عائشة بن أحمد: «بدون سابق إنذار» رسالة مهمة للتعامل مع المرض اللعين
تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT
فنانة استثنائية، لم يكن طريقها إلى الفن مفروشاً بالورود، ولكنها اجتهدت وثابرت حتى وصلت وحجزت مكانها بين نجمات جيلها فى الصفوف الأولى، فهى لا تقبل إلا بالمنافسة على النجومية بالأدوار القوية، التى تترك بصمة واضحة لدى الجمهور، هى الفنانة عائشة بن أحمد، التى تشارك فى الماراثون الرمضانى لهذا العام بعمل إنسانى من العيار الثقيل، وتقدم خلاله دوراً جديداً بمشاعر أمومة يعتصر قلبها على ابنها الوحيد الذى يواجه مصيراً مجهولاً، وتجد نفسها مكتوفة الأيدى لا تملك شيئاً لتخفيف آلام صغيرها الذى يعانى من مرض السرطان اللعين، لتدخل نفقاً مظلماً وتواجه العقبات لكى تنقذ ابنها.
تكشف «بن أحمد»، فى حوار خاص لـ«الوطن»، عن تحدياتها واستعدادها لدور الأم، وعن أبرز القضايا التى تقدمها من خلال مسلسل بدون سابق إنذار، ورسالتها من العمل، وعن أصعب المشاهد التى قدمتها خلاله، والفوبيا التى تعانى منها، كما تحدثت عن تعاونها لأول مرة مع المخرج هانى خليفة والفنان آسر ياسين، فى مباراة تمثيلية ممتعة داخل الكواليس، وتطرقت النجمة التونسية إلى وصفتها الخاصة لحل الخلافات الزوجية وكيفية تجاوزها، بالإضافة إلى أهمية الطب النفسى وعلاقتها الخاصة به، فضلاً عن مشاهدها الماستر سين بالعمل، وعلاقتها بالحيوانات والرقص وغيرها من التفاصيل.
بداية.. حدثينا عن تحمسك لبطولة «بدون سابق إنذار» دون غيره فى الموسم الرمضانى 2024؟
- بداية، لا توجد عائلة لم تعش أزمة السرطان، فهو بالفعل مرض لعين وطرق أبواب كل الناس، سواء الأب أو الأم أو الابن، وهو موضوع حساس جداً، وكان لا بد من تقديمه للجمهور ليدركوا كيفية التعامل مع هذا المرض من نواحيه المتعددة، وبخاصة الجانب النفسى وتحديداً عندما يكون المصاب طفلاً صغيراً، بالإضافة إلى آلية رحلة العلاج، لأنها تكون صعبة للغاية على الطفل وعلى أهله ومن حوله، لذلك فالمسلسل هو رسالة مهمة لكل الجمهور وسيكون لكل عائلة تحليل خاص من منظورها وتجربتها مع رحلة نفس المرض، لأننا جميعاً عانينا من السرطان «المرض ده ماسابش أى عيلة»، وكل العناصر الموجودة بالمسلسل تجعل أى ممثل متحمساً لأن يكون أحد عناصره.
هل يعنى ذلك أن قصة المسلسل تتمحور حول السرطان؟
- بالطبع هناك رسائل قوية أخرى يتطرق إليها المسلسل، مثل تجميد البويضات والخلافات الزوجية وكيفية حلها وغيرها من الموضوعات المهمة، ولكن الموضوع الأساسى هو تناول مرض السرطان خاصة للأطفال.
«مشاكلك بتبان كبيرة لحد ما تيجى مشكلة بدون سابق إنذار تخليك تسأل نفسك هو أنا كنت باشتكى من إيه قبل كده».. حدثينا عن تلك الجملة المؤثرة لك بالعمل؟
- «طبعاً، الواحد لازم يتعلم يقول الحمد لله، فالحمد لله على كل نعم الله لنا وأولها الصحة»، لأنه فى بعض الأحيان نتعرض لمواقف مفاجئة تجعلنا نتساءل عن أسباب مشكلاتنا السابقة ونسخر منها ومن أنفسنا، لأنها كانت تشغل أكبر من حجمها، والهدف أن يتعلم الإنسان أن يحمد الله بشكل دائم لأنه لا يعلم ما فى الغيب.
