المتحدث باسم «فتح» في حواره لـ«البوابة نيوز»: قطاع غزة يشهد على أبشع الكوارث الإنسانية بيد البشر.. ومصر تتبنى الموقف الفلسطينى وتسعى جاهدة لوقف العدوان
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
للشهر السادس على التوالي، يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب الجرائم والمجازر بحق سكان قطاع غزة، وسط عجز دولي عن إيقاف حرب الإبادة الجماعية وسياسة التجويع المستمر بحق الشعب الفلسطيني.
«البوابة» أجرت حوارا مع عبد الفتاح دولة، المتحدث باسم حركة فتح الفلسطينية، عن مستجدات وتطورات الأوضاع في قطاع غزة، حيث أكد أن الاحتلال الإسرائيلي هو السبب الرئيسي في عرقلة دخول المساعدات الإنسانية داخل غزة، وذلك بهدف تنفيذ مخطط التهجير القسري للسكان وإعادة السيطرة على القطاع.
■ في البداية، حدثنا عن آخر التطورات في قطاع غزة؟
- قطاع غزة يشهد على أبشع الكوارث الإنسانية التي افتعلتها يد البشر عبر آلة القتل والعدوان ومجازر الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال بحق شعبنا الفلسطيني ولا يزال ماضيا في جرائمه للشهر السادس على التوالي، وقد استهدف كل مظاهر ومقومات الحياة في قطاع غزة من قتل وتدمير وتجويع لدرجة لم يترك لشعبنا في قطاع غزة أي مأمن من الموت سواء بالقتل والقصف المتواصل أو التجويع المقصود بعدم سماحه لدخول المساعدات الإنسانية والإغاثية واستهدافه للمستشفيات ومراكز إيواء النازحين وقصف شاحنات المساعدات والجوعى الذين ينتظرون ما يسد رمقهم.
وهو بعد سيطرته على شمال القطاع وعزله عن الجنوب عبر شارع استحدثه لفصل القطاع ولاستخدام دباباته وجيشه المجرم وإقامة مناطق عازلة على طول حدود القطاع على أنقاض بيوت وأحياء مسحت بالكامل، والسيطرة على البحر، يعلن عن استكمال حربه بالهجوم على رفح للسيطرة الكاملة على القطاع ما يعني إعادة احتلال القطاع، إلى جانب سعيه المتواصل لتهجير الشعب الفلسطيني قسرا تحت وطأة المجازر والتجويع.
وقد أعلن رئيس وزراء الاحتلال أن التهجير هو أحد أهداف هذه الحرب التي سعى إليها منذ بدء العدوان لولا الموقف الفلسطيني الرافض والمتجذر في أرضه والموقف المصري الحازم في رفض تهجير الشعب الفلسطيني، لكنه يظل أحد أبرز مخاطر الهجوم على رفح إلى جانب ما قد يحدث من مجازر ستكون الأكثر دموية بفعل تكدس ما يزيد على المليون ونصف المليون نازح في رفح.
■ وما الخطوات التي يجري اتخاذها من قبل حركة فتح للتصدي للانتهاكات الصهيونية وحماية المدنيين في غزة؟
- كلنا نشهد حالة العجز الدولي في وقف العدوان على شعبنا رغم بشاعة المشهد، وأن المجتمع الدولي الذي عليه أن يخجل من نفسه إزاء هذه المذبحة لعدم القيام بأي فعل ضاغط يجبر الاحتلال لوقف عدوانه، رغم المواقف الدولية التي تتعاظم ضد العدوان لكن نظريا، إلا أننا فلسطينيا وفتحاويا نعمل على مسارات ثلاث، الأول تعزيز صمود شعبنا وتوفير كل ما يمكن لإغاثة أهلنا في القطاع، وممارسة كل أشكال الصمود والدفاع عن النفس، ورفض التهجير القسري وإعلاء الصوت الفلسطيني ضد العدوان.
والثاني من خلال العمل المتواصل على توحيد وترتيب الصف والبيت الفلسطيني والإصرار على إنهاء الانقسام وتوحيد الجهد تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وتوحيد المواقف والرؤى والأدوات بما يخدم مصالح شعبنا.
