موقع النيلين:
2025-10-15@02:55:13 GMT

رشان اوشي: منبر جدة… حميدتي أفرغ مسدسه!

تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT


أمراً واقعاً.. اندلعت الحرب و أصبح السودان في مرمى النار الفوضوية، التي كان المحور الإقليمي وحلفاؤه يجمعون حطبها و يوقدون نارها.

عند بدايتها كان الجيش في موقف حرج للغاية، وكان من ضمن خيارات قيادته هي التفاوض عسى ولعل يجدون مخرجاً يكفي السودانيين شر التشرد والنزوح، ولكن بعد أن فعلت المليشيا كل شئ معقول وغير معقول، فما الذي يجبر الجيش على التفاوض وتوقيع عقد إذعان؟…

عندما استجاب الجيش ل “منبر جدة” الأمريكي_السعودي، كان مسدس “حميدتي” مليئاً بالطلقات التي تمنحه قدراً من القوة لمحاولة الاجهاز على خصومه الواحد بعد الآخر، أو ارغامهم على تقديم تنازلات في اسوأ الاحتمالات، غير أن للأقدار لعبتها غير المحسوبة في توقيتها و ثقلها، فإذا بالوضع الميداني يتغير، ويتحول إلى بداية لانهيار متسارع، وإلى إفراغ مسدسه من طلقات كثيرة لم تصب أهدافها.

هناك ضغوط غربية على قيادة الجيش لاستئناف “منبر جدة” في أبريل القادم، وبالطبع لن يرفضها الجيش لأن التفاوض إحدى آليات حسم المعركة، ولكن ماهي الأجندة التي سيتم التفاوض عليها، وهل سيقفز المنبر على اتفاق المبادئ الموقع في مايو/ ٢٠٢٣ م؟.

وضع الجيش أجندته واضحة أمام الشعب، وصرح بها نائب القائد العام “شمس الدين كباشي” بالقضارف، موضحاً بأن أجندة الجيش التي سيقدمها لاي مبادرات تفاوض تتلخص في: “الانسحاب من المدن المحتلة، إخلاء منازل المواطنين والأعيان المدنية، تعويض الملايين من المواطنين الذين نهبت ممتلكاتهم الخاصة، إعمار البنى التحتية التي دمرتها المليشيا”.

السؤال المحوري، هل ما زال “حميدتي” يملك السيطرة الكاملة على عصابات النهب المسلح التي تجتاح المدن والقرى لأغراض النهب والسرقة؟، بالطبع (لا)، فقد انفرط العقد من يده، هو اليوم ينام منهكاً، هذه أقسى الحروب التي خاضها منذ تأسيس المليشيا في العام ٢٠١٣ م، كانت محاربة حركات دارفور أسهل، عناوينها معروفة، يمكن قصم ظهرها، ضرب معسكراتها وإحراق قرى حواضنها الاجتماعية، يمكن إرغامها على تجرع سم الهزيمة، ولكن مواجهة القوات المسلحة السودانية حرب لا تشبه ما سبق، هو الجيش الذي حارب لخمسين عاماً ولم يهزم.
“حميدتي” الآن يتجرع سم الهزيمة، التي لن تجعله مؤهلاً لإملاء شروطه، الان يتفقد الأرقام، مئات القتلى من الضباط والجنود ومعهم آلاف الجرحى والمعوقين، خسائر مالية رهيبة، وإذا استمر في إصراره على القتال ومهاجمة المدن، سيواجه خلال الفترة القادمة الآلاف من الشباب السوداني الذين أكملوا جرعات التدريب بمعسكرات المقاومة الشعبية، وسيبدأ زحفهم على بيوتهم المحتلة.

خلاصة القول هي: صحيح أن السودان يعيش بأزمات متفجرة، ولكن لم يعد في الوقت متسع لأن تلتقط المليشيا أنفاسها لفرض واقع تفاوضي لصالحها، ولن تستطيع واشنطن إيقاف الحرب، ولجم مليشيا “حميدتي”.
محبتي واحترامي

رشان اوشي

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

طبيب غزاوي للوموند: هذه هي المعركة التي تنتظرنا بعد انتهاء الحرب

"يبدو الأمر كما لو أن زلزالا دمّر مدينة غزة، هناك الكثير من الأنقاض التي تملأ الشوارع بحيث يصعب المشي، من المستحيل أن تمر سيارة بسهولة"، بهذه الكلمات لخص جراح العيون محمد مسلّم لصحيفة لوموند الفرنسية الأوضاع في غزة بعد انتهاء الحرب التي استمرت لعامين كاملين.

وقالت لوموند إن الدكتور مسلّم (40 عاما) كان في حالة من الذهول عند دخوله غزة، وهي صدمة عاشها كل من دخل المدينة من جيرانه وأصدقائه، كما أكد للصحيفة في حوار عبر الهاتف.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الدويري يحذر العائدين لشمال غزة من مخلفات جيش الاحتلالlist 2 of 2نصف مليون يعودون إلى غزة وأرقام صادمة عن الدمار الهائلend of list

وأضاف الطبيب "حيثما وليت وجهك ترى أنقاضا في كل مكان".

