رفح- «أ.ف.ب»: يخشى وليد الكردي أن تؤدي التوترات الإسرائيلية-الإيرانية إلى «صرف الانتباه» عن الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة الخاضع لحصار مطبق والذي تقصفه إسرائيل بلا هوادة منذ أكثر من ستة أشهر. وفي تعليق على هجوم شنّته إيران ليل السبت-الأحد بمسيّرات وصواريخ ضد الأراضي الإسرائيلية، يقول الكردي الذي لجأ إلى رفح في جنوب القطاع الفلسطيني «نحن نازحون ولا يهمنا هذا الأمر».

على غرار وليد الكردي، هناك مليون ونصف مليون فلسطيني غالبيتهم هجّرتهم الحرب من أنحاء أخرى في القطاع، يحتشدون في مدينة رفح التي تعتزم إسرائيل شن عملية برية فيها على الرغم من المخاوف الدولية.

هذه المدينة المحاذية لمصر، تعتبرها إسرائيل آخر معقل لحماس التي تحكم القطاع منذ العام 2007.

ويرى بعض الفلسطينيين أن الهجوم هو محاولة من إيران لحفظ كرامتها ليس أكثر، وقال منير الجاغوب وهو مسؤول في حركة فتح على صفحته على فيسبوك: «تم إسدال الستار على مسرحية الحفاظ على ماء الوجه واللعب في إطار القوانين المتفق عليها، ‏الوحيد الذي يدفع الثمن من لحمه ودمه هو الشعب الفلسطيني».

وقال آخرون على مواقع للتواصل الاجتماعي إنهم يعتقدون أن الهجوم متفق عليه مع الولايات المتحدة حتى لا يتسبب في أي أضرار في إشارة للساعات الطويلة التي استغرقها وصول الطائرات المسيرة لمناطق قرب إسرائيل وقالوا إن ذلك منح إسرائيل الكثير من الوقت لإسقاطها.

ويرى بعض الفلسطينيين أن الهجوم هو محاولة من إيران لحفظ كرامتها ليس أكثر.

لكن الأمر لم يحظ بمعارضة الجميع، فقد حظي هجوم إيران على إسرائيل بإشادة الكثير من الفلسطينيين في قطاع غزة الأحد باعتباره ردا نادرا على حملتها العسكرية على القطاع، غير أن البعض أعربوا عن اعتقادهم بأن طهران نفذت الهجوم بغرض استعراض القوة وليس لإلحاق أضرار فعليه بإسرائيل. وقال أبو عبدالله (32 عاما) مستخدما كنيته بدلا من اسمه الكامل: «لأول مرة شفنا بعض الصواريخ اللي ما نزلت علينا وكانت رايحة باتجاه الأراضي المحتلة».

وتابع قائلا: «إحنا بنأمل إنه إذا إيران دخلت الحرب الحل لغزة ممكن أقرب من أي وقت مضى... الأمريكان راح يضغطوا ليحلوا الأزمة في غزة اللي هي جذر المشكلة». إلى ذلك، جرى تداول لقطات من القطاع تظهر الكثير من السكان، بينهم نازحون في خيام، وهم يهتفون في فرحة الله أكبر بعد أن أضاءت السماء بالصواريخ الإيرانية وانطلاق الدفاعات الإسرائيلية لاعتراضها.

وقال ماجد أبو حمزة (52 عاما) من مدينة غزة وهو أب لسبعة أبناء: إن من يقرر مهاجمة إسرائيل ويجرؤ على ذلك في وقت يعمل فيه العالم كله لصالحها هو بطل في أعين الفلسطينيين بغض النظر عن التوافق الكامل مع أيديولوجية إيران من عدمه. وتابع قائلا: «إحنا بننذبح من أكتر من ست شهور وما في حدا أجته جرأة يعمل شي.. اليوم لما إيران ردت على قصف سفارتها هاد شي أفرحنا». وتعهدت إسرائيل «القضاء» على الحركة، وتشن عمليات قصف أتبعتها بهجوم بري في قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل 33729 شخصا غالبيتهم من النساء والأطفال، حسب وزارة الصحة التابعة لحماس. ويقول الكردي إن «رد إيران على إسرائيل ليس شأننا، ما يهمنا هو أن نعود إلى ديارنا»، في حين تهدّد المجاعة القطاع الفلسطيني وتراوح مكانها المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والحركة الإسلامية للتوصل إلى هدنة.