ثم تشكيل حكومة جديدة من الكفاءات غير الفصائلية لتقوم بدور ومهام قادر على عبور هذه المرحلة الفارقة من تاريخ قضيتنا الفلسطينية تحافظ على وحدة الجغرافيا الفلسطينية في غزة والضفة بما فيها القدس باعتبارها حكومة للشعب الفلسطيني وتعمل على إعادة الإعمار والحياة إلى القطاع وتقود الحالة الفلسطينية إلى بر الأمان ونأمل أن نتمكن من حشد إجماع وتوافق فلسطيني عليها للتعامل معها الجميع بمسؤولية تمكنها من تجاوز العقبات التي قد تعترض طريقها وصولا لتحقيق طموحات شعبنا في الحرية والدولة والخلاص من الاحتلال.
المسار الثالث هو المضي في النضال السياسي والدبلوماسي والجهد المنسق مع أشقائنا في الدول العربية لتشكيل حالة من الضغط على المنظومة الدولية للقيام بدورها للدفع لوقف العدوان وفتح مسار سياسي ينهي الاحتلال ويوصلنا إلى الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، إلى جانب التفاعل وتوفير الدعم للحكومة الجديدة للقيام بمسؤولياتها دون عوائق.
كما نعمل دوليا على تعزيز الحراك الشعبي في دول العالم كعامل ضغط على الحكومات للقيام بدورها تجاه وقف العدوان والمضي في عزل هذا الاحتلال المجرم دوليا والعمل على محاكمته على ما اقترفه من جرائم إبادة بحق شعبنا.
■ وهل هناك جهود مبذولة من فتح لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى غزة؟
- كل أدوات ووسائل إيصال المساعدات إلى القطاع هي محكومة بفتح المعابر إلى القطاع وتحديدا معبر رفح بوابة وصول المساعدات المصرية والعربية والدولية، وهو ما يعوقه الاحتلال ولا يسمح به كجزء من سياسة التجويع الممنهج بحق شعبنا، ودولة الاحتلال لا تنصاع إلى المطالبات الدولية بإدخال المساعدات وعدم إعاقة وصولها ما دفع مصر ودول عربية شقيقة ودول أخرى باستخدام الإنزال الجوي في سبيل ذلك رغم صعوبة الأمر.
وبالتالي فإن من الصعب علينا إدخال مساعدات من الضفة الغربية والعمل يتم من خلال الأشقاء ودول العالم للضغط لفتح المعابر وعدم تقييد دخول المساعدات، وهذا يعتمد على قدرة المجتمع الدولي في فرض إرادته على الاحتلال وإجباره على السماح بذلك وهو ما لا يتم إلا بشكل جزئي وأمريكا ذهبت إلى إقامة ميناء عائم في سبيل ذلك رغم أنه يحتاج إلى وقت وكان بإمكانها أن تفرض فتح المعابر فهو أكثر يسرا وأكثر جدوى لكن ذلك لم يحدث ويبقى الدور الفلسطيني محدوداً ومقيداً أمام ذلك التعنت والموقف الدولي العاجز.
■ كيف ترى الاتهامات الإسرائيلية ضد وكالة الأونروا وحظر أمريكا تمويلها؟
- لقد كانت الأونروا ولا تزال تشكل الضامن والأساس في تسهيل عملية وصول المساعدات وتوزيعها كجزء من دورها ومسؤوليتها، لكنها الأخرى مستهدفة بذرائع غير منطقية واتهامات القصد منها إنهاء دور عمل الأونروا لارتباطها بجريمة النكبة الأولى واللجوء وحماية حق عودة اللاجئين وهذا لب استهدافها وهو استهداف قديم جديد.
واليوم يشعر الاحتلال تحت عديد الذرائع والاتهامات أنه الوقت للخلاص من هذه المنظمة الدولية الشاهد على الحق والجريمة وتريد الخلاص منها وهو ما لا يجب أن يكون ونحن نعمل على حماية وجود ومكانة ودور الانوروا رغم ما تعرضت له من استهداف وتدمير لمقارها وقتل العديد من العاملين فيها، ولذلك عملنا مع دول العالم لعدم الاستجابة لمطلب الاحتلال بوقف الدعم عنها واستجاب لذلك عديد دول العالم وكان آخرها من الشقيقة المملكة العربية السعودية التي أعلنت عن تقديم الدعم المالي لها.
