في خطوة تاريخية، نجح الاتحاد الأوروبي في اجتياز ثماني سنوات من الجمود لتمرير تغييرات شاملة على قوانين الهجرة الخاصة به. يمثل تصويت البرلمان الأوروبي يوم الأربعاء معلما هاما في جهود الاتحاد الأوروبي لإصلاح إدارة الحدود وعمليات اللجوء عبر دوله الأعضاء البالغ عددها 27 دولة.

يأتي التشريع المعتمد حديثًا، وسط مناقشات وانقسامات حادة داخل الاتحاد الأوروبي.

ويشيد المؤيدون بهذه الخطوة باعتبارها خطوة حاسمة إلى الأمام، مشددين على الحاجة إلى إطار قوي لمعالجة تحديات الهجرة واللجوء داخل الكتلة.

وأشادت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا بالقرار ووصفته بأنه "حدثا تاريخيا"، مؤكدة التزام الاتحاد الأوروبي بإيجاد توازن بين التضامن والمسؤولية في إدارة الهجرة. ومع ذلك، تصاعدت التوترات خلال عملية التصويت، مما يعكس الطبيعة المثيرة للجدل للقوانين.

وعطل المتظاهرون الإجراءات، منددين بالاتفاق ومعبرين عن مخاوفهم بشأن تأثيره المحتمل على حقوق الإنسان. وانتقدت المنظمات غير الحكومية، بما في ذلك منظمة العفو الدولية، هذا التشريع، مشيرة إلى مخاوف من زيادة المعاناة الإنسانية وانتهاكات حقوق طالبي اللجوء.

انتقدت المنظمات غير الحكومية ما وصفته إيف جيدي، رئيسة مكتب المؤسسات الأوروبية ومديرة المناصرة في منظمة العفو الدولية، بـ "الفشل في إظهار القيادة العالمية". وقالت في بيان: "بعد سنوات من المفاوضات، تشارك مؤسسات الاتحاد الأوروبي الآن بشكل مخزي في التوقيع على اتفاق يعلمون أنه سيؤدي إلى معاناة إنسانية أكبر. 

بالنسبة للأشخاص الفارين من الصراع أو الاضطهاد أو انعدام الأمن الاقتصادي، ستعني هذه الإصلاحات حماية أقل وخطر أكبر لمواجهة انتهاكات حقوق الإنسان في جميع أنحاء أوروبا - بما في ذلك عمليات الإرجاع غير القانونية والعنيفة، والاحتجاز التعسفي، والشرطة التمييزية. 

وأضافت: لقد أضاعت أوروبا فرصة حيوية لبناء نظام للهجرة واللجوء يضع حقوق الإنسان في المركز، ويدعم دون قيد أو شرط حق الإنسان في طلب اللجوء بغض النظر عن المكان الذي أتوا منه أو كيفية وصولهم. يعد هذا الاتفاق فشلاً في إظهار القيادة العالمية فيما يتعلق بحماية اللاجئين وبناء مسارات آمنة وعادلة وكريمة للأشخاص للوصول إلى أوروبا - سواء بحثاً عن الأمان أو الفرص.

وفي حين عارض بعض السياسيين اليمينيين حزمة الهجرة لأنها لم تكن كافية، أثار آخرون مخاوف تتعلق بالسيادة ووصفوها بأنها نعمة لمهربي البشر. ومن بين الأصوات المعارضة كانت أحزاب مثل التجمع الوطني، وفوكس، والقانون والعدالة، وفيدس.

والخطوة الحاسمة للقوانين الجديدة هي موافقة الزعماء الأوروبيين، على الرغم من أن المعارضة متوقعة من بعض الجهات، وأبرزها رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك. وأعرب توسك عن تحفظاته بشأن البنود التي يمكن أن تجبر جميع دول الاتحاد الأوروبي على قبول حصة من المهاجرين في أوقات الأزمات، مما يسلط الضوء على المناقشات الجارية حول السيادة الوطنية داخل الكتلة.

إن إقرار ميثاق الهجرة الخاص بالاتحاد الأوروبي يمثل معلما هاما في جهود الاتحاد لمعالجة أحد التحديات الأكثر إلحاحا التي يواجهها. ومع ذلك، فإن الطبيعة المثيرة للجدل لهذه القوانين تؤكد على التعقيدات والانقسامات المتأصلة في عملية صنع سياسات الاتحاد الأوروبي بشأن قضايا الهجرة واللجوء.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی حقوق الإنسان

إقرأ أيضاً:

المرصد الأورومتوسطي: إسرائيل تمعن في جريمة التهجير القسري في جباليا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ذكر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، اليوم الجمعة، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي تعمد على مدار ثلاثة أسابيع من عمليته العسكرية في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، التدمير الشامل لمقومات الحياة والسكن المتبقية في المخيم بما في ذلك محو مربعات سكنية بأكملها ومراكز طبية وتموينية، ومراكز الإيواء التابعة للأمم المتحدة.

وأشار الأورومتوسطي، في بيان له اليوم، إلى أنه لم تسلم أي بناية سكنية من القصف أو التجريف أو الحرق في مخيم جباليا، مع تدمير كامل للبنية التحتية، وحرق السوق الرئيسية والمحال في الشوارع المحيطة بها.

وتابع المرصد: "وثّقنا تدمير جيش الاحتلال جميع مقار (أونروا) في مخيم جباليا، من مدارس ومخزن توزيع مساعدات ومركز صيانة، وحرق المقر الرئيسي للوكالة، بما في ذلك إتلاف مستندات اللاجئين".

وأوضح "الأورومتوسطي لحقوق الإنسان" أن المدارس ومقار "أونروا" المدمرة كانت تعد مأوى ومراكز إيواء لآلاف المدنيين الفلسطينيين الذين طردوا من منازلهم بعد تدميرها في هجمات إسرائيلية، أو في محاولة منهم لإيجاد مناطق آمنة والنجاة بأنفسهم.

مقالات مشابهة

  • “المرصد العربي” يحذر من خطوة إقدام الاحتلال الإسرائيلي على تصنيف “الأونروا” منظمة إرهابية
  • «العربي لحقوق الإنسان» يحذر من تصنيف «الأونروا» كمنظمة إرهابية
  • خطة رواندا البريطانية للاجئين تتحول إلى بديل ملهم للأوروبيين
  • الاتفاق يوافق على بيع سعد آل موسى للاتحاد بشرط !
  • الاتحاد الأوروبي يعرب عن قلقه بشأن محاولات إسرائيل تصنيف الأونروا منظمة إرهابية‎
  • غالبية اليونانيين لديهم رأي جيد بشأن الاتحاد الأوروبي
  • احتجاجات بشأن المناخ في برلين قبل الانتخابات الأوروبية
  • المرصد الأورومتوسطي: إسرائيل تمعن في جريمة التهجير القسري في جباليا
  • ضبط أدوية منتهية الصلاحية في عيادة سجن الجديدة بطرابلس
  • ‎بيكيه يخضع للتحقيق بقضية فساد