أثار موظفو الخدمة المدنية الذين يشرفون على صادرات الأسلحة إلى إسرائيل مخاوف بشأن تواطؤهم المحتمل في جرائم حرب إذا تبين أن إسرائيل انتهكت القانون الدولي أثناء الصراع المستمر في غزة.

 

وبحسب فاي براون، المراسل السياسي لشبكة سكاي نيوز، فقد طلب المسؤولون في وزارة الأعمال والتجارة (DBT) وقفًا فوريًا لعملهم خوفًا من التداعيات القانونية، وينبع القلق من احتمال اعتبار أفعالهم داعمة للأعمال الإسرائيلية التي تتعارض مع القانون الإنساني الدولي.

 

وقد دعت نقابة الخدمات العامة والتجارية (PCS)، التي تمثل موظفي الخدمة المدنية، بشكل عاجل إلى عقد اجتماع مع مسؤولي الإدارة لمعالجة هذه القضية.

 وفي رسالة مؤرخة يوم الأربعاء، أكدت الجمعية على ضرورة تعليق جميع الأعمال المتعلقة بصادرات الأسلحة إلى إسرائيل للتخفيف من المسؤوليات القانونية المحتملة التي يواجهها موظفو الخدمة المدنية.

وكشفت المراسلات أيضًا أن جمعية سيرك فلسطين تسعى للحصول على مشورة قانونية من الحكومة منذ يناير، في أعقاب حكم أولي من محكمة العدل الدولية يشير إلى أن تصرفات إسرائيل في غزة يمكن أن ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية.

 

ومع ذلك، فإن رد الحكومة بتاريخ 13 مارس قلل من احتمالية المسؤولية الجنائية لموظفي الخدمة المدنية، مشيراً إلى أن مثل هذا السيناريو "من غير المرجح أن ينشأ".

 أشارت الحكومة إلى سرية المشورة القانونية كسبب لعدم مشاركتها مع مدارس سيرك فلسطين.

وحث النائب العمالي جون ماكدونيل، وهو عضو بارز في مجموعة الخدمات العامة والتجارية النقابية في البرلمان، الحكومة على أن تكون شفافة بشأن مشورتها القانونية، وشدد ماكدونيل على المخاطر المحتملة التي يواجهها موظفو الخدمة المدنية، مسلطًا الضوء على المبدأ القائل بأن اتباع التعليمات العليا لا يعفي الأفراد من المسؤولية في حالات جرائم الحرب.

 

تكثفت الضغوط على حكومة المملكة المتحدة لوقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل بعد مقتل ثلاثة عمال إغاثة بريطانيين في غارة جوية في وقت سابق من هذا الأسبوع، حذرت رسالة موقعة من أكثر من 600 محام، بما في ذلك قضاة سابقون في المحكمة العليا، من أن استمرار مبيعات الأسلحة لإسرائيل قد يشكل انتهاكًا للقانون الدولي.

وقد دافعت الحكومة عن موقفها، قائلة إن جميع طلبات تراخيص التصدير يتم تقييمها على أساس كل حالة على حدة وفقًا لمعايير ترخيص التصدير الاستراتيجية، ومع ذلك، فإن الدعوات إلى الشفافية والمساءلة فيما يتعلق بمبيعات الأسلحة لإسرائيل تستمر في النمو داخل برلمان المملكة المتحدة.

يقدم المقال نظرة ثاقبة للمعضلات الأخلاقية والقانونية التي يواجهها موظفو الخدمة المدنية المشاركون في تصدير الأسلحة إلى مناطق النزاع، ويسلط الضوء على النقاش الأوسع المحيط بدور المملكة المتحدة في مبيعات الأسلحة أثناء النزاعات الدولية.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

قتلوا حفيديها في غزة .. مواطنة فرنسية تقاضي إسرائيل بتهم الإبادة الجماعية

قدمت جاكلين، وهي مواطنة فرنسية، شكوى رسمية ضد إسرائيل تتهمها فيها بالقتل العمد وارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية، وذلك عقب مقتل اثنين من أحفادها في قصف إسرائيلي استهدف منزلًا شمال قطاع غزة في أكتوبر 2023، وفقًا لتقارير فرنسية.

ووفقًا لمصادر إعلامية فرنسية، منها فرانس إنتر، فإن الطفلين، وهما صبي يبلغ من العمر 6 سنوات وفتاة تبلغ 9 سنوات، قتلا في ليلة 23-24 أكتوبر، بينما كانا في منزل لجأوا إليه برفقة والدتهما ياسمين وشقيقهما البالغ من العمر 5 سنوات، واللذين أصيبا بجروح خطيرة.

