مأساة الجنينة، دارفور: “الطرقات مليئة بالجثث والناس يرددون الشهادة استعداد للموت”
تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT
التغيير: وكالات
“حوصرنا داخل المنازل لأكثر من 57 يوما. استهدفت المليشيات الناس، بصورة ممنهجة، وكان القتل يحدث بناء على التصنيف القبلي. لم تستثن المليشيات النساء ولا الأطفال ولا الشيوخ”. هذا ما روته لأخبار الأمم المتحدة لاجئة سودانية سنطلق عليها في هذا المقال اسم فاطمة عبد الله بناء على رغبتها حماية لسلامتها وخصوصيتها.
السيدة فاطمة من سكان مدينة الجنينة في ولاية غرب دارفور، صورت لنا عبر حوار هاتفي ورسائل صوتية ومكتوبة مشهدا مأساويا لأيام من الرعب عاشتها هي وكثيرون من سكان المدينة عقب الحرب التي اندلعت في 15 أبريل بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وتسببت في مقتل الآلاف في مدينة الجنينة الواقعة أقصى غربي دارفور، وفقا لتقارير.
درست فاطمة عبد الله العلاقات العامة في جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا في العاصمة السودانية الخرطوم. وبعد تخرجها، انخرطت في العمل الصحفي، حيث عملت في قسم الإعلام في البعثة المختلطة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في دارفور (يوناميد) لمدة عشر سنوات غطت خلالها الأحداث في دارفور.
مع اندلاع الحرب الأخيرة في السودان، انقلبت حياتها رأسا على عقب، فاضطرت إلى الفرار إلى مخيم أدري الواقع بالقرب من الحدود السودانية – التشادية، حيث تقيم حاليا مع أسرتها وآلاف اللاجئين الآخرين الذين أجبروا على ترك ديارهم.
تقول السيدة فاطمة إن هذه الحرب بدأت بمشاكل قبلية في منطقتي كرينك وسيسي ثم انتقلت إلى مخيم كريندينق الذي يؤوي نازحين بسبب الحرب التي اندلعت في دارفور قبل أكثر من عشرين عاما.
وأضافت “تحدث الحرب في الجنينة سنويا خلال شهر يناير وأحيانا خلال شهر رمضان، حيث تحدث عمليات قتل وتشريد ودمار مما يجبر الناس على النزوح من المخيم إلى داخل مدينة الجنينة، المسافة بين المخيم والمدينة ليست ببعيدة”.
ولأن عمليات التشريد هذه تحدث بصورة متكررة، تقول فاطمة إن النازحين فضلوا اتخاذ المؤسسات الحكومية والمدارس مراكز للإيواء بدلا من العودة إلى المخيمات “ولم تتبق مؤسسة أو مدرسة في مدينة الجنينة إلا وسكنها النازحون”.
سنويا، عندما تندلع الحرب، مثلما تقول فاطمة، تتعطل الحياة وتغلق الأسواق والمدارس والمؤسسات الحكومية. ثم بعد أن تتوقف، يباشر الناس حياتهم بصورة عادية، وتفتح الأسواق من جديد، ويعود الأطفال إلى المدارس. وتضيف: “عندما اندلعت الحرب الأخيرة في أبريل، ظننا أنها ستكون بنفس المنوال وأنها ستنتهي قريبا. ولكننا، للأسف، اكتشفنا أن الحرب هذه المرة كانت مختلفة عن الحروب القبلية السابقة”.
حرق مركز إيواء النازحين في مدرسة الإمام الكاظم بمدينة الجنينة بولاية غرب دارفور، في 27 أبريل 2023 في سياق القتال الدائر في السودان.
“يأجوج ومأجوج”ثم تتابع فاطمة شرح ما حدث في مدينة الجنينة فتقول: “في حي الجمارك رأيت منظرا مختلفا. عندما اندلعت الحرب وجاء المسلحون، وبعضهم أجانب، أحاطوا المدينة من أربعة محاور. بوصفي صحفية، ذهبت إلى منطقة مرتفعة كي ألتقط صورا فوتوغرافية وكان الجيران كلهم يشاهدون عبر نوافذ المنازل. حيث كان أفراد المليشيات يصرخون ويقولون: ‘يأجوج ومأجوج. نحن المفسدون في الأرض’ ويطلقون رصاصا كثيفا”.