وأعلنت إسرائيل اليوم الأحد أنها لا تزال في حال تأهب غداة الهجوم غير المسبوق للجمهورية الإسلامية ضد الدولة العبرية والذي جاء ردا على قصف للقنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من أبريل.

ويعرب الكردي عن خشيته من تداعيات التطوّر الأخير إذ يرى في التوترات الإسرائيلية-الإيرانية «مناورة» محتملة.

ويقول: «سننتظر الساعات الثماني والأربعين المقبلة لمعرفة ما إذا اليهود (إسرائيل) سيردون على إيران أم أنها لعبة (تمارس) علينا لصرف الانتباه عن رفح».

ووسط أكشاك مؤقتة في شوارع رفح المزدحمة، يأمل أحمد أبو عودة وهو أيضا نازح «أن تضغط إيران على إسرائيل لوقف الحرب» في قطاع غزة.

وعلى مقربة منه يشدّد محمد صبحي على أنه من غير المفهوم كيف أن المقذوفات التي أطلقتها إيران لم تصل إلى أهدافها.

ويتساءل: «هل يعقل أن تستغرق الطائرة (المسيّرة) سبع ساعات لبلوغ إسرائيل؟».

ويضيف: «هل يعقل أن 170 طائرة لم يدخل أي منها (المجال الجوي لإسرائيل) وسقطت كلها؟ هذا أمر لا يعقل»، في وقت تؤكد إسرائيل أنها أحبطت الهجوم الإيراني واعترضت «99% مما أطلق» باتّجاه أراضيها.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

تضرر القطاع الصحي في لبنان جراء الهجمات الإسرائيلية

 

فالمساعي لتأهيل البنى الصحية تصطدم بارتفاع وتيرة الاستهدافات الإسرائيلية وصعوبة البدء في إعادة الإعمار بعد عام من نهاية الحرب.

Published On 11/12/202511/12/2025|آخر تحديث: 10:55 (توقيت مكة)آخر تحديث: 10:55 (توقيت مكة)انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعيshare2

شارِكْ

facebooktwitterwhatsappcopylink

حفظ

مقالات مشابهة

  • شهيدان بنيران الاحتلال في جباليا وخانيونس.. وتواصل الانتهاكات
  • رفض مصري قطري لـسلوك إسرائيل تجاه وقف إطلاق النار بغزة.. الاتفاق متعثر
  • وزير التعليم الفلسطيني يُطلع العناني على الانتهاكات الإسرائيلية
  • تضرر القطاع الصحي في لبنان جراء الهجمات الإسرائيلية
  • مدير معهد فلسطين للأمن: إسرائيل مستمرة في نهجها دون تغيير تجاه الجنوب اللبناني
  • المبعوث الأمريكي: تركيا قادرة على المساعدة في غزة ومسار تطبيع مع إسرائيل ممكن
  • سياسي فلسطيني: إسرائيل لا تزال متمسكة باستراتيجيتها العسكرية تجاه الجنوب اللبناني
  • نهج ثابت وأهداف خفية.. لماذا تواصل إسرائيل سياستها التصعيدية تجاه الجنوب اللبناني؟
  • الاحتلال يعترف: إيران تستخدم أساليب حرب ضدنا دون إطلاق رصاصة واحدة
  • العدل: مطلوب موقف دولي صارم لإجهاض الخطة الإسرائيلية لبناء 17 مستوطنة بالضفة الغربية