تقيم ياسمين، ابنة جاكلين الوحيدة، في غزة منذ سنوات في إطار عملها الإنساني، حيث تزوجت وأنجبت ثلاثة أطفال وحرصت على أن يحملوا الجنسية الفرنسية.
كاتس: لن يكون هناك هدوء في بيروت ولا نظام ولا استقرار في لبنان دون أمن إسرائيلإسرائيل تبلغ ترامب بعدم ضرب إيران إلا حال فشل المحادثات

اتهمت جاكلين الحكومة الفرنسية بالتقصير في حماية مواطنيها، مشيرة إلى ضرورة إجلاء الفرنسيين المقيمين في القطاع، خاصة في ظل التصعيد العسكري.

وأوضح محامي جاكلين، أرييه عليمي، أن الشكوى رُفعت إلى رابطة حقوق الإنسان، وأنها تهدف إلى ملاحقة كل من تورط، بشكل مباشر أو غير مباشر، في ارتكاب جرائم محتملة.

وأضاف أن المشتبه بهم من المسؤولين الإسرائيليين قد يواجهون الاعتقال الدولي بمجرد مغادرتهم حدود إسرائيل، مؤكدًا أن نطاق الملاحقة لا يقتصر على القادة السياسيين والعسكريين فقط، بل يشمل أي شخص شارك بأي شكل.

تأتي هذه الخطوة في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية على إسرائيل بشأن عملياتها العسكرية في غزة، حيث أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في يناير 2025 أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهم تشمل استخدام التجويع كسلاح حرب وعرقلة المساعدات الإنسانية، وهي جرائم تُصنف كجرائم ضد الإنسانية.

كما قدمت منظمات حقوقية فرنسية، مثل الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان، شكاوى ضد جنود فرنسيين-إسرائيليين يُشتبه في تورطهم في جرائم حرب في غزة، مما يعكس تحركًا قانونيًا متزايدًا داخل فرنسا لمحاسبة المتورطين في الانتهاكات ضد المدنيين الفلسطينيين.

وتأتي هذه التطورات في ظل تقارير تشير إلى مقتل أكثر من 44,000 فلسطيني وإصابة أكثر من 105,000 آخرين منذ أكتوبر 2023، وفقًا لمصادر حقوقية، مما يسلط الضوء على حجم الكارثة الإنسانية في القطاع.

تُعد هذه القضية اختبارًا حاسمًا للعدالة الدولية، حيث تسلط الضوء على التحديات القانونية والسياسية في محاسبة الدول والأفراد على الجرائم المرتكبة في النزاعات المسلحة، وتثير تساؤلات حول فعالية النظام القضائي الدولي في تحقيق العدالة للضحايا.

طباعة شارك إسرائيل جرائم حرب الإبادة الجماعية قصف إسرائيلي فرانس إنتر الحكومة الفرنسية بنيامين نتنياهو يوآف غالانت منظمات حقوقية فرنسية الاتحاد الدولي

مقالات مشابهة

  • %10 علاوة دورية للمخاطبين بقانون الخدمة المدنية
  • المالية: 15٪ علاوة لغير المخاطبين بالخدمة المدنية بحد أدنى 150 جنيهًا
  • الخارجية البريطانية ترحب بالتزام الحكومة السورية بتدمير برنامج الأسلحة الكيماوية في عهد النظام السابق بشكل تام
  • إسرائيل.. أحزاب “الحريديم” تواصل التهديد بحل الكنيست وإسقاط الحكومة
  • هآرتس: أوروبا تنتقد إسرائيل وتشتري منها الأسلحة بالمليارات
  • قتلوا حفيديها في غزة .. مواطنة فرنسية تقاضي إسرائيل بتهم الإبادة الجماعية
  • FP: كيف حوّلت غزة إسرائيل من دولة محمية إلى منبوذة دوليا؟
  • وزير الخدمة المدنية يهنئ قائد الثورة ورئيس المجلس السياسي بعيد الأضحى
  • معلومات تُكشف للمرة الأولى.. ليبرمان: إسرائيل سلمت أسلحة لعصابات في غزة بأمر من نتنياهو
  • ارتكاب إسرائيل جرائم حرب.. كشفٌ لقُبح الوجه الأمريكي