وتضيف: “حوصرنا داخل المنازل واضطررنا إلى الاختباء تحت الأسرة، والذخائر الطائشة في كل مكان ويمكنك سماع صراخ الناس في الشوارع وتبادل النيران. استمرت الحرب لمدة 57 يوما في الأحياء الجنوبية لمدينة الجنينة. قضى المسلحون على أحياء الثورة والتضامن والجبل والجمارك والزهور. كانت عمليتا الاستهداف والتصفية تحدثان بصورة ممنهجة من بيت لآخر. كانوا يقتلون بلا استثناء ولم تترك النساء أو الأطفال أو الرجال أو الشباب. اعتلى القناصون أسطح المنازل وكانوا يستهدفون كل من يرونه. حدث موت بصورة لا يمكنني وصفها. جاء المسلحون بكميات كبيرة للغاية ثم قسموا أنفسهم إلى جزأين: جزء يقتل وجزء ينهب الممتلكات. لم يكن بعض المسلحين يتحدثون اللغة العربية وكانوا يهددونا بالقتل إذا لم نعطهم الذهب والنقود”.
تقول فاطمة إن أناسا ملثمين اقتحموا منزلها وعن ذلك تقول: “دخل علي أناس ملثمون في منزلي وقال لي أحدهم- يبدو أنه كان يعرفني- أيتها الصحفية لقد كنت تكتبين التقارير في الماضي، ولكن هل يمكنك فعل ذلك الآن؟ أخذوا هاتفي وجهاز حاسوبي وكسروهما أمام عيني، ثم قالوا لي نحن نتابعك لحظة بلحظة وإذا فعلت أي شيء فستندمين على حياتك”.
قالت فاطمة إنها طلبت من زوجها الانتقال إلى الأحياء الشمالية، ولكنه، حسبما قالت، “رفض وقال لي إن شيئا لن يحدث إذا بقينا داخل المنزل”. تم مضت قائلة: “كان لدينا بعض الماء والطعام. عندما بدأت الأمور تسوء أكثر طلب مني زوجي الخروج من المنزل والاتجاه نحو الأحياء الشمالية. أخذت طفلي وخرجت مع جارتي التي كانت قد وضعت طفلا قبل يومين. لفّت الطفل الرضيع بقطعة قماش واصطحبت بقية أطفالها ثم خرجنا كلنا. في الطريق كنا نمر بنقاط تفتيش، ولكننا كنا نحاول تفاديها. كنا نصادف جثثا ملقاة في الشوارع. تجد أسرة كاملة- نساء وأطفالا- مقتولة أمام منزلها. تراكمت الجثث في الشوارع لدرجة يصعب معها المشي من كثرتها”.
حرق جثث الموتىتقول فاطمة عبد الله: “وصلنا إلى مكان هادئ وظننا أنه آمن. شممنا رائحة شواء لنكتشف بعدها أنها كانت لمئات الجثث المحروقة وكان المسلحون يراقبون ذلك. كان أحد المسلحين يدخن السجائر بينما يراقب مشهد حرق الجثث. وبسبب تراكم الجثث في الشوارع، استغرق الأمر حوالي 6 ساعات كي نقطع مسافة لا تستغرق أكثر من ساعتين في الأيام العادية. لأنه في كل مرة كان يتعين علينا أن نتفادى المشي على الجثث”.
تشير فاطمة إلى ما قالت إنها صعوبات جمة واجهتها هي ومن معها في سبيل عبور الأحياء الغربية- التي تقطنها “القبائل الأفريقية”- والوصول إلى الأجزاء الشمالية الشرقية من المدينة والتي تقطنها “القبائل العربية”. وتضيف: “عندما وصلنا إلى الأحياء الشمالية كان يتملكنا الخوف وكان بإمكاننا سماع الجيران وهم يرددون الشهادة، بصوت عال، استعدادا للموت. سمعت رجلا يصرخ طلبا للنجدة ثم بعد مدة وجيزة سمعت صوت إطلاق النار ثم اختفى الصوت”.
نازحة في مدينة الجنينة وهي تحمل في يديها رصاصا فارغا من آثار الهجمات المميتة التي شهدتها مدينة الجنينة.
شجرة الموتىتقول فاطمة إن عدد القتلى في الجنينة يقدر بالآلاف، وتشير إلى تقارير أفادت بمقتل أكثر من 15 ألف شخص. تروي قصة شجرة في المدينة أسماها المسلحون بشجرة “الفطائس”، مشيرة إلى أنهم كانوا يُحضرون الناس إليها لإعدامهم رميا بالرصاص حتى تراكم عدد كبير من الجثث ولذلك سموها بـ “شجرة الفطائس”، استحقارا بالقتلى، حسبما تقول.
تقول فاطمة إن أفراد المليشيات كانوا يرفضون دفن الجثث ولم يكن يسمح لأي شخص بالقيام بذلك أو حتى بالسؤال عن أي مفقود. “وعندما هدأت الأمور وبدأ الناس يبحثون عن ذويهم المفقودين كانوا يقولون لهم اذهبوا إلى شجرة الفطائس. ولم يكن يسمح للنساء بالذهاب إلى هناك للبحث عن ذويهم المفقودين. يسمح فقط للرجال”.
