استعراض روسي في البحر الأحمر بالتنسيق مع صنعاء وسط تصاعد التوتر مع الغرب
تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT
الجديد برس:
قال أسطول المحيط الهادئ الروسي، الخميس، إن عدة سفن حربية روسية عبرت مضيق باب المندب إلى البحر الأحمر.
يأتي هذا وسط تصاعد الهجمات التي تشنها قوات صنعاء على السفن الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية، وفي خضم توتر بين موسكو والقوى الغربية وفي مقدمتها واشنطن بسبب العديد من الملفات خاصة الحرب في أوكرانيا.
ونقلت قناة “زفيزدا” التلفزيونية التابعة لوزارة الدفاع الروسية عن قائد أسطول المحيط الهادئ الروسي، قوله إن الطراد (فارياج) والفرقاطة (مارشال شابوشنيكوف) يشاركان في الرحلة.
وأضاف قائد الأسطول أن طواقم السفينتين تدربت على سيناريوهات مختلفة لمكافحة نشاط العدو المفترض.
ورغم أن الأسطول الروسي في المحيط الهادئ شدد على أن مهامه تأتي في إطار رحلة بحرية دورية في مياه العالم، لكن ذلك لا يمكن فصله عن صراع النفوذ مع الغرب وخاصة الولايات المتحدة منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022.
وفي السياق، أكد نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي في وزارة الدفاع بحكومة صنعاء العميد عبدالله عامر، في تغريدة على منصة “إكس” مرور عدداً من البوارج الروسية لباب المندب بشكل آمن، في إشارة إلى تنسيق بين صنعاء وموسكو.
وهذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها روسيا نشر بوارج حربية روسية في البحر الأحمر منذ بدء المواجهات بين قوات صنعاء والتحالف الأمريكي – البريطاني – الغربي.
وجاء قرار موسكو إرسال بوارج حربية روسية عقب أيام على تقارير تتحدث عن اتفاق بين موسكو وصنعاء وبكين بشأن الملاحة في البحر الأحمر، وأبرز تلك التقارير ما أوردته وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية عن تقارب بين الأطراف الثلاثة لمواجهة التهديدات الأمريكية – الغربية المتصاعدة هناك.
فيما يرى مراقبون أن الخطوة الروسية قد تدفع نحو مواجهات أوسع في المنطقة في ظل السباق الجيوسياسي بين تلك القوى.
وكان الجيش الأمريكي عزز من تواجده العسكري في البحر الأحمر لمواجهة هجمات قوات صنعاء على السفن الإسرائيلية فيما نظم الجانب الأوروبي مهمة بحرية للمنطقة ضمت سفناً من دول مثل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا واليونان فيما رفضت دول أروربية أخرى المشاركة في المهمة.
ويعتقد أن دخول الأسطول الروسي للبحر الأحمر رسالة قوية من موسكو للغرب بعد تصاعد التهديدات الغربية فيما يتعلق بتسليح أوكرانيا حيث يؤكد الجانب الروسي أنه قادر على مد نفوذه في مناطق تعتبر حيوية واستراتيجية للولايات المتحدة.
كما يُشار إلى أن البحر الأسود شهد في بداية الحرب الروسية الأوكرانية توتراً بين واشنطن وموسكو في محاولة كل دولة تعزيز نفوذها حيث يعتبر الجانب الروسي أن مجاله الحيوي بات مهدداً من قبل القوى الغربية.
موسكو تبحث مع غروندبرغ سبل حل أزمة اليمن والتصعيد في البحر الأحمروفي سياق آخر، عقدت روسيا، الأربعاء، مباحثات مع الأمم المتحدة حول أزمة اليمن والتصعيد في البحر الأحمر.
وذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن المبعوث الرئاسي الروسي الخاص إلى الشرق الأوسط وأفريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، بحث مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، تحقيق السلام في اليمن والبحر الأحمر.
وأضاف البيان أنه “خلال المحادثة، تبادل الجانبان وجهات النظر بشكل شامل حول تسوية الأزمة العسكرية والسياسية في الجمهورية اليمنية، بما في ذلك في ضوء التصعيد المستمر للتوتر في مياه البحر الأحمر”.
وأشار البيان إلى أن “الجانبين أكدا مجدداً أهمية تكثيف الجهود الدولية الرامية إلى “إقامة حوار وطني يمني مستدام تحت رعاية الأمم المتحدة”.