شاهدنا أسماء مؤلفين عدة على تتر المسلسل.. ألم يؤثر ذلك على السيناريو؟
- العمل هو ورشة كتابة للمؤلفة ألمى كفارنة، ولم يؤثر ذلك على السيناريو، ولم نشعر بأن أكثر من شخص عمل على كتابته، والشخصيات جميعها جرى كتابتها ورسمها بحرفية دون أى تأثير على إيقاع الحلقات.
وهل تهتمين بترتيب الأسماء على التتر؟
- «أكيد يهمنى»، ولكن فى هذا العمل لم أهتم ولم أتحدث بذلك الأمر ولم يكن يشغل بالى، كنت مهتمة بشكل أكبر بالدور وبقضية المسلسل وأهميتها، وأن نقدمها على أكمل وجه، بالتعاون مع المخرج هانى خليفة.
تناول المسلسل حالة الاضطراب بين الزوجين مروان وليلى وزيارتهما لطبيب نفسى.. هل هذه رفاهية أم احتياج؟
- لا ليست رفاهية، أرى أنه مثلما يشعر الشخص بآلام فى أى عضو جسدى ويذهب للطبيب المعالج فإن التعب النفسى يحتاج إلى مختص أيضاً، سواء طبيب نفسى أو «لايف كوتشنج» لكى يبحث عن حلول، فأنا لا أرى بها أى مشكلة وإنما هى ذكاء ووعى شديد.
وهل ذهبت عائشة بن أحمد من قبل لطبيب نفسى؟
- إذا شعرت بالاحتياج لذلك سأذهب دون تردد، وليس لدىّ أى مشكلة فى ذلك، لأننى أشجع على اتخاذ هذه الخطوة، لأنها وسيلة من أجل التعافى والتحسن.
وكيف رأيتِ المشكلات بين «مروان وليلى» واحتدامها لهذه الدرجة؟
- بالطبع إذا لم تكن هناك مشكلات زوجية فهذا أمر غير طبيعى، ولكن الأهم هو كيفية التعامل مع هذه المشكلات والتعايش معها وتبسيطها وترتيب الأولويات فى حياتنا، مثل الأولاد، وهو ما توصل إليه «مروان وليلى» ولكن مشكلة ابنهما كانت أكبر من خلافاتهما المعتادة.
برأيك هل ما زالت هناك مقارنات بين عمل الرجل والمرأة مثلما قدم «بدون سابق إنذار»؟
- أرى أن المرأة لا بُد أن تعمل وتكون مستقلة بذاتها وحياتها وتحاول النجاح فى ذلك الأمر، ولكن هذا لا يعنى أنها تتساوى مع الرجل، ولا يعنى ذلك أن طرفاً أعلى من الثانى، وإنما متساويان ولا يمتلك أحد حقوقاً أكثر من الطرف الآخر.
«مروان وليلى» قدما روشتة لتجاوز الخلافات الزوجية من أجل الأبناءوماذا عن الروشتة العلاجية لتلاشى المشكلات بين الأزواج من وجهة نظرك؟
- بداية هو التواصل والتفاهم بين المرأة والرجل، ولا بد من أن تكون هناك لغة حوار بين الأزواج لكيفية فهم المشكلات والتوصل لحلول، ويليه فى المرتبة الثانية الاحترام ثم الحب.
قدمتِ خلال الحلقات السابقة مشاعر الأمومة.. من أين استلهمتِ تلك الحالة؟
- من أمى فى المقام الأول وتعاملها معنا وخوفها علينا، إلى جانب أن لدىّ جانباً إنسانياً من خلال تعاملى مع الأطفال أستغله فى عملى ومشاهدى مع «عمر» ابنى خلال الأحداث، إلى جانب نموذج الأم المصرية، فهى مُلهمة فى تعاملها مع أبنائها وحديثها معهم.
علاقتك قوية مع الحيوانات.. هل تسببت فى مشاعرك الجياشة تجاه من حولك؟
- نعم ولدرجة كبيرة، والبعض يظنون أننى أعطى الأمور أكبر من حجمها، ولكن هذه هى الحقيقة، ودائماً لدىّ إيمان أنه من يكون حنوناً مع الحيوانات سيكون كذلك مع البشر، وأحب الدفاع عنها باستمرار لأنها ليس لديها قدرة على الحديث والدفاع عن نفسها والتعبير عما تشعر به.
