ما هي صلاة الشروق؟.. ركعتان تفتحان لك 7 أبواب من النعيم
تاريخ النشر: 12th, July 2025 GMT
لا شك أن أهمية معرفة ما هي صلاة الشروق ؟ تنبع من أنها إحدى السُنن الواردة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولعل كثرة ما ورد فيها من نصوص تحث على اغتنامها والفوز بها هو ما يطرح سؤال ما هي صلاة الشروق والذي يعد طرف الخيط لكشف كثير من الأسرار الخفية عن صلاة الشروق ، تلك النافلة التي حث النبي -صلى الله عليه وسلم- على اغتنامها وعدم تفويت فضائلها العظيمة ، وتبدأ بمعرفة ما هي صلاة الشروق ؟ ،حيث إنها قد لا تكون معلومة للكثيرين ، لذا يفوتهم فضل صلاة الشروق ، لذا ينبغي معرفة ما هي صلاة الشروق ؟، حتى يمكن تقدير حجم خسارة تركها سواء بتضييع فضلها أو الوقوع في الإثم .
فقد ورد أن صلاة الضحى هي نفسها صلاة الشروق ، ولكنها تُسمّى صلاة الشّروق إن صُلّيَتْ بعد شروق الشّمس وارتفاعها قدرَ رمحٍ، وتسمى بصلاة الضّحى إن كانت بعد ذلك الوقت، وتسمى أيضًا: صلاة الأوابين هي صلاة تؤدى بعد ارتفاع الشمس قيد رمح، وقيل بعد مضي ربع النهار، وصلاة الضحى أحد أنواع صلاة النفل وحكمها أنها سنة مؤكدة عند الجمهور، خلافًا للقول بأنها مندوبه في مذهب أبي حنيفة، وأقلها ركعتان، وأوسطها أربع ركعات، وأفضلها ثمان ركعات، وأكثرها اثنتي عشرة ركعة.
ومن حيث كونهما من النوافل فلا فرق بين صلاة الشروق وصلاة الضّحى فقد داوم عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- وحثّ عليها الصّحابة –رضوان الله تعالى عنهم-، فقد رُوي عن أبي الدّرداء رضي الله عنه قوله: «أوصاني خليلي بثلاثٍ: بِصيامِ ثلاثةِ أيامٍ من كلِّ شهرٍ ، وألا أنامُ إلَّا علَى وِترٍ، وسُبحةِ الضُّحَى في السَّفرِ والحضَرِ»، وقد ورد في صلاة الضحى أسماء أُخرى، منها: صَلاة الإشرَاق.
الفرق بين صلاة الشروق وصلاة الضحىويمكن تمييز الفرق بينهما بأن صلاة الضحى قد سُمّيت بصلاة الإشراق بسبب وقت صلاتها، كما سُميّت بصلاة الأوابين، والأوابون هم التّوابون، وقد جاء في الصّحيح من قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يُصبح على كل سُلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويُجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضّحى».
في حديث النبي: "من صلى الفجرَ في جماعةٍ، ثم قعد يَذكُرُ اللهَ عزّ وجل حتى تطلعَ الشمسُ، ثمّ صلى ركعتين؛ كانت له كأجرِ حَجَّةٍ وعمرةٍ قال: قال رسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم -: تامَّةٍ تامَّةٍ" إذن هنا يكمن الفرق بين صلاة الشروق وصلاة الضحى ، فهي مثل صلاة الضحى لكن الفرق، الشروق: أن تصلي الفجر في جماعة وتظل في مجلسك تذكر الله حتى تطلع الشمس ثمّ تصلي ركعتا الشروق، وهي أفضل من أن تصلي الضحى حين يشتدّ وقوف الشمس.
حكم صلاة الشروققال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن صلاة الشروق أحد أنواع صلاة النفل وحكمها أنها سُنَّةٌ مؤكدةٌ عند الجمهور، خلافًا للقول بأنها مندوبه في مذهب أبي حنيفة، صلَّاها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأوصى بها، ورغَّب فيها، وأقلها ركعتان، وأوسطها أربع ركعات، وأفضلها ثمان ركعات، وأكثرها اثنتى عشرة ركعة على خلاف بين الفقهاء في ذلك، وقد سُمّيت بصلاة الإشراق والضحى بسبب وقت صلاتها.