■ وماذا عن نظرة فتح لدور المجتمع الدولي لإنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة؟
- للأسف المجتمع الدولي أظهر حالة من العجز ومن التواطؤ في أحيان إزاء وقف العدوان، ولم يتمكن من فرض موقف يتغلب على الهيمنة والإرادة الأمريكية التي دعمت العدوان وأعاقت وقفه بالتصويت بالفيتو على كل قرارات مجلس الأمن التي دعت لوقف العدوان، وظل الموقف الدولي نظريا وعاجزا أمام تعنت الاحتلال وتحديهم للمنظومة الدولية في مضيهم بالعدوان وما يرافقه من مذابح الإبادة. ولا يزال صوت الصواريخ والدمار أعلى من صوت العالم الذي يجتمع على وقف العدوان كلاما ولا يمارس ذلك فعلا وضغطا، وعلينا أن نحكم على الأفعال لا الأقوال وما من أفعال إلا صوت العدوان.
■ وإلى أي مدى وصلت جهود تعزيز الوحدة بين الفصائل الفلسطينية خلال الأزمة الحالية؟
- البناء على مخرجات لقاء العلمين في الشقيقة مصر والذي تم الاتفاق فيه على تشكيل لجنة متابعة فصائلية لاستكمال خطوات تحقيق الوحدة وإنهاء الانقسام، ومن ثم البناء على لقاء موسكو والبيان المشترك الذي أجمع على أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني والذي يتطلب أن تنخرط كل الفصائل تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية يلتزم بالتزاماتها وبما أقرته المجالس الوطنية الفلسطينية. وسنظل على تواصل مع كل الفصائل في سبيل ترجمة ذلك على الأرض.
■ كيف تقيم الجهود المصرية لدعم القضية الفلسطينية؟
- مصر تقف تاريخيا إلى جانب الحق الفلسطيني وهي تعتبر القضية الفلسطينية قضية مصر والعروبة وحملت على عاتقها هذه المسئولية ولم تتخل يوما عن دورها المساند والداعم لحقوق شعبنا وتناضل إلى جانب الموقف الفلسطيني الثابت وصولا إلى حرية شعبنا ودولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وهي تتبنى الموقف الفلسطيني وتسعى جاهدة لوقف العدوان الفوري عن شعبنا، وسعت بكل جهد لإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى القطاع عبر معبر رفح الذي لم تغلقه يوما لولا إعاقة الاحتلال لإدخال المساعدات وإعاقة وصولها، وفتحت مشافيها لعلاج ما أمكن من جرحى العدوان، واستخدمت الجو لإغاثة المنكوبين ولم تدخر جهدا لتوحيد الحالة الفلسطينية، وقدمت مرافعة وشهادة تاريخية أمام محكمة العدل الدولية ضد جرائم الاحتلال وعدم شرعية هذا الاحتلال على أراضي دولة فلسطين.
وهي أساس الموقف العربي الساعي إلى وقف العدوان وإنهاء الاحتلال والدفع بتطبيق قرارات الشرعية الدولية فيما يتعلق بحقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والخلاص من الاحتلال وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس والاعتراف بعضويتها الكاملة في الأمم المتحدة.
■ وما السيناريوهات المتوقعة لليوم التالي للحرب؟
- نحن نأمل أن نصل فورا لليوم الأخير للحرب والعدوان الذي طال أمده، ومنذ انطلق والعالم يتحدث عن اليوم التالي وها نحن في الشهر الدامي السادس ولذلك يجب على الجميع أن يتحدث عن اليوم الأخير للعدوان لا أي يوم يلي انتهاء العدوان سيكون من السهل عبور المرحلة التي تليه ويجب أن تظل هذه أولوية.
ومتى وصلنا إلى اليوم التالي فالسيناريو القابل للتنفيذ هو الذي يأتي بإرادة فلسطينية وأدوات فلسطينية وخيار فلسطيني، وتحن لدينا سلطة وطنية فلسطينية مرجعيتها منظمة التحرير الفلسطينية وهي مسؤولة عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة بما فيها القدس وستقوم بمسئولياتها كاملة عن كل الوطن بما فيه قطاع غزة الذي لم تتخل عن مسئوليتها تجاهه يوما، ونحن أمام تشكيل حكومة جديدة لتقوم بدورها فور انتهاء العدوان عن القطاع باعتبارها حكومة الكل الفلسطيني وهي ستعمل على إعادة إعمار القطاع وإعادة الحياة له وإنعاش الحالة الاقتصادية والحفاظ على وحدة الوطن وحمل شعبنا إلى بر الأمان وإيصالنا إلى انتخابات شاملة في غزة والضفة والأهم في القدس.
