز بنبرة مختلفة: «لا أريد المجد لنفسي، بل أريد من يكمل هذا الدرب، لا أطلب الكثير، فقط كرسيّاً علمياً يحمل المشعل من بعدي».
بتواضعها الكبير، وعمقها النادر، كانت تقول أكثر مما تكتب، تقول عنها الدكتورة ثريا أحمد عبيد أنها عندما كانت تدرس بمصر -مع بداية الستينيات الميلادية-، إن الرعيل الأول من الطالبات السعوديات معها كن سميرة إسلام، وثريا التركي، وفاتن أمين شاكر، ويوم اختارتها هيئة اليونسكو ضمن أفضل 32 عالمة متميزة لجائزة المرأة والعلوم في مجال العلوم لعام 2000م، عبر معالي الدكتور محمد عبده يماني عن اعتزازه بهذا التكريم وقال في كلمة له:
«لقد عملت هذه السيدة معي لسنوات بجدّ ووعي ومسؤولية وإخلاص عندما كنت مديرا لجامعة الملك عبد العزيز، وكانت تسهم في مسيرة كلية الطب والعلوم الطبية والعلوم عامة. وقد كنت ألاحظ فيها ولعاً وعشقاً للمسيرة التعليمية، ولكنها كانت لا تنقطع عن البحث، وتحرص على تشجيع الطالبات على البحث العلمي، ثم شاءت إرادة الله، أن نكلفها بأعمال في مجال العلوم الطبية في جامعة الملك عبدالعزيز، فكانت نعم المعين، وأشهد أنها من خيرة الذين أدوا الرسالة على خير وجه. وهي سيدة مثقفة واعية وعلى قدر كبير من المسؤولية، وكنت أشعر دائما أن من حق هذه السيدة وأمثالها على المجتمع السعودي، أن يكرّمها، ففي تاريخنا التعليمي الكثير من السيدات الفاضلات العاملات والرائدات اللاتي هن جديرات بالتكّريم، وأن يقدمن كرموز لبنات هذا الوطن ونساء هذا الوطن. »، ثم أضاف الدكتور يماني قائلا: «تحية من الأعماق للرجل الصالح والمواطن المخلص المرحوم بإذن الله الشيخ إبراهيم إسلام، الذي تنبّه منذ وقت مبكِّر، لأهمية التعليم، وضرورة العلم، وإعطائها الفرصة حتى وصلت بفضل الله وتوفيقه إلى ما هي عليه الآن».

مقالات مشابهة

  • الدكتور أحمد رجب: جامعة القاهرة حافظت على رسالتها العلمية والوطنية عبر قرن كامل
  • كوريا الجنوبية.. ابتكار جهاز يوفر شحنا لاسلكيا تحت الماء وداخل جسم الإنسان!
  • العراق: عن هشاشة الدولة التي لا يتحدث عنها أحد!
  • علماء يشككون في وجود ماء جار على المريخ
  • “داخلية غزة”: العدو الإسرائيلي يوفر غطاءً جوياً للصوص لاستهداف رجال الأمن
  • العابد: سنعمل على استجلاب الكفاءات العلمية من الخارج  
  • السرقة العلمية تفجر قضية جديدة بجامعة ابن زهر والقضاء يدخل على الخط
  • إخفاق جديد لصاروخ ستارشيب يعقّد مهمة ماسك إلى المريخ
  • الدكتورة سميرة إسلام.. سيرة حياة حافلة بالعطاء والريادة العلمية
  • المطبخ العالمي: الجيش الإسرائيلي لم يوفر طرقا آمنة لإيصال الإمدادات لنا