إبادة أشجار الزيتون.. حجم الدمار البيئي في غزة جريمة حرب
تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT
سلط تقرير لصحيفة الجارديان الضوء على الأثر المدمر للصراع الدائر في غزة على البيئة.
ويلخص التقرير الأضرار الجسيمة التي لحقت بالنظم البيئية في غزة، بما في ذلك تدمير الأراضي الزراعية والبساتين وبساتين الزيتون، وتلوث التربة والمياه الجوفية، وتلوث الهواء والبحر، وتراكم النفايات ومياه الصرف الصحي.
ويكشف تحليل صور الأقمار الصناعية أن ما يقرب من نصف الغطاء الشجري والأراضي الزراعية في غزة قد تم تدميره، مع تحويل البساتين إلى تربة مكتظة وتدمير الدفيئات الزراعية.
وأثارت الأزمة البيئية في غزة مخاوف بين الخبراء والمنظمات الإنسانية، مع دعوات للتحقيق في الدمار باعتباره جريمة حرب محتملة. بموجب القانون الدولي، فإن شن هجمات مفرطة تتسبب في أضرار جسيمة واسعة النطاق وطويلة الأمد للبيئة الطبيعية يشكل جريمة حرب. ويُنظر إلى الاستهداف المتعمد للأراضي الزراعية والبنية التحتية في غزة، والتي تعتبر حيوية لبقاء السكان المحليين، على أنه عمل من أعمال الإبادة البيئية.
ينفي جيش الإحتلال الإسرائيلي الإضرار عمداً بالأراضي الزراعية ويدعي أنه يحد من التأثير البيئي أثناء العمليات العسكرية. ومع ذلك، فإن حجم الدمار الموثق في غزة يشير إلى خلاف ذلك، مما أثار دعوات للمساءلة والعدالة للسكان المتضررين.
ويؤكد التقرير، الحاجة الملحة للاهتمام الدولي واتخاذ إجراءات لمعالجة الأزمة البيئية في غزة وضمان حماية أرواح المدنيين وسبل عيشهم. وهو يسلط الضوء على الترابط بين الاستدامة البيئية والأمن البشري، مع التركيز على أهمية دعم القانون الإنساني الدولي في مناطق النزاع.
وبينما يتصارع العالم مع العواقب المدمرة للصراع في غزة، فمن الضروري إعطاء الأولوية للجهود الرامية إلى تخفيف الأضرار البيئية، وتقديم المساعدة الإنسانية للمجتمعات المتضررة، والسعي إلى المساءلة عن انتهاكات القانون الدولي. ولا يمكن لسكان غزة أن يأملوا في إعادة بناء حياتهم واستعادة بيئتهم للأجيال القادمة إلا من خلال العمل الجماعي والتضامن.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
حزب الوعي: الاعتداء الإسرائيلي على سفينة المساعدات مادلين عدوان سافر على القانون الدولي
يدين "حزب الوعي" بأشد العبارات الجريمة الجديدة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم بحق سفينة المساعدات الإنسانية "مادلين"، التي كانت متجهة إلى قطاع غزة المحاصر ضمن "أسطول الحرية"، في مهمة إنسانية خالصة تهدف إلى إيصال مواد غذائية وطبية عاجلة إلى المدنيين المحاصرين، في ظل عدوان مستمر تجاوز كل الحدود.
إن إقدام قوات الاحتلال على السيطرة العسكرية على السفينة المدنية "مادلين"، واحتجاز طاقمها، وتحويل وجهتها قسرًا إلى أحد الموانئ الإسرائيلية وهو ميناء أشدود البحري، يُعد عدوانًا سافرًا على القانون الدولي، وانتهاكًا صارخًا لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، واعتداءً مباشرًا على جهود الإغاثة الإنسانية والمجتمع المدني العالمي.