شاهدنا لكِ أكثر من ماستر سين خلال الحلقات الأولى من المسلسل.. أيها أكثر صعوبة لكِ؟
- مشاهد المستشفى كانت متعبة للغاية، بداية من دخولى المستشفى وشعرت بحالة نفسية سيئة جداً، ومشاهد الماستر سين لجميع أبطال المسلسل وليس لى فقط، لأننا قدمناها من قلوبنا وبإحساس حقيقى، وكل مشهد هو ماستر سين بالنسبة للمخرج هانى خليفة، لأنه يخرج من كل مشهد شيئاً مميزاً للجمهور.
وما المشاهد التى استحضرتها من ذاكرتك لحظة دخولك المستشفى وجعلتك بهذه الحالة النفسية السيئة؟
- «أكيد ذكريات مش أحلى حاجة»، وأنا لا أحب المستشفيات.
ونحن نتحدث عن هذه الحالة.. ما أكثر الأشياء التى تثير خوف عائشة بن أحمد؟
- لدىّ «فوبيا» من الأماكن المغلقة، ومن الممكن أن أستخدم «الأسانسير» ولكن أشعر بالاضطراب والخوف والهلع السريع، إلى جانب فوبيا المرض خاصة بعد فيروس كورونا، وأصبحت أهتم بتعقيم كل شىء بصفة مستمرة، وبالطبع جميعنا بعد تلك المحنة بات يشعر بتلك الحالة.
تخوضين الماراثون الرمضانى هذا العام لأول مرة مع الفنان آسر ياسين.. كيف كانت تجربتك معه؟
- آسر ياسين ممثل مثقف وذكى للغاية، ويدرك كل أدواته ولديه قدر عالٍ من التركيز، وهذه أول مرة نتعاون خلالها، وشعرت بالراحة والكيمياء المشتركة بيننا، «هو بنى آدم مريح جداً وتجربة استمتعت بيها».
وماذا عن المخرج هانى خليفة، الذى يتميز فى أعماله بالبحث عما داخل النفس البشرية؟
- بالطبع، فهو مخرج مميز ولديه مدرسته الخاصة ويفهم جيداً أعماق الممثل الماثل أمامه ومشاعره، سواء كان الممثل رجلاً أو امرأة، وفى كثير من الأحيان كنت أتعجب منه من شدة حالة الوعى التى يتمتع بها، والعمل معه ممتع على الرغم من أنه مرهق ومتعب، وفى أوقات كثيرة أبلغه بأنه يضغط علىّ لأننى مستمتعة وهو لا يترك أى تفصيلة فى المشاهد دون تدقيق شديد، «عايز يطلع أعلى وأحلى حاجة من الممثل»، وكنت أتمنى التعاون معه من قبل ولكن لم يحدث نصيب وتوفيق، وعندما جاءت فرصة تعاونى معه فى مسلسل بدون سابق إنذار كنت سعيدة جداً.
هل تشعرين أن مسلسلات الـ15 حلقة أشبه بتصوير الأعمال السينمائية؟
- لا، ليس لدرجة الفيلم لأنه يستغرق وقتاً أقل، ولكن فى تجربة المسلسلات الـ15 حلقة يكون التصوير أقل إرهاقاً والإيقاع يكون سريعاً.
متى تعرضت عائشة بن أحمد لموقف بدون سابق إنذار غيّر مسار حياتها؟
- ليس موقفاً بعينه، ولكن تراكمات أصبحت من بعدها متغيرة فى حياتى وأكثر حرصاً على نفسى ومن حولى.
لاحظت اهتمامك بالرقص والتدريب عليه باستمرار.. هل ذلك هواية أم من أجل دور جديد تستعدين له؟
- أعشق الرقص، فهو هواية بالنسبة لى منذ الصغر وشىء مهم فى حياتى، فمن الممكن أن تكون رقصة سبباً فى تغيير المزاج، وتنسينى ما أشعر به من مشاعر سلبية فى بعض الأوقات، وأى فرصة أجدها لكى أرقص لا أتردد خلالها.