هذا السيناريو الذي يعنينا فلسطينيا ولا يصح غيره ولا بد أن تذلل أي عقبات فلسطينية داخلية من خلال التوافق الداخلي المسئول والحريص أمام مصالح وطموحات وآمال شعبنا الذي قدم كل هذه الدماء الطاهرة على مذبح الحرية.
■ وهل حددت الحكومة الفلسطينية الجديدة أولوياتها الفترة المقبلة؟
- أولويات الحكومة الفلسطينية الجديدة تتمثل الحفاظ على وحدة الوطن الجغرافية وحماية مكانة قطاع غزة كجزء أصيل من الوطن لا يمكن فصله أو احتلال واقتطاع أي جزء منه، وإعادة إعمار القطاع وإنعاش الحالة الاقتصادية خدمة لشعبنا الفلسطيني وترميم وتوحيد المؤسسات الفلسطينية واستكمال برنامج الإصلاح والتطوير في مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية الذي بدأته حكومة تسيير الأعمال، وإعمال القانون وضمان الحريات وصولا إلى مناخ يسمح بإجراء انتخابات شاملة تكون القدس جزءا منها والدفع بكل ما يحقق طموحات شعبنا.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائيلي غزة العدوان الاسرائيلي على غزة فلسطين مصر منظمة التحریر الفلسطینیة المساعدات الإنسانیة الشعب الفلسطینی المجتمع الدولی لوقف العدوان وقف العدوان فی قطاع غزة إلى القطاع إلى جانب
إقرأ أيضاً:
"حماس" بذكرى انطلاقتها: "طوفان الأقصى" بداية دحر الاحتلال ولن نتنازل عن المقاومة
غزة - صفا
قالت حركة "حماس"، يوم السبت، إنَّ "طوفان الأقصى كان محطة شامخة في مسيرة شعبنا نحو الحرية والاستقلال، وسيبقى معلماً راسخاً لبداية حقيقية لدحر الاحتلال وزواله عن أرضنا".
وأضافت الحركة في بيان لها لمناسبة ذكرى انطلاقتها الـ 38، التي توافق الرابع عشر من ديسمبر، أن "هذه الذكرى تمر مع مرور أكثر من عامين على عدوان همجي وحرب إبادة وتجويع وتدمير، لم يشهد لها التاريخ مثيلاً، ضدّ أكثر من مليوني إنسان محاصر في قطاع غزَّة".
وبينت أن الذكرى تمر في ظل جرائم ممنهجة ضدّ الضفة الغربية والقدس المحتلة ومخططات تستهدف ضمّ الأرض وتوسيع الاستيطان وتهويد المسجد الأقصى، وبعد عامين واجه خلالهما شعبُنا العظيم ملتحماً مع مقاومته هذا العدوان بإرادة صلبة وصمود أسطوري وملحمة بطولية قلّ نظيرها في التاريخ الحديث.
وجاء في بيان الحركة "نترحّم على أرواح القادة المؤسّسين، وفي مقدّمتهم الإمام الشهيد أحمد ياسين، وعلى أرواح قادة الطوفان الشهداء الكبار؛ هنية والسنوار والعاروري والضيف، وإخوانهم الشهداء في قيادة الحركة، الذين كانوا في قلب هذه المعركة البطولية، ملتحمين مع أبناء شعبهم، كما نترحّم على قوافل شهداء شعبنا في قطاع غزَّة والضفة والقدس والأراضي المحتلة عام 48، وفي مخيمات اللجوء".
وأكدت الحركة "أن الاحتلال لم يفلح عبر عامين كاملين من عدوانه على شعبنا في قطاع غزة إلاّ في الاستهداف الإجرامي للمدنيين العزل، وللحياة المدنية الإنسانية، وفشل بكل آلة حربه الهمجية وجيشه الفاشي والدعم الأمريكي في تحقيق أهدافه العدوانية".
كما قالت "لقد التزمت الحركة بكل بنود اتفاق وقف إطلاق النار، بينما يواصل الاحتلال خرق الاتفاق يومياً، واختلاق الذرائع الواهية للتهرّب من استحقاقاته".
وجددت التأكيد على مطالبتها الوسطاء والإدارة الأمريكية بالضغط على الاحتلال، وإلزام حكومته بتنفيذَ بنود الاتفاق، وإدانة خروقاتها المتواصلة والممنهجة له.
