الوطن:
2025-07-12@06:22:31 GMT

الأب بطرس دانيال يكتب: هل أنا عبء على الوطن؟

تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT

الأب بطرس دانيال يكتب: هل أنا عبء على الوطن؟

يقول السيد المسيح: «الأمين فى القليل، يكون أميناً فى الكثير». ونقرأ فى سورة التوبة: «وقُلُ اعْمَلُوا فسيرى اللهُ عملَكُم ورَسولُهُ والمؤمنون» (آية 105).

عندما مرّ كسرى أنوشروان بفلاح عجوز يغرس نوعاً من الشجر الذى لا يؤتى ثمره إلا بعد زمن طويل، فقال له كسرى: «يا والدى العزيز! إنك تتعب نفسك عبثاً لأنك لن تذوق ثمره أبداً!» فأجاب العجوز: «لقد صدقت يا مولاى! ولكن الذين سبقونا غرسوا، فأكلنا.

ونحن نغرس ليأكل من يأتى بعدنا». ففرح كسرى من هذه النفس النبيلة والعظيمة وأمر بأن يكافئوه. فقال الفلاح للتو: «يا مولاى! هأنذا جنيت ثمرة غرسى قبل الأوان». أين نحن من هذه الشهامة والتضحية؟!

مع كل الإنجازات التى لمسناها ورأيناها فى الجمهورية الجديدة، كلٌّ منّا يتساءل: «ماذا فعلتُ لوطنى وأهلى ومجتمعى؟»، كل فرد منّا هو جندى فى موقعه، وكما أن الواجب يفرض على الجندى أن يرضى بالدور المطلوب منه، ويلازم المكان المعيّن له، كذلك يجب على كل شخص أن يقوم بعمله بإخلاص وأمانة ليس حُبّاً فى نفسه، ولكن من أجل مصلحة الآخرين. ونجد شعار الجندى المخلص: «الموت ولا الاستسلام»، لذلك يصون بلاده، والاستقلال بالعزّة والكرامة.

فالوطنية الحقيقية هى دفاع عن أرض الوطن ولو اقتضى الأمر التضحية بالحياة، فالوطن بالنسبة للشرفاء والمخلصين أغلى من الحياة. وأنت أيها الشاب الملىء بالقوة والحيوية والصحة، ماذا قدّمت لأبناء وطنك وجيلك؟

كل من حولك ينتظر منك دوراً مهماً فعّالاً، وفى أبسط الأمور اليومية والسلوكيات الحميدة. فالمجتمع ينتظر منك أن تصبح عنصراً خيّراً للإنسانية جمعاء، فهل قمت بهذا؟ والأخلاق النبيلة تقتضيك أن تحترم المرأة، مهما كان عمرها، وتعتبرها كأم أو أخت أو ابنة لك.

هل أخلصت فى ذلك؟ وأسرتك الصغيرة التى تعبت وقامت بتضحيات لا حصر لها من أجلك، تأمل منك أن تكون فخرها وعزّها، فهل تفكّر فى هذا وتحقّقه لها؟ والعلم يدعوك لأن تنهل من كنوزه وثرواته، حتى تنشر النور من حولك للقضاء على الجهل والظلام، فهل لديك النيّة الصادقة للقيام بهذا؟

والوطن الذى احتضنتك أرضه وظللتك سماؤه يبنى عليك أفضل آماله مقابل ما يقدّمه لك كل يوم، فهل بادرت بشىء نحوه؟ فالوطن له فى أعناقنا ديون كثيرة لن نوفيه إياها مهما قدّمنا له وضحّينا فى سبيله. لأنه الأرض التى فتحت ذراعيها لاستقبالنا حين أتينا هذا العالم، ونستظل بسمائه ونستنشق هواءه، ونعيش من خيراته، نُولد ونحيا ونموت فيه.

والإنسان الوطنى الخالص يسعى لخير وطنه ويحافظ على مصالحه.

فالواجب دائماً ويجب أن يبقى، الهمّ الأول والأخير لكل شخص، حتى لو تعرّض بسببه لخطر الموت، لذلك يجب علينا أن نقوم بواجبنا على أكمل وجه، كما نطالب بحقوقنا اليومية. مما لا شك فيه أن الله يعتنى بطيور السماء، فيهب كل طائر رزقه، ولكن لا يُلقى له طعامه فى عشّه، بل يدفعه بالغريزة إلى البحث عنه.

وكما يقول المثل: «لنطلب من السماء أن تساعدنا فى عملنا، لا أن تنجزه عنّا»، فالإنسان الاتكالى كاللص الذى يعيش من تعب الغير. وتقول الحكمة الصينية: «إذا أردت أن تحصد بعد بضعة أشهر فازرع حنطة، وإذا أردت أن تحصد بعد بضعة أعوام فاغرس شجرة، وإذا أردت أن تزرع للأجيال فعليك أن تربّى رجالاً».

تُحيط بنا نماذج كثيرة مشرّفة فى الإخلاص والتفانى والتضحية من أجل الغير، فلنعتبرها مثالاً لنا نحتذى به. وما أجمل الصورة المشرّفة التى يقدّمها الوالدان لأبنائهما، خاصة ما يقومان به نهاراً وليلاً من تضحيات ليساعدا هؤلاء البنين حتى آخر لحظة، دون انتظار أى مقابل! كم من مُسنين يقومون بواجباتهم، حتى لو كانت الصحة هشّة والعمر يتوارى! لنتعلّم إذاً أن نعمل دائماً غير منتظرين المنفعة الشخصية، التى نحصل عليها فى أقرب وقت.

ولكن نعمل لأن العمل شريعة كل مخلوق، حتى لو لم يكن فى حاجة. وليكن هدفنا الأول هو منفعة الغير. فكما أننا نأكل ونتنعّم من تعب الذين سبقونا، كذلك علينا أن نسعى فى إفادة الغير من ثمرة شقائنا.

إن فعلنا هذا لن نُصبح عالة أو عبئاً على مجتمعنا. ونتمنى فى الجمهورية الجديدة أن يعمّ السلام والرخاء والواجب بين الجميع، وأن يستطيع كل مواطن العيش بحياة مستورة، يجد ما يسد احتياجات أسرته. ونختم بالمثل الإنجليزى: «خيرٌ لك أن تبلى بالعمل من أن تصدأ بالراحة».

* رئيس المركز الكاثوليكى للسينما

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: بطرس دانيال السيد المسيح سورة التوبة

إقرأ أيضاً:

أمين الإفتاء: يجوز الصلاة مع الأذان ولكن يفضل الاقتداء بسنة النبي

أكّد الشيخ محمود الطحان، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، أن الأصل والأكمل عند سماع الأذان أن ينتظر المسلم حتى يتم المؤذن أذانه، اقتداءً بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي أرشدنا إلى عملٍ عظيم أثناء الأذان، حيث قال: "إذا أذَّن المؤذِّن فقولوا مثل ما يقول". 

وأوضح أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم  الجمعة، أن وقت الأذان ليس مجرد تنبيه لدخول وقت الصلاة، بل هو وقت ذكر مخصوص، يُستحب فيه أن يردد المسلم كلمات الأذان خلف المؤذن، حتى يصل إلى "حي على الصلاة، حي على الفلاح"، وهنا يُستحب أن يقول:"لا حول ولا قوة إلا بالله". 

من أبواب البر.. أمين الإفتاء يكشف فضل الصلاة على النبي يوم الجمعةأمين الإفتاء يكشف أفضل طريقة لاغتنام ساعة الاستجابة يوم الجمعةهل غسل يوم الجمعة واجب أم مستحب ؟.. دار الإفتاء توضح بالدليلحكم ترك خطبة الجمعة وأداء الركعتين فقط.. الإفتاء تجيب

الإفتاء: الصلاة مع الأذان جائزة في حالة كان المصلي في عجلة من أمره

وبيّن أمين الإفتاء أن هذا الذكر يحمل معاني الاستعانة بالله على ترك ما يشغل الإنسان، وعلى التوجه إلى الصلاة، قائلاً:"المؤذن يدعونا للصلاة، وأنا أحتاج همة لأترك ما أنا منشغل به، فأقول: لا حول ولا قوة إلا بالله. لا حول عن مشاغلي، ولا قوة على الطاعة إلا بالله" .

وأشار أمين الإفتاء إلى أن من كان في عجلة من أمره، أو لديه ظرف يستدعيه للصلاة في بداية الأذان، فلا مانع من ذلك شرعًا، مؤكداً: "يجوز الصلاة أثناء الأذان، ولا حرج في ذلك، خاصة إذا دعت الحاجة، لكن الأفضل والأكمل أن نردِّد خلف المؤذن حتى ننال الأجر الذي أعده الله لمن يفعل، ثم نصلي بعد تمام الأذان".

طباعة شارك الشيخ محمود الطحان أمين الفتوى سماع الأذان الأذان يجوز الصلاة مع الأذان سنة النبي النبي دار الإفتاء الإفتاء أمين الإفتاء الصلاة

مقالات مشابهة

  • أمين الإفتاء: يجوز الصلاة مع الأذان ولكن يفضل الاقتداء بسنة النبي
  • مقتل لاعبة تنس شهيرة برصاص والدها بسبب خلاف عائلي
  • ديانا هشام تحتفل بتخرجها وتوجه رسالة لـ أشرف زكي
  • مصطفى بكري ردا على المشككين: « إحنا مستعدين ندوس على قلوبنا لنبعث الأمل مهما كانت التحديات»
  • الإفتاء: لا يجوز شرعًا حرمان الأب أو الأم من رؤية أبنائهما بعد الطلاق
  • الفراج: الفجوة مع أندية أوروبا لم تعد شاسعة ولكن هل استوعبنا الدرس؟
  • الأب بطرس دانيال ناعيا المخرج سامح عبد العزيز: السينما المصرية فقدت أهم مخرجيها
  • د.حماد عبدالله يكتب: الأغنية الوطنية !!
  • صورة ضوئية لرخصة بطاقة المقاومة الشعبية للقمص بطرس الجبلاوي
  • مشاجرة تنتهي بمقتل شاب على يد والده المسن