 

وتابعت أن الدكتور مسلّم اضطر الشهر الماضي لمغادرة منزله بغزة رفقة زوجته وأطفاله الـ3 بسبب القصف الإسرائيلي الذي لم ينقطع، ولجأت الأسرة إلى منطقة قريبة، لكن شدة القصف دفعتهم إلى المغادرة "بقلوب مكسورة، وشعور بأننا لن نرى مدينتنا مرة أخرى".

وانتهى به الأمر باستئجار شقة باهظة الثمن في دير البلح، في وسط القطاع، مع عائلته وبينهم والداه المسنّان اللذان يحتاجان إلى رعاية طبية.

عاد الدكتور مسلّم -تتابع لوموند- إلى غزة مشيا على الأقدام مع آلاف النازحين بعد بدء اتفاق وقف إطلاق النار، ليفاجأ بالوضع الكارثي للمدينة، وتساءل في حديثه للصحيفة "كيف سنقوم بالإصلاح في غياب الأسمنت؟ في أي ظروف سنعيش في ديارنا؟ أين سيعود أولئك الذين لم يعد لديهم منازل؟".

وندد مسلّم بسياسة العقاب الجماعي والتطهير العرقي والإبادة الجماعية التي تعرض لها الفلسطينيون في غزة خلال عامين من الحرب التي شنتها إسرائيل، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 67 ألف شخص، بحسب ما صرح به للوموند.

لم يسلم القطاع الصحي نفسه من القصف والاعتقال، فهناك 1590 شهيدا من الكوادر الصحية، بينهم 157 طبيبا.

وتساءل "ماذا فعل سكان غزة ليُعرضوا للتشريد والدمار والقصف على هذا النطاق؟".

من بين القتلى، يفكر محمد مسلّم في الطاقم الطبي الذي قُتل في الغارات الإسرائيلية، كما لا تغيب عن باله صور الجرحى في غزة الذين عالجهم.

إعلان

وصرح للوموند قائلا "في أحاديثنا بين الأصدقاء، نقول غالبا إن معركة جديدة تنتظرنا بعد انتهاء هذه الحرب، هذه المعركة هي التي يجب خوضها للتغلب على المعاناة الهائلة التي عانيناها، وعلى الحزن على أحبائنا الذين قُتلوا، ولإعادة بناء غزة، وللحصول على حقوقنا مثل عدم العيش تحت الحصار، ولإعادة حياتنا إلى مسارها الطبيعي".

استهداف الأطر الطبية

وإلى حدود أغسطس/آب الماضي ذكرت الإحصائيات الفلسطينية أن ثلثي المستشفيات باتا خارج الخدمة، وتقلصت أجهزة التشخيص والعمليات بشكل كبير، في حين اختفت الأدوية الضرورية من رفوف الصيدليات، تاركة أكثر من 300 ألف من ذوي الأمراض المزمنة في مواجهة مباشرة مع الجوع والمرض.

وأضافت وزارة الصحة في غزة وقتها أن 6 آلاف و758 من ذوي الأمراض المزمنة توفوا منذ بداية الحرب، نتيجة انقطاع العلاج أو منعهم من السفر لتلقيه.

كما سجلت المراكز الصحية 28 ألف حالة سوء تغذية خلال العام الجاري، ويدخل يوميا نحو 500 شخص المستشفيات بسبب مضاعفات الجوع.

ولم يسلم القطاع الصحي نفسه من القصف والاعتقال، فهناك 1590 شهيدا من الكوادر الصحية، بينهم 157 طبيبا. كما اعتُقل 361 من الطواقم الطبية، ولا يزال 150 منهم رهن الاعتقال، بينهم 88 طبيبا.

مقالات مشابهة

  • إعلام إسرائيلي: الجيش يعلن تشخيص هوية الجثث الأربعة التي تسلمها من حماس
  • لبنان بعد غزة في الاولويات الأميركية ولا ضمانات لمنع الحرب
  • القدس.. الحرب التي لا تنتهي!
  • لبنان: لا بد من التفاوض مع إسرائيل لحلّ المشاكل العالقة
  • الرئيس اللبناني: لا بد من التفاوض مع اسرائيل لحلّ المشاكل العالقة بين الطرفين
  • رئيس لبنان يدعو للتفاوض مع إسرائيل لحل المشاكل وتجنب الدمار
  • الهروب من الحرب إلى المجهول.. آلاف اليمنيين يفرّون من جحيم الحوثي.. المليشيا تُشعل أكبر مأساة إنسانية في اليمن
  • عون: "لا بد من التفاوض" مع إسرائيل لحلّ المشاكل العالقة
  • مناوي يستنكر صمت العالم على مجزرة المليشيا المتمردة بالفاشر
  • طبيب غزاوي للوموند: هذه هي المعركة التي تنتظرنا بعد انتهاء الحرب