قصة الهروب إلى تشادتقول فاطمة عبد الله إن الأمور ساءت كثيرا في اليوم الذي سبق مقتل الوالي خميس عبد الله أبكر. وتضيف: “خرجت على عجل وتركت كل نقودي وممتلكاتي الثمينة وذهبي في المنزل. قمت باستدانة بعض المال واستأجرت سيارة إلى مدينة أدرى التشادية وأخذت ابني وبعض أفراد أسرتي. في اليوم الأول لم نتمكن من الوصول إلى تشاد بسبب المخاوف الأمنية. عدنا من منتصف الطريق. تحركنا في اليوم الثاني وتعرضنا للنهب من قبل المسلحين في الطريق من الجنينة إلى تشاد. أخذوا منا كل شئ لكن وصلنا في نهاية المطاف إلى مخيم اللاجئين في أدري”.
تقول فاطمة عبد الله إن الفارين من الجنينة تعرضوا إلى القتل في طريقهم إلى مخيمات اللاجئين في تشاد، وقد وصل عدد كبير من الأطفال غير المصحوبين بذويهم بسبب مقتل ذويهم في الطريق. وتقول فاطمة إن الجيش التشادي ساعد في نقل العديد من الفارين وبعض الجرحى من الجنينة إلى المخيمات ووفر لهم الماء والغذاء.
معاناة كبيرة داخل مخيمات تشادالمعاناة كبيرة في المخيمات، حسبما تقول فاطمة، لكنها، في نهاية المطاف، “أخف من الحرب”، مشيرة إلى أن الناس يتغذون على أعلاف الحيوانات وتنقصهم أبسط أساسيات الحياة.
وأضافت: “عند وصولي إلى مخيم أدري أصبت بحالة نفسية سيئة للغاية. ولم يكن بوسعي التركيز مع من يتحدث إليّ، وفقدت الإحساس بالأيام والوقت لكنني تعافيت الآن الحمد لله. من الأشياء المؤثرة أن زوجي لم يتمكن من الخروج معنا في بادئ الأمر وبقي في الجنينة، وعند خروجي ذهبوا إليه وسألوه عني وهددوه بالقتل وأخذوا منه هاتفه. اضطر إلى الخروج من الجنينة وذهب إلى مدينة ود مدني في ولاية الجزيرة، بوسط السودان. وعند الهجوم على المدينة تمكن من الخروج منها. كنا نعده من المفقودين، ولكنه وصل إلينا في المخيم قبل أسبوعين”.
ثم تختتم حديثها بالقول: “فقدت كل ما أملك. فقدت كل مدخراتي التي جمعتها على مر السنين. سرقوا سيارتي وسيارة زوجي ونهبوا منزلنا واخذوا منه كل شيء حتى الأبواب. سمعنا أنهم بدأوا بهدمه وأخذ الطوب منه وأخشى أنه عندما نعود لن نجد سوى أرض جدباء”.
*فاطمة عبد الله اسم مستعار للسيدة السودانية التي فضلت حجب اسمها الحقيقي لدواع أمنية.
**هذه الشهادة تعبر عن التجربة الشخصية للسيدة فاطمة عبد الله كما روتها لنا من وجهة نظرنا. لا يعبر المقال عن وجهة نظر الأمم المتحدة ومواقفها.
* مركز أخبار الأمم المتحدة
الوسومالجنينة السودان تشاد حرب 15 ابريل خميس عبد الله دارفور مركز أخبار الأمم المتحدة يأجوج ومأجوجالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الجنينة السودان تشاد حرب 15 ابريل خميس عبد الله دارفور يأجوج ومأجوج فی مدینة الجنینة فاطمة عبد الله الأمم المتحدة فی الشوارع من الجنینة إلى مخیم أکثر من لم یکن
إقرأ أيضاً:
الجنوب المحتل.. مسرح لتصادم الأطماع الخارجية وضريبة “مصادرة القرار”
لم يعد خافياً على أي مراقب منصف أن ما يجري في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة ليس “فشلاً إدارياً” عابراً، بل هو نتيجة حتمية وممنهجة لمصادرة القرار السيادي، وارتهان “أدوات الداخل” لأجندات “كفلاء الخارج”. المشهد في عدن وحضرموت وشبوة اليوم يقدم الدليل القاطع على أن الأرض التي يدوسها المحتل لا تنبت إلا الفوضى، وأن الأمن والرخاء لا يتحققان إلا بامتلاك القرار الحر، تماماً كما هو الحال في المحافظات الحرة (الشمالية).