تجربة مسلسلات الـ15أرى أن مسلسلات الـ15 حلقة فى الموسم الرمضانى فكرة رائعة، لأنها لا تحمل مطاً وتطويلاً فى الأحداث، والممثل لن يشعر بالملل من الشخصية التى يقدمها، والقصة تكون مكثفة، والمشاهد أصبح يتجه لتلك التيمات من خلال تجاربه السابقة مع المنصات الإلكترونية، فأصبحت وجهته المفضلة فى المشاهدة من خلال 8، 9، 10 حلقات، وهذا لا يلغى أهمية مسلسلات الـ30 حلقة، ولكن الأهم هو السيناريو الجيد والحفاظ على عنصر التشويق على مدار كل الحلقات بحبكة درامية قوية، ولا توجد قاعدة لهذا الأمر.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الدراما السباق الرمضانى بدون سابق إنذار بدون سابق إنذار عائشة بن أحمد مسلسلات الـ15 من خلال
إقرأ أيضاً:
أزهري يوجه رسالة لـ حمو بيكا بعد وفاة أحمد عامر: من باب أولى أن تتعظ
وجه الشيخ عبد العزيز النجار، أحد علماء الأزهر الشريف، رسالة إلى مطرب المهرجانات حمو بيكا؛ بعد مطالبته بحذف جميع أغاني الفنان الراحل أحمد عامر من على قناته الخاصة.
وقال العالم الأزهري، إنه من باب أولى أن يتعظ حمو بيكا، وأن يحذف هو الأغاني الخاصة به، وأن يسأل علماء الأزهر عن الحلال، وأن يتجه للحلال، متسشهدا بقول الله - تعالى-: "أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم".
وأضاف العالم الأزهري، خلال تصريحات تلفزيونية، أنه يدعو الله أن يغفر للراحل أحمد عامر، لافتا إلى أن هناك صدقة وحسنة جارية، وأن هناك سيئة جارية.
وطالب الشيخ عبد العزيز النجار، من الجمهور، بعدم الشماتة في أحد بعد الوفاة، داعيا كل شخص أن يعمل لما هو بعد الموت.
وكان مؤدي المهرجانات حمو بيكا أثار الجدل مجددًا حول حذف أغاني المطرب الراحل أحمد عامر، مؤكدًا أن الغناء ليس حرامًا، وأنه يكتسب رزقه من الغناء.
وقال حمو بيكا خلال مقطع فيديو نشره عبر حسابه على “فيس بوك”: "لما حذفت أغاني أحمد عامر عشان ده واحد في ذمة الله والأغاني ميبقاش ليها وجود عندي، لكن إحنا مش بنعمل حاجة غلط لقمة عيشنا وهي دي شغلتنا وناس كتير بتاكل عيش وفاتحين بيوت".
وتابع: “إحنا مش بنعمل حاجة غلط أو حرام ولو بنعمل حاجة حرام ربنا اللي هيحاسبنا مش العبد، كلنا أموات وناس بتوصل ناس.. الحمد لله إحنا عارفين ربنا وبنصلي ومفيش حاجة غلط”.
واختتم: “إحنا وقفنا شغل امبارح بسبب وفاة أخويا أحمد عامر، وكان فيه أغاني هتنزل ووقفناها”.
وفاة الفنان أحمد عامر إثر وعكة صحية مفاجئةورحل الفنان أحمد عامر فجر الأربعاء الموافق 2 يوليو، إثر تعرضه لوعكة صحية مفاجئة، وتم نقله إلى المستشفى، إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة فور وصوله، وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي حالة من الحزن الشديد على الراحل، وتصدّر اسمه مؤشرات البحث بعد أن نعاه عدد كبير من الفنانين، من أبرزهم الفنان مصطفى كامل نقيب المهن الموسيقية، إلى جانب زملائه ومحبيه.
وفي لفتة تقديرية من النقابة، قررت النقابة العامة للمهن الموسيقية برئاسة الفنان مصطفى كامل إقامة عزاء للمطرب الراحل أحمد عامر خلال الأيام المقبلة، وذلك تكريمًا لما عُرف عنه من سيرة طيبة وخلق رفيع داخل الوسط الفني وخارجه.