موقع النيلين:
2025-05-21@18:05:23 GMT

رشان اوشي: منبر جدة… حميدتي أفرغ مسدسه!

تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT


أمراً واقعاً.. اندلعت الحرب و أصبح السودان في مرمى النار الفوضوية، التي كان المحور الإقليمي وحلفاؤه يجمعون حطبها و يوقدون نارها.

عند بدايتها كان الجيش في موقف حرج للغاية، وكان من ضمن خيارات قيادته هي التفاوض عسى ولعل يجدون مخرجاً يكفي السودانيين شر التشرد والنزوح، ولكن بعد أن فعلت المليشيا كل شئ معقول وغير معقول، فما الذي يجبر الجيش على التفاوض وتوقيع عقد إذعان؟…

عندما استجاب الجيش ل “منبر جدة” الأمريكي_السعودي، كان مسدس “حميدتي” مليئاً بالطلقات التي تمنحه قدراً من القوة لمحاولة الاجهاز على خصومه الواحد بعد الآخر، أو ارغامهم على تقديم تنازلات في اسوأ الاحتمالات، غير أن للأقدار لعبتها غير المحسوبة في توقيتها و ثقلها، فإذا بالوضع الميداني يتغير، ويتحول إلى بداية لانهيار متسارع، وإلى إفراغ مسدسه من طلقات كثيرة لم تصب أهدافها.

هناك ضغوط غربية على قيادة الجيش لاستئناف “منبر جدة” في أبريل القادم، وبالطبع لن يرفضها الجيش لأن التفاوض إحدى آليات حسم المعركة، ولكن ماهي الأجندة التي سيتم التفاوض عليها، وهل سيقفز المنبر على اتفاق المبادئ الموقع في مايو/ ٢٠٢٣ م؟.

وضع الجيش أجندته واضحة أمام الشعب، وصرح بها نائب القائد العام “شمس الدين كباشي” بالقضارف، موضحاً بأن أجندة الجيش التي سيقدمها لاي مبادرات تفاوض تتلخص في: “الانسحاب من المدن المحتلة، إخلاء منازل المواطنين والأعيان المدنية، تعويض الملايين من المواطنين الذين نهبت ممتلكاتهم الخاصة، إعمار البنى التحتية التي دمرتها المليشيا”.

السؤال المحوري، هل ما زال “حميدتي” يملك السيطرة الكاملة على عصابات النهب المسلح التي تجتاح المدن والقرى لأغراض النهب والسرقة؟، بالطبع (لا)، فقد انفرط العقد من يده، هو اليوم ينام منهكاً، هذه أقسى الحروب التي خاضها منذ تأسيس المليشيا في العام ٢٠١٣ م، كانت محاربة حركات دارفور أسهل، عناوينها معروفة، يمكن قصم ظهرها، ضرب معسكراتها وإحراق قرى حواضنها الاجتماعية، يمكن إرغامها على تجرع سم الهزيمة، ولكن مواجهة القوات المسلحة السودانية حرب لا تشبه ما سبق، هو الجيش الذي حارب لخمسين عاماً ولم يهزم.
“حميدتي” الآن يتجرع سم الهزيمة، التي لن تجعله مؤهلاً لإملاء شروطه، الان يتفقد الأرقام، مئات القتلى من الضباط والجنود ومعهم آلاف الجرحى والمعوقين، خسائر مالية رهيبة، وإذا استمر في إصراره على القتال ومهاجمة المدن، سيواجه خلال الفترة القادمة الآلاف من الشباب السوداني الذين أكملوا جرعات التدريب بمعسكرات المقاومة الشعبية، وسيبدأ زحفهم على بيوتهم المحتلة.

خلاصة القول هي: صحيح أن السودان يعيش بأزمات متفجرة، ولكن لم يعد في الوقت متسع لأن تلتقط المليشيا أنفاسها لفرض واقع تفاوضي لصالحها، ولن تستطيع واشنطن إيقاف الحرب، ولجم مليشيا “حميدتي”.
محبتي واحترامي

رشان اوشي

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

شكوى إسرائيلية من نقص أفراد الجيش في غزة وعدم تأهيل المجندين الجدد

تتواصل شكاوى جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن لديه نقصا متصاعدا في أعداد جنوده، في ظل دعوات الحكومة اليمينية لاستئناف العدوان ضد قطاع غزة، مما أثار احتجاجات إسرائيلية على استمرار "استدعاء جنود الاحتياط المرهقين أصلا بسبب أيام خدمتهم الطويلة خلال الحرب من جديد".

