نص خطبة الجمعة الأخيرة من رمضان 2024
تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT
خطبة الجمعة.. تؤدى اليوم، صلاة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، والتي يطلق عليها كما يقول البعض الجمعة اليتيمة، لا سيما وأنها آخر جمعة في الشهر الكريم.
ويستعرض «الأسبوع » نص خطبة الجمعة والتي أعلنت عنها وزارة الأوقاف المصرية، بعنوان «صدقةُ الفطرِ وحقُّ اللهِ في المال».
تكليف إمام مسجد السيدة زينب بأداء خطبة الجمعة اليوم
كلف الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، الشيخ أحمد عصام الدين فرحات، إمام مسجد السيدة زينب (رضي الله عنها) بالقاهرة بأداء خطبة الجمعة اليوم 26 رمضان 1445هـ الموافق 5-4-2024م بعنوان: «صدقة الفطر وحق الله في المال»، من مسجد السيدة زينب (رضي الله عنها) بالقاهرة.
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، القائلِ في كتابِهِ الكريمِ: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}، وأَشهَدُ أَنْ لا إلَهَ إِلَّا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَنَّ سيدَنَا ونبيَّنَا مُحَمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ، اللَّهُمَّ صَلَّ وسلِّمْ وباركْ عليهِ، وعَلَى آلِهِ وصحبِهِ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، وبعدُ:
فإنَّ الإنفاقَ في وجوهِ الخيرِ مِن أجلِّ العباداتِ وأفضلِ القرباتِ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}، ويقولُ سبحانَهُ: {الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}، ويقولُ تعالَى: {إِنَّ الْمُصَّدِقِينَ وَالْمُصَّدِقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ}، ويقولُ نبيُّنَا ﷺ: (مَنْ تَصَدَّقَ بعَدل تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبِ طَيِّبِ، وَلَا يَقْبَلُ اللهُ إِلَّا الطَّيبَ، فَإِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُهَا بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِيهَا كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الجَبَلِ).
ومِن أعظمِ صورِ الإنفاقِ في هذه الأيامِ، المباركةِ صدقةُ الفطرِ التي شُرعتْ طهرةً للصائِمِ مِن اللغوِ والرفثِ وطعمةً للمساكينِ، وهي واجبةٌ على كلِّ إنسانٍ يملكُ قوتَهُ وقوتَ عيالِهِ ليخرجَهَا عن كلِّ مَن تلزمُهُ نفقتهُ مِن أفرادِ الأسرةِ حتى الأطفال، حيثُ يقولُ ابنُ عباسٍ رضي اللهُ عنهمَا: “فرضَ رسولُ اللهِ ﷺ زكاةَ الفطرِ طهرةً للصائِمِ مِن اللغوِ والرفثِ وطُعمةً للمساكين“.
وكذلك إخراجُ زكاةِ المالِ في هذا الشهرِ الفضيلِ حيثُ تضاعفُ فيهِ ثوابُ الأعمالِ الصالحةِ، يقولُ سبحانَهُ: {وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}، ويقول سبحانه: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشَّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كنزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ}، ويقولُ نبيُّنَا ﷺ: (وَمَا مَنَعَ قَوْمُ زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلّا مُنِعُوا القَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ).
وكلٌّ مِن زكاةِ المالِ وصدقةِ الفطرِ مِن حقِّ اللهِ تعالى في المالِ، فالمالُ ملكُ اللهِ (عزَّ وجلَّ) استخلفَ فيهِ عبادَهُ، وأمرَهُم أنْ ينفقوهُ في ما يرضيهِ سبحانَهُ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: {آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ}.
ولكلٍّ مِن زكاةِ المالِ وزكاةِ الفطرِ مقاصدُ نبيلةٌ منها التراحمُ والترابطُ والتكافلُ بينَ أبناءِ المجتمعِ، لا سيَّمَا في هذه الأيامِ الفاضلةِ التي يتضاعفُ فيها ثوابُ الأعمالِ الصالحةِ، حيثُ يقولُ نبيُّنَا (ﷺ: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطِفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى)، ويقولُ ﷺ: (إِنَّ الْأَشْعَرِيِّينَ إِذَا أَرْمَلُوا فِي الْغَزْوِ أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بِالْمَدِينَةِ، جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ فِي ثَوْبِ وَاحِدٍ ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ بِالسَّوِيَّةِ، فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ).
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على خاتمِ الأنبياءِ والمرسلين سيدِنَا مُحمدٍ ﷺ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين.
ولقد جعلَ الحقُّ سبحانَهُ في المالِ حقوقًا كثيرةً لا تقتصرُ على الزكاةِ، حيثُ يقولُ نبيُّنَا ﷺ: (إِنَّ في المالِ لَحَقًّا سِوى الزكاةِ)، ثمَّ قرأَ ﷺ قولَهُ تعالَى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}، ويقولُ سبحانَهُ: {هَا أَنتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم}.
