البوابة نيوز:
2025-05-14@21:42:00 GMT

منير أديب يسأل: لماذا وسيم يوسف؟

تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT

الدعاة مدرستان، الأولى تفهم الإسلام، كما نزل على نبيه، رحمة للعالمين، كما أنها تفهمه في سياق الحب؛ حيث يرى أصحاب هذه المدرسة أنّ الإسلام نجح في صناعة علاقة ما بين المسلمين وخالقهم قائمة على التفاني في حب الخالق والقرب منه.

ومدرسة أخرى قائمة أكثر على الترهيب منها على الترغيب؛ صحيح أصحاب هذه المدرسة يستندون إلى بعض النصوص، ولكنهم لا ينظرون إلى الإسلام في سياق الجنة والنار معًا ولكنهم أرادوا أنّ يحصروها في الخوف فقط من النّار، وهي قراءة يتبناها بعض الدعاة.

وتحت هذا العنوان وجدنا انحراف قطاع من هؤلاء الذين ضلوا حقيقة الرسالة المحمدية، فتعاملوا مع النّاس من هذه الخلفية، ونقاشي هذا ليس مرتبطًا بأي المدرستين أقرب إلى الإسلام، ولكنه مرتبط بعمليات الكراهية التي يُمارسها أصحاب المدرسة الثانية ضد المدرسة الأولى.

تعرض الداعية الإماراتي، وسيم يوسف، للتنمر وقاد أصحاب المدرسة الثانية حملات تشويه متعمدة لأحد أبناء المدرسة الأولى، والأخطر أنهم استمروا في حملات التشويه هذه حتى بعد أنّ أعلن إصابته بمرض السرطان!

أعلن الداعية الإماراتي إصابته بنوع نادر وخطير من السرطان يُسمى ساركوما، ورغم ذلك استمرت عمليات تشويهه على كل مواقع التواصل الاجتماعي، وربما تُعود الحملات المنظمة ضد الداعية الشاب لسببين.

الأول، أنه قاد حملة تدعو إلى تجديد العقل الفقهي، وحارب في ذلك الانغلاق وهاجم قادة التنظيمات المتطرفة ومن قبل، أفكارهم، فردوا عليه هذه الحملة، فنالوا من عرض الرجل وشخصه، ولم يتوقفوا عند إعلانه الإصابة راضيًا بأخطر أمراض السرطانات، ولكنهم استمروا بمكر ودهاء في عمليات الاغتيال.

قاد هذه الحملة ضد الداعية، الإخوان المسلمون والسلفيون ومن لف لفهم، خاصة وأنّ كل منهما يعمل وفق منظومة استهداف منظمة، يعرفون متى يوجهون سهامهم للخصم، والهدف هو اغتياله وتصفيته، ولكن الراجل نجح في التغلب على هذه المؤامرات، فاشتدت السهام عليه ولم تُراعي مرضه ولكنها استغلت ذلك لمزيد من التشويه.

السبب الثاني للحملات التي قادها الإخوان وجزء من السلفيين، أنّ الرجل يحمل الجنسية الإماراتية أو حصل عليها قبل 10 سنوات، وقد تابعت هذه الحملات بدقة شديدة، وقد كان ذلك واضحًا من مفردات أصحابها، ومعروف أنّ الإمارات تواجه كل الأفكار الأيديولوجية المتطرفة، فدفع الرجل ثمن تبنيه وإيمانه بهذا الخيار.

تم اقتطاع عدد كبير من مقولات الرجل ثم أخرجوها عن سياقها، وهذا ليس غريبًا على من يقومون بتشويه النّاس؛ فليس أمامهم إلا الاقتطاع من السياق وترويض هذه المقولات حتى يظهر الرجل وكأنه أتي بدين جديد، والحقيقة أنه أجتهد فأصاب فيما أصاب وأخطأ فيما أخطأ.

كرس الداعية الإماراتي حياته القصيرة، ندعو الله لها أنّ تطول بموفور الصحة والسعادة، إلى الدعوة إلى الله ومواجهة خرافات العقل والتنظيم على مر التاريخ؛ فما أنّ دخل في معترك المواجهة مع تنظيمات العنف والتطرف وأفكارهما، حتى تم اتهامه من خلال اقتطاع أحاديثه وتأويلها عن الإسلام، وهذا مفهومًا وإنّ لم يكن متفهمًا.

الأمر وصل إلى حد أنّ الإخوان وسموه بأنه من دعاة الماسونية الصهيونية؛ ولك أنّ تتخيل أنّ داعية إلى الله يوصم بهذه الصفة لا لشيء إلا لأنه أجتهد في مسائل فقهية وحارب أفكار الجمود، فواجه في بداياته كل الأفكار المتطرفة، فالتقطته سهامهم وشاء قدر الله أنّ يمرض جسد الرجل، بينما عقله وقلبه ما زالا يعملان بحب وقوة، وهو دليل صلاحية وقربه من رب العالمين.

الابتلاء مشيئة إلهية ودليل اختبار، والرجل على قدر هذا الاختبار، فصبر ورضي وحمد وشكر وغدًا سوف يكون من الفائزين برضوان الله، نسأل الله له السلامة من كل سوء.

له نصيب من اسمه فهو وسيم في خلقه وخلقته معًا، كما أنّ الله رزقه بصفات سيدنا يوسف عليه السلام، من العفة والطهارة وحفظ النفس وصيانتها والصبر الجميل، فكان عاملًا بوصية سيدنا يعقوب عليه السلام عندما فقد أحب الأبناء إلى قلبه بمكر إخوته مرددًا، "فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون".

صبر وسيم يوسف على الاغتيال المعنوي الذي قاده المتطرفون، والتطرف لا يُعني أنّ صاحبة يحمل سلاحًا في يده، ولكنه قد يحمل خنجرًا في كلامه وأوصافه يطعن من خلالها كل من يًفكر أو يُبدي رأيًا وفهمًا أو يحمل فقهًا يختلف معهم، وهذا من أخطر أنواع الاغتيال، حدث وصبر فكان خيرًا له.

ثم صبر على مرضه، تجاوز مرحلة الصبر إلى مرحلة الرضا ثم الشكر، لأنه يعلم ويُدرك أنه اختبار واصطفاء معًا، شكر حتى صح فيه قول ربه، "وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار"، صبر على الشامتين في مرضه وشكر ربه على الاختبار.

 

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: وسيم يوسف الداعية وسيم يوسف الداعية الإماراتي ساركوما

إقرأ أيضاً:

سوريا ترحب بتصريحات ترامب الداعية لرفع العقوبات

أكد وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، أن التصريحات الأخيرة للرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن رفع العقوبات المفروضة على سوريا تمثل "منعطفاً مهماً" في مسار العلاقات الدولية مع دمشق، مشدداً على أن هذه التصريحات تُعدّ خطوة إيجابية ينبغي البناء عليها لإنهاء معاناة الشعب السوري الناتجة عن العقوبات الغربية.

وقال الشيباني في تصريح لوكالة «سانا» اليوم: "نرحب بتصريحات الرئيس دونالد ترامب التي قرر فيها رفع العقوبات الجائرة عن سوريا. هذا الموقف يعكس فهماً حقيقياً لتأثير هذه الإجراءات على الشعب السوري، ويمثل تحولاً عن السياسات العدائية التي انتهجتها إدارات سابقة".

وأضاف: " الرئيس ترمب عبّر بوضوح عن مواقف لم تجرؤ إدارات سابقة على تبنيها".

وأشار الوزير إلى أن دمشق ترحب بأي موقف دولي يدعو إلى رفع المعاناة عن الشعب السوري، داعياً الدول التي فرضت هذه الإجراءات إلى إعادة النظر في سياساتها، والعودة إلى الالتزام بالقانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.

واختتم الشيباني تصريحه"يمكن للرئيس ترامب تحقيق اتفاق سلام تاريخي ونصر حقيقي للمصالح الأمريكية في سوريا".

طباعة شارك وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني دونالد ترمب رفع العقوبات المفروضة على سوريا المصالح الأمريكية في سوريا

مقالات مشابهة

  • من أين أتى الحجر الأسود؟ .. علي جمعة: هذا الرجل أخذ جزءًا منه
  • علي جمعة: الإسلام علّم الإنسانية مبادئ الحرب الرحيمة
  • سوريا ترحب بتصريحات ترامب الداعية لرفع العقوبات
  • الحج لبيت الله الحرام.. لماذا سمي «العتيق».. علي جمعة يجيب
  • كيف نظم الإسلام سلوك المسلم في مجلسه مع الآخرين؟.. علي جمعة يوضح
  • حكم مصافحة الرجل لخطيبته.. اعرف رأي الشرع
  • مفتي الجمهورية: الأزهر الشّريف مصدر رائد في صناعة المجدّدين والمصلحين
  • مفتي الجمهورية: الأزهر مصدر رائد في صناعة المجدّدين والمصلحين
  • ما هي أنواع الحج في الإسلام؟ اعرف كيفية أداء مناسكه
  • لماذا أكثر أهل النار من النساء؟ .. الإفتاء تجيب