وذكر الكاتب في صحيفة "معاريف" رافي كاراسو، أنه "سمع عن إرسال الجيش جنودًا، جُنِّدوا قبل حوالي أربعة أشهر، للقتال في غزة بعد تدريب قصير، انتابني الرعب، لأن هذه الخطة تشبه إرسال طبيب أنهى تدريبه لتوّه لإجراء عملية قلب مفتوح، الفرق الوحيد بينهما أن المريض هو من سيموت في هذه الحالة، وليس الطبيب، مع العلم أن حفيدي التحق بسلاح المظليين قبل أربعة أشهر، ولذلك أنا أكثر حساسية تجاه هذه المسألة، لأنه لم يحصل كفاية على تدريب وتأهيل يجعله جاهزا لإرساله لساحة المعركة في غزة".


وأضاف كاراسو في مقال ترجمته "عربي21" أن "إرسال جنود غير مُدرَّبين للحرب سيعرّض حياتهم للخطر، مما يتطلب من الدولة الذهاب الى خيار آخر يتمثل في تأجيل القتال، وإعادة الرهائن، لأنه ليس سراً وجود نقص في أعداد الجنود، وصحيح أنه أحياناً لا يوجد خيار في الحروب الصعبة والطويلة عندما تتعرض الدولة للهجوم، لكن هذا ليس الوضع الآن مع دولة إسرائيل، الآن هناك خيار، والعبء على جنود الاحتياط والنظاميين كبير وثقيل، والتكلفة الشخصية والعائلية والاقتصادية، خاصة النفسية، باهظة، وستتضح عواقبها في المستقبل". 

وأوضح أن "هذه ليست حرباً إلزامية في الوقت الحالي، ولو تم تجنيد المتدينين المتشددين، حتى بعضهم، خلال العام والنصف الذي مضى منذ بدء الحرب، لكان ممكنا تدريبهم وتزويدهم بجميع أدوات الحرب، ولا يسعني إلا أن أفكر في شعور الجندي الذي سيخوض المعركة الآن، حتى لو تدرّب عليها تدريباً مهنياً طويلاً، خاصةً عندما يشعر بأنه غير مؤهل للمهمة التي سيُرسل إليها، والمتوقع منه القيام بها، مع علمه أنه إذا اختُطف فقد ينتهي به المطاف في أنفاق حماس، وليس من المؤكد إطلاقاً أن يتم بذل كل جهد لتحريره". 


وأكد أنه "من المؤسف أن الإسرائيليين وصلوا لهذا الوضع، وأن الإجراء الذي كان ثابتًا سابقًا، إعادة الأسير بأي ثمن، وبأسرع وقت ممكن، أصبح مسألة ثانوية، وبالتأكيد ليس الأهمّ، ولذلك فإنني شعرتُ بخجل شديد إزاء السلوك غير اللائق لوزير في الحكومة، يتعامل بفظاظة مع رئيس الأركان، ويذهب إلى الحمام بينما يتحدث رئيس الشاباك، هذا ليس سلوكًا طفوليًا فحسب، بل هو وقاحة وإساءة استخدام للسلطة، ولو ذهب الوزير سموتريتش إلى الحمام، لكان من الأفضل له البقاء هناك".

مقالات مشابهة

  • ما هو سر صراخ أفراد المليشيا وتغيير مواقف الكثير من رجالات الإدارة الأهلية ؟!!!
  • نتنياهو يسحب وفد التفاوض من الدوحة وحماس تتهمه بخداع العالم
  • البيت الأبيض ينفي تخلي أمريكا عن إسرائيل ولكن.. ترامب "منفعل" بسبب تعنت نتنياهو
  • شكوى إسرائيلية من نقص أفراد الجيش في غزة وعدم تأهيل المجندين الجدد
  • تكتيكات الفزع وإستراتيجية تعدُّد الجبهات .. أو فوضى المليشيا في مواجهة إنضباط الكلية الحربية!!…
  • الجيش الإسرائيلي يعاقب 3 جنود رفضوا القتال في غزة
  • فصل الجيش عن الحزب والحركة
  • شاهد بالفيديو.. “كيكل” يتعهد بإنهاء الأزمة والذهاب للمناطق التي تنطلق منها “مسيرات” المليشيا
  • الهندي عزالدين: هل سيعود الجيش إلى جدة ؟
  • دعامي يحكي أنّ ظلمَ المليشيا بات أكثرُ فداحةً مِنْ ظلم الدولة التي قاتلها