وطالبت الإدارة الأمريكية بالوفاء بتعهداتها المعلنة والتزامها بمسار اتفاق وقف إطلاق النار، والضغط على الاحتلال وإجباره على احترام وقف إطلاق النار ووقف خروقاته وفتح المعابر، خصوصاً معبر رفح في الاتجاهين، وتكثيف إدخال المساعدات.
وشددت على رفضها القاطع لكلّ أشكال الوصاية والانتداب على قطاع غزَّة وعلى أيّ شبر من الأراضي المحتلة.
وحذرت من التساوق مع محاولات التهجير وإعادة هندسة القطاع وفقاً لمخططات العدو، مؤكدة أنَّ الشعب الفلسطيني ، وحده هو من يقرّر من يحكمه، وهو قادر على إدارة شؤونه بنفسه، ويمتلك الحقّ المشروع في الدفاع عن نفسه وتحرير أرضه وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.
ودعت الأمة العربية والإسلامية، قادة وحكومات، شعوباً ومنظمات، إلى التحرّك العاجل وبذل كل الجهود والمقدّرات للضغط على الاحتلال لوقف عدوانه وفتح المعابر وإدخال المساعدات، والتنفيذ الفوري لخطط الإغاثة والإيواء والإعمار، وتوفير متطلبات الحياة الإنسانية الطبيعية لأكثر من مليوني فلسطيني.
كما قالت الحركة "إنَّ جرائم العدو خلال عامَي الإبادة والتجويع في قطاع غزَّة والضفة والقدس المحتلة هي جرائم ممنهجة وموصوفة ولن تسقط بالتقادم، وعلى محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية مواصلة ملاحقة الاحتلال وقادته المجرمين ومحاكمتهم ومنعهم من إفلاتهم من العقاب".
وشددت على أنها "كانت " منذ انطلاقتها وستبقى ثابتة على مبادئها، وفيّة لدماء وتضحيات شعبها وأسراه، محافظة على قيمها وهُويتها، محتضنة ومدافعة عن تطلعات شعبنا في كل الساحات".
ونوهت إلى أن مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى سيبقيان عنوان الصراع مع الكيان الاسرائيلي، ولا شرعية ولا سيادة للاحتلال عليهما، ولن تفلح مخططات التهويد والاستيطان في طمس معالمهما.
وذكرت أن جرائم حكومة الاحتلال الفاشية بحق الأسرى والمعتقلين من أبناء الشعب الفلسطيني في سجونها، تشكّل نهجاً سادياً وسياسة انتقامية ممنهجة حوّلت السجون إلى ساحات قتل مباشر لتصفيتهم.
كما شددت على أنَّ قضية تحرير الأسرى، ستبقى على رأس أولوياتها الوطنية، مستهجنة حالة الصمت الدولي تجاه قضيتهم العادلة، وداعية المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية للضغط على الاحتلال لوقف جرائمه بحقّهم.
كما قالت "إن حقوقنا الوطنية الثابتة، وفي مقدمتها حقّ شعبنا في المقاومة بأشكالها كافة، هي حقوق مشروعة وفق القوانين الدولية والأعراف الإنسانية، لا يمكن التنازل عنها أو التفريط فيها".
وأكدت الحركة أن تحقيق الوحدة الوطنية والتداعي لبناء توافق وطني لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني وفق استراتيجية نضالية ومقاوِمة موحّدة؛ هو السبيل الوحيد لمواجهة مخططات الاحتلال وداعميه.
وبحسب بيان الحركة، فإن حرب الإبادة والتجويع التي ارتكبها الاحتلال ضدّ شعبنا على مدار عامين وما صاحبها من جرائم، كشفت " "أنَّنا أمام كيان مارق بات يشكّل خطراً حقيقياً على أمن واستقرار أمتنا وعلى الأمن والسلم الدوليين، ما يتطلّب تحرّكاً دولياً لكبح جماحه ووقف إرهابه وعزله وإنهاء احتلاله".
وثمنت عالياً جهود وتضحيات كلّ قوى المقاومة وأحرار أمتنا والعالم؛ الذين ساندوا الشعب ومقاومته، وبالحراك الجماهيري العالمي المتضامن مع شعبنا، داعية لتصعيد الحراك العالمي ضدّ الاحتلال وممارساته الإجرامية بحق شعبنا وأرضنا، وتعزيز كل أشكال التضامن مع القضية الفلسطينية العادلة وحقوق الشعب المشروعة في الحريَّة والاستقلال.