ولفت البيان إلى أنه “تم إبلاغ غروندبرغ باتصالات الجانب الروسي مع ممثلي مختلف القوى السياسية اليمنية، فضلا عن الشركاء الإقليميين لتعزيز تطبيع الوضع في اليمن وما حوله، بما في ذلك حل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية المتراكمة”.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: فی البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
تصاعد التضامن ’’العالمي’’ مع غزة تنديداً بجرائم الإبادة الصهيونية بحق الأطفال والنساء .. اليمن نموذجًا للموقف المشرّف
يمانيون /
يشهد العالم موجةً غير مسبوقة من التضامن مع الشعب الفلسطيني، ولا سيما في قطاع غزة، في ظل استمرار العدوان الصهيوني الوحشي الذي لم يفرّق بين مدني ومقاتل، وارتكب جرائم إبادة مروّعة بحق الأطفال والنساء. هذا التضامن شمل احتجاجات شعبية واسعة، بيانات شجب من منظمات حقوقية، وتحركات قانونية دولية متزايدة. وسط هذا المشهد، يبرز الموقف اليمني كأحد أكثر المواقف دعمًا ووضوحًا في الانتصار للقضية الفلسطينية، متجاوزًا ما قدمته العديد من الدول والشعوب الأخرى.
الجرائم الصهيونية ضد الأطفال والنساء في غزة
منذ بداية العدوان في أكتوبر 2023، وثّقت تقارير حقوقية أعدادًا صادمة للضحايا المدنيين في قطاع غزة، حيث أفاد تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) أن أكثر من 14,000 طفل وامرأة استشهدوا جراء القصف الإسرائيلي هذه الإحصائية مسجلة حتى أبريل 2024 فقط .
كما أكدت منظمة هيومن رايتس ووتش استخدام إسرائيل لأسلحة متفجرة ثقيلة في مناطق مكتظة بالسكان، ما أدى إلى تدمير عشرات المدارس والمستشفيات، ووصفت هذه الممارسات بأنها “جرائم حرب”
في تقرير آخر نشرته منظمة أنقذوا الأطفال (Save the Children)، تم توثيق معاناة أكثر من 1.1 مليون طفل في غزة من آثار الصدمة النفسية، والجوع، والتشريد القسري.
التضامن العالمي: بين الغضب الشعبي والتخاذل الرسمي
شهدت العواصم العالمية مظاهرات ضخمة رفضًا للعدوان على غزة. ففي لندن وحدها، خرجت مظاهرات عدة تجاوز عدد المشاركين فيها مئات الآلاف ، وفي الولايات المتحدة، وثّقت شبكة CNN خروج احتجاجات طلابية داخل أكثر من 60 جامعة أمريكية ضد دعم واشنطن لكيان الاحتلال الصهيون ، ورفعت شعارات تطالب بوقف تمويل الحرب وفرض العقوبات على الاحتلال ، وتوالت الاحتجاجات والتنديدات الغاضبة ضد كيان العدو ودعماً لغزة في عدد من الدول الغربية ..
وفي المقابل، جاءت مواقف العديد من الحكومات الغربية والعربية ضعيفة، واكتفت بعضها بدعوات عامة إلى “التهدئة” دون أي خطوات ملموسة، وسط استمرار شحنات السلاح المرسلة للعدو الإسرائيلي من الولايات المتحدة وألمانيا.
الموقف اليمني: صوت مقاوم لا يُشترى
في مشهد يختلف عن الغالبية، برز اليمن كأكثر الدول العربية وضوحًا في دعم فلسطين، لا سيما من العاصمة صنعاء التي تشهد مليونيات شعبية ضخمة أسبوعيًا منذ بداية العدوان.
تميز الموقف اليمني:
توثق وسائل الإعلام المحلية والدولية الصورة الأسبوعية للدعم الشعبي العارم بخروج الملايين في صنعاء وكل المحافظات يرفعون شعارات التحدي للعدو الصهيوني ، متوجاً بموقف القيادة السياسية الحازم الذي عبر عنه رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط في خطابه التاريخي في العام ’’2024’’ الثاني والعشرون من فبراير بقوله : أن “فلسطين هي قضية الأمة المركزية، والرد قادم في الوقت المناسب”،لتعلن بعده القوات المسلحة اليمنية تنفيذ ضربات بحرية بطائرات مسيّرة وصواريخ باليستية على سفن إسرائيلية وأمريكية في البحر الأحمر، دعمًا لغزة وهو موقف يؤكد الربط بين المعركة في اليمن وغزة ، وهو موقف أكده السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله في خطابه التاريخي في السابع عشر من مارس 2024م بقوله : أن المعركة ضد التحالف السعودي-الأمريكي هي امتداد للصراع ضد الهيمنة الصهيونية.
خاتمة
كشف العدوان الصهيوني على غزة نفاق الأنظمة العالمية التي تتشدق بحقوق الإنسان، وأظهر في المقابل مواقف مشرفة لشعوب حرة، وعلى رأسها الشعب اليمني. لقد أثبت اليمن، رغم ظروفه الصعبة، أن الانحياز للحق لا يحتاج إلى إمكانيات بل إلى إرادة وكرامة.
وبينما تسكت أنظمة كبرى أمام جرائم إبادة جماعية موثقة، يخرج صوت اليمن عاليًا: “لن تكون فلسطين وحدها أبدًا”.