رُوي عن أبي الدّرداء رضي الله عنه قوله: «أوصاني خليلي بثلاثٍ: بِصيامِ ثلاثةِ أيامٍ من كلِّ شهرٍ ، وألا أنامُ إلَّا علَى وِترٍ، وسُبحةِ الضُّحَى في السَّفرِ والحضَرِ»، وقد جاء في الصّحيح من قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يُصبح على كل سُلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويُجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضّحى»، كما جاء فيما رُوي أيضًا عن زيد بن أرقم -رضي الله عنه- أنه رَأَى قَوْمًا يُصَلُّونَ مِنَ الضُّحَى، فَقالَ: «أَما لقَدْ عَلِمُوا أنَّ الصَّلَاةَ في غيرِ هذِه السَّاعَةِ أَفْضَلُ، إنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: صَلَاةُ الأوَّابِينَ حِينَ تَرْمَضُ الفِصَالُ».
ورد أن الملائكة تشهد صلاة الشروق ، لما ورد أنه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعمرو بن عبسة رضي الله عنه: «صَلِّ صَلَاةَ الصُّبْحِ، ثُمَّ أَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ حتَّى تَرْتَفِعَ... فإنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ»، كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من صلَّى الغداةَ في جماعة، ثم قعد يذكر اللهَ حتى تطلُعَ الشمسُ، ثم صلَّى ركعتَين؛ كانت له كأجرِ حجَّةٍ وعمرةٍ ، تامَّةٍ تامَّةٍ تامَّةٍ».
فضل صلاة الشروق1- من صلى بعد شروق الشمس فله مثل ثواب الحاج والمُعتمر.
2-تُجْزِئُ عن الصّدقة المطلوبة عن كل مفصل من مفاصل جسم الإنسان الثّلاث مئة وستّين في كل يوم يُصْبِح فيه العبد.
3-تقوم مقام التّسبيح والتّحميد والتّهليل والتّكبير.
4-يتقرّب بها العبد إلى الله سبحانه، ويفوز بمحبته عز وجل، باعتبارها من النوافل، كما جاء في الحديث القدسي: «مَنْ عادَى لي وليًّا فقَد بارَزني بالمحارَبةِ، وما تقرَّبَ إليَّ عبدي بمثلِ أداءِ ما افتَرضتُه عليْهِ، ولا يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنَّوافلِ حتَّى أحبَّهُ، فإذا أحببتُهُ كنتُ سمعَهُ الَّذي يسمَعُ بِهِ وبصرَهُ الَّذي يبصرُ بِهِ ويدَهُ الَّتي يبطِشُ بها ورجلَهُ الَّتي يمشي بها، فبي يسمَعُ وبي يُبصِرُ وبي يبطِشُ وبي يسعى، ولئن سألني لأعطينَّهُ، ولئنِ استعاذني لأعيذنَّهُ، وما تردَّدتُ عَن شيءٍ أنا فاعلُهُ تردُّدي عن قَبض نفسِ عَبدي المؤمنِ يَكرَهُ الموتَ وأكرَهُ مَساءتَهُ، ولابد لَهُ منْه».
5- ومن فضل صلاة الشروق جلب الرزق والبركة فيه .
6- صلاة الشروق من النوافل التي حرص عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
7- صلاة الشروق غنيمة عظيمة: هي من الصلوات التي يغنم المُصلّي بها الكثير من الغنائم، وذلك لقول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: «ألا أدلكم على أقرب منهم مغزى وأكثر غنيمة وأوشك رجعة من توضأ ثم غدا إلى المسجد لسبحة الضحى فهو أقرب منهم مغزى وأكثر غنيمة وأوشك رجعة».
صلاة الشروق كم ركعةورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن صلاة الشروق ركعتان، من يُصليهما فله ثواب عمرة تامة، وطلوع الشمس يُسمى الشروق ، وعندما ترتفع الشمس في السماء قدر رمح، والذي يُعادل ثلث ساعة تمامًا -عشرين دقيقة -.