فيما يلي تفكيك لهذا المشهد المأساوي من منظور وطني يكشف خفايا الصراع:
1. صراع الوكلاء: عندما يتقاتل “الكفلاء” بدماء اليمنيين
الحقيقة التي يحاول إعلام العدوان طمسها هي أن الاقتتال الدائر في الجنوب ليس صراعاً يمنياً-يمنياً، بل هو انعكاس مباشر لتضارب المصالح بين قوى الاحتلال (السعودية والإمارات).
* أدوات مسلوبة الإرادة: المكونات السياسية والعسكرية في الجنوب (سواء ما يسمى بالانتقالي أو الفصائل المحسوبة على حزب الإصلاح وبقية المرتزقة) لا تملك من أمرها شيئاً. هي مجرد “بيادق” يتم تحريكها أو تجميدها بريموت كونترول من الرياض وأبو ظبي.
* النتيجة: عندما تختلف قوى الاحتلال على تقاسم النفوذ أو الموارد، تندلع الاشتباكات في عدن أو شبوة. وعندما يتفقون، يسود هدوء حذر ومفخخ. المواطن الجنوبي هو الضحية في حروب لا ناقة له فيها ولا جمل، وقودها أبناؤه، وغايتها تمكين الأجنبي.
2. التباين الصارخ: “نموذج السيادة” مقابل “نموذج الوصاية”
المقارنة المنصفة بين الوضع في صنعاء (عاصمة السيادة) وعدن (عاصمة الوصاية) تكشف جوهر الأزمة:
* في المحافظات الحرة: بفضل الله وحكمة القيادة الثورية ممثلة بالسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي (يحفظه الله)، امتلكت صنعاء قرارها. طردت الوصاية الأجنبية، فتحقق الأمن والاستقرار، وتوحدت الجبهة الداخلية رغم قسوة الحصار والعدوان. لا يوجد “سفير” يملي الأوامر، ولا ضابط أجنبي يتحكم في المعسكرات.
* في المحافظات المحتلة: السيادة منتهكة بالكامل. القواعد العسكرية الأجنبية تنتشر من مطار الريان في حضرموت إلى جزيرة ميون وسقطرى التي تعبث فيها الإمارات وتفتح الباب للكيان الصهيوني. الفوضى الأمنية، الاغتيالات، والاشتباكات اليومية هي “المنتج الحصري” للاحتلال الذي يرى في استقرار اليمن خطراً على مصالحه.
3. الحرب الاقتصادية.. التجويع سلاح المحتل
ما يعانيه المواطن في الجنوب من انهيار للعملة وغلاء فاحش ليس قدراً محتوماً، بل سياسة “تركيع” متعمدة.
* نهب الثروات: لسنوات، كان النفط والغاز اليمني يُنهب وتورد عائداته إلى البنك الأهلي السعودي، بينما يموت اليمني جوعاً.
* معادلة الردع: عندما تدخل أنصار الله وفرضوا “معادلة حماية الثروة” ومنعوا سفن ناهبي النفط من الاقتراب من الموانئ الجنوبية، كان الهدف حماية ثروة الشعب اليمني (في الجنوب والشمال) من السرقة. هذه الخطوة السيادية أثبتت أن صنعاء هي الحارس الأمين لمقدرات اليمن، بينما أدوات الاحتلال كانت تشرعن النهب مقابل فتات من المال المدنس.
4. سقطرى والمهرة.. الأطماع تتكشف
لم يأتِ تحالف العدوان لإعادة “شرعية” مزعومة، بل جاء لأطماع جيوسياسية واضحة كشفتها تقارير قناة المسيرة والواقع الميداني:
* السيطرة على الجزر والموانئ والممرات المائية.
* محاولة مد أنابيب النفط عبر المهرة لتجاوز مضيق هرمز.
هذه المشاريع الاستعمارية تواجه اليوم رفضاً شعبياً متصاعداً من أحرار المهرة وسقطرى، الذين أدركوا أن “التحالف” ما هو إلا احتلال جديد بثوب آخر.
الخلاصة: الحل في “التحرر”
إن حالة الفوضى العارمة، وغياب الخدمات، وتعدد الميليشيات في الجنوب، هي رسالة واضحة لكل ذي عقل: لا دولة بلا سيادة، ولا كرامة في ظل الاحتلال.
النموذج الذي يقدمه أنصار الله والمجلس السياسي الأعلى في صنعاء يثبت أن امتلاك القرار المستقل، ورفض التبعية، هو الطريق الوحيد لبناء الدولة وحفظ الأمن. وما يحدث في الجنوب هو تأكيد صحة الموقف الوطني منذ اليوم الأول للعدوان: الرهان على الخارج خاسر، والأجنبي لا يبني وطناً، بل يبني سجوناً وقواعد عسكرية. الحل يبدأ من حيث انتهى الشمال: طرد المحتل، واستعادة القرار، وتطهير الأرض من الغزاة وأدواتهم.