غزة.. حالة تشظٍ أمريكي
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
محمد بن سالم التوبي
ما هو مصير الكيان الصهيوني المنبوذ والذي أصبح وجوده عالة على المُجتمع الدولي الذي أحرجه أمام مشروع الإبادة الذي يقوم به في غزّة ولم يتوانَ في قتل كل شيء تدب في الروح. المجازر التي قام بها في ستة أشهر جاءت بحصيلة ما يُقرب من 33 ألف شهيد وشهيدة وما يزيد عن 75 ألف جريح جلّهم من الأطفال والنساء والشيوخ، إنها أم الكوارث التي عرّت فيها المجتمع الدولي وأظهرته منزوع الرّحمة وعديم الجدوى تجاه كل هذه الأرواح البريئة التي أُزهقت وكل حكومات العالم ترى وتُشاهد هذه الوحشية التي يتعامل بها هذا النظام الماجن.
الكيان الغاصب أصبح يُشكل عبئًا على الحكومات الدّاعمة التي وقفت وصرّحت في بدايات الحرب لأحقية إسرائيل في الدّفاع عن نفسها زورًا، وتوقعت أن تتوقف إسرائيل عن هذه الحرب خلال فترة وجيزة ولكن- وللأسف الشديد- واصلت في الإبادة الجماعية بأسلحة الدول المتقدمة التي لم تتوقع أن تكون هذه الحرب بهذه البشاعة وبهذه العنجهية التي قضت على الأخضر واليابس ولم تراعِ في أهل غزّة إلًّا ولا ذمّة.
لقد خرجت الملايين من البشر مُنددين بهذه الحرب غير المُتكافئة من أجل إيقافها، ولكن هيهات هيهات وواشنطن تقف وراء الكيان الصهيوني المتغطرس، ولولا وقوف واشنطن وبريطانيا وفرنسا وألمانيا من ورائهم لما استمرت هذه الحرب المستعرة التي ساوت مناطق بأكملها بالأرض من جرّاء الصواريخ الأمريكية المتطورة، لولا وقوف الدول الكبرى وراء هذه الحرب لتوقف الكيان الغاصب عن إبادته الجماعية التي يسجلها التاريخ.
التشظي الذي أُصيب به المجتمع الأمريكي من جرّاء الحرب في غزة والرفض من مشاركة الولايات المتحدة الأمريكية في حرب الإبادة وتزويد إسرائيل بالأسلحة ودعمها ماليًا ومعنويًا أظهر للعالم أن حكومة واشنطن تقف وراء هذه الحرب الشّعواء، وبالتالي أظهرت للعالم أن واشنطن هي الراعي الأول للإرهاب في العالم وما تقوم به من حروب ما هو إلاّ إرهابًا مُنظمًا تقوم به من أجل فرض الهيمنة الأمريكية، وكل ذلك مدفوع من جيب المواطن الأمريكي المغلوب على أمره.
حالة التشظي هذه توسّعت لتصل إلى موظفي البيت الأبيض الذين تقدموا باستقالاتهم رفضًا لما تقوم به واشنطن، وامتد إلى الكونجرس الذي سعى الكثير من أعضائه إلى إيقاف المساعدات الأمريكيه لتل أبيب، ومنهم من طالب بوقف الحرب على الفور، ناهيك عن الجنود الامريكيين الذين خرجوا للعلن يتحدثون عن رفضهم للتوجهات الامريكية في المنطقة ويطالبون حكومتهم بالوقوف ضد الحرب، وما يهم في هذا التباين أنّه ولأوّل مرّه يحصل هذا الاختلاف على دعم إسرائيل والوقوف إلى صف فلسطين. وما المظاهرات والجموع المليونية التي يقوم بها الشعب الأمريكي إلّا دليل على تكشّف ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية من دعم غير محدود للإرهاب الإسرائيلي الموجّه نحو الفلسطينيين.
إلى متى ستقف الولايات المتحدة الأمريكية مع الكيان الصهيوني؟! الذي فضح وكشف ما تقوم به إسرائيل من حرب إبادة جماعية وتجويع وتدمير وقتل وانتهاكات ليس لها أوّل ولا آخر منذ سبعة أشهر. إلى متى سيقف الشرفاء والأحرار في الولايات المتحدة يصدّقون الآلة الإعلامية التي تصف الوقوف ضد الإسرائيليين بأنه معاداة للسّامية؟ لن يستمر ذلك طويلاً بعد ما تيقن المواطن الأمريكي ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية من جباية لأموالهم لصالح الجيش الإسرائيلي، لن يصدق الأمريكان الرواية الحكومية التي جعلت من إسرائيل الحمل الوديع والذي لابُد له من حماية حتى يستطيع العيش والوقوف ضد أعدائه في الشرق الأوسط. لقد عَلِمَ الأمريكان أن اللّوبي الصهيوني هو المتحكم في كثير من القرارات الأمريكية؛ حيث ظهرت فيه الولايات المتحدة الأمريكية رهينة لإسرائيل وللّوبي اليهودي.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
⛔ لاحظ التعابير التي استخدمها فيصل محمد صالح في هذا اللقاء
أعمدة التثبيط
⛔ لاحظ التعابير التي استخدمها فيصل محمد صالح في هذا اللقاء القديم “اللقاء في بداية الحرب عندما كان الجنجويد يحتلون البيوت” تعابير مصممة وداعية للإحباط.
بدأ فيصل اللقاء بقوله هذه قراءة غير منطقية، أي أن الذين يدعون لخروج الجنجويد من البيوت يقولون كلاماً غير منطقي، لا يمكن تحقيقه كما يتخيله الناس.هنا فيصل يريد منك أن ترضخ لمطالب الجنجويد وحلفائهم،وأن تصل إلى مرحلة من اليأس تقودك للتسليم بشروط الطرف الثاني، أي أن لا عودة لك إلى بيتك إلا بقبول الجنجويد، أو بأن تسمح بوجود قوات فصل دولية تأتي من الخارج لتسمح لك بدخول بيتك !!
هذا الخطاب المضلل الذي تم استخدامه في بداية الحرب، كان سينجح لولا صبر الناس وقناعتهم وإيمانهم بربهم وثقتهم في جيشهم ومقاتليهم..
بعدما حرر الجيش الخرطوم “بالمنطق العسكري” لا بمنطق فيصل والنور حمد الذين خذلوا الناس، واتهموهم بالسذاجة لمجرد أنهم طالبوا بحقهم في خروج المجرمين من بيوتهم، يجب على السودانيين أن يراجعوا المواد الإعلامية التي نشرت في بداية الحرب من قبل الآلة الإعلامية للجنجويد وحلفائهم، والتي كانت تخدم روايتهم وتدعم مشروعهم، نحتاج إلى مراجعتها مجدداً، لنعرف حجم المؤامرة التي واجهناها وانتصرنا عليها..
الحمد لله الذي أعاد الخرطوم لأهلها، ونصرنا على الجنجويد، وكشف زيف المخذلين والمتآمرين.بعدما تشاهدوا لقاء فيصل، لا تنسوا أن تكتبوا تعليق له ليعرف أي منطق هو الذي أخرج الجنجويد وهزمهم،منطق السلاح أم منطق آخر.
Hasabo Albeely
#السودان
إنضم لقناة النيلين على واتساب