موعد صلاة الشروق اليوموفيه أن وقت صلاة الشروق اليوم يبدأ من ارتفاع الشمس قيد رمح، والمقصود بقيد رمح أي خمس درجات، عندما تصعد الشمس في كبد السماء ثم تميل مرة أخرى، فهذه تُسمى درجات، وتخطو الشمس الدرجة في أربع دقائق، وعليه فإن وقت صلاة الضحى اليوم يبدأ بعد شروق الشمس بعشرين دقيقة.
ورد أنه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعمرو بن عبسة رضي الله عنه: «صَلِّ صَلَاةَ الصُّبْحِ، ثُمَّ أَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ حتَّى تَرْتَفِعَ... فإنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ»، كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من صلَّى الغداةَ في جماعة، ثم قعد يذكر اللهَ حتى تطلُعَ الشمسُ، ثم صلَّى ركعتَين؛ كانت له كأجرِ حجَّةٍ وعمرةٍ، تامَّةٍ تامَّةٍ تامَّةٍ».
لماذا سميت صلاة الشروق بهذا الاسمقد سُمّيت بصلاة الإشراق والضحى بسبب وقت صلاتها، كما سُميّت بصلاة الأوابين، والأوابون هم التّوابون، وقد جاء في الصّحيح من قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يُصبح على كل سُلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويُجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضّحى».
ماذا يقرأ في صلاة الشروقلعله من الأمور التي يبحث عنها أولئك الذين عرفوا فضل صلاة الشروق ، والتمسوا أفضل وقت لها وسعوا لاغتنام أكبر ثواب لها، فيُسنُّ أن تصلّى كل ركعتين مَثْنى مَثْنى ويُسلّم بعد كل ركعتين.
ورد أنه يُقرأ في كلّ ركعة سورة الفاتحة بعدها سورة قصيرة مثل سورة الضّحى أو سورة الشّمس أو غير ذلك من السّور أو الآيات حتّى لو بلغت آية واحدة، أي أن سورة الفاتحة وما تيسر من القرآن هي أفضل إجابة عن سؤال ماذا يقرأ في صلاة الشروق بعد سورة الفاتحة.
جاء أنه قد صلّاها النّبي صلّى الله عليه وسلّم ركعتين، وأربعًا، وثماني ركعات ومن زاد على ذلك فصلّى عشْرًا أو اثنتي عشرة ركعة فلا بأس لكن يجب ألا تقل عن الرّكعتين، وبما أنّها تُصلّى في النّهار فلا يُجْهَرُ بها بل تُقرأ الفاتحة وما يليها سرًا، ويجوز أن تُصلّى جماعةً لكن دون المُداومة على ذلك لأنّ ذلك غير مشروع، ولا تُقْضى إن فات وقتها لأنّها ليست من السّنن الرواتب التابعة للفرائض إنّما هي مقيّدة بوقتها فإن فات وقتها فاتت.
صلاة الشروق موعدها اليومورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن هناك ركعتين، من يُصليهما فله ثواب عمرة تامة، وهي صلاة الشروق، وطلوع الشمس يُسمى الشروق، وعندما ترتفع الشمس في السماء قدر رمح، والذي يُعادل ثلث ساعة تمامًا -عشرين دقيقة -.
ومن هنا فإن صلاة الشروق موعدها اليوم يكون في تمام الساعة 6:02 صباحًا ، وجدير بالذكر أن صلاة ركعتي الشروق لها أجر عمرة تامة، كما أخبرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: «مَن صلى الفجرَ في جماعةٍ، ثمّ قَعَد يَذْكُرُ اللهَ حتّى تَطْلُعَ الشمسُ، ثمّ صلى ركعتينِ، كانت له كأجرِ حَجَّةٍ وعُمْرَةٍ تامَّةٍ، تامَّةٍ ، تامَّةٍ».
عدد ركعات صلاة الضحىصلاة الضحى سُنة مؤكدة عند الجمهور، وعدد ركعات صلاة الضحى أقلها ركعتان، وأوسطها أربع ركعات، وأفضلها ثماني ركعات، وأكثرها اثنتا عشرة ركعة، وفضلها تعد صدقة عن مفاصل الجسم البالغة نحو 360 مفصلًا.