لقد جاءت هذه الجريمة لتؤكد مجددًا أن إسرائيل كيان معتدٍ قائم على الجرائم الدولية، والتعدي علي القانون والشرعية، لا يعترف بأي قواعد أو مواثيق، ومستعد لاستخدام القوة ضد كل من يخالف إرادته، حتى وإن كان زورقًا إنسانيًا يقوده نشطاء مدنيون لا يحملون سلاحًا سوى ضمائرهم الحيّة.
إن سفينة "مادلين" تحولت اليوم إلى شاهدٍ صامت على وجه الاحتلال الحقيقي. لقد ضمّت على متنها عددًا من النشطاء الأحرار من أوروبا وأمريكا والعالم العربي، وأبحرت تحت راية الإنسانية لا السياسة. لكنها اليوم باتت شاهدًا حيًا على حقيقة هذا الكيان الذي لا يتورع عن ارتكاب الجرائم حتى في عرض البحر، في وضح النهار، وعلى مرأى ومسمع من العالم أجمع.
لم تكن "مادلين" سوى محاولة من الضمير الإنساني لكسر الحصار، لكنها تحوّلت إلى رمز جديد في هذا الصراع بين العدالة والظلم، بين الكرامة الإنسانية ومنطق الاحتلال.
وإذ يعبر "حزب الوعي" عن موقفه، انطلاقًا من تمثيله لأعضائه، وكونه جزءًا من النسيج السياسي والحزبي في مصر والعالم العربي، فإنه يُحمّل المجتمع الدولي، بكافة مؤسساته، وفي مقدمتها الأمم المتحدة ومجلس الأمن، المسؤولية الكاملة عن إستمرار وإستدامة صمته المُخجل إزاء هذه الممارسات الإرهابية المتكررة.
وندعو في هذا السياق، كل منظمات حقوق الإنسان الدولية، وهيئات المجتمع المدني، والضمائر الحرة حول العالم، إلى:
- إعلان التضامن الكامل مع طاقم سفينة "مادلين" وجميع المشاركين في "أسطول الحرية"، والتأكيد على مبدأ: "لا صمت أبدًا أمام الظلم".
- إطلاق حملة دولية لحماية السفن الإنسانية المتجهة إلى غزة من القرصنة الإسرائيلية.
- فرض آلية دولية لمساءلة إسرائيل بوصفها دولةً تنتهك القانون الدولي، وتستهدف الإغاثة والمدنيين بلا أي رادع.
- الاستمرار في تنظيم أساطيل المساعدات الإنسانية، وعدم الرضوخ لمحاولات الاحتلال بث الرعب واليأس في نفوس المتضامنين.
كما نوجّه رسالة صادقة إلى النشطاء الأحرار في كل أنحاء العالم وإلي كل الشعوب الشريفة:
"لا تخافوا.. ولا تتوقفوا."
ونؤكد في هذا البيان:
- إذا أوقفوا "مادلين"، فلن تتوقف العدالة.
وإن أوقفوا ألف "مادلين"، فستولد ألف روح جديدة تبحر في سبيل الحق والحرية.
- لا تركنوا إلى الصمت، ولا تسمحوا للاحتلال أن يختطف الإنسانية من البحر، كما اختطفها من البر.
- إن استمرار هذا العدوان هو أكبر دليل على أن إسرائيل لا تخشى فقط المقاومة المسلحة، بل تخشى كذلك صوت الإنسانية حين يعلو بالحق، وتخشى أن يُفضَح وجهها أمام العالم وهي تواجه نشطاء مدنيين عُزّل بالبارود والنار والاعتقال.
هذا، وإذ يجدد "حزب الوعي" دعمه الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني، فإنه يؤكد أن العدالة لقضية فلسطين لا تتحقق فقط عبر السلاح، بل أيضًا من خلال المواقف الحرة والشجاعة التي تتبناها شعوب العالم ضد الاحتلال والعنصرية وانتهاك الكرامة الإنسانية.
وستبقى "مادلين" أيقونةً تذكّرنا جميعًا أن الصمت خيانة، وأن الطريق إلى غزة ليس مجرد خطٍّ بحري، بل هو طريق نحو الحرية.