ويقولُ نبيُّنَا ﷺ: (مَن كان معهُ فضلُ ظَهرٍ فَلْيَعُدْ بهِ على مَن لا ظهرَ لهُ، ومَن كان معهُ فضلُ زادٍ فلْيعُدْ بهِ على مَن لا زادَ لهُ)، ويقولُ صلواتُ ربِّي وسلامُهُ عليهِ: (مَا آمَنَ بِي مَنْ بَات شَبْعَانَ وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يَعْلَمُ بِهِ).
اللهُمَّ تقبلْ صيامَنَا وقيامَنَا وصدقاتِنَا واحفظْ مصرَنَا وجيشَنَا وشرطتِنَا
صلاة الجمعةصلاة الجمعة من ركعتين تؤديان بدلًا من صلاة الظهر، وتسبقهما خطبة الجمعة.
اقرأ أيضاًالأوقاف: «يوم الشهيد» موضوع خطبة الجمعة اليوم| نص الخطبة
دعاء ليلة القدر 27 رمضان.. اللهٰم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا
نص خطبة أول جمعة في رمضان
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: خطبة الجمعة القادمة خطبة الجمعة اليوم خطبة الجمعة اليوم مباشر الخطبة الجمعة اليوم خطبة الجمعة وزارة الاوقاف خطبة الجمعة هذا اليوم خطبة الجمعة مباشر خطبة الجمعة فی المال نص خطبة سبحان ه
إقرأ أيضاً:
هل يجوز احتساب الأضحية من مال الزكاة؟.. الإفتاء توضح
أجاب الشيخ محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد إليه حول إمكانية احتساب الأضحية من أموال الزكاة، مؤكدًا في مقطع فيديو نشر على قناة “يوتيوب” أن هذا لا يجوز شرعًا، موضحًا أن الأضحية لا تُشترى من أموال الزكاة، بل تُقدم من مال الشخص نفسه.
وفي السياق ذاته، أوضح الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي السابق لمفتي الجمهورية، أن الأضحية سُنّة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، من فعلها نال الثواب ومن تركها فلا إثم عليه، لكنه شدد على أن استخدام مال الزكاة في شراء صك الأضحية لا يصح.
وبيَّن عاشور أن مال الزكاة ليس ملكًا للمزكي حتى يتصرف فيه بشراء أضحية أو غيرها، بل هو مال مخصص للأصناف الثمانية الواردة في الآية الكريمة: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ...} [التوبة: 60]، ولذلك لا يجوز توجيه هذا المال إلى الأضحية بأي حال.
كما فرّق بين مال الزكاة والصدقة التطوعية، موضحًا أن من أراد شراء الأضحية من مال يتصدق به تطوعًا فذلك جائز، بشرط ألا يكون المال مخصصًا لنذر، لأن النذر واجب الوفاء به في موضعه المحدد، ولا يُصرف في الأضحية، التي لا تُعد واجبة بل تُقدَّم تبرعًا من مال الشخص الخاص.
الحكمة من الأُضْحِيَّة
شُرعت الأضحية في الإسلام لتحقيق مقاصد عظيمة، منها إظهار الشكر لله تعالى على نعمه الكثيرة، وإحياء لذكرى الفداء العظيم حين أمر الله سبحانه وتعالى نبيه إبراهيم عليه السلام بذبح فداء عن ابنه إسماعيل عليه السلام يوم النحر. وتُذكر هذه الشعيرة المسلمين بموقف التضحية والطاعة التامة لله، حين قدَّم إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام محبة الله وطاعته على كل غالٍ ونفيس، فكان هذا الإخلاص سببًا في رفع البلاء وإنزال الرحمة.
ومن خلال استحضار هذا المعنى، يتعلَّم المسلم الصبر على الطاعة وتقديم إرادة الله على رغبات النفس.
وقد بيَّنت دار الإفتاء المصرية أن الأضحية شُرعت في السنة الثانية من الهجرة، وهي ذات السنة التي فُرضت فيها صلاة العيدين وزكاة المال، ما يدل على ارتباطها بمظاهر العبادة الجماعية في الإسلام.
أما من حيث الحكم الشرعي، فقد اختلف الفقهاء في تحديده على مذهبين: الأول يرى أن الأضحية سنة مؤكدة للميسور الحال، وهو قول جمهور العلماء من الشافعية والحنابلة، وهو أيضًا الرأي المرجح عند الإمام مالك. أما المذهب الثاني، فيرى أنها واجبة، وهذا ما ذهب إليه الإمام أبو حنيفة.