روى مسلم، من حديث أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنْ الضُّحَى»، وروى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: «أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاثٍ: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام».
وثبت عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أنه صلاها ثمان ركعات كما في فتح مكة، فقد روى مسلم أن معاذة رحمها الله سألت عائشة رضي الله عنها: «كَمْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي صَلَاةَ الضُّحَى ؟، قَالَتْ: أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ وَيَزِيدُ مَا شَاءَ»، وروى مسلم عن أم هانئ رضي الله عنها قالت: «قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى غُسْلِهِ، فَسَتَرَتْ عَلَيْهِ فَاطِمَةُ ثُمَّ أَخَذَ ثَوْبَهُ فَالْتَحَفَ بِهِ، ثُمَّ صَلَّى ثَمَانَ رَكَعَاتٍ سُبْحَةَ الضُّحَى».
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: صلاة الشروق حكم صلاة الشروق موعد صلاة الشروق اليوم صلى الله علیه وسلم صلى الله علیه وسل قال رسول الله عن رسول الله رضی الله عنه ه علیه وسل م صلاة الضحى ل ى الله ع الفرق بین عشرة رکعة فی جماعة ت بصلاة ع الشمس أن صلاة جاء فی فی الس ورد أن
إقرأ أيضاً:
الله أكبر.. كانت سر الانتصار والعبور في حرب أكتوبر
الله أكبر.. كلمة صنعت في تاريخ المُسلمين العجائب، وبثت في أهلها من القوة ما استعلوا فيه على كل كبير سوى الله - عز شأنُه، وجل جلاله الله أكبر تتضاءل أمامها كبرياء كل متكبر، وعظمة كل متعاظم، تعلو على كل مظاهر الفساد والطغيان.
أقصر خطبة فى حرب 6 اكتوبر"الله أكبر.. الله أكبر .. الله أكبر”.. انطلقت صيحات الله أكبر من أفواه جنود مصر، وملئت سماء سيناء يوم 6 أكتوبر ، وذلك بعد تحطيم الجيش المصري خط بارليف ، وعبورهم قناة السويس، وكلمة “الله أكبر” كانت كلمة السر في حرب اكتوبر، حيث كانت صيحات الله أكبر هو صوت المعركة، أطلقه جنود مصر المجاهدون في سبيل الله في ساح الوغَى، فيشعرون بعزة الله وقوته وكبريائه ومعيته، فيستمدون منه القوة والثبات والإخلاص والعزة.
قصة مكبرات صوت الله أكبر على الجبهة أثناء العبور بـ 6 أكتوبر
تحدث الفريق سعد الدين الشاذلي، رئيس هيئة أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، إبان حرب أكتوبر 1973، والذي يعرف باسم «العقل المدبر» لحرب أكتوبر، في مذكراته عن حرب أكتوبر، عن قصة اختيار «الله أكبر» لتكون أقصر وأقوى خطبة في حرب أكتوبر، التي نحتفل بذكراها الـ 49 في هذا اليوم.
وقال «الشاذلي»: «دخلت على اللواء عبدالمنعم واصل.. قائد الجيش الثالث الميداني، فوجدته يراجع الخطبة التي سوف يلقيها على جنوده عند بدء القتال وطلب رأيي فيها، قلت إنها خطبة ممتازة لكن لن يسمعها أحد وسط هدير المدافع والرشاشات وتساقط القتلى والجرحى.. في هذه الأجواء لن ينصت أحد..».
سر التكبير فى حرب 6 اكتوبروأضاف «الشاذلي»: «ولمعت في ذهني فكرة بعثها الله لتوها.. لماذا لا نقوم بتوزيع مكبرات صوت على طول الجبهة، وننادي فيها: (الله أكبر).. وكانت هذه أقصر خطبة وأقواها».
وتابع «الشاذلي»: «اتصلت بمدير إدارة الشؤون العامة وطلبت منه تدبير 50 مكبر صوت ترانزيستور، على أن يتم تسليمها للجيشين الثاني والثالث قبل العاشرة من صباح اليوم التالي».
واستكمل «الشاذلي» حديثه قائلا: «وبالفعل، وضعت على كل كيلو فردين أو ثلاثة معهم مكبر صوت من الترانزيستور ويقولون (الله أكبر) وبالتالي كان الجنود يرددونها، وفي العاشر من رمضان يوم السبت السادس من أكتوبر الساعة الثانية والنصف ظهرا كانت الجبهة مشتعلة بنداء: (الله أكبر).. تردده موجات من عشرات الآلاف من الجنود خلف مكبرات الصوت في أثناء عبورهم للقناة وفي طريقهم لاقتحام خط بارليف».
كلمة "الله أكبر" كلمة عظيمة مباركة، فالله سبحانه هو: "الكبيرُ الذي لا أكبرَ منه، الملكُ الذي كلُّ شيءٍ خاضِعٌ له، والتكبير إعلانٌ عن عظمَة الله، وإذعانٌ لكبريائِه في القلوب.
الله أكبر من كل شيءٍ ذاتًا وقُدرةً وقدرًا، وعزَّةً ومنعَةً وجلالاً، هذه المعاني العِظام تُعطِي المؤمنَ الثقةَ بالله وحُسن الظنِّ به، فلا تقِفُ في حياته العقَبَات، ولا يخافُ من مُستقبَل، ولا يتحسَّر على ما فات.
فالله أكبر وأجلُّ وأرحَمُ من أن يترُك عبدَه المُتعلِّق به واللائِذَ بجنابِه، وكلما قوِيَ علمُ العبد ومعرفتُه بأن الله أكبر زادَت عنده الخشية والرَّهبة والتعظيم والمحبَّة وحُسن العبادة ولذَّة الطاعة، وعندها تُقبِلُ النفوسُ على طاعتِه، وتتوجَّهُ، وتحبُّه وتتوكَّلُ عليه.
ومما يستدعِي النظر، ويملأُ النفسَ ثقةً وطُمأنينةً: اقترانُ اسم العليِّ باسم الكبير، كما قال - عزَّ شأنُه -: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴾ [الحج: 62]، وقال - عزَّ شأنُه -: ﴿ ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ ﴾ [غافر: 12].
فهو العليُّ الكبير، لا مُعقِّب لحُكمه، يُعزُّ من يشاء، ويُذلُّ من يشاء، ويصطفِي من يشاء، عنَت له الوجوه، وذلَّت له الجِباه، وخضعَت له الرِّقاب، وتصاغَرَ عند كبريائِه كلُّ كبير.
وهذا الإيمانُ واليقينُ بكبرياء الله وعظمَته يجعلُ الألسِنةَ تلهَجُ بذكرِه وشُكره وحَمده والثناء عليه وتمجيده، وتقرعُ الجوارِح كلُّها لعظمَته عبادةً ومحبَّةً وتعظيمًا وإجلالاً وذُلاًّ وانكِسارًا.
التكبيرالله أكبر جُملةٌ عظيمةٌ حافِظةٌ، إذا سمِعها الشيطان تصاغَرَ وتحاقَرَ وخنَسَ، فكبرياءُ الجبَّار تقمَعُ انتِفاشَ الشيطان، وإذا تغوَّلت الغيلان فبادِروا بالتكبير.
فإن التكبيرَ ذِكرُ الجليل، وعبادةٌ عظيمةٌ، دعا الله عبادَه إليها ورغَّبَهم فيها، فقال عزَّ شأنُه: ﴿ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ﴾ [المدثر: 3]، وقال تعالى: ﴿ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا ﴾ [الإسراء: 111].
بتكبير الله وتعظيمِه تُحلُّ الكُروب، وتزولُ الخُطوب، وتُرفعُ الهُموم، وتنقشِعُ الغُموم. بتكبير الله وتعظيمِه يصفُو العيش، ويُشفَى الداء. يقولُ عُمر بن الخطاب رضي الله عنه: "قولُ العبد: الله أكبر خيرٌ من الدنيا وما فيها"
وصدق الله القائل: ﴿ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً ﴾ ]الإسراء111].
وهو مشروعٌ في المواطِن الكِبار، والمواضِع العِظام، في الزمان والمكان والحال. مشروعٌ في كثرة الجُموع والمجامِع، وفي الجهاد، والنصر، والمغازي، استشعارًا لعظمة الفعل، واستِحضارًا لقوة الحال"
وقال ابن حجرٍ - رحمه الله - عن التكبير: "ذكرٌ مأثورٌ عند كل أمرٍ مهُول، وعند كل حادِثِ سُرورٍ، شُكرًا لله تعالى، وتبرئةً له من كل ما نَسَبَ إليه أعداؤُه"
المواطن التي يشرع فيها التكبير1- التكبير شعار الصلاة، فقد شرع قبلها كاﻷذان واﻹقامة، وفيها: ابتداء من تكبيرة اﻹحرام، ثم عند كل رفع، وخفض، فيما عدا الرفع من الركوع، فإنه شرع فيه التحميد، وشرع بعدها في التسبيحات.
وبيان ذلك: أن عدد التكبيرات في الصلاة المكتوبة: (94) تكبيرة؛ قال النووي: "ففي كل صلاة ثنائية إحدى عشرة تكبيرة؛ وهي: تكبيرة الإحرام وخمس في كل ركعة، وفي الثلاثية سبع عشرة تكبيرة؛ وهي: تكبيرة الإحرام، وتكبيرة القيام من التشهد الأول، وخمس في كل ركعة، وفي الرباعية اثنتان وعشرون. ففي المكتوبات الخمس: أربع وتسعون تكبيرة. قلت: وعددها في السنن المؤكدة مع الوتر(138).
وعددها في اﻷذان: (30).
وعددها في اﻹقامة عند الجمهور: (20) وعند الحنفية (30) وعدد التكبير بعد الصلاة (165).
والمُصلُّون في صلاة الجماعة يُكبِّرون بعد تكبير الإمام، وفي الحديث: «فإذا كبَّر فكبِّروا، ولا تُكبِّروا حتى يُكبِّر»، في مُتابعةٍ، وانتِظامٍ دقيق.
2- التكبير لرؤية الهلال:
كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا رأى الهلال قال: «اللَّهُ أكْبَرُ، اللَّهُمَّ أهِلَّهُ عَلَيْنا بالأمْنِ والإِيْمَانِ والسَّلامَةِ والإِسلامِ وَالتَّوْفِيقِ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، رَبُّنا وَرَبُّكَ اللَّهُ».
3- واﻹكثار منه مشروع في العشر من ذي الحجة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أَهَلَّ مُهِلٌّ قَطُّ، ولا كبَّرَ مُكَبِّرٌ قَطُّ، إلَّا بُشِّرَ»، قيل: يا رسول الله بالجنَّة؟ قال: «نعم».
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنَ الْعَمَلِ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ؛ فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ والتحميد».
4- وهو أحد معالم الحج:
فالتكبير عند رمي الجمرات، وعند الصعود من منى إلى عرفات، وعند الطواف، وغيرها من مواطن التكبير في المناسك.
5- التكبير في العيدين، عيد الفطر وعيد اﻷضحى. والتكبير يكون في ليلة عيد الفطر حتى صلاة العيد.
وهذا التكبيرَ يُشيرُ إلى معنى الهداية في قوله - عزَّ شأنُه:- ﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ ﴾ [البقرة: 185].
وقد فصل الفقهاء في أحكامه، فتنظر ثمة.
والتكبير في صلاتي العيدين، فقد جاء عن عَمرِو بنِ شُعَيبٍ، عن أبيه، عن جَدِّه: "أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كبَّر في عيدٍ ثِنْتَيْ عَشْرةَ تَكبيرةً، سبعًا في الأولَى، وخمسًا في الآخرة، ولم يُصلِّ قَبلَها ولا بَعدَها".
6- التكبير عند ركوب الدابة، والخروج إلى السفر:
فقد كان عليه الصلاة والسلام إذا استوَى على ظهر الدابَّة قال: «الْحَمْدُ لِلَّهِ»، ثم قال: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ ﴾ [الزخرف: 13، 14]، ثم قال: «الْحَمْدُ لِلَّهِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ» ثم قال: «سُبْحَانَكَ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ».
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر كبَّر ثلاثاً...".
7- التكبير عند الصعود:
كان صلى الله عليه وسلم إذا علا شرفاً - أي: المكان المرتفع - كبر، وكان يوصي بذلك أصحابه.
والمُسلم يستصحب التكبير في سفره، ويُكبِّرُ كلما صعد مرتفعا، أو هبَطَ واديًا، مستشعرا معيَّة الله وعظمته وإحاطته وحفظه، ومتفكُّرًا في سعة الدنيا، وتباعُد أطرافها، وآفاقها.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُوصِي المُسافرَ بقوله: «عليك بتقوَى الله، والتكبير على كل شرَف».
والشرفُ هو المكان العالي. ويماثله صعود السلم أو الدرج أو المصعد.
8- التكبير عند الذبح:
عن أنس رضي الله عنه قال: "ضَحَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين. قال: ورأيته يذبحهما بيده. ورأيته واضعا قدمه على صِفاحِهما. قال: وسمى وكبر". وفي رواية: ويقول: "باسم الله، والله أكبر».
9- التكبير عند سماع خبر مفرح، وبشارة خير:
وقد جاء في الحديث الطويل: "أَخْرِج بَعْثَ النار... مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَمِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ".
وفيه يروي أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أبشروا، فإن منكم رجلا، ومن يأجوج ومأجوج ألفا، ثم قال: والذي نفسي بيده، إني أرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة، فكبرنا، فقال: أرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة، فكبرنا، فقال: أرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة، فكبرنا...".
وفي رواية: "..إني لأطمع أن تكونوا ثلث أهل الجنة، قال: فحمدنا الله وكبرنا..".
10- التكبير عند الحريق:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا رأيتم الحريق، فكبروا، فإن التكبير يطفئه"
11- التكبير عند التضرع في صلاة الاستسقاء:
فمن قال يُكبِّر استدل بحديث رواه الدارقطني من حديث ابن عباس أنه يكبر فيها سبعا وخمسا كالعيد ويقرأ بسبح اسم ربك الأعلى، وهل أتاك حديث الغاشية.
12- اﻷذان في أذن المولود اليمنى، والإقامة في اليسرى.
قال الإمام ابن القيم: "وسِرُّ التأذين وَاللهُ أعلم؛ أن يقرع سمعَ الإنسان كلماتُ النداء العلوي المتضمِّنة لكبرياء الرب وعظمته، والشهادة التي أوَّل ما يدخل بها في الإسلام؛ فكان ذلك كالتلقينِ له شعار الإسلام عند دخوله إلى الدنيا، كما يلقن كلمة التوحيد عند خروجه منها، وغير مستنكر وصول أثر التأذين إلى قلبه وتأثيره به وإن لم يشعر".
13- التكبير في الصلاة على الميت: فهو يكبر أربع تكبيرات كما جاء في السنة النبوية.
14- وبالتكبير تُفتحُ أبوابُ السماء: عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -، قال: بينما نحنُ نُصلِّي مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، إذ قال رجلٌ من القوم: الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بُكرةً وأصيلاً، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «من القائلُ كذا وكذا؟»، فقال رجلٌ: أنا يا رسول الله، قال: «عجِبتُ لها، فُتِّحت لها أبوابُ السماء». قال ابنُ عمر: "فما تركتُهنَّ منذ سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ ذلك".
15- الإكثار من التكبير؛ ﻷنه يملأ ما بين السماء واﻷرض، فقد جاء في الحديث: «التَّسْبِيحُ نِصْفُ المِيزَانِ، وَالْحَمْدُ يَمْلَؤُهُ، وَالتَّكْبِيرُ يَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ».
16- وهو من أذكار الباقِيات الصالِحات، وأحبّ الكلام إلى الله أربع: «سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ».
ويدل التكبير على كبرياء الله سبحانه، وتكراره في هذه المواطن بهذا العدد له أثر إيماني في حياة المسلم، والارتقاء بصاحبه إلى المنازل العالية، والدرجات الرفيعة.
كما يجدد عهد الإيمان، ويقوي الميثاق الغليظ، والارتِباطُ بالله العليِّ الكبير، ومعه تطمئنُّ النفوسُ إذا اضطربَت، وتسكُنُ به القلوبُ إذا احتارَت، وتنامُ عليه العيونُ إذا سهِرَت.