اكتشاف بركان عملاق بارتفاع 9000 متر على سطح المريخ
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
أعلن فريق بحثي دولي خلال المؤتمر الـ55 لعلوم القمر والكواكب المنعقد في الولايات المتحدة الأميركية بولاية تكساس الأربعاء 13 مارس/آذار الجاري، عن اكتشاف بركان عملاق على سطح المريخ جنوب خط استواء الكوكب.
كما توصل العلماء إلى اكتشاف مساحة شاسعة تبلغ 5000 كيلومتر مربع من الرواسب البركانية في محيط البركان تُظهر عددا كبيرا من التلال المنخفضة والمستديرة والممدودة تشبه البثور.
وأُطلق على البركان الضخم المكتشف اسم "نوكتيس" مؤقتا في انتظار الاسم الرسمي، ويبلغ ارتفاعه 9000 متر (2960 قدما)، إلى جانب براكين أخرى عملاقة معروفة وهي "أسكريوس مؤنس" و"بافونيس" و"أرسيا مؤنس"، إلا أن البركان الجديد ينافسها في القطر، إذ يبلغ عرضه نحو 450 كيلومترا (280 ميلا).
وحسب البيان الصحفي الذي أصدره فريق معهد سيتي ومعهد المريخ المشاركين في الاكتشاف، "فقد كشف العلماء عن بركان عملاق كان يختبئ على مرأى من الجميع في واحدة من أكثر مناطق المريخ شهرة، وبسبب التآكل الشديد الذي تعرض له أصبح غير قابل للتعرف عليه".
وأشار العلماء إلى أن هذا البركان يقع في تضاريس تشبه المتاهة في الجزء الشرقي من هضبة "ثارسيس" البركانية قرب خط الاستواء المريخي، إلى جانب وجود طبقة جليدية محتملة في قاعدته.
يقول الباحث الرئيسي في الدراسة عالم الكواكب في معهد سيتي ومعهد المريخ الدكتور "باسكال لي": "كنا نفحص جيولوجيا المنطقة التي وجدنا فيها بقايا نهر جليدي في العام الماضي، فأدركنا أننا كنا داخل بركان ضخم ومتآكل بشدة".
بركان نشط لفترة طويلةويشير البيان إلى أن البركان العملاق "نوكتيس" كان نشطا منذ العصور القديمة وحتى عهد قريب نسبيا مع وجود بقايا محتملة من الجليد قرب قاعدته. ويدل الحجم الهائل للبركان وخصائصه الجيولوجية المعقدة على أنه كان نشطا لفترة طويلة جدا في الجزء الجنوبي الشرقي الذي توجد فيه رواسب بركانية رفيعة وحديثة من المحتمل أن يكون الجليد موجودا تحتها.
يقول الباحث المشارك في الدراسة "سوراب شوبهام" من جامعة ماريلاند: إنه "من المعروف أن هذه المنطقة من المريخ تحتوي على مجموعة متنوعة من المعادن المائية التي تمتد على امتداد طويل من تاريخ المريخ. ومنذ فترة طويلة يُشتبه في وجود بيئة بركانية لهذه المعادن، لذلك قد لا يكون مستغربا جدا العثور على بركان هناك".
وذكر فريق البحث أن اكتشاف هذا البركان يجعل المكان جذابا ومثيرا للبحث عن الحياة، ووجهة محتملة للاستكشاف الآلي والبشري في المستقبل، كما أن اكتشاف جليد مدفون تحت رواسب بركانية حديثة نسبيا داخل محيط البركان المتآكل مهم لدراسة التطور الجيولوجي للمريخ عبر الزمن.
ويفسر الباحثون تكوين البركان العملاق "نوكتيس" بأنه نتاج تراكمات طبقات الحمم البركانية والجليد، وهذا الأخير ناتج عن تراكم متكرر للثلج والأنهار الجليدية على جوانبه عبر الزمن، مع تطور الكسور والصدوع في النهاية، لا سيما فيما يتعلق برفع منطقة "ثارسيس" الأوسع التي يقع عليها البركان؛ حيث بدأت الحمم في الارتفاع عبر أجزاء مختلفة من البركان، مما أدى إلى تآكل حراري وإزالة كميات هائلة من الجليد المدفون والانهيار الكارثي لأجزاء كاملة من البركان.
ويرى الباحثون أن استمرار الألغاز المحيطة ببركان "نوكتيس" يثير انتباه العلماء، وقد بدأ الموقع بالفعل في الظهور كموقع جديد ومثير لدراسة التطور الجيولوجي للمريخ والبحث عن الحياة والتخطيط للاستكشاف في المستقبل.
يقول الدكتور "باسكال لي" : "إنه بركان قديم وطويل العمر، بحيث يمكنك التنزه أو الطيران حوله لفحص أجزاء مختلفة من داخله وتاريخها لدراسة تطور المريخ عبر الزمن، مما يجعله موقعا رئيسيا لعلم الأحياء الفلكية والبحث عن علامات الحياة، ومع استمرار الحفاظ على الجليد بالقرب من السطح في منطقة استوائية دافئة نسبيا على سطح المريخ يبدو المكان جذابا للغاية للاستكشاف الآلي والبشري".
يذكر أن الدراسة عن هذا البركان العملاق أُجريت باستخدام بيانات المركبة الفضائية "مارينر9″ و" فايكينغ أوربيتر 1 و2 التابعة لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، إضافة إلى "مارس غلوبال سورفيور" و"مارس أوديسي" و"مارس ريكونسنس أوربيتر" التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات على سطح المریخ
إقرأ أيضاً:
بركان عمره 120 مليون سنة يكشف لغز أخطر مناطق الكوكب
نجح الجيولوجيون بقيادة فريق من جامعتي ماريلاند وهاواي في ربط أحد أكبر الثورات البركانية في تاريخ الأرض بمصدره في أعماق المحيط الهادي.
وكشف الفريق أن البقعة الساخنة نفسها الواقعة تحت الماء شكّلت سلسلة من البراكين في مناطق متعددة في جنوبي المحيط الهادي، وعلى رأسها هضبة أونتونغ-جافا الضخمة، شمال شرق بابوا غينيا الجديدة في المحيط الهادي، والتي تشكلت قبل حوالي 120 مليون سنة، ويغطي حجمها ما يقارب 1% من سطح الأرض، أي أنها أكبر حتى من بعض القارات الصغرى.
وتأتي أهمية هذا الدراسة في أنها تكشف بعض جوانب العالم الغامض في منطقة المحيط الهادي التي تعتبر موطنا لأكثر البراكين غموضا وأخطرها على وجه الأرض في الماضي السحيق.
تتسم جيولوجية المحيط الهادي بسلاسل جبال بحرية طويلة متعددة مغمورة في قاع المحيط والتي شكلتها البراكين الساخنة، ومنها سلسلة جبال هاواي-أمبرور البحرية وسلسلة جبال لويزفيل البحرية.
كما أنها تضم هضبة أونتونغ جافا، وكذلك منطقة الحزام الناري، الواقعة في سواحل المحيط الهادي وجزرها حيث تنشط الزلازل والبراكين، كما تعتبر منطقة الحزام الناري أكبر حزام من البراكين المتفجرة في العالم.
وتقول فال فينلايسون، الباحثة المساعدة في قسم الجيولوجيا بجامعة ميريلاند، والمؤلفة الرئيسية للدراسة في تصريح تضمنه بيان رسمي من جامعة ميرلاند "حتى الآن، كانت لدينا صورة متباينة للغاية عن المحيط الهادي وبراكينه، ولكن لأول مرة، تمكنا من إيجاد صلة واضحة بين الأنظمة البركانية الأحدث في جنوب المحيط الهادي والأقدم في غربه، إنه اكتشاف يمنحنا تاريخا أكثر اكتمالا لكيفية تطور حوض المحيط الهادي على مدى ملايين السنين ليصبح ما هو عليه اليوم".
تساءل العلماء عما إذا كانت نقطة لويزفيل البركانية الساخنة في جنوب المحيط الهادي، وهي منطقة ترتفع فيها مواد ساخنة ومتميزة كيميائيا من أعماق الأرض إلى السطح لتكوين البراكين، قد شكلت كلا من سلسلة الجبال تحت الماء التي تحمل اسمها وهضبة أونتونغ-جافا.
إعلانوقد حاولت النظريات والنماذج السابقة حول كيفية تحرك قاع المحيط الهادي تفسير العلاقة بين جبال لويزفيل وهضبة أونتونغ-جافا، لكنها فشلت في تقديم إجابة قاطعة.
وقالت فينلايسون: "لقد اختفى الكثير من الأدلة المادية على وجود صلة بين لويزفيل وأونتونغ-جافا لأن جزءا من مسار نقطة لويزفيل الساخنة قد اندس، أو اندفع، تحت الصفائح التكتونية في منطقة المحيط الهادي، وبالتالي اضطررنا إلى أخذ عينات من براكين مغمورة بعمق من مسار نقطة ساخنة مختلفة وطويلة الأمد للعثور على أدلة من عشرات الملايين من السنين تشير إلى أن نماذجنا لصفيحة المحيط الهادي بحاجة إلى مراجعة".
حققت فينلايسون وفريقها أول إنجاز لهم عندما اكتشفوا سلسلة من الجبال تحت الماء بالقرب من ساموا، والتي كانت أقدم بكثير مما كان متوقعا بالنسبة للبراكين في المنطقة.
ومن خلال تحليل عمر وتركيب عينات الصخور القديمة المأخوذة من المنطقة، خلص الباحثون إلى أن هذه الجبال كانت جزءا من جزء أقدم بكثير من مسار لويزفيل البركاني، والذي قارنته فينلايسون بآثار مسار البركان، فمع تحرك قشرة الأرض (الصفائح التكتونية) فوق النقاط الساخنة، فإنها تُشكل هذه المسارات البركانية.
وأوضحت فينلايسون: "يمكننا تتبع هذه "الآثار" عبر الزمان والمكان. وتزداد هذه الآثار قدما كلما ابتعدنا عن نقطة ساخنة نشطة، على غرار كيفية تلاشي آثار أقدامنا في الرمال أثناء المشي. ولكن لا يزال بإمكانك معرفة أن هذه الآثار تنتمي إلى المصدر نفسه.
وبفضل هذه الأدلة الجديدة، تمكن الباحثون من مراجعة النماذج الحالية لحركة صفائح المحيط الهادي واكتساب فهم أفضل لكيفية تحرك قاع البحر على مدى ملايين السنين.
حل الألغاز الأخرىيخطط فريق فينلايسون الآن لتطبيق نماذجهم المُحسّنة لفهم السمات البركانية القديمة الأخرى المنتشرة في قاع المحيط وفوق سطحه بشكل أفضل. ونظرا لأن العديد من دول جزر المحيط الهادي تقع حاليا فوق منصات بركانية وسلاسل بركانية تحت الماء، تأمل فينلايسون أن يُعزز عملها فهم أسس تلك الدول. كما تعتقد أن اكتشاف فريقها سيساعد العلماء على تطوير فهم أفضل للنشاط البركاني والتطور الجيولوجي، ليس فقط في منطقة المحيط الهادي، بل في جميع أنحاء العالم.
إعلانوقالت فينلايسون: "لقد حللنا لغزا واحدا، ولكن لا يزال هناك عدد لا يُحصى من الألغاز التي تنتظر الحل. يُقدم لنا هذا الاكتشاف تاريخا أكثر دقة للمحيط الهادي ونشاطه البركاني، ويساعدنا على فهم المزيد عن ديناميكيات وأنماط النشاط البركاني الذي يحدث هناك". وأضافت: "كل ما نتعلمه عن ماضي الأرض المضطرب يُساعدنا على فهم الكوكب الديناميكي الذي نعيش عليه اليوم بشكل أفضل".