البوابة نيوز:
2025-07-06@13:40:50 GMT

منير أديب يسأل: لماذا وسيم يوسف؟

تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT

الدعاة مدرستان، الأولى تفهم الإسلام، كما نزل على نبيه، رحمة للعالمين، كما أنها تفهمه في سياق الحب؛ حيث يرى أصحاب هذه المدرسة أنّ الإسلام نجح في صناعة علاقة ما بين المسلمين وخالقهم قائمة على التفاني في حب الخالق والقرب منه.

ومدرسة أخرى قائمة أكثر على الترهيب منها على الترغيب؛ صحيح أصحاب هذه المدرسة يستندون إلى بعض النصوص، ولكنهم لا ينظرون إلى الإسلام في سياق الجنة والنار معًا ولكنهم أرادوا أنّ يحصروها في الخوف فقط من النّار، وهي قراءة يتبناها بعض الدعاة.

وتحت هذا العنوان وجدنا انحراف قطاع من هؤلاء الذين ضلوا حقيقة الرسالة المحمدية، فتعاملوا مع النّاس من هذه الخلفية، ونقاشي هذا ليس مرتبطًا بأي المدرستين أقرب إلى الإسلام، ولكنه مرتبط بعمليات الكراهية التي يُمارسها أصحاب المدرسة الثانية ضد المدرسة الأولى.

تعرض الداعية الإماراتي، وسيم يوسف، للتنمر وقاد أصحاب المدرسة الثانية حملات تشويه متعمدة لأحد أبناء المدرسة الأولى، والأخطر أنهم استمروا في حملات التشويه هذه حتى بعد أنّ أعلن إصابته بمرض السرطان!

أعلن الداعية الإماراتي إصابته بنوع نادر وخطير من السرطان يُسمى ساركوما، ورغم ذلك استمرت عمليات تشويهه على كل مواقع التواصل الاجتماعي، وربما تُعود الحملات المنظمة ضد الداعية الشاب لسببين.

الأول، أنه قاد حملة تدعو إلى تجديد العقل الفقهي، وحارب في ذلك الانغلاق وهاجم قادة التنظيمات المتطرفة ومن قبل، أفكارهم، فردوا عليه هذه الحملة، فنالوا من عرض الرجل وشخصه، ولم يتوقفوا عند إعلانه الإصابة راضيًا بأخطر أمراض السرطانات، ولكنهم استمروا بمكر ودهاء في عمليات الاغتيال.

قاد هذه الحملة ضد الداعية، الإخوان المسلمون والسلفيون ومن لف لفهم، خاصة وأنّ كل منهما يعمل وفق منظومة استهداف منظمة، يعرفون متى يوجهون سهامهم للخصم، والهدف هو اغتياله وتصفيته، ولكن الراجل نجح في التغلب على هذه المؤامرات، فاشتدت السهام عليه ولم تُراعي مرضه ولكنها استغلت ذلك لمزيد من التشويه.

السبب الثاني للحملات التي قادها الإخوان وجزء من السلفيين، أنّ الرجل يحمل الجنسية الإماراتية أو حصل عليها قبل 10 سنوات، وقد تابعت هذه الحملات بدقة شديدة، وقد كان ذلك واضحًا من مفردات أصحابها، ومعروف أنّ الإمارات تواجه كل الأفكار الأيديولوجية المتطرفة، فدفع الرجل ثمن تبنيه وإيمانه بهذا الخيار.

تم اقتطاع عدد كبير من مقولات الرجل ثم أخرجوها عن سياقها، وهذا ليس غريبًا على من يقومون بتشويه النّاس؛ فليس أمامهم إلا الاقتطاع من السياق وترويض هذه المقولات حتى يظهر الرجل وكأنه أتي بدين جديد، والحقيقة أنه أجتهد فأصاب فيما أصاب وأخطأ فيما أخطأ.

كرس الداعية الإماراتي حياته القصيرة، ندعو الله لها أنّ تطول بموفور الصحة والسعادة، إلى الدعوة إلى الله ومواجهة خرافات العقل والتنظيم على مر التاريخ؛ فما أنّ دخل في معترك المواجهة مع تنظيمات العنف والتطرف وأفكارهما، حتى تم اتهامه من خلال اقتطاع أحاديثه وتأويلها عن الإسلام، وهذا مفهومًا وإنّ لم يكن متفهمًا.

الأمر وصل إلى حد أنّ الإخوان وسموه بأنه من دعاة الماسونية الصهيونية؛ ولك أنّ تتخيل أنّ داعية إلى الله يوصم بهذه الصفة لا لشيء إلا لأنه أجتهد في مسائل فقهية وحارب أفكار الجمود، فواجه في بداياته كل الأفكار المتطرفة، فالتقطته سهامهم وشاء قدر الله أنّ يمرض جسد الرجل، بينما عقله وقلبه ما زالا يعملان بحب وقوة، وهو دليل صلاحية وقربه من رب العالمين.

الابتلاء مشيئة إلهية ودليل اختبار، والرجل على قدر هذا الاختبار، فصبر ورضي وحمد وشكر وغدًا سوف يكون من الفائزين برضوان الله، نسأل الله له السلامة من كل سوء.

له نصيب من اسمه فهو وسيم في خلقه وخلقته معًا، كما أنّ الله رزقه بصفات سيدنا يوسف عليه السلام، من العفة والطهارة وحفظ النفس وصيانتها والصبر الجميل، فكان عاملًا بوصية سيدنا يعقوب عليه السلام عندما فقد أحب الأبناء إلى قلبه بمكر إخوته مرددًا، "فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون".

صبر وسيم يوسف على الاغتيال المعنوي الذي قاده المتطرفون، والتطرف لا يُعني أنّ صاحبة يحمل سلاحًا في يده، ولكنه قد يحمل خنجرًا في كلامه وأوصافه يطعن من خلالها كل من يًفكر أو يُبدي رأيًا وفهمًا أو يحمل فقهًا يختلف معهم، وهذا من أخطر أنواع الاغتيال، حدث وصبر فكان خيرًا له.

ثم صبر على مرضه، تجاوز مرحلة الصبر إلى مرحلة الرضا ثم الشكر، لأنه يعلم ويُدرك أنه اختبار واصطفاء معًا، شكر حتى صح فيه قول ربه، "وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار"، صبر على الشامتين في مرضه وشكر ربه على الاختبار.

 

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: وسيم يوسف الداعية وسيم يوسف الداعية الإماراتي ساركوما

إقرأ أيضاً:

أنظمة التطبيع معاول هدم لكل مقومات النهوض الإسلامي

 

 
يمن الأنصار سيظل دوما إلى جانب محور القدس حتى تطهير كامل الأرض العربية من التواجد الاستعماري. 
 “الثورة” ترصد تفاعل يمن الإيمان والجهاد مع قضية المقدسات في السطور التالية: 
الثورة / أمين العبيدي

 

كانت البداية مع الأخ حسين محمد المهدي الذي تحدث قائلا : إن اليهودَ المتصهينين باعتدائهم على أرض فلسطين وسوريا ولبنان يكشفون للعالم عن وجوههم القبيحة، فقد سلكوا طريق الهلاك والبوار، وركبوا مطية البغي والاستكبار، ومن ركب مطية البغي لم ينل بغيته، ولم يحصل على أمنيته، فدولة المجاهدين في حزب الله ولبنان وسوريا وغزة فلسطين يحوطها الدين، وكلّ دولة يحوطها الدين لا تغلب، كما أن كُـلّ نعمة يحرسها الشكر لا تسلب.
مضيفاً أن الصهيونية اليهودية التي يقودها “نتن ياهو” وأمثاله قد هبطت إلى الدرك الأسفل من الانحطاط الأخلاقي والخُلُقِي، وبَنَتْ جيشها من شذاذ الآفاق، ودربتهم على سفك الدماء وقتل الأبرياء، واحتلال أرض العرب والمسلمين، وزرعت في أفكارهم خيال قيام دولة يهودية على أرض العرب والمسلمين وهيهات أن يتم لهم ذلك.
وتابع: إن الذي يقبل بقيام دولة صهيونية متوحشة تنتهك الحرمات، وتحتل الأرض، وتريد الاستيلاء على المقدسات، فليس على وجه الأرض عاقل يقبل بما ترمي إليه الصهيونية، ولا يوجد قانون يسمح لهؤلاء الشذاذ المتصهينين بشيء مما يطمحون إليه، ومن المستحيل أن يوجد على وجه الأرض عاقل يؤمن بالله ويعترف بحقوق الإنسان، يسمح للصهيونية المتوحشة التي تسفك الدماء ليل نهار بالاستيلاء على غابات مليئة بالسباع الضواري والحيات والأفاعي، فضلًا عن أن يسمح لهذه العصابة الصهيونية المتوحشة بالاستيلاء على شعوب ذات حضارة وأخلاق إنسانية وإسلامية، فكما لا يمكن أن تكون للقضايا صورة مخصوصة ثم تظهر منها بعد ترتيبها نتيجة غير ما تستدعيه القضايا وترتيبها بوجه خاص، كذلك فَــإنَّه لا يمكن أن تكون للأجزاء الكيمائية خصائص ثم يظهر بعد امتزاجها وتركيبها شيء تختلف خصائصه عما يقتضيه تركيب تلك الأجزاء، هذه سنن ثابتة، وترتيباً على ذلك فلا يمكن للصهيونية أن تتحدث عن حقوق الإنسان وهي تقتل الإنسان وتسفك دمه، ولا يمكن أن تتحدث عن دولة يهودية تحمي الحقوق والحريات وتبني نهضة عمرانية وهي تسعى إلى هدم العمران وانتهاك الحقوق والحريات واحتلال الأرض واغتصاب الديار وسفك الدماء على مرأى ومسمع من العالم! وتسعى إلى محاربة الثقافة التي تصونُ القيم وتحترم المشاعر والمعتقدات وتحافظ على بنية الإنسان ثم تزعُمُ أنها تريدُ للإنسان خيراً وهي تحشوه بكل عوامل الشر.. لعمر الحق إن ما تسعى الصهيونية إليه لا يمكن أن يتحقّق أبداً، إن دين الإسلام وحده هو المرشح الوحيد لإقامة دولة إسلامية على الأرض كلها؛ لأَنَّه جاء بنظام يقوم على إصلاح كُـلّ شؤون الحياة الدينية والدنيوية؛ فقد أناط الفلاح بمن يعمل الصالحات ويحمي الحقوق والحريات، ووعد الله الإنسان فيه بالاستخلاف في الأرض (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرض كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ)، فالآية الكريمة توضح نظرية الدولة في الإسلام إيضاحاً مبنيًّا على الإيمان بالله وقواعد المنطق والعقل بعمل الصالحات؛ فالإسلام لا يسعى إلى تعطيل القوى الفكرية والبشرية والتحكم في مصالح الناس والإضرار بعقيدتهم ومصالحهم كما تفعل الصهيونية، فهو يحجم الفساد ويسعى إلى إزالته فَــإنَّما جاء الإسلام ليقيم نظام العدالة الاجتماعية على أَسَاس ما أنزله الله من البينات (وَقُلْ آمَنْتُ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ) (لَقَدْ أرسلنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَالْمِيزانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ).
وتابع قائلاً: الدولة التي جاء بها الإسلام ليس لها غاية سلبية، بل إن هدفها الأسمى هو نظام العدالة الاجتماعية والنهي عن المنكرات واجتثاث شجرة الشر من جذورها، وَالأمة الإسلامية هي المؤهلة لذلك كله، دل على ذلك قوله تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّـة أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ) أما بنو “إسرَائيل” فقد أخبر الله عن فسادهم ووعد المسلمين باجتثاثهم ودخول المسجد الأقصى وتطهيره من دنسهم ووعد بالنصر عليهم وأمر بقتال من يقاتل المسلمين أَو يحتل أرضهم فقال سبحانه وتعالى: (قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ) ولن يثني عزائمهم أبداً استهداف زعمائهم من قبل الصهيونية، بل يزيدهم قوة وعزيمة فكل فرد من أفراد هذه الأُمَّــة يؤمن بما جاء به القرآن وبما جاء به محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- وكلّ مؤتمن على ذلك وَإذَا عمل به يكون مرشحاً لقيادة الجيوش ومؤهلاً لقتال اليهود والمنافقين؛ فقادة المسلمين كثر في الأُمَّــة فهم كالنجوم كلما غرب نجم سطع آخر وفي الأُمَّــة اليوم بحمد الله ملايين الدكاترة والعلماء في مختلف التخصصات الذين يدينون بدين الإسلام وهم قادرون ومؤهلون على النهوض بالأمة وقيادة الجيوش وبناء دولة إسلامية قادرة على اجتثاث الصهيونية من جذورها وفي مقدمة هؤلاء أنصار الله وحزبه العزة لله ولرسوله وللمؤمنين والهزيمة والخزي لليهود والمنافقين، ولينصرن الله من ينصره أن الله لقوي عزيز..
طُـوفان الأقصى انتصار للأمة
واكد الأخ شهاب الرميم بقوله : عملية “طُـوفان الأقصى” وما حملته معها من انتصار للقضية الفلسطينية، عمدته دماء الآلاف من الشهداء والجرحى، وسطرته حركات الجهاد وفصائل المقاومة في غزة بانتصارات وتضحيات وصمود ،أثبتت فشل قوات العدوّ الإسرائيلي بعملية الزحف العسكري البري، وعجزه عن تحقيق أي نصر ميداني يذكر على الأرض؛ ما دفعه لتعويض تلك الانتكاسة والفشل بارتكاب المزيد من المجازر المروعة بحق المدنيين من النساء والأطفال إضافة إلى استهداف البنية التحتية والمرافق الخدمية، أهمها القطاع الصحي وفرض حصار مطبق، مستغلاً الصمت الأممي المخزي والخذلان العربي الرهيب، وأمام هذه المستجدات كان على أحرار الأُمَّــة العربية والإسلامية في محور المقاومة دون غيرهم أن يتحملوا شرف القيام بمسؤوليتهم الدينية والأخلاقية لنصرة غزة وفلسطين عُمُـومًا، والمساهمة بشكل كبير في فرض معادلة الضغط على العدوّ ما أمكن والعمل على خنقه اقتصادياً وضربه عسكريًّا، حتى يوقف جرائمه ويرفع حصاره عن غزة والذهاب نحو توسيع دائرة الحرب على مستوى المنطقة كاملة، شاملة الأهداف العسكرية والحيوية للكيان والقواعد الأمريكية المساندة له المتمركزة في ربوع المعمورة، وجعلها مسرحاً للعمليات العسكرية للمحور.
ظاهرة النفاق وخطورتها
من جانبه أشار د. محمد عبدالله شرف الدين إلى أنه ليس (اليهود / المنافقون) ظاهرة عصرية طارئة، ولا قضية تَرَفِيَّةً، لا تمس متغيرات الواقع، وللموضوع ثلاثة محاور، وهي: (المعطيات -العلاقات -النتائج).
أولا: المعطيات:
ملفوظ (اليهود)؛ عبارة عن مفهوم ومصطلح، ولعل أول ظهور للمفهوم (اليهود) في أعمق تأثيل على إثر الانقسام بين أبناء نبي الله يعقوب، فيعد الأبناء المخالفون أول تشكل لتيار منحرف بين أظهر بني “إسرائيل”، واتسع مع مرور العصور حتى بلغ الانحراف الكامل حين دعوة النبي محمد صلوات الله عليه وعلى آله وعن المصطلح (اليهود) ارتبط بالمنحرفين عن دعوة الإسلام لنبي الله موسى عليه السلام، وقرن القرآن الكريم بين المصطلح والمفهوم لليهود، ليعبر عن فريق الشر المحض وعند مفهمة مصطلح (النفاق)، وما يشتق منه، قد يتبادر في الذهن ارتباطه بالقاموس القرآني؛ لكن إنعام النظر يشف عن كون الحديث الواسع في القرآن الكريم عن ظاهرة النفاق، وخطرها، والتحذير منها، ليس؛ لأَنَّها وليدة الواقع العربي في مرحلة نزول القرآن الكريم، وإنما لكونها خطر كَبير أسقط ممالك قبل دعوة النبي محمد صلوات الله عليه وعلى آله لقد عانى بنو “إسرائيل” أشد العناء من هجمات قوميات أُخرى عليهم قبل عهد مملكة نبي الله داوود، وكان الأخطر من المهاجمين هم منافقون، يرفعون المعلومات الاستخباراتية للقوميات الأُخرى؛ إذ قلوبهم موالية لأُولئك.
ثانياً: العلاقات:
أما العلاقة بين اليهود وأدوات النفاق العربي؛ فتبدأ من أرض الشام، وتنتهي في أرض الشام، لقد نفي أمية من مكة؛ لفجوره، وحط به المقام عشرين عامًا في الشام بالذات، الشام التي كان يخصها بزيارات سنوية في رحلة الصيف، وهذا يكشف عمق العلاقة بين أمية، وأهل الشام، ولكن من منهم بالتحديد؟
خصت علاقة أمية من أهل الشام بيهودها خَاصَّة، ومن الشام تقاطر اليهود إلى حول المدينة قبل البعثة النبوية، وهي منفى مِن أجلِي من اليهود في عهد النبي محمد صلوات الله عليه وعلى آله، من حول المدينة، فالشام بؤرة خطيرة، وبيئة خصبة لتنامي العلاقة بين النفاق واليهود لقد وجه النبي محمد -صلوات الله عليه وعلى آله- قبل وفاته جيش أسامة جهة الشام، ففتح الله الشام على أيدي تلاميذ رسول الله، من ربتهم سورة التوبة، ورفع من معنوياتهم غزوة تبوك وفتحت الشام؛ ليختطفها منافقو العرب؛ إذ ولى عمر بين الخطاب يزيداً بن أبي سفيان، وبعد موته ولى أخاه معاوية لعشر سنوات، فضجت العرب من فساده وإفساده، فقال عمر: دعوه، إنه كسرى العرب، لقد اختيرت الشام مهبط منافقي الإسلام، وهو اختيار بعناية تمتد إلى تلك الجذور لقد كان معاوية المتراس الأول لمنع امتداد الفتح الإسلامي إلى الغرب الكافر، ومن بعده بنو أمية كان لمعاوية طبيب، وكان مكيناً في مكانته، وقدره، ناهيك باليهود المجليين من حول المدينة، فهم للاستشارة، وحلحلة المعضلات، وقلب مفاهيم الدين الإسلامي، فلهم خبرة تمتد لآلاف السنين، ولذا قد جعلوا لكل قائم مائلًا، وكان مجلس هشام بن عبد الملك يرتاده يهوداً، للمنادمة، وهتكوا عرض رسول الله في ذلك المجلس، أصبح سرجون بن منصور النصراني كاتب معاوية، واستمر متنقلاً حتى عهد عبد الملك بن مروان، فمثل دوره، كدور سفراء دول الغرب الكافر في عالمنا الإسلامي، وهناك عدد من النصارى عمال على أمصار ولاهم بنو أمية.
إن طبيعة العلاقة بين اليهود والمنافقين تتمثل في أواصر (الأخوة)، فقال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}، [سُورَةُ الحَشرِ: ١١] وهذه اللفظة ذاتها، نطقها من يطلق عليه رئيس رابطة العالم الإسلامي في السعوديّة العيسي أثناء حديثه عن طبيعة علاقة السعوديّة باليهود؛ إذ قال: وقف أنا وإخوتي من اليهود وفي معاصرتنا قادة النفاق النظام السعوديّ يعطي كيان العدوّ الإسرائيلي في معركة (طُـوفَان الأقصى) ملايين الدولارات، كدعم في مواجهة الحرب ويشارك النظام الإماراتي مع العدوّ الإسرائيلي الاجتياح البري لغزة بفرق متعددة، ناهيك بمشاركة الطيران
ثالثا: النتائج:
ولكن ما نتائج تلك العلاقات؟
قطعاً قطعاً؛ قال تعالى: {لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ}، [سُورَةُ الحَشرِ: ١٢] لقد أدبر السعوديّ والإماراتي عند الاعتداء على اليمن لإرضاء اليهود والنصارى، وهَـا هو يدبر في قطاع غزة، فثمة أكثر من أسير إماراتي في قبضة حركة حماس ولا قلق من تجمعهم، فهم في خلاصة جمعهم لا يخرجون من دائرة حزب الشيطان الذي قال الله عنه: {أولَـٰۤىِٕكَ حِزبُ الشَّيطَـانِ ألا إِنَّ حِزبَ الشَّيطَـانِ ٰنِ هُمُ الخَـاسِرُونَ}، [سُورَةُ المُجَادلَةِ: ١٩] لقد اجتمع ثلاثي الشر في غزو العراق، وفشلوا، وفي اليمن تقهقروا، وها هم اليوم في فلسطين ولبنان يجرون ويلات الهزيمة وهَـا هي قمة الرياض المخزية للمرة الثانية، تجر أذيال الذل والعمالة، والتآمر على قضية فلسطين، ولذا ليست بقمة إسلامية؛ إنما قمة النفاق: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ، فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ}، [سُورَةُ المَائـِدَةِ: ٥٢]، فخاتمتهم الندم الشديد، وما خاتمة زعماء عرب سبقوهم تولياً لليهود والنصارى عنهم ببعيد، فيرونه بعيدًا، ونراه قريباً وكما سجل التاريخ منافقي الأُمَّــة الأوائل في صفحات المقت، والخزي، والعار، والفناء؛ فلن يكون منافقو الأُمَّــة في المعاصرة ببعيدين عن ذلك، والندم على جرائرهم أشد وطأة عليهم واليهود حالهم المزري لا ينفك عن ملاحقتهم، الذل، والخزي، والخوف، والقلق، ويكفيهم جميعًا العذاب النفسي اليوم، فسينفقون، ثم تكون عليهم حسرة، ويغلبون، وهم جميعًا في النار: {إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ المُنَاٰفِقِينَ وَالكَاٰفِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا}، [سُورَةُ النِّسَاءِ: ١٤٠] أما نحن أُمَّـة الإسلام؛ فقد حدّدنا مسارنا، وبدقة متناهية، وبتوجيهات مكللة بالعون الإلهي، فقال الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ، إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا}، [سُورَةُ النِّسَاءِ: ٧٦].
الإبادة الجماعية وأنظمة التطبيع
وفي هذا السياق يقول الأخ أحمد المتوكل: الإبادة الجماعية والاستهداف الشامل لكل مقومات الحياة، ومنع دخول الماء والغذاء والدواء هو ما يقوم به العدوّ الإسرائيلي اليهودي بحق الفلسطينيين واللبنانيين في قطاع غزة ولبنان وبمساعدة ودعم من أمريكا والأنظمة العربية المتصهينة،  لم يكن (طُوفَان الأقصى) في السابع من أُكتوبر وشماعة استعادة الأسرى هو الدافع الإسرائيلي لاستهداف غزه ولبنان، بل هو امتداد لسلسلة جرائمه الصهيونية على مدى خمسة وسبعين عامًا من احتلاله لفلسطين وتنفيذًا لمخطّطه الإجرامي الخبيث في السعي لإنشاء دولته المزعومة والتي يسميها بدولة “إسرائيل الكبرى”، والتي تمتد من النيل في مصر إلى الفرات في العراق، وتضم جزءًا من مصر وثلثَي السعوديّة وتشمل مكة والمدينة ودول الشام والعراق كان لا بُـدَّ للعدو الإسرائيلي لتحقيق هدفه وإنشاء دولته المزعومة أن يقوم بتغييرات جيوسياسية في المنطقة العربية، وإشعال الثورات والحروب الأهلية لتقسيم المقسم وتجزئة المجزأ، وتهيئة الأنظمة العربية للتطبيع، وصناعة القاعدة وداعش والجماعات التكفيرية لتهيئة البلدان للاحتلال الأمريكي والإسرائيلي الجدير بالذكر أن النظام السعوديّ هو النظام السبَّاق في قتل المسلمين قبل العدوّ الإسرائيلي، فقد قتل أكثر من ثلاثة آلاف حاج يمني فيما تُعرف بمجزرة تنومة، وذلك قبل احتلال اليهود لفلسطين، وهو أول من سارع في إهداء فلسطين لليهود وسمَّاهم بالمساكين، وهو من شنَّ عدوانه لأكثر من عشر سنوات على اليمن؛ بهَدفِ إفشال ثورة الواحد والعشرون من سبتمبر وإعادة اليمن لحضن التطبيع ومنع سيطرة أنصار الله لمضيق باب المندب وكل ذلك يصب في حماية العدوّ الإسرائيلي ومساعدته في إنشاء دولته المزعومة، ولم يكتفِ النظام السعوديّ عند هذا الحد، بل قام بدعم الجماعات التكفيرية في سوريا والعراق، وإشعال الاقتتال في السودان بمساندة من شريكه الإماراتي.

مقالات مشابهة

  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (أن تعرف… ليس كافيًا)
  • العمل والسعي لطلب الرزق.. الإفتاء توضح مفهوم العبادة في الإسلام
  • أمينة الفتوى: مقولة على قد فلوسهم تخالف تعاليم الإسلام
  • رسالة لشباب اليوم..
  • «صاحب التاريخ المضئ».. أول تعليق من محمد منير على اعتزال شيكابالا
  • «السَّلَامُ رِسَالَةُ الإِسْلَامِ».. موضوع خطبة الجمعة اليوم بمساجد الجمهورية
  • حقيقة وفاة الداعية حازم شومان بعد تعرضه لأزمة قلبية
  • أنظمة التطبيع معاول هدم لكل مقومات النهوض الإسلامي
  • خالد الجندي: قريش كانت تعرف يوم عاشوراء وتعظمه قبل الإسلام
  • «السلام رسالة الإسلام».. موضوع خطبة الجمعة